• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ابحث عن نفسك..

اسراء الفتلاوي / الأحد 09 آب 2020 / تطوير / 2588
شارك الموضوع :

استرسلت دموعها بالهطول على وجنتيها وكأنها أرض عطشت فرحمت بقطرات الغيث لترتوي

في إحدى الأيام بدت السماء وكأنها حديثة الولادة من شدة زرقتها وصفاء منظرها لتحتضن الشمس بشدة نصوعها فتشرق بإبتسامة لتنشر ضياءها على مشارف الأرض وتمنحهم فائدتها.

فجمال ذلك اليوم قد جعل اللطف يعم الأماكن والأنس قد أخذ نصيبه من الناس.. بينما العالم كان مسحوراً بالجمال وفي أحد القصور المطلة على مشارف المدينة هناك ولدت طفلة صغيرة في قصر،  أسماها والدها "رسال" ومعنى اسمها التمهل والانتظار..

ترعرعت رسال في أحضان الترف والدلال لتشب على عرش الرفاه متنعمة بكل ما أنعم الله به على البشر.. اُغدقت بالعاطفة والحنان والهدايا، والدها لم يدعها تحتج لكائن مطلقاً، مرت السنين والأيام وقد بلغت رسال ريعان الشباب ولم تكن تعي أن هناك أمراً يصعب حله في هذه الدنيا، حتى حل بها أمر قد رأته يعجز عن التصديق وأن ترفها برمته لا يمكنه أن يفعل شيئاً..

ظلت في حيرة من أمرها، لم تستطع أن تفعل سوى الانتظار والصبر، هناك مر على أسماعها صوت الآذان وكانت الشمس قد أهدت ضياءها للقمر لتسلمه مفاتيح البزوغ واعلان هيمنته في دياجي الظلام، وقد أكمل المؤذن التكبير والشهادة بوحدانية الله وأن محمداً عبده ورسوله ثم شهد بأن علياً ولي الله. وكأنه جرس تنبيه في ظل الضياع لكنها لم تكن على استعداد تام لاستقباله، التفتت إلى نافذتها شعرت بإحتياجها إلى ذلك الأمان الراوي لظمئها الايماني..

ثم بعد لحظات تنهدت وعادت للتفكير في مصيبتها، أكل الوقت تأملاتها، شعرت بالارهاق، خلدت إلى النوم، مرت ساعات وهي غارقة في نومها حتى قطع ذلك الكابوس نومها الذي جعلها تستيقظ على صوت آذان الفجر، التقطت أنفاسها روت ثغرها المتيبس من شدة الرعب والارهاق برشفة ماء، أنارت مصباح غرفتها شرعت عّن أبواب نافذتها فإذا بالمؤذن قد وصل بالآذان "حي على الصلاة".. ثم كررها، شعرت بنسمة قد داعبت صحراء مشاعرها الوعرة، أحست بقربها من نهر يروي ذلك الظمأ في فؤادها..

نظرت إلى نفسها، تمعنت بمعالم وجهها، أخذها التفكير إلى كلام لم تكن بحاجة للاحساس به، تجولت بين أروقة ذاكرتها لتتذكر كيفية أداء الصلاة، خطر لها قول تلك المدرسة في أيام الثانوية أخبرتهم أنها سهلة جدا فقط  أن تأتيها بقلب سليم قد عرف من أوجده اليوم، ليقف بين يديه ويشكره على نعمة خلقه..

ذهبت لمكان الوضوء، ثم افترشت سجادتها أخذت تخفي زينتها بحجاب أحبت نفسها فيه، وقفت تؤدي صلاتها، وهي ترتل الآيات شعرت برغبة بالبكاء لتستنهض تلك المشاعر التي سكنتها العتمة قبل أن تنيرها رحمة الخالق..

استشرت الطمأنينة أركان روحها، شعرت بقربها من الله، زادها الأمر سعادة وكأن تلك الركعتان قد ضمدت جرحاً لا تفقه سببه لغرقها في الفراغ الروحي، نظرت إلى السماء رددت: يا رب السِعة والإتساع ضعني حيثُ أنتمي، إلهي!.

أنا التي صنعت هذا الخَراب، أشكوه إليك لأني أعلم أنك ترحم من ناداك وأنت قريب لمن ناجاك، استرسلت دموعها بالهطول على وجنتيها وكأنها أرض عطشت فرحمت بقطرات الغيث لترتوي، بعد اتمامها الصلاة رغبت أن تقرأ القرآن أيضاً لتنير حروفه دروب أيامها الموحشة بقربه ولتقوي هشاشة روحها بذكر الله تعالى.

أخذت القرآن، قبلته، وضعته على جبينها، فتحته بكل حب وكأنها تنتظر رسالتها بين السطور فقرأت بين الآيات هذه الآية: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا".

تزاحمت قطرات الدموع من عينيها وكأنها قد تسلمت رسالة واضحة وصريحة جداً، فابتسمت ثم عادت تكمل الآيات حتى انتهت، شعرت برغبة في النوم مرة أخرى، خلدت إلى النوم، تشعر بخفة كأنها طير قد رمى كل ما يثقله ليعود مطمئناً إلى موطنه، مرت ساعات حتى رن المنبه ليخبرها بموعد الدوام، الآن نهضت بكل نشاط وراحة أخذت تستعد للخروج وبينما هي في الطريق وقع نظرها على لوحة تحمل الآية الكريمة نفسها:

"الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا".

هنا وقفت تأملتها ثم بدأت تعلوها ملامح الارباك، ترى ما الحكمة من ذلك كيف هذه الآية أن تتكرر؟!

انتظرت حتى تصل إلى مكان عملها، هناك رجل كبير في السن قد تشبعت تجاعيده بالقيم وأخلاقه الفاضلة تجسيد لصفات آل البيت "عليهم السلام" حتى صار مثالاً وقدوة في مكان عمله..

ذهبت إليه بعد أن سلمت عليه وسألته عن أحواله، سردت له قصتها، أخذ يردد: الحمد لله وشعر بالفرح  حتى انتابها الفضول لمعرفة سبب فرحه، قالت: ياعم ما القصة التي جعلتك تبدو بهذا الفرح الغامر. قال لها: هنيئاً لكِ حب الله والمولى علي "عليه السلام" أجابت: وكيف ذلك؟

قال لها: أنتِ لا تدركين كمية اللطف المحاطة بك، لأن الله إذا أحب عبداً ابتلاه ليقربه إليه، وأنتِ قد ابتلاك الله ليجعلك ذاكرةً له في أيام مباركات، علت ثغرها ابتسامة وهي تستمع لحديثه، وأخبرها أن هذه الأيام هي أيام عيد الولاية.

وأردف: الآية التي صادفتك لم تظهر أمامك اعتباطاً بل لتذكيرك أن الامام علي ارسل لاكمال الدين وقد اكتمل دينك لدعوتك إلى ساحة الايمان في هذه الأيام وتحت ظله "عليه السلام"..

لأن يوم غدير خم عظيم جداً وهو من أهم الأعياد وذكره النبي في خطبته المعروفة في هذا اليوم، وكان النور ينتشر في أرجاء المكان وقد ذكر النبي "أنه أفضل أعياد أمتي" وفيه من الأجر والفضل لكل امرئٍ سواء لاحيائه أو اظهار معالم عظمته للناس والأهل ما يعجز عن وصفه اللسان، فعظمته تجعلك تغرق في بحر حب مولاك، وأخذ يذكر فضله وأقوال الأئمة عليهم السلام، فعن الامام الرضا "عليه السلام": (من أطعم مؤمناً كان كمن أطعم جميع الأنبياء والصديقين). لأنه يوم اتمام الدين واتمام النعمة علينا بتنصيب الحق علي "عليه السلام".

استبشرت بحديثه، شكرته وتبادلت التهنئة معه، وبعد انتهاء ساعات العمل ذهبت إلى محل الحلوى لتدخل على أهلها ناشرة معالم الفرح والسرور، ثم أخذت تزين البيت وتنشر الفرحة بين أرجاء المنزل.

وبعد انقضاء هذا اليوم المليء بموائد الايمان والرحمة، أخبروها بأن ما كان يشغل بالها قد تيسر أمره وانقضت حاجتها، فرحت وسجدت شاكرة لله، بعد هذا الأمر أدركت نفسها الضائعة بمعالم الترف الفارغ..

اللهم اجعلنا من المتمسكين بولاية وليك أمير المؤمنين "عليه السلام".

الانسان
الحياة
الحزن
الامل
الامام علي
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    تمكين المرأة من خلال سيرة السيدة زينب

    النشر : الخميس 16 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    حتمية الطفوف وإشهار السيوف

    النشر : الأربعاء 27 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    النشر : الخميس 12 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    الأبناء.. الضحايا الأكبر للخيانة الزوجية

    النشر : الثلاثاء 22 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    الغرق في متاهات الحياة

    النشر : الثلاثاء 02 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    الأكل على متن الطائرة.. هل هو صحي؟

    النشر : الخميس 13 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 367 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 345 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 5 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 5 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 6 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة