• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لماذا نكتب ونحن راحلون؟

نرجس العبادي / الأثنين 07 حزيران 2021 / تطوير / 2326
شارك الموضوع :

تضمٌّ هذه الرسالة والتي تُعتبر دلالة عظيمة على سمو الفكرة وشأن الكتابة في توجيه هذه الفكرة

الرحلة طويلة، هذا ما أدركه البشر عند بزوغ النور الأول وعند تجلي الخطوة بعد الخطوة نحو نهاية ليست ببعيدة جداً ولكن.. مابينَ هذي وتلك، محطة حياة، تُرسم فيها أقصر الخُطى وأعظم الأبعاد.

فُطر البشر  ومنذ الأزل على (لماذا) الفضول، فمنهم من ترهقه فكرة الوجود بلا دليل وآخرٌ يريد أن تخبره الحياة عن وجهها المخفي، موّرثين إجاباتهم إلى الأجيال التي تليهم، كموروثٍ صوري (الرسم) تلتها حافظة مشتركة حتى وصلت إلى الورقة الناطقة، ولكن قد يدور السؤال ويعود إلى النقطة الأولى، لماذا تشبّ ثورة التدوين والكلٌّ في نهاية المطاف.. سيرحل؟  

"أكتبُ لأكون، لأميّز اللحظة واستنزل السكون" هكذا بدأت إحدى الكاتبات كلماتها عندما سُئلت عن معنى الكتابة المحكومة بالرحيل،  ويذكر الكاتب الراحل د.واين داير جملتهُ الشهيرة: "أنا الكتابة والكتابة أنا" ليعطي نفسه هوية الحرف في كل العوالم، فيتبادر السؤال: هل هناك خلود للكتابة بعد الموت؟

تمرٌّ الكتابة كبقية الموجودات بدورة حياة أو ما أسميها بدورة خلود، فعندما يبدأ الكاتب بقرار الكتابة فهذا قرارٌ يعتمد كلياً على المشاعر، فالكتابة تستند بشكل كبير على صقل مشاعر الكاتب والمتلقي والتي ترتبط بشكل مباشر مع روح الإنسان، فالكلمة المدوّنة تحمل تجربة شعور قد يلامس بها الكاتب تجربة القارئ وقد يتجاهله.

أن تتعامل مع المشاعر هذا يعني أنك ترسم مسارات صحيحة للروح وبهذا ترسم شكل الخلود الذي تود أن تكون عليه، لربما في الدنيا وبشكل مؤكد في الحياة الأخرى.

بعد امتداد الجذر الأول للكتابة وهي (المشاعر) كما وضحتُ آنفاً، لابد أن يستند خلودها على جذر الفكرة، فما يميّزها هو أنها تنبع من الفكرة وإلى الفكرة، فعادة ما يُصنَّفُ الإنسان أو يُحكم عليه تبعاً للأفكار التي يتبناها والتي يستنطقها في حياته، فالكتابة التي تسيرُ مع هذا الخط العظيم الذي يحكم حياة البشر ويشكّل معناها، هل يعقل أن تكون رحلتها دنيوية فقط؟!

الهويّة، وهي الجذر الأهم في تشكيل الساق الكتابي المتين، لماذا الهوية مهمة؟ الهوية ليست انتماء عرقي أو قومي فحسب بل هي انتماء عقائدي ناطق، والعقيدة هي التي تحدد في أي فريق تشاء أن تكون.. الآن وللأبد، لذلك عندما تعكس الورقة عقيدة صاحبها فهذا يعني أنها تُعلن هوّيته التي تحمل على عاتقها تحديد وجهته.. في كل العوالم وما زلت أؤكد على هذه الفكرة.

المشاعر، الفكرة والهوية، إن تأملنا هذه الجذور الثلاثة مطولاً قد ندرك وبلا شك أن السعي الروحي هو الوجه الآخر لما يسمى بالكتابة الهادفة، فالروح خُلقت للخلود، وأنتَ الذي تختار زمانَ ومكانَ وشكلَ خلودها.

ومن أعظم المخطوطات التي تداولها التاريخ الإسلامي الذي حملَ على عاتقه الحفاظ على المزيج المتجانس بين الشعور والفكرة والهوية، هي رسالة (توحيد المفضل) الذي دوّنها المفضّل بن عمر الجعفي الكوفي، أحد تلامذة مؤسس المذهب ومنبع العلوم الدنيوية والأخروية، الإمام جعفر الصادق (ع)، ردّاً منهُ على أحد الملحدين الذي أنكر فضل رسول الله (ص) ووجود الخالق جلَّ وعلا.

تضمٌّ هذه الرسالة والتي تُعتبر دلالة عظيمة على سمو الفكرة وشأن الكتابة في توجيه هذه الفكرة، عللَ خلق الإنسان وكونه ومنها ما شمل عالم الحيوان وعالم النبات، فإن شاء الإنسان أن يذكر مغزى الكتابة فحريٌّ عليه أن يستشهد بمدرسة الإمام الصادق (ع) التي دوّنت علم الأرض ليكون للإنسان طريقٌ في السماء، فقد ترجمت بُعداً روحياً لكل الجوانب المادية التي تطرقت لها، كعلوم النجوم والأفلاك وعلوم الأمراض والجراثيم وعلوم الكيمياء والمتضادات، وهو تفعيل البصيرة التي تسمو بالإنسان نحو معرفة من خلقه ومن ألهمهُ "ن والقلم وما يسطرون"(1)، فقد قال الإمام الصادق (ع): "القلبُ يتكلُّ على الكتابة"(2)، فالقلبُ يتفقهُ بالحرف.

ختاماً، كما يقول أحد الحكماء: "البرج الوحيد الذي يصل إلى السماء هو القلم"، ولكن بشرطه وشروطه، والحكمة والدين هما سيدا الشروط. 

الانسان
الكتابة
الامام الصادق
العلم
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    كريم جوز الهند والنعناع للعناية بالبشرة الجافة والعادية

    النشر : الأثنين 04 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ماذا يحصل لأجسامنا عندما نأكل وجبة سريعة؟

    النشر : الأثنين 18 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    مرض الصرع.. أنماطهُ وأساليب اسعافهُ

    النشر : الثلاثاء 26 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    النشر : الخميس 05 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    السيلفي.. بين المتعة والاضطراب النفسي

    النشر : الخميس 18 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    الحب.. من وجهة نظر الإسلام الى أين حدوده؟

    النشر : الخميس 19 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1030 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 382 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 344 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 339 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 334 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 326 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3466 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1101 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1079 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1040 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1030 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1001 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • منذ 8 ساعة
    الإستجارة في عائلتي
    • منذ 9 ساعة
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • منذ 9 ساعة
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة