• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

وقفة تأملية في سورة محمد ١

فاطمة الركابي / الأربعاء 13 ايلول 2023 / اسلاميات / 1719
شارك الموضوع :

أساس تصنيف الناس فيها فقد كان يعتمد على مدى تحقق الإيمان الكامل في النفس الإنسانية بما نُزل على النبي

عند التأمل في أول سورة محمد (صلى الله عليه وآله) التي نقرأ فيها قوله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡبَٰطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡحَقَّ مِن رَّبِّهِمۡۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمۡثَٰلَهُمۡ (3)}، نجد إنها يمكن أن تكون منطلقاً لنعرف ما هي أصناف الناس التي ورد ذكرها في هذه السورة المباركة، فالآية ذكرت صنفان محوريان من الناس هما أتباع الباطل وأتباع الحق، ثم لنعرف نحن مثل من منهما؟

أما أساس تصنيف الناس فيها فقد كان يعتمد على مدى تحقق الإيمان الكامل في النفس الإنسانية بما نُزل على النبي (صلى الله عليه وآله) الذي هو الحق، وهذا ما يمكن أن نفهمه من قوله تعالى: {وَ يَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَ ذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى‏ لَهُمْ} فما طلبه المؤمنون من إنزال كان هو القتال -كما تشير الآية- وانقسام الناس فيها كان لأجل ذلك.

الأصناف الثلاثة للناس

الصنف الأول: هو من كفر وصد عن سبيل الله- أي لم يكتفِ بأن يُعرض عن اتباع ونصرة الحق بل وكان يمنع الناس بالمكر والخدع والخطط عن اتباع الحق-، وقد ذُكر بقوله تعالى: {ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ (1)}.

والصنف الثاني: هو الذي آمن وعمل صالحًا فبذل ماله ونفسه حتى قُتل في سبيل الله، كما قال تعالى: {وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ كَفَّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَأَصۡلَحَ بَالَهُمۡ(2)}، إذ إن المقياس هنا والمرتكز في هذا التصنيف لتحقيق الإيمان وقبول العمل الصالح هو الإيمان بما نُزل من الحق على المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله).

أما الصنف الثالث هو الصنف الذي ضل بعد أن تبين له الهدى، وزاد بعدًا بعد أن اتبع الهوى، إذ تكمن خطورة هذا الصنف بأنه وصل إليه الهدى وتبين له الحق ثم ضل وشاق الرسول ومات على الكفر.

السبب الباطني الذي أوصل كل صنف لما هو عليه؟

ومن الجدير بالذكر إننا عندما نتتبع ما الذي أوصل صنف أتباع الحق وصنف أتباع الباطل ليكون كلا منهما في هذا الصنف أو ذاك، نجده في قوله تعالى: { يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ(7)وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعۡسٗا لَّهُمۡ وَأَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ(8)ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ(9)}، وفي قوله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسۡخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضۡوَٰنَهُۥ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ(28)}، ألا وهو الكره والطاعة وهو أمر نفساني.

فالكافرون كرهوا الحق فتحقق فيهم عمليًا بأن صدوا عنه وكفروا به ولم ينصروه، بينما أهل الإيمان كانوا من أهل الإذعان والطاعة أي اقبلوا على الحق طوعًا لا كرها فآمنوا بالحق ونصروه بالفعل حتى قتلوا في سبيل الله. لذا أتى هنا الخطاب لأهل الإيمان بأن يكونوا من أهل الطاعة حتى لا يكون مصيرهم مصير من كرهوا ما فيه رضا الله تعالى وذلك بقوله: {يٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ (33)}.

التفاتة بيانية في جزاء هذه الأصناف

هذه الآية {وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً} تجيبنا عن تساؤل حول جزاء الذين كفروا وصدوا عن سيبل الله والذين آمنوا في هذه السورة، إذ أن الآيات أثبتت حضور أعمال المؤمنين بقول: {وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ (4)}، وقوله {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ … وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ }، وفي آية الكفار نفى حضورها بقوله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ، ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ}.

إذ أن الآيات في وصف جزاء الكفار تبين هنا إن الجزاء هو [ضلال الأعمال] لا [اضلالهم]، وكأن في ذلك اشارة إلى أنهم بكفرهم واعراضهم عن نعمة اتباع الحق وتضيعهم لفرصة نصرة الحق كان جزائهم أن أعمالهم أيضًا ضاعت وستضل عنهم أما الجزاء الآخر -الذي هو أشد وهو الاحباط- هنا لا تضيع أعمال الكافر فقط بل تزول - فهم ممن يظهر كفره بالحق ظاهرًا وباطنًا- فيعود إلى ربه فارغًا.

فينال جزاه بلا حساب حيث مثواه الأخير خالدًا في النار، كما في قوله تعالى: {كَمَنۡ هُوَ خَٰلِدٞ فِي ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمٗا فَقَطَّعَ أَمۡعَآءَهُمۡ(15)}، وليس لهم ولي ولا نصير كما في قوله تعالى: {وَأَنَّ ٱلۡكَٰفِرِينَ لَا مَوۡلَىٰ لَهُمۡ}، وقوله: {فَلَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡ (34)}، وهذا المعنى تؤكده نفس السورة بقوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأۡكُلُونَ كَمَا تَأۡكُلُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثۡوٗى لَّهُمۡ(12)}، فالله تعالى يشبههم بالانعام والحساب بإحضار الأعمال يكون بطبيعة الحال للإنسان العاقل المكلف، لا للأنعام!.

بينما تعالى نفى اضلال الأعمال في جزاء صنف المؤمنين- أي سيجدونها حاضرة- {إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ}، ثم ذكرت لنا السورة وصفاً واحداً من تلك الجنان بقوله تعالى: { مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ فِيهَآ أَنۡهَٰرٞ مِّن مَّآءٍ غَيۡرِ ءَاسِنٖ وَأَنۡهَٰرٞ مِّن لَّبَنٖ لَّمۡ يَتَغَيَّرۡ طَعۡمُهُۥ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ خَمۡرٖ لَّذَّةٖ لِّلشَّٰرِبِينَ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ عَسَلٖ مُّصَفّٗىۖ وَلَهُمۡ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَمَغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡۖ}.

الملفت هو وصف الماء واللبن هو موافق تمامًا لأعمال هؤلاء المؤمنين فهم كهذا الماء غير الآسن -أي الذي لا يتغير فيه شيء لطول بقائه- فهم كانوا هكذا طول بقائهم في الدنيا لم يتغيروا بل استقاموا على الهدى والطاعة، ونفوسهم كهذا اللبن لم يعتريها الفساد، ففي حضور العمل كان تحقيق نوال الجزاء الذي من سنخه.

‏أما الذين صدوا وشاقوا الرسول (صلى الله عليه وآله) فبقوله: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ}، هم أُشركوا بمسألة إضلال الأعمال، ثم في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى‏ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ}، اشركوا بجزاء الكفار لكن الإحباط هنا تحققه مستقبلي مشروط بأن يموتوا وهم معرضين عن سبيل الله تعالى، كما في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}.

وكأنها تقول لكل صاد عن سبيله أنه هناك فرصة ليعود من صدوده إلى هدى ربه، فما يضيع يمكن أن يعود أو يعوض بغيره ولكن إن بقى صاداً ومات على ذلك كان مصيره مصير الكفار وهو زوال كل أعماله وضياعها بلا عودة فيرجع لربهم بلا أعمال، فكما إن رحمة الله عظيمة فهو يرينا في هذه الآيات وجه من وجوهها، وينبهنا كي لا نكون منهم.

*تمت مراجعة تفسير الأمثل في تفسير الكتاب المنزل.

النبي محمد
القرآن
الايمان
اهل البيت
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    سورة الكهف.. للمهدويين سور وكهف

    النشر : الأربعاء 03 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كنز من كنوز باقر آل محمد

    النشر : الخميس 03 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الحق إطار شامل يتسع لكل قضايا الحياة

    النشر : السبت 08 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    اعرف نفسك

    النشر : الأحد 07 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الابتعاد عن الدين.. مسؤولية من؟

    النشر : الأثنين 15 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    المرونة النفسية تنمو تدريجيًا

    النشر : الخميس 10 آب 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 999 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 637 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 591 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 442 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1049 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 999 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 973 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 10 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 10 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 10 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 10 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة