• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

آيةٌ تخبرك مدى قوتك النفسية

فاطمة الركابي / الثلاثاء 23 ايلول 2025 / اسلاميات / 350
شارك الموضوع :

الآية علّلت فعل الصبر والتسبيح بهدف الوصول إلى نفسٍ راضية، وليس لدفع ما يُقال

قال تعالى:

﴿الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيمَانًا وَقالُوا حَسْبُنَا اللّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ (1)

في هذه الآية إشاراتٌ نفسيةٌ مهمّة، يمكن أن يميّز الإنسانُ بها: هل هو من أهل النفوس القوية، أم الهشّة؟

الإشارة الأولى:

﴿قالَ لَهُمُ النَّاسُ﴾

القولُ، أي الكلام، وما له من تأثير على النفس، إلى درجةٍ يمكن أن تصل النفس الإنسانية للخوف من أذى الآخر، الموجَّه إليها لا الصادر منها بفعل. ولهذا يركّز القرآن الكريم كثيرًا في خطابه مع رسله المصطفين بشكل خاص، ومعنا بشكل عام، على أمر الصبر والتسبيح، في مواضع تقارب خمس آيات، كقوله تعالى:

﴿فَاصْبِرْ عَلى‏ ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضى‏﴾ (2).

اللطيف هنا أن الآية علّلت فعل الصبر والتسبيح بهدف الوصول إلى نفسٍ راضية، وليس لدفع ما يُقال. أي أن الإنسان معرّض لأن يسمع كل شيء، أو أي شيء، ومن أي أحد، مهما كان قربه أو بُعده.

الحاجز الوحيد لمنع التأثّر والتفاعل السلبي مع ما يُقال — إن لم يكن القول جميلاً ولا طيبًا — هو الارتباط بالله تعالى، والانشغال بذكره. ذلك الذي يجعل الإنسان راضيًا، متقبّلًا نفسيًا احتمالَ صدق هذا القول.

الإشارة الثانية:

﴿فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيمَانًا﴾

لماذا لم تقل الآية: "فزادهم خشيةً من الله"؟

لعلّ وجه الجواب على هذا السؤال: أن مقياس تحقّق الخشية من الله تعالى هو تحقّق الإيمان. فإن كان الإيمان متحققًا، كانت الخشية حاصلة.

لذا، زيادة الإيمان هنا بعد قول الناس للمؤمنين أن يخشوا من اجتمعوا عليهم، إشارةٌ إلى زيادة اليقين القلبي فيهم؛ أن هذا القول إنما هو امتحانٌ لإيمان قلوبهم، كما جاء في الآيات اللاحقة في قوله تعالى:

﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ (3).

فإنِ استجابت النفوسُ لقولهم، سقط أصحابُها، وكان ذلك دليلًا على ضعف إيمانهم.

أما إذا لم تخف وتَهب هذا الجمع، فهذا دليل على أن قلوبهم صادقةٌ بإيمانها، بأن القوة لله تعالى، وأنه لا شيء جارٍ عليهم إلا بأمره وإرادته وتدبيره. وهذا النجاح هو الذي يزيد في إيمان قلب المؤمن ويثبّته.

ولهذا تعالى، في آيةٍ أخرى، يصف فريقًا من الناس بأنهم "يخشون الناس كخشية الله"، إشارةً إلى أن إيمانهم لم يكن بالمستوى الذي يستحقون به حتى خطاب ﴿الذين آمنوا﴾، فهم اعترضوا على أمر القتال، ولم يعترضوا على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.

يعني: لديهم إيمانٌ وامتثالٌ لربهم، لكن ليس كاملًا، وذلك في قوله تعالى:

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ، فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّـهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً، وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ؟ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ. قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ، وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ، وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ (4).

الإشارة الثالثة:

﴿وَقالُوا حَسْبُنَا اللّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾

في هذه الخاتمة من الآية نعرف مفتاحَ وصولهم إلى هذه القوة النفسية. فهو ليس مجرد قول، بل هو شيءٌ كانوا يُغذّون إيمانهم به، فكان أولَ ما نطق به لسانهم هو الاحتسابُ بالله تعالى، واستشعار كفاية وكالته.

وهذا ذاته قولُ رسله، الذين هم أعلى الناس إيمانًا، قال تعالى:

﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّـهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّـهَ، وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ حَسِيبًا﴾ (5).

(1) آل عمران: 173

(2) طه: 130

(3) آل عمران: 175

(4) النساء: 77

(5) الأحزاب: 39

القرآن
الايمان
الشخصية
السلوك
صحة نفسية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    عشرات الأنواع من المبيدات الحشرية تدخل الجسم من خلال الخضار الملوثة

    مباحث اليقين: مقامات العقل والروح

    الكتابة في زمن الصورة: هل ما زالت الكلمة تصنع الوعي؟

    نقص الفيتامينات قد يكون سببا خفيا وراء آلامك المزمنة!

    آخر القراءات

    ما يكفي من الأوكسجين... كل شيء عن "نقص الحديد"

    النشر : الأربعاء 19 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    ماهو المينيماليزم؟ وكيف يمكن أن يغير نمط حياتنا؟

    النشر : الأحد 25 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    في اليوم العالمي للشباب.. مهارات الشباب من أجل السلام والتنمية

    النشر : الأثنين 15 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    وقفة تأملية في سورة محمد ١

    النشر : الأربعاء 13 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    بناء المواطنة: ماضاع حق وراءه مطالب

    النشر : السبت 07 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    كابوس

    النشر : الأربعاء 27 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 668 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 606 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 591 مشاهدات

    خذلان باسم الأبوة

    • 450 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 337 مشاهدات

    هل يؤثر التهاب الجسم في نومك؟

    • 330 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 913 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 812 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 765 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 748 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 668 مشاهدات

    أذنان مفتوحتان وفم مغلق.. سرّ النجاح

    • 613 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ
    • منذ 13 ساعة
    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة
    • منذ 13 ساعة
    عشرات الأنواع من المبيدات الحشرية تدخل الجسم من خلال الخضار الملوثة
    • منذ 13 ساعة
    مباحث اليقين: مقامات العقل والروح
    • الثلاثاء 30 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة