• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الخروج إلى الذات.. أو أنا وصلت إلي

زهراء الجابري / الخميس 09 كانون الأول 2021 / تطوير / 2882
شارك الموضوع :

الذات دخول في تحطيم الأصـنـام. سـواء أكـانـت أفـكـاراً أو ممارسات اجـتـمـاعـيـةـ خلع التقديس، والرقص على جليد التابوات

الذات، بئر الخصوصية العميق، وبرجها العالي أيضاً، الصورة التي لا تتطابق، الإشارة التي لا تشير إلا إليها، إلى نفسها، إلى جوهرها تحديداً، الإشارة التي تخرج على نظام الإشارات، التي تخلق بلبلة في التأويل وإرباكاً في الفهم، التي وجودها يتطلب إعادة قراءة النظام الإشاراتي مرة أخرى، إنها تماماً: (لقد وصلت إلي)، ولأنني المعني الأول في قراءة الإشارة ، فإنها تقول بدقة أكثر عمقاً: (أنا وصلت إلي). منافذ في الذات هي الخروج على العقلية الجاهزة، والبحث عن جدران الواقع الإسمنتي، «هناك 360 درجة لماذا نتقيد بواحدة» على حد تجربة المعمارية [زها حديد].

الذات دخول في تحطيم الأصـنـام. سـواء أكـانـت أفـكـاراً أو ممارسات اجـتـمـاعـيـةـ خلع التقديس، والرقص على جليد التابوات، هي التيهان بدءاً التيهان ضرورة ثم الإلتفاف حول مركزها كمغزل، أكتب هذا وأتخيل درويشأ يتخذ من نخاعه الشوكي مركزا للرقص والطواف، بل يصعد الخيال إلى حد أن أتساءل: هل المجرات دراویش تطوف حول نخاعها الشوكي أيضاً في فضاءات لا متناهية؟.

ليس حتماً أن يؤدي الخروج إلى وصول، ذوات قليلة تلك التي تصل، أو تتوهم الوصول، الوصول خدعة. «على حافة الكون ألقي سنارتي في مياه العدم هذه المياه كيف أصطادها لأسماكي؟» كما لو أن الوجود البشري يتجلى في خلق وهم، تبلغ فيه الذات إنوجادها وفناءها.

ينبغي النظر للأفكار على أنها نماذج لمشاريع بشرية داخل صيرورة النشوء والإرتقاء، يمكن أن تكون إجابة مؤقتة، أو تبريراً عقلانياً خاصاً لإشكالية سؤال الكينونة: من أكون؟ ينبغي أن ننتبه إلى نمو السؤال ذاته، إننا نكرر الكلمات ذاتها، لكننا لا نسأل ذات السؤال، السؤال الواحد لا يتكرر، تماماً كالنزول إلى نهر هيراقليطس، ثمة جريان للوقت يجعل السؤال إما طفلاً أو هرماً، هكذا المجهول يتسع، بل يزداد عمقاً وكثافة مع الوقت، مع كل تراكم معرفي أو خبراتي تجريبي فإن المجهول يأخذ هوية أخرى، تجعل سؤال الكينونة مختلفاً أيضاً، السؤال يتجدد دائماً، هكذا، مع الوقت يصبح السؤال ليس هو. وبما أن الفكرة إنموذج لمشروع إنسان، فثمة الكثير من الأفكار قد تحققت عبر الأفراد والشعوب التي تبنتها، بل إن الحضارات البشرية، التي سادت وبادت، هي في الأصل مشاريع بشرية توفرت لها الظروف المناخية والاجتماعية التي جعلتها تنمو وتزدهر، ولعلها بادت حين إنبثقت مشاريع بشرية أخرى أكثر عقلانية، أو أنها امتلكت من مبررات الوجود ما يجعلها تسود بعد أن كانت أدمغة مؤجلة في أحماض الزجاج مثلاً.

وحركة التاريخ البشري التي تبدو منقادة لمؤثرات اقتصادية، جنسية، سياسية أو ثقافية، هي في النهاية حركة تخضع أحياناً لمبررات غير عقلانية تماماً، فيمكن أن يعقب التقدم والانفتاح تراجع وإنخساف داخل بنية المفاهيم، هكذا، فكما تنهار المجرة إلى ثقب أسود يلتهم الضوء كله، كذلك تنهار الأمة إلى عائلة تفرض قراءتها على الكل، فالحياة لعبة تتحكم بها النماذج المطروحة على صعيد الواقع، وكلما كان البناء الثقافي للمجتمع قائماً ومتأسساً على خرافة كلما كان أفراده أسرع في الركض خلف تجارب مسطحة أو فقاعية.

وكثقافة عربية فإن تاريخنا يحفل كثيراً بنموذج (عيينة بن حصن) أو «الأحمق المطاع» بحسب تعبير محمد بن عبد الله. رؤية سريعة للتاريخ البشري تجعلنا نعتقد أنه محض ركض خلف فقاعات وهمية، دون أن نغفل لحظات التوهج التي حاولت وتحاول انتشال الإنسان إلى فضاءات أخرى. لكن ما الذي يجعل الذات أكثر قدرة على التحقق؟ ما الذي يخرجها من القوة إلى الفعل؟ ما الذي يجعلها تنزل إلى الشارع اليومي؟ تمشي في الأسواق، تتحسّس خروج الضجيج البشري على المعنى، وما المعنى؟

من كتاب (فن الإصغاء للذات) لجمال علي الحلاق
الانسان
التفكير
الشخصية
المجتمع
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    جمعية المودة تكرم القاص علي عبيد بفوز قصته لغة الأرض

    النشر : الخميس 28 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    من خلق الله.. حيوان (الكوالا الكسول)

    النشر : الأثنين 17 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

     فروا إلى الحسين

    النشر : الأربعاء 14 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    ماهي آلية الفرق بين الرجال والنساء؟

    النشر : الأحد 24 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    قراءة في كتاب: بطلة التوحيد

    النشر : الثلاثاء 14 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    استطلاع رأي: كيف نتعامل مع أولادنا المراهقين؟

    النشر : الأثنين 21 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 357 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1159 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1064 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 12 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 12 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 12 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة