• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

النسر يحلّق بعيداً.. والفراشة أيضاً

رقية تاج / الخميس 08 نيسان 2021 / تطوير / 2692
شارك الموضوع :

هذا درس للمغترّين بسلالات العوائل والأقوام ولاسيما في مجتمعاتنا الشرقية التي تعطي أهمية كبيرة للقب واسم العشيرة

التلفّع برداء الحسب والنسب يغرّ الناظر لوهلة لكنه وهجٌ لا يدوم، فالمظاهر في الغالب خدّاعة، لأن تحت ذلك الرداء المُبهِر قد يكون الجسد مريضاً أو مشوّهاً، فيغدو ذلك المعطف خرقة بالية لا تُسمن ولا تغني من جوع.

وكذلك الإعتماد على الواسطات المتكئة على اسم العائلة والعشيرة وعلى أساس العرق والعنصر القومي وغيره، لا تسعف دائماً من يريد النجاح والتميّز، نعم، قد يحصل على مايريد، قد يظفر بعمل مرموق، وظيفة، شهرة، سلطة... لكنها مكانة مزيّفة يشوبها القلق والاضطراب وسرعان مايخبت ألقها أو تزول بركتها هذا إنْ دامت، ذلك لأنَّ أساسها هزيل وعمادها رخو ومتزلزل.

إذن من الذي يحرز قصب السبق؟، من الذي يفوز وينال التقدّم والغلبة في أي مجالٍ وفي أي مضمارٍ كان؟

يقول أمير المؤمنين صلوات الله عليه: "مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ".

حكمة جميلة من حكم الإمام تبيّن العداد الذي يسرع بالانسان لكل خير، إنه العمل، العمل الصالح والجهد الحثيث، المحاولات الدؤوبة والكدح المستمر هو مايجب أن نعوّل عليه في كل عمل دنيوي وأخروي.

فالكفاءة هي من تنجح الطالب في الدراسة والأستاذ والمدير والمرؤوسين في أي عمل ووظيفة. السلوك الحسن ونفع الناس ومساعدتهم هو ما ينجح العلاقات بين أعضاء الأسرة والزوجين والأصدقاء وبقية أفراد المجتمع.

العبادة المخلصة، النية الطيبة، الخلق القويم هو مايوصل الإنسان لرضا ربه والجنة، وليس أصل الإنسان وحسبه وتلك الإعتبارات التي لايد للإنسان فيها.

إنه منهج الإمام عليه السلام مع أنه كان من أشرف وأكرم الأصول، فقد كان يرفض التعامل والتقسيم على أي أساس غير الفعل ذاته، لأنه المعيار الحقيقي لقبول الأشياء وردها وتقويم الناس، فالفكر الإسلامي يرتكز على التقوى وليس على الثقافة المجتمعية الجاهلية. والرسول صلوات الله عليه كان يتعامل بسواسية مع النبيل والوضيع، الأبيض والأسود، العربي والأعجمي، ولذلك أيضاً حورب وهوجم.

وقد قال الإمام في أبيات تنسب إليه:

ماحسبك ما الإنسان إلا بدينه    فلا تترك التقوى اتكالا على النسب

فقد رفع الإسلام سلمان فارسي   وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب.

وهذا درس للمغترّين بسلالات العوائل والأقوام ولاسيما في مجتمعاتنا الشرقية التي تعطي أهمية كبيرة للقب واسم العشيرة فيتكلوا عليها على حساب أفعال وأخلاق أخرى أكثر أهمية، وهو كذلك أمل وبشرى للذين يولدون من أصلاب الكفّار والفسّاق لكي لا يتقاعسوا عن المضي قدماً ونيل أعلى المراتب.

وفي يوم القيامة لن يشفع للإنسان إلا ماسعى في الدنيا، ولن يحصد سوى ماجنت يديه.

وكل ذلك لا يقلل من قيمة نسب الإنسان فإن اجتمع مع السعي والعمل، فهو خير على خير ونور على نور، إنما المقصد أن للنجاح معادلة أحد أهم أركانها الجد والاجتهاد وقد يساعد اسم وعائلة الشخص في متانة هذه المعادلة، ولا ضرر في استثمار العلاقات في النجاح لكن لا يكون ذلك مقياساً لوحده من دون قابلية شخصية للتفوق.

وهذه هي مشكلة المشاكل في أوطاننا وسبب أساسي لتخلّفها بسبب التمييز على أساس تلك المظاهر ولذلك بلداننا ينخرها الفساد، لأنّ أغلب مناصبها ووظائفها شغلها اسم الشخص لا مؤهلاته. فاختلطت المبادئ وانقلبت المثل.

يقال: "بجناحيه يستطيع النسر أن يحلّق بعيداً والفراشة أيضاً".

فقد نرى الكثير يصلون إلى أعلى المراتب وينجحون اعتماداً على جناحي الوجاهة الاجتماعية والواسطة، لكنك تستطيع الوصول والنجاح أيضاً بجناحي العمل والتوكل، وشتّان بين الاثنين، بين من ظفر وخسر نفسه، وبين من ظفر وربح ضميره!.  

مفاهيم
القيم
نهج البلاغة
الامام علي
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    حكاية من بئر يوسف

    النشر : السبت 19 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    أعظم ست أفكار للإبداع والإبتكار

    النشر : الخميس 20 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    الزي الجامعي الموحد.. آراء مختلفة حول مدى فعاليته للطالب الجامعي

    النشر : السبت 21 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    ضحايا الاحتراق الوظيفي: التكلفة العالية للإنجازات العالية

    النشر : الثلاثاء 24 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    التأثيرات النفسية للتخلص من وجه الإعدادية

    النشر : الأحد 21 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    سيلفي مرض العصر

    النشر : الأربعاء 20 نيسان 2016
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 547 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 428 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 418 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 375 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 373 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 338 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1067 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 667 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 3 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 3 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 3 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة