• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الشهيد الرضا الشيرازي.. تجلّيات فكر وسنويّة رحيل

هدى محمدي / الأثنين 02 حزيران 2025 / اسلاميات / 619
شارك الموضوع :

فأنت أيقونة جمعت المعارف، وفضحت المخالف، وأتممت حجة الكتائب، ودونتَ الحق

الحمد لله الذي جعل الشهادة جلباب أوليائه، وسبيلًا لا عِوَجَ فيه، وبأسًا شديدًا وبشرى لمهجة المستميت لله، وبالله، وفي الله.

إن القدر هو قدرة التجليات لإيضاح الهدف، وتمجيد القيمة، وحفظ العهد المعهود لكل من خطّ بدمه سيرة دافئة مليئة بالنفحات الخيّرة. كذلك، فإن الكتاب قد ترك لنا حكاية الجهد وثبات الوقت على مبدأ العطاء لآل العباء، محمدٍ وآله النجباء.

وعلى امتداد الذكر المتوج بالنور، تحلّ علينا ذاكرة الفقد، وفم الحقيقة القانعة، ذكرى رحيل الشهيد الفقيه السيد محمد رضا الشيرازي، زعيم كلمة السيف، وباب إصلاح الأمة، ومشكاة نورٍ لعلم محمدٍ وآل محمد.. وفي حضن الألم حكاية لا تُنسى، تلتفّ حولها بوجع، وتَرقى معها قصة رحيله.

نفتقد ثراك، وتستنجد الأقلام من واحة ذكرك تجاربَ الحياة، ومن أعباء الحاضر حتى يُلملم الغيث بعض أفكارك، وأفواج خطواتك لحلول اليوم؛ لأن السيف قد اقتنع بمُهندك وحلوله لساحة الهَوجاء، فالكلمة اليوم تنازع وجودها لترتقي ساحة اللظى، وجبلًا كثيرًا يزور أعتاب نهجك ليرمّم المفاسد ويبني المساجد، حتى تكتمل البصيرة وتنجو العشيرة.

فكم من نفسٍ صابرة تعاود خوض العناد الذي يراود ساحة الحاضر، لتتجلّى الحلول من فيض توجّهاتك. كنت على الغريم سيفًا يجزّ الخطأ وينبذ المؤامرة، وحتى تحفظ التراث كنت أنت حافظًا لآياته، تتقن صنع القالب، وقلبك الدافئ روضة لصيانة الحق فيه.

الحياة مسيرة ابتلاء، لم تتذمّر منها على شدّتها، بل واظبت أنفاسك على اليقظة إرباكًا للباطل، وكان التوازن دَيدنك في كل حوار؛ لأن المبدأ يحومه شلال من الاختلاف، واليقين رداءُ من كانت ذاته موطنَ السلام.

فوا أسفاه من أمة لم تحفظ للعلم ذمة، ولا لعلمائها قِمّة. تسرق الزكاة، وتعشق تراب الظالمين، وتنوح على تلال الدنيا وفيافيها، وتتجرّأ على دلائل الشريعة عنوة. سلاحها الجهل، وميزان حرفها رفض المبادئ…

إن قرينة الدرب الطويل تتشابك معها فوضى التكهنات، ولابد من اتحاد عناصرها، وصرامة أعمدتها، ليبقى فرضًا يعبق بالقوة والصلابة، رافضًا التملق وهشاشة التعبير. لذا، كان من المقرّر أن تتولاها حناجر لا تَسأم من الخوف أو ضربة السيف، ولكي تبقى على مدى حياة التحدّي حاضرةً قائمةً لحفظ كتاب الدليل من قرائن السوء.

تحمّل الشهيد السعيد هذه المهام، وارتقى منبر التصدّي، وذكر الحقيقة، وعدم تقمّص خذلان الصفات، وحذف الضدّ من الحروف الزائدة في كل رواية، واعتمد دمج الدلائل مع كل أثارة علمٍ ومعرفة، لتكون حصنًا منيعًا من الضياع.

وعلى مدى مسيرته النهضوية، لم يكن يتلفّظ بأسًا، بل كان سعيدًا بحفظ مدارج العلوم ودمجها بركائز تغزو قلب الحاضرين عمقًا وكفاية. فكان لكل سنة ثوبٌ جديد، ومحفلٌ فريد، وموقفٌ عتيد.

روضَ الأسلوب قلوبَ مستمعيه، ووكّل الكلمة مسؤولية تربية ذهن المتلقي، فكان له في كل وطن منبرٌ تربويٌّ نشيط، يربّي الأجيال على نور محمدٍ وآل محمد، معتمدًا على وزن الجمع العقلي لكل الطوائف، وربط حلول معادلاتها الواقعية بالآخرة، ونعيم ثوابها عند الله. فاتفقت خصاله على الرحمانية، كأنّ الروح قد تعلّقت بالعرش.

وبهذا الطرح، جمع النفوس ولبّ اندهاشها على طاولة العلاج النفسي، وميزان قبول أعمالها في الآخرة، التي هي دار قرارها.

فتميّزت كلمته بالإنماء في ذات الطرح والسعة، وقادها الاتساع إلى واجهة مقبولة، فحفظها الصغير والكبير، العارف والمدير، وارتقى صداها قلوب روّاده. فأحبّوه، واتبعوه، وتبرّأوا من أعدائه، واتبعوا النور الذي بين يديه.

واكتسب أجر الدمعة في محفل التغيير، فجداول الحرية منبعها أصيل، وغذاؤها علم وفير، وعلى قدر عمره الجليل أعطى الكثير، وتحمّل الثقل الكبير لصياغة الفكر الحاضر، وكسب ثقة الكلمة وأمانتها، ودمجها مع أسلوب قائم على الفهم والتفاهم، ليتسنّى للفكرة أن تستقرّ بهدوء، وتنسج لنفسها ثوب الاستقرار على قدر المقال.

شاء الله تعالى أن يراك مظلومًا محتسبًا، وكل ما يقوله الأثير، فهو في حقك قليل يا سيدنا الجليل.

فأنت أيقونة جمعت المعارف، وفضحت المخالف، وأتممت حجة الكتائب، ودونتَ الحق، وكففتَ الجملة بالدليل، وزكّيتَ الجيل بخُلُقك الجميل، وقطعتَ بأنفاسك وتد الظنين، فكان نظرك سماحة، وظنّك يقين، وخنصرك إشارة دليل.

وهذا الأثير قد ضمّ ذكرك في الراحلين…

فسلام عليك وتقلبك في الساجدين.

#آل_الشيرازي
الشيعة
الفكر
العلم
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    هل استصلاح الفساد يحتاج إلى قدرة الله تعالى؟

    النشر : الخميس 10 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الوحمة وأسبابها.. ليست كما تعتقدون

    النشر : الأربعاء 24 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    تأثير عمل المرأة على الأطفال

    النشر : الأربعاء 10 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    زاد المنتظرين من مائدةِ دُعاء زمن الغيبة

    النشر : الثلاثاء 18 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    آية وإضاءة للحياة: كيف نحفظ قدسية الزواج من البداية؟

    النشر : الأثنين 27 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    تزودوا له بخير زاد

    النشر : الأحد 03 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 535 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 475 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 411 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 361 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 359 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 336 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1192 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1087 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1078 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 660 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 22 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 23 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 23 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة