• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

النسر يحلّق بعيداً.. والفراشة أيضاً

رقية تاج / الخميس 08 نيسان 2021 / تطوير / 2500
شارك الموضوع :

هذا درس للمغترّين بسلالات العوائل والأقوام ولاسيما في مجتمعاتنا الشرقية التي تعطي أهمية كبيرة للقب واسم العشيرة

التلفّع برداء الحسب والنسب يغرّ الناظر لوهلة لكنه وهجٌ لا يدوم، فالمظاهر في الغالب خدّاعة، لأن تحت ذلك الرداء المُبهِر قد يكون الجسد مريضاً أو مشوّهاً، فيغدو ذلك المعطف خرقة بالية لا تُسمن ولا تغني من جوع.

وكذلك الإعتماد على الواسطات المتكئة على اسم العائلة والعشيرة وعلى أساس العرق والعنصر القومي وغيره، لا تسعف دائماً من يريد النجاح والتميّز، نعم، قد يحصل على مايريد، قد يظفر بعمل مرموق، وظيفة، شهرة، سلطة... لكنها مكانة مزيّفة يشوبها القلق والاضطراب وسرعان مايخبت ألقها أو تزول بركتها هذا إنْ دامت، ذلك لأنَّ أساسها هزيل وعمادها رخو ومتزلزل.

إذن من الذي يحرز قصب السبق؟، من الذي يفوز وينال التقدّم والغلبة في أي مجالٍ وفي أي مضمارٍ كان؟

يقول أمير المؤمنين صلوات الله عليه: "مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ".

حكمة جميلة من حكم الإمام تبيّن العداد الذي يسرع بالانسان لكل خير، إنه العمل، العمل الصالح والجهد الحثيث، المحاولات الدؤوبة والكدح المستمر هو مايجب أن نعوّل عليه في كل عمل دنيوي وأخروي.

فالكفاءة هي من تنجح الطالب في الدراسة والأستاذ والمدير والمرؤوسين في أي عمل ووظيفة. السلوك الحسن ونفع الناس ومساعدتهم هو ما ينجح العلاقات بين أعضاء الأسرة والزوجين والأصدقاء وبقية أفراد المجتمع.

العبادة المخلصة، النية الطيبة، الخلق القويم هو مايوصل الإنسان لرضا ربه والجنة، وليس أصل الإنسان وحسبه وتلك الإعتبارات التي لايد للإنسان فيها.

إنه منهج الإمام عليه السلام مع أنه كان من أشرف وأكرم الأصول، فقد كان يرفض التعامل والتقسيم على أي أساس غير الفعل ذاته، لأنه المعيار الحقيقي لقبول الأشياء وردها وتقويم الناس، فالفكر الإسلامي يرتكز على التقوى وليس على الثقافة المجتمعية الجاهلية. والرسول صلوات الله عليه كان يتعامل بسواسية مع النبيل والوضيع، الأبيض والأسود، العربي والأعجمي، ولذلك أيضاً حورب وهوجم.

وقد قال الإمام في أبيات تنسب إليه:

ماحسبك ما الإنسان إلا بدينه    فلا تترك التقوى اتكالا على النسب

فقد رفع الإسلام سلمان فارسي   وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب.

وهذا درس للمغترّين بسلالات العوائل والأقوام ولاسيما في مجتمعاتنا الشرقية التي تعطي أهمية كبيرة للقب واسم العشيرة فيتكلوا عليها على حساب أفعال وأخلاق أخرى أكثر أهمية، وهو كذلك أمل وبشرى للذين يولدون من أصلاب الكفّار والفسّاق لكي لا يتقاعسوا عن المضي قدماً ونيل أعلى المراتب.

وفي يوم القيامة لن يشفع للإنسان إلا ماسعى في الدنيا، ولن يحصد سوى ماجنت يديه.

وكل ذلك لا يقلل من قيمة نسب الإنسان فإن اجتمع مع السعي والعمل، فهو خير على خير ونور على نور، إنما المقصد أن للنجاح معادلة أحد أهم أركانها الجد والاجتهاد وقد يساعد اسم وعائلة الشخص في متانة هذه المعادلة، ولا ضرر في استثمار العلاقات في النجاح لكن لا يكون ذلك مقياساً لوحده من دون قابلية شخصية للتفوق.

وهذه هي مشكلة المشاكل في أوطاننا وسبب أساسي لتخلّفها بسبب التمييز على أساس تلك المظاهر ولذلك بلداننا ينخرها الفساد، لأنّ أغلب مناصبها ووظائفها شغلها اسم الشخص لا مؤهلاته. فاختلطت المبادئ وانقلبت المثل.

يقال: "بجناحيه يستطيع النسر أن يحلّق بعيداً والفراشة أيضاً".

فقد نرى الكثير يصلون إلى أعلى المراتب وينجحون اعتماداً على جناحي الوجاهة الاجتماعية والواسطة، لكنك تستطيع الوصول والنجاح أيضاً بجناحي العمل والتوكل، وشتّان بين الاثنين، بين من ظفر وخسر نفسه، وبين من ظفر وربح ضميره!.  

مفاهيم
القيم
نهج البلاغة
الامام علي
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    ما هو القصور الكبدي الحاد الخاطف؟

    النشر : الأحد 17 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    حجاب طالبة فرنسية.. يثير الجدل ويشعل مواقع التواصل الاجتماعي

    النشر : الأحد 27 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    جميلة ولكن لن أعود

    النشر : الثلاثاء 09 آب 2016
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الامام المهدي.. شبيه الأنبياء والأئمة

    النشر : الثلاثاء 06 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الإضطراب النفسي والشخصية الحساسة

    النشر : الخميس 04 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    متى تصبح المسكنات الطبية خطرة؟

    النشر : الأثنين 06 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 374 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 369 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 342 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 341 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3457 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1089 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1021 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 998 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 11 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 11 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 11 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة