• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الخروج إلى الذات.. أو أنا وصلت إلي

زهراء الجابري / الخميس 09 كانون الأول 2021 / تطوير / 2674
شارك الموضوع :

الذات دخول في تحطيم الأصـنـام. سـواء أكـانـت أفـكـاراً أو ممارسات اجـتـمـاعـيـةـ خلع التقديس، والرقص على جليد التابوات

الذات، بئر الخصوصية العميق، وبرجها العالي أيضاً، الصورة التي لا تتطابق، الإشارة التي لا تشير إلا إليها، إلى نفسها، إلى جوهرها تحديداً، الإشارة التي تخرج على نظام الإشارات، التي تخلق بلبلة في التأويل وإرباكاً في الفهم، التي وجودها يتطلب إعادة قراءة النظام الإشاراتي مرة أخرى، إنها تماماً: (لقد وصلت إلي)، ولأنني المعني الأول في قراءة الإشارة ، فإنها تقول بدقة أكثر عمقاً: (أنا وصلت إلي). منافذ في الذات هي الخروج على العقلية الجاهزة، والبحث عن جدران الواقع الإسمنتي، «هناك 360 درجة لماذا نتقيد بواحدة» على حد تجربة المعمارية [زها حديد].

الذات دخول في تحطيم الأصـنـام. سـواء أكـانـت أفـكـاراً أو ممارسات اجـتـمـاعـيـةـ خلع التقديس، والرقص على جليد التابوات، هي التيهان بدءاً التيهان ضرورة ثم الإلتفاف حول مركزها كمغزل، أكتب هذا وأتخيل درويشأ يتخذ من نخاعه الشوكي مركزا للرقص والطواف، بل يصعد الخيال إلى حد أن أتساءل: هل المجرات دراویش تطوف حول نخاعها الشوكي أيضاً في فضاءات لا متناهية؟.

ليس حتماً أن يؤدي الخروج إلى وصول، ذوات قليلة تلك التي تصل، أو تتوهم الوصول، الوصول خدعة. «على حافة الكون ألقي سنارتي في مياه العدم هذه المياه كيف أصطادها لأسماكي؟» كما لو أن الوجود البشري يتجلى في خلق وهم، تبلغ فيه الذات إنوجادها وفناءها.

ينبغي النظر للأفكار على أنها نماذج لمشاريع بشرية داخل صيرورة النشوء والإرتقاء، يمكن أن تكون إجابة مؤقتة، أو تبريراً عقلانياً خاصاً لإشكالية سؤال الكينونة: من أكون؟ ينبغي أن ننتبه إلى نمو السؤال ذاته، إننا نكرر الكلمات ذاتها، لكننا لا نسأل ذات السؤال، السؤال الواحد لا يتكرر، تماماً كالنزول إلى نهر هيراقليطس، ثمة جريان للوقت يجعل السؤال إما طفلاً أو هرماً، هكذا المجهول يتسع، بل يزداد عمقاً وكثافة مع الوقت، مع كل تراكم معرفي أو خبراتي تجريبي فإن المجهول يأخذ هوية أخرى، تجعل سؤال الكينونة مختلفاً أيضاً، السؤال يتجدد دائماً، هكذا، مع الوقت يصبح السؤال ليس هو. وبما أن الفكرة إنموذج لمشروع إنسان، فثمة الكثير من الأفكار قد تحققت عبر الأفراد والشعوب التي تبنتها، بل إن الحضارات البشرية، التي سادت وبادت، هي في الأصل مشاريع بشرية توفرت لها الظروف المناخية والاجتماعية التي جعلتها تنمو وتزدهر، ولعلها بادت حين إنبثقت مشاريع بشرية أخرى أكثر عقلانية، أو أنها امتلكت من مبررات الوجود ما يجعلها تسود بعد أن كانت أدمغة مؤجلة في أحماض الزجاج مثلاً.

وحركة التاريخ البشري التي تبدو منقادة لمؤثرات اقتصادية، جنسية، سياسية أو ثقافية، هي في النهاية حركة تخضع أحياناً لمبررات غير عقلانية تماماً، فيمكن أن يعقب التقدم والانفتاح تراجع وإنخساف داخل بنية المفاهيم، هكذا، فكما تنهار المجرة إلى ثقب أسود يلتهم الضوء كله، كذلك تنهار الأمة إلى عائلة تفرض قراءتها على الكل، فالحياة لعبة تتحكم بها النماذج المطروحة على صعيد الواقع، وكلما كان البناء الثقافي للمجتمع قائماً ومتأسساً على خرافة كلما كان أفراده أسرع في الركض خلف تجارب مسطحة أو فقاعية.

وكثقافة عربية فإن تاريخنا يحفل كثيراً بنموذج (عيينة بن حصن) أو «الأحمق المطاع» بحسب تعبير محمد بن عبد الله. رؤية سريعة للتاريخ البشري تجعلنا نعتقد أنه محض ركض خلف فقاعات وهمية، دون أن نغفل لحظات التوهج التي حاولت وتحاول انتشال الإنسان إلى فضاءات أخرى. لكن ما الذي يجعل الذات أكثر قدرة على التحقق؟ ما الذي يخرجها من القوة إلى الفعل؟ ما الذي يجعلها تنزل إلى الشارع اليومي؟ تمشي في الأسواق، تتحسّس خروج الضجيج البشري على المعنى، وما المعنى؟

من كتاب (فن الإصغاء للذات) لجمال علي الحلاق
الانسان
التفكير
الشخصية
المجتمع
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    آخر القراءات

    أنت لا تفكر فقط في عقلك

    النشر : الأثنين 16 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    شغّل أزرارك وانطلق

    النشر : الخميس 11 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    في اليوم العالمي للتطوع: نشاطات وانجازات

    النشر : الأحد 05 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    أطفال شاشات اللمس ينامون أقل من أقرانهم

    النشر : السبت 13 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    هل يعد الأطفال من أبرز ناقلي العدوى بفيروس كورونا المستجد؟

    النشر : الأربعاء 13 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    عَرِف نَفسك.. مَن أنت؟

    النشر : الأحد 12 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 571 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 498 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 412 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 391 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 389 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 370 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1288 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 902 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 711 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 685 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 666 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 629 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها
    • منذ 16 ساعة
    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟
    • منذ 16 ساعة
    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة
    • منذ 16 ساعة
    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة