• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الإمام الجواد.. الطفل الذي أرعب العروش

ضمياء العوادي / الأربعاء 28 آيار 2025 / اسلاميات / 465
شارك الموضوع :

وفي تلك الظروف القاسية، قُتل الإمام الجواد (عليه السلام) مسموماً، شهيداً في ريعان شبابه

لم يكن الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام) مجرد طفلٍ في أعين المؤمنين، بل كان وعداً من السماء يمشي على الأرض، يحمل في ملامحه البريئة نور الإمامة، وفي سكونه الطفوليّ هدوء العاصفة التي كانت تلوح في أفق الطغاة.

جاء إلى الدنيا بعد أن اشتدت قبضة العباسيين على آل البيت (عليهم السلام)، وبعد أن رحل الإمام الرضا (عليه السلام) مسموماً تحت سمّ السياسة، ومكر السلطان، وخوف العروش من نبوءة لا تغيب عنهم: المهدي المنتظر، التاسع من نسل الحسين (عليه السلام) وكان الإمام الجواد (عليه السلام) هو التاسع في ترتيب الأئمة بعد أمير المؤمنين (عليه السلام)، أي أن ملامح المهدي بدأت تقترب في عيون الطغاة، وتُرعبهم مع كل نفس علويّ يولد في هذا الخط النبويّ الطاهر.

لم يكن المأمون يجهل المقام، ولا كان يستخفّ بالإمام، لكنه كان يظن أنه قادر على تطويقه بحيل السياسة ومكر البلاط، فزوّجه ابنته أم الفضل، لا حبّاً ولا صهراً، بل رقابةً مستترة وعيوناً مُجنّدة في غرفة الإمام، وعلى فراشه، وفي قلب بيته. وكان زواجاً سياسياً بامتياز، أراده العباسيون جسراً لاختراق القداسة، لا وصلاً للرحم.

ومع أن الإمام الجواد (عليه السلام) كان في مقتبل العمر، إلا أن حكمته سطعت كالشمس، وتفوّقه في مجلس المناظرة بين كبار الفقهاء أسقط الأقنعة عن وجوه المتربّصين، فأدرك المأمون أن العلم لا يُورث في المدارس، بل يفيض من معدن النبوة. وازداد الخوف... فكيف بطفلٍ يحمل من الحكمة ما يُسكت به شيوخ القصر؟!

لكن المأمون رحل، وجاء المعتصم من بعده، حاملاً نفس الرهبة، وأكثر عزماً على إنهاء هذا النور الهادئ. كانت عيون العباسيين شاخصة إلى المستقبل، يخشون من المهدي كما خشي فرعون من موسى، فحاولوا أن يطفئوا كل قنديل علوي قبل أن يشبّ نوره ويشتدّ لهبه. وشدّدوا الرقابة، ومنعوا الأئمة حتى من اختيار زوجاتهم، وحدّوا من إنجابهم، خشية أن يولد ذاك الذي إذا خرج، هدم صروح الظلم وقام بالحق.

وفي تلك الظروف القاسية، قُتل الإمام الجواد (عليه السلام) مسموماً، شهيداً في ريعان شبابه، غريباً كآبائه، محاطاً برقابة زوجته التي لم تكن زوجة، بل عيناً مفتوحة على كل حركةٍ ونبض. لكنهم لم يعلموا أن النور لا يُقتل، وإن قُطع جسده، وأن المهدي الموعود (عليه السلام) لا يُمنع بموت إمام، بل يولد حين يشاء الله، من حيث لا يعلمون.

رحل الإمام الجواد (عليه السلام)، لكنه ترك للأمة دروساً عظيمة: أن الإمامة لا تقف على عمر، وأن الطغيان لا ينتصر على الوعد الإلهي، وأن من يخشَ الحقّ يخشَ حتى الأطفال، إن كانوا من نسل الحسين (عليه السلام).

الامام الجواد
الشيعة
التاريخ
مفاهيم
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    جولة بين الكتب

    النشر : الثلاثاء 24 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    النشر : الأربعاء 04 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    حين يُصافح الحقُّ يدَ الظلم: مداهنة لا تُغتفر

    النشر : الأربعاء 04 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    تاج المكارم

    النشر : الثلاثاء 22 آذار 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    اليوم العالمي للترجمة.. التراث العربي يتَرجِم ولا يُترجَم

    النشر : الأثنين 30 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الإنسان وخلقه في رأي الإمام الصادق

    النشر : السبت 21 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 985 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 741 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 627 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 440 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 364 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1070 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1048 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 985 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 970 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 741 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 23 دقيقة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 26 دقيقة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 31 دقيقة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 36 دقيقة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة