• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الهديل المختنق

نادية حمادة الشمري / السبت 22 كانون الثاني 2022 / تطوير / 2250
شارك الموضوع :

صوت همهمة هديل دافئة تقترن بأسماعها، توقظها من غيبوبة لثوان معدودة

باب من خشب نراه بوضوح، لم يترج كله، تحرسه حمامة بيضاء تسعى عيناها مدهوشتان بألوان لملمت أفراد لوحتها في رسمة عهدتها من قبل، رفرفت بجناحيها مستنجدة على وقع دقات القلب، تبدو لي مألوفة، فهي تحمل ملامح شخصية أعرفها، مهلا.. فضة.. إنها الزهراء..

ما بال لون عينيها قد تغير بعد أن اخترقتها طلقة مقصودة من ذئب فقد الإيمان قلبه وأحب الدنيا وعشقت عيناه السلطة والجاه، فسودت السماء وفقدت الصفاء لتوالي الليالي بلونها على الأيام..

بقايا دم أبى أن يسقط على الأرض، فحفر على الباب طريقا مجرى لنهر مستمر، اختنق الهديل بحلقها وقفت على أعتاب الباب تترقب الألم على ضلع لها..

صوت همهمة هديل دافئة تقترن بأسماعها، توقظها من غيبوبة لثوان معدودة، جناحها المهشم فارق الحركة، بعد أن اخترقت الطلقة جناحها، تحاول أن ترفرف بجناحيها فلا جواب، لكنها بإصرار حركتها وبدعاء هديل حمامها، تستقبلها القبلة والسماء تنفلت من عينيها دموع بغزارة  يوم شتوي ممطر، نظرات منكسرة تختبئ خلف ستار الفراق.

لم هي بالذات؟ ولم انقلبوا؟ تسعفنا ذاكرة التاريخ بشيء من التفاصيل، ضعف باغتها من دون سابق إنذار وهي تذرع صحن الدار ذهابا وإيابا من الألم، تحفظ ابتسامة تعدها مستقبلة محبيها بدءا من ذويها وحتى محبيها..

أصبح الموت يطرق الباب بإصرار مريع، فزوج يعز عليه مفارقتها فهي سنده في البيت والحياة، تاركا لها حرية هندسة تلك الحياة بمعطياتها.

ملل شديد يستبد بعقارب الألم التي تتعاقب ليلا نهارا، يبدو أنها تواطأت مع الشوق الذي استثمر أدق التفاصيل.

تنظر الحمام بهديلها إلى لون الليل والنهار فتراه متوقفا تتداخل الكلمات أمام عينيها، وتصبح حروف هديلها طلاسم عصيبة على سامعيها يوم ذاك فكيف على حروف التاريخ الفهم إذا؟

يدق التاريخ أبوابه.. في كل ثالث عشر من جمادى الأولى وكتب التاريخ تنبض بروايات متسلسلة، ويتذمر قارؤوها من استعمار ظلم مؤرخ بوجع الفراق.

وقفة أمام باب التاريخ، فتحه الوجع، بملامح رجل ضخم يحمل في يده نارًا، اقتحم مستقبل أمة، فتبع الباب ومن خلفه خلسة، وفي عينيه نظرة وضيعة تشي تماما بنيته الغدر، نظرة جائع شره إلى حب الدنيا أمام باب لم يستطع الدخول إليه، رهبا، وخوفا يدفع بابا يسكن به مسمارا، تحاول أن تهزمه يخونها ظلمة، فيمزق ضلعا لها معتذراً عن خذلانهِ إياها، وتنفلت دعوات يصعد هديلها إلى السماء وفي كل مكان تقترب من الباب ألسنة اللهب وماجمع من حطب..

سقطت خلف الباب..

الآن.. تتذكر بهديلها لنا نظرات ذئب جائع بقوائم أربع، يرتدي فراء أسود غطى وجهه الماكر، وصوت عواء صراخه يغطي صوت هديلها..

أمام الباب بوجهه البغيض، وحطب وألسنة نيران، خلفه حمام أبيض يسقط على سجادة الصلاة دون حراك، كانت الساعة تتجاوز منتصف الليل، وقد اعتادت العيون على انهاء السهر في كثير من الأزقة، مرت عليها العيون الصادقة فوجدتها مغلقة، ربما بسبب ما خلفه عظم مصاب الأيام السابقة وبعض البرد الرطب الذي كانت تغرسه تيارات الأهواء في النفوس.

لم نجد ساهرا في المدينة غير الأربعة، رجالا دق الحزن الغائر في قلوبهم تلافيف عميقة، ربما يتحاشون نظرات السراق، امتدت بنا دروب آخر الليل مبتلة بالدموع ولكنها أقل بردا، وامتد الصمت الذي لازم المكان، رجع إلى البيت وأصلح الباب وبات إطارا يشتد بانفعال أليم وهو يستعيد المنظر الذي لم يغادر باب التاريخ وإن اختنق ببوح الحقيقة، وفي ضحى اليوم التالي بعدما استيقظ بات الأمر مؤكدا أن وجهة المدينة بات كهلا محاطا بشعر أبيض يحمل ضحكة واسعة بلا صوت وتطاردها عيون المدينة السارقة وتتابعها.. كل المدينة.

مات الحمام، فتذاكر الطغاة اسمها مازالت بهديلها شريانا ينبض في القلوب الصادقة.

أهل البيت
الظلم
التاريخ
قصة
فاطمة الزهراء
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    جمعية المودة تكرم القاص علي عبيد بفوز قصته لغة الأرض

    النشر : الخميس 28 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    من خلق الله.. حيوان (الكوالا الكسول)

    النشر : الأثنين 17 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

     فروا إلى الحسين

    النشر : الأربعاء 14 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    ماهي آلية الفرق بين الرجال والنساء؟

    النشر : الأحد 24 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    قراءة في كتاب: بطلة التوحيد

    النشر : الثلاثاء 14 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    استطلاع رأي: كيف نتعامل مع أولادنا المراهقين؟

    النشر : الأثنين 21 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 357 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1159 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1064 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 12 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 12 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 12 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة