• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الإمام الجواد.. الطفل الذي أرعب العروش

ضمياء العوادي / الأربعاء 28 آيار 2025 / اسلاميات / 551
شارك الموضوع :

وفي تلك الظروف القاسية، قُتل الإمام الجواد (عليه السلام) مسموماً، شهيداً في ريعان شبابه

لم يكن الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام) مجرد طفلٍ في أعين المؤمنين، بل كان وعداً من السماء يمشي على الأرض، يحمل في ملامحه البريئة نور الإمامة، وفي سكونه الطفوليّ هدوء العاصفة التي كانت تلوح في أفق الطغاة.

جاء إلى الدنيا بعد أن اشتدت قبضة العباسيين على آل البيت (عليهم السلام)، وبعد أن رحل الإمام الرضا (عليه السلام) مسموماً تحت سمّ السياسة، ومكر السلطان، وخوف العروش من نبوءة لا تغيب عنهم: المهدي المنتظر، التاسع من نسل الحسين (عليه السلام) وكان الإمام الجواد (عليه السلام) هو التاسع في ترتيب الأئمة بعد أمير المؤمنين (عليه السلام)، أي أن ملامح المهدي بدأت تقترب في عيون الطغاة، وتُرعبهم مع كل نفس علويّ يولد في هذا الخط النبويّ الطاهر.

لم يكن المأمون يجهل المقام، ولا كان يستخفّ بالإمام، لكنه كان يظن أنه قادر على تطويقه بحيل السياسة ومكر البلاط، فزوّجه ابنته أم الفضل، لا حبّاً ولا صهراً، بل رقابةً مستترة وعيوناً مُجنّدة في غرفة الإمام، وعلى فراشه، وفي قلب بيته. وكان زواجاً سياسياً بامتياز، أراده العباسيون جسراً لاختراق القداسة، لا وصلاً للرحم.

ومع أن الإمام الجواد (عليه السلام) كان في مقتبل العمر، إلا أن حكمته سطعت كالشمس، وتفوّقه في مجلس المناظرة بين كبار الفقهاء أسقط الأقنعة عن وجوه المتربّصين، فأدرك المأمون أن العلم لا يُورث في المدارس، بل يفيض من معدن النبوة. وازداد الخوف... فكيف بطفلٍ يحمل من الحكمة ما يُسكت به شيوخ القصر؟!

لكن المأمون رحل، وجاء المعتصم من بعده، حاملاً نفس الرهبة، وأكثر عزماً على إنهاء هذا النور الهادئ. كانت عيون العباسيين شاخصة إلى المستقبل، يخشون من المهدي كما خشي فرعون من موسى، فحاولوا أن يطفئوا كل قنديل علوي قبل أن يشبّ نوره ويشتدّ لهبه. وشدّدوا الرقابة، ومنعوا الأئمة حتى من اختيار زوجاتهم، وحدّوا من إنجابهم، خشية أن يولد ذاك الذي إذا خرج، هدم صروح الظلم وقام بالحق.

وفي تلك الظروف القاسية، قُتل الإمام الجواد (عليه السلام) مسموماً، شهيداً في ريعان شبابه، غريباً كآبائه، محاطاً برقابة زوجته التي لم تكن زوجة، بل عيناً مفتوحة على كل حركةٍ ونبض. لكنهم لم يعلموا أن النور لا يُقتل، وإن قُطع جسده، وأن المهدي الموعود (عليه السلام) لا يُمنع بموت إمام، بل يولد حين يشاء الله، من حيث لا يعلمون.

رحل الإمام الجواد (عليه السلام)، لكنه ترك للأمة دروساً عظيمة: أن الإمامة لا تقف على عمر، وأن الطغيان لا ينتصر على الوعد الإلهي، وأن من يخشَ الحقّ يخشَ حتى الأطفال، إن كانوا من نسل الحسين (عليه السلام).

الامام الجواد
الشيعة
التاريخ
مفاهيم
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    لمسة أمل.. فريق تطوعي احتضنهم شعار حب الحسين يوحدنا

    النشر : الأربعاء 14 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    وقفات تأملية في أراجيز الصحبة الوفية: بصيرة ثبات

    النشر : الأحد 06 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    عندما ننادي يا صاحب الزمان.. ثم ماذا؟

    النشر : الأربعاء 08 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    الجهنمية.. الشجرة المُبهجة

    النشر : الثلاثاء 10 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    عصا موسى.. نبات عصري يزور البيوت العراقية

    النشر : الأربعاء 19 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    من أخلاق التقدم: المنظومات الأخلاقية الثلاث وفق منظور المقدس الشيرازي

    النشر : الخميس 23 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 367 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 345 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 6 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 6 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 6 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة