• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الهجرة ومسيرة التكامل

ولاء عطشان / الثلاثاء 27 آذار 2018 / اسلاميات / 3444
شارك الموضوع :

من فلسفة التاريخ أن التغرب والهجرة هي من عوامل تفجّر الطاقات، وتحريك الأمم، وبزوغ الحضارات، ونمو المواهب، ولذلك لم يعترف الإسلام بالحدود ا

من فلسفة التاريخ أن التغرب والهجرة هي من عوامل تفجّر الطاقات، وتحريك الأمم، وبزوغ الحضارات، ونمو المواهب، ولذلك لم يعترف الإسلام بالحدود الجغرافية، إذ إنها تحد مسيرة التكامل، وعلى عكس ذلك، نجد القوانين الوضعية، تؤكد مثلاً واستناداً لقوانينها التي ما أنزل الله بها من سلطان أنه لا يسمح للأفغاني أن يكون رئيساً لإيران، ولا الباكستاني أن يكون رئيساً في العراق، بينما في إطار المرجعية الإسلامية من الممكن أن يكون المرجع الديني رجلاً من أي بلد إسلامي، ويمكن أن يكون ضمن شورى الفقهاء أشخاص من باكستان، وإيران، وأفغانستان، والعراق، ففي تاريخنا المعاصر لاحظنا كيف أصبح الآخوند الأفغاني مرجعاً في إيران، والسيد اليزدي مرجعاً للعراق، وهذه القاعدة ليست حصراً على المرجعية، فالمتقدم يتقدم حتى في غير مجال الحكم، كمجال الاقتصاد، والجيش، وما أشبه ذلك، سواء كان المتقدم حقاً أم باطلاً. فليس التمايز باللغة، أو القومية، وما أشبه ذلك.

ونذكر مثال ذلك في التاريخ الاسلامي في مختلف مناحي الحياة كسلمان الفارسي، حيث اختير حاكماً للعراق، وابن عباس العربي، حيث اختير حاكماً لإيران وذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده، وظلت هذه القاعدة جارية حتى ما قبل قرن من الزمان، حيث كان الأمراء – إلى حد ما – يعينّون على أساس الكفاءة وليس على أساس اللسان واللون. ولكن عندما دخلت الأفكار الغربية بلاد المسلمين تغير هذا المنهج.

لذا نجد كثيراً من المفكرين الغربيين، يؤكدون على جذب الغرباء، ونشاط المغتربين، وحيوية الأقليات، التي يميز بها أهل العلوم الاجتماعية بعض مؤسسي الامبراطوريات، والدول والعقائد والأشكال، وهي تكاد تتحول بسبب الاغتراب الجغرافي، أو الاجتماعي، أو النفسي إلى الطاقة الاقتحامية غير العادية.

ولا عجب في ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن لسان الله سبحانه وتعالى: "وضعت العلم والحكمة في الجوع والناس يطلبون في الشبع"، وفي الحديث القدسي أن الله عز وجل قال: "إني جعلت العلم في الجوع والغربة والناس يطلبونه في الشبع والوطن فلا يجدوه"، وذلك لأن الإنسان المغترب والجائع أكثر اندفاعاً إلى طلب الشيء من غيرهما. وهذا هو سبب التقدم لا بالنسبة للعلم بل في كل مجالات الحياة.

ولا عجب، فقد اغترب أكثر الأنبياء وتغربوا، وقد كان النبي إبراهيم عليه السلام عراقياً لكنه بلغ في غير العراق، ومثل اغتراب الانبياء، موسى، ويوسف، وعيسى، اغتراب نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم فقد هاجر من مكة إلى المدينة.

وجان جاك روسو هو مفكر سويسري؛ قاد الشعب الفرنسي فكرياً إلى الثورة، وماركس مفكر ألماني، طرح نظريته في روسيا، وقبلهما كان آريوس، بطل الثورة الدينية في بيزنطا، وهو في الأصل من ليبيا...

وبالهجرة وفر الإسلام مناخ التسامح، والتفكير، والتأمل، والإبداع، لعشرات المفكرين والفلاسفة من غير العرب..

ومثل الغرباء، كان هناك المغتربون، من هو سيئ من الذين هاجروا من فرنسا، حيث عمل هناك، فانتقل إلى بلاده، وبدأ بالثورة هناك.

والقاعدة لا تنطبق على المصلحين فحسب بل وتشمل المفسدين أيضاً الذين ملؤوا البلاد فساداً، فقد ذكر الأدباء أن المثال يقرّب من جهة، ويبعد من جهة، وهذا هو فلسفة ما قاله الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "اطلبوا العلم ولو بالصين"، وقبل ذلك قال عيسى المسيح عليه السلام: "الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث وجدها مثل الجوهر في فم كلب"، فإن الإنسان إذا أراد أن يأخذ الجوهرة لا ينظر إلى الظرف، وإنما ينظر إلى قيمة الجوهرة.

أمّا التقيد بالقومية، واللغوية، والجنسية، ونحوها، فذلك مما يحد من نشاط المصلحين، ويوجب تقديم المفضول على الفاضل، والفاضل على الأفضل. ففي الحديث: "إن مثل هؤلاء لا يزال أمرهم إلى سفال".

من كتاب (فلسفة التاريخ – دراسة تحليلية في المناهج والسلوك -) لآية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي
الانسان
الغرب
العرب
التفكير
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    كيف نوقف عملية صناعة المرأة الخشبية؟

    النشر : الثلاثاء 21 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    من يُوقد عود الحروب ومن يُطفئ فتيلها.. المصالح أم المبادئ؟

    النشر : الثلاثاء 21 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    تزودوا له بخير زاد

    النشر : الأحد 03 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    النشر : الخميس 05 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    حماسة الحضور

    النشر : الأثنين 14 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    أصناف الناس قرآنياً.. بين سلم التكامل والتسافل ٥

    النشر : الأحد 06 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 358 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1160 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1064 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 14 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 14 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 14 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة