• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

اصنع حظك... بيديك

وردة علي / الثلاثاء 07 شباط 2017 / تطوير / 2388
شارك الموضوع :

كان أحد تجار السجاد جالساً في دكانه، في سوق رئيسي من أسواق اصفهان، عندما شاهد رجلاً يزرع الأرض جيئة وذهابا، وعيناه على الأرض، وكأنه يبحث عن

كان أحد تجار السجاد جالساً في دكانه، في سوق رئيسي من أسواق اصفهان، عندما شاهد رجلاً يزرع الأرض جيئة وذهابا، وعيناه على الأرض، وكأنه يبحث عن حاجة ضيعها، ولما تكرر له مشهد الرجل في اليومين التاليين، دعاه التاجر قائلاً:

_ أرى كأنك تبحث عن حاجة ضيعتها هنا؟

فقال الرجل: نعم... فأنا قد ضيعت حظي في بلدكم!

ومن الجواب تبيّن أنه ليس من أهل اصفهان، فقال له التاجر:

_ كيف يمكن للمرء أن يضيع حظه هنا؟

فأجاب الرجل: يا هذا، أنا رجل من أهل مدينة يزد، وقد ضاقت بي الدنيا هناك، وكنت سمعت الكثير عن أصفهان، حتى قيل لي، إن الأموال مرمية على الأرض في أسواقها، فشددت رحالي وصفيّت أموري كلها، وجئت إلى بلدكم، ولكنني كلما بحثت عن الأموال المرمية على الأرض لم أجد منها شيئاً، وهكذا ضيعت حظي عندكم..

فقال له التاجر: ما قيل لك عن بلدنا صحيح، والأموال بالفعل مرمية على الأرض هنا، ولكنك لا تعرف كيف تلتقطها. فلكل شيء مدخله، وأنا أعلمك ذلك، بشرط أن تنفذ تعليماتي بصبر وأناة.. فهل أنت مستعد لذلك؟

قال الرجل وكأنه غير مصدق: لا بأس... ولنبدأ من الآن.

قال التاجر: اعتبر نفسك عاملاً لدي من غير أجر، والذي عليك الآن هو، أن تمشي في الطرق المحيطة بنا، وتلتقط كل ما يرميه الناس من قطع القماش، أو قطع الخشب، او الحديد وما يمكن ان ينفع، مهما كان تافهاً، وتأتيني به.

فقال الرجل: وماذا بعد؟

قال التاجر: لكل حادثة حديث.

فقام الرجل بما طلبه منه، وعند المساء كان قد جمع مقداراً لا بأس به من تلك الحاجات، فقال له التاجر: غدا تذهب بقطع القماش إلى الندافين، وبقطع الخشب الى النجارين، وبقطع الحديد الى الحدادين، وتبيعها لهم بأي ثمن مهما كان زهيداً، وتأتيني بالمال.

وهكذا كان... ثم إستمر في عمله ذلك لفترة طويلة من الزمن حتى إجتمع لدى تاجر السجاد من المال ما يكفي لشراء بضائع رخيصة لإعادة بيعها، وذلك بدلاً من جمع تلك النفايات من الطريق.

فقال الرجل: خذ هذه الأموال، واشتر بها بعض الشموع، وقف عند مدخل هذا الشارع وإعرضها بيدك على المارة، وإذا بعتها فآتني بثمنها..

وفعل الرجل ذلك لعدة أيام، فزاد رأسماله قليلاً. ثم طلب منه أن يستأجر محلاً صغيراً يبيع فيه الحاجيات البسيطة، وعلى أن لا يصرف أي شيء من المال الذي يحصل عليه إلاّ بمقدار قوت يومه وإيجاد مسكنه...

وبعد مرور سنة كاملة كان الرجل قد فتح محلاً أكبر وأخذ يبيع فيه بضائع مختلفة.. ثم تطور عمله، فاشترك مع تاجر السجاد في بعض الصفقات. ولمّا زادت أمواله فتحا محلاً كبيراً لبيع السجاد، وزادت أرباحه حتى استطاع ان يشتري حصة صاحبه ويصبح تاجراً مثله..

وذات يوم قال له التاجر الأول: كيف هي أوضاعك هذه الأيام؟

قال الرجل: إنها جيدة ولله الحمد.

فقال التاجر: وكيف تجد فرص العمل في اصفهان؟

فقال الرجل: انها كأفضل ما يمكن.

قال التاجر: ألا ترى معي أن الأموال مرمية على الأرض في طرقات اصفهان كما قيل لك في بلدك؟ ولكنها بحاجة إلى من يعرف كيف يلتقطها؟

قال: هو كذلك.

قال: وهل وجدت حظك في بلدنا؟

أجاب الرجل: هو كذلك.

إن النجاح صناعة يدوية، فالناجح يصنع نجاحه بيديه.. وكذلك الأمر بالنسبة للفشل. ومن هنا فإنه في الوقت الذي لا يربط  فيه الناجحون نجاحهم بالحظ الحسن، فإن الفاشلين ينسبون فشلهم إلى الحظ السيء، او الظروف المعاكسة، أو مؤامرات الآخرين..

فالفرق بين الناجح والفاشل ليس في أن الناجح يجد نفسه في النور، والفاشل يجد نفسه في الظلام، فكلاهما قد يجد نفسه في غرفة مظلمة. إن النجاح مغامرة عمل، يحصل صاحبها في النهاية على شهادة نجاح، تماماً كما يحصل المتسابق في السباحة على شهادة التفوق بعد أن يكون قد إجتاز العقبات واحدة تلو الأخرى.

(مقتبس من كتاب "انت ايضا يمكنك ان تنجح، للعلامة سيد هادي المدرسي)    
العمل
الفشل
النجاح
الشخصية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    نور العقل

    النشر : الأثنين 02 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    سوء المعاملة.. طريق لموت التعاطف

    النشر : الخميس 04 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف نغتنم طاقة الشباب لتصبح ثروة حسب فكر الامام الشيرازي؟

    النشر : السبت 08 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    علي الأكبر: الإنموذج المثالي للشباب الرسالي المسلم

    النشر : الأحد 07 آب 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    مَتى تعود ليكتملُ بَدري؟

    النشر : الثلاثاء 09 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    لا أُحِبُّ الشاي

    النشر : السبت 17 آب 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1004 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 641 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 619 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 602 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 446 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1053 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1004 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 973 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 12 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 12 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 12 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة