• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

السَكينة قوة لا تقابلها قوة!

فاطمة الركابي / الأحد 26 نيسان 2020 / اسلاميات / 2088
شارك الموضوع :

لذلك فإن الثقة بالنصر الالهي المُوجبة للسكينة والإطمئنان النفسي تجعل هزم المؤمن عصيّاً

إن في كل اللحظات التي يعيشها الإنسان في عالم الدنيا هو يعيش في داخل صراع على المستوى المعنوي وهو ما يسمونه (بمعركة الداخل) و(جهاد النفس)، وعلى المستوى المادي العام في الحروب الخارجية بين جبهة الحق وجبهة الباطل هناك أيضا صراع قائم ومستمر، لكن يبقى هناك فيصل حقيقي بين من يملك القوة، ويتصف بها من غيره؟

ففي مشهد قرآني يصور لنا هذا الفيصل وهذه الحقيقة في قوله تعالى: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ...}(التوبة: ٤٠)، فعندما وصل أولئك المتربصون بالنبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) في غار حراء، أول قوة أيد بها النبي الخاتم ليس السلاح ولا العتاد ولا الجند ولا حتى المعاجز بل (السكينة) التي جعلته قوي فنجا من كيد الكائدين، وكما نقرأ في زيارته الشريفة [اَلسَّلامُ عَلَى صَاحِبِ السَّكِينَةِ].

فالقوة -كثقافة إلهية- هي ليست في العِدَة الأكمل والعَدد الأكثر، بل بإستشعار  الإرتباط والإتصال بمصدر القوة المطلقة التي تظهر على هيئة سكينة وحُسن ظن ورجاء به سبحانه؛ لكونه الحاكم والقاهر والمليك والمالك لكل شيء، والناصر لمن نصره، كما في قوله تعالى: {... إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}(النساء: 104).

بل وإن من وسائل الإستدراج الإلهية لأهل الباطل أن يمدهم بالقوة الظاهرية من سلاح وجند، إذ إن هذه القوة لا حقيقة لها لمن لا إرتباط له برب السماء، ولمن كان قلبه خائفا متزلزلا، إذ تم سلبهم قوة السكينة كما تُبين لنا هذه آية بقوله: {... وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} (الحشر : 2).

فهم كانوا يعتقدون أن القوة المادية التي يملكونها هي القوة الحقيقية الناصرة لهم، لكن ما إن قُذف في قلوبهم الرعب، حتى قضوا على أنفسهم بأنفسهم، وبأيدي أهل الحق.

لذلك فإن الثقة بالنصر الالهي المُوجبة للسكينة والإطمئنان النفسي تجعل هزم المؤمن عصيّاً؛ ولكن ما أن يتخلى الإنسان عن إيمانه (بالنصر الالهي) و(المعية الإلهية)، ومع عدم وجود القوة الظاهرية بلا شك لا يثبت هذا المؤمن بل وسريعا ما يهلك ويسقط أمام الباطل.

بالنتيجة فإن هذه القوة مكنونة في داخل كل مؤمن ولكن يحتاج أن يتفاعل معها ويفعلها في وجوده، كما في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}(٣)، وعن الإمام الباقر (عليه السلام): قال في وصف قلب المؤمن إنه: [قلب مفتوح فيه مصباح يزهر ولا يطفأ نوره إلى يوم القيامة] (١).

فهذه الحقيقة لابد أن تترسخ عند كل من له إرتباط بالحق وهي أن من لا يؤيد بهذه القوة لا يُمكن أن ينتصر على أهل الحق ولو كان يملك خزائن الأرض ويسيطر على ثروات البلدان، وعلى أبدان العباد، وإن من يملكها عليه أن لا يخشى أي أحد مهما كانت قوة المقابل الظاهرية كبيرة، لأنه مرتبط بالقوي المطلق.

_______

(١) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - ص ٢٦٠٢.

الانسان
القرآن
الايمان
الدين
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    المفهوم النفسي للتكيف

    النشر : الخميس 30 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    حتى مطلع الجُمعة!

    النشر : الأربعاء 28 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    قبس من وحي خطبة الصديقة الزهراء

    النشر : الأحد 16 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الازمة الاقتصادية.. وفوائد المدخرين

    النشر : الأربعاء 18 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    المرونة النفسية تنمو تدريجيا

    النشر : السبت 27 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    حديث نبوي: ركائز أربع في النظر للدنيا بوعي

    النشر : الأحد 18 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 999 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 637 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 591 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 442 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1049 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 999 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 973 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 10 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 10 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 10 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 10 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة