• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

في عناية الحجة

زهراء كاظم الطباطبائي / الأربعاء 31 آذار 2021 / اسلاميات / 1868
شارك الموضوع :

كانت يداهُ الحانية بلسماً من كل وباء

قال المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف): "إنّا يُحيطُ عِلمُنا بأنبائِكُم، ولا يعزُبُ عنّا شيئٌ من أخبارِكُم". بحار الأنوار

ارتفعت الأنباء وتعالت الأصوات، خبر عجيب.. بل العجب العُجاب، "لا تؤدوا زيارة الشعبانية فهناك وباءٌ في منتصف الطريق"

نعم.. ها قد أشهر أسلحته، ذلك الفايروس المخيف الذي توقف هناك حيث أريد المرور إلى طريقِ الفردوس ونهر الجنة، منعَ العالم من المرور.. يخالونهُ وحشاً خفيّاً قد يهاجمهم في أي لحظة دون شعور، ليس له أقدام لكنه يتسللُ إلى الأجسادِ بأبسط الطُرق، كانَ الخبرُ جديداً، تنصتُ المسامع إليهِ برهبةٍ وارتجاف،

أما الزائرون فردعتهم الحيرة هل لنا؟ .. هل لنا من زيارة؟ أم أن الاغتيال حتمي؟

هل يُمكن أن تهدأ الأرواح دون شمعة نُنيرها في نهر الزمان؟ حيث أثر السيد المبارك سيد هذا الزمان

  ليلة النصف من شعبان في سنة ٢٠٢٠م الموافقة لـ ١٤/شعبان /١٤٤١ه، كانت عبائتي قد حثتني على الخروج، وهي تحمل في جُعبتها شوق لأنفاس الضريح..

_  هيا اخرجي عليكِ المسير، الليلة منتصف شعبان العظيم، ضعيني على رأسك وانطلقي بي، أريد أن تمسحي بي الضريح، لوذي بالسبط الشهيد، توسلي للظهور.... أستمع لها بقلبٍ واعٍ.. هل يمكن؟

إنها جماد لا تعلم ما الذي يحصلُ، قد نفض الكونُ غُباره وأطلق العنان للفايروس بالانتشار، وعبائتي تحثني..

يبدو أن قلبها متيّم، قد غُذيّت زادَ الحب على مائدة الأنوار.

في هذه الليلة وفي وقت الفطور، قال أبي:

_  تجهزوا فاللية فارغة ليست ككل الليالي، املؤوا المكان، أخشى أن يُسيطر الفراغ على قبلة الأمكنة

أجابت والدتي:

_ لقد عانينا حرمان السنين فلن يمنعنا فايروس كما منعنا الطغاة سابقاً.

تركنا المائدة وما زال عقلي جليسَ حديثهم، هل يمكن أن نترك الليلة و الإمام يرى ما لا نراه؟.. لِيَرُدَّ عنا ما لا نراه، فقد اهتدت الآراء إلى وصال الحبيب وانجلت العقبة، سَلِم الفكر وتيّقن القلب، أخذت بجميلتي السوداء ووضعتها على رأسي منطلقةً مع والدتي حفظها الله، يبدو أنني الوحيدة التي سمعت فرحتها وضحكاتها ونشاطها وهي تغطيني، هذه القماشة السوداء ليتهم سمعوا ما سمعت يبدو أنها كانت في منتهى البهجة.

  استوحش خطواتي ذلك الطريق على غيرِ عادته، الناس قلّة، يبدو أن الكثيرين مُنِعوا رغم عقد النية، أصوات الخطوات الناعمة تُداعب ذلك الطريق وحيدة، لا صوتَ للزائرين، قُلتُ في نفسي: الأرضُ تستوحشُ زائريها، الحمد لله الذي مَنَّ عليّ لتكون قدمي على هذا الطريق.

عند باب الفردوس اختفى كل صوت وخمدت كل الأنفاس، لا ندبةَ سوى ندبةُ الدموع "ادخلوها بسلام آمنين"  إنه السلام الأبدي  للبشرية (السلام عليك يا أبا عبد الله) كانت مختلفة..

(هل تأذن لي بالدخول) لم تكن كسابقاتها

يبدو أنه أذن الدخول على خوف، نعم... إنهُ لحدث ثقيل، لكن الوصال ليس بالمستحيل.

رفعتُ رأسي، نظرتُ بعيني وإذا بي تحت القبة أراهم، كانت الملائكةُ تَعُد من أتى الحسين(عليه السلام) ليسجلوا اسمه، هذه فلانة بنت فلان بعبائتها السوداء أتت إلى هنا، اكتبوا لها جزيل الثواب وامسحوا عنها كدَر الأيام وأعطوها مداداً في العمر، وأما هذه العباءة السوداء فَرُدّوها كَلون اللبن بيضاء نقيّة وخلّدوا إخلاصها، فلتعش نعيمها الأبدي.

يا إلهي، ماهذا يا أبا عبد الله!! هل ستحميني وعائلتي؟ ما أعظم عطيّتك، كيف لي؟ هل أستحق؟

لو سألتني أيها العظيم، لقُلت إنني لا أستحقها، فأنا لا أجدُ في نفسي استحقاقاً لأيٍ مما كتبت لي هذه الملائكة المؤتمرة بأمر الله عز وجل وبأمرك سيدي.. ولكن

"إِنَّ هَٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ"

تمايلتْ خُطواتي فرحاً قهقرى من عند المولى إلى نهر العطاشى، دخلتُ بعبائتي البيضاء.. فتحت ملائكة ربي لي جنة الساقي حيث كان الزائرين قلّة، لكن الأكفّ المتحرقة شوقاً قد ملأت سماء الكفيل، أمنيةَ الوصال،

(السلام على ساقي عطاشى كربلاء) أسْقِنا من فضلك أيها الساقي العظيم

(السلام على كافل خدر زينب)

اكفل أمنياتنا بالتحقق يا كريم.

لم أتعجب مما رأيت، بعد أن شاهدت ملائكة السماء تحوم عند السيد الرؤوف، وجدتها عند الساقي وقد أخذت تهمل الماء على هذه العباءة حتى أزهرت وتفتحت زهور النرجس..

خُطت السعادة لهذه العباءة ولأصحابها، كم غبطتها.. إلهي ليتني أحصل على ما حصلتْ عليه، أو قليلٍ منه، بينما كنت أفكر في عظيم ما أُعطي لهذه العباءة التي كانت رثّة وبلا قيمة، فإذا بنداءِ على أرجاء المدينة:

(الله أكبر) إنها ساعة الميلاد فلننطلق لنهر الزمان نهر الأمنيات نبارك للسيدة ولادتها العظيمة لصاحب زماننا ونبارك لهُ ولنا قدومه المبارك إلى حياتنا...

انطلقنا إلى النهر، وفي حناياه كان مجلسنا، وقد جَلت شموع المولد دياجي الإنتظار وأزاحت غبار السنين،

"يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ"

لمحتُ امرأة في عقدها الثامن، تندب ندبة قديمة بينما تُنير الشموع (دورتك بكل الأرض مابيّن لشخصك أثر مثل الضايعله ولد ومخلص أيامه سهر)

كان النهر خالي تماماً من البشر لكنّ عبائتي هتفت لي:

 _ انظري هناك إلى تلك النجوم والكواكب، تلك سيدات الجنة، أُنظري هناك في المقدمة إنها هي... هيا أُنظري جيداً، لا أعلم ما الأمر، لكن عبائتي كانت بصيرة، أُخفي عني ما كانت تراه، وهي تناديني :

 _ أُنظري هناك امرأة بهيّة عظيمة، إنها سيدة الجنة هيا قفي وألقي التحيّة، جددي العهد مع ولدها، هيا قفي خجلاً.

 كل ما أعرفه أنني اسمع كلام عاشقة، أعلم جيدا أنه الحق المبين

(السَّلامُ عَلَيْكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ(

(السلام عليك يا مولاتي ، السلام عليكِ يا سيدة الجنة)

لم أرَ ما رأته تلك العباءة، لكني سمعتُ ما أرادتني أن أسمعه...

(وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته يا زوار ولدي الحسين)

إنّه الشعور الأعظم، إنه الصوت الأنقى، إنه ما لا يُمكن أن تصفه تراتيل الجنان، صوت فردوسي، استحالت دماء عروقي، ماء ورد سقى الحياة فأزهرت نرجساً، لا أعلم كيف سمعتها، لكني أؤمن أنها هي

هي هي... لا سواها

أكتبي، أُكتبي، هذا ما قالته عباءتي، أُكتبي أمنيتك هيا أسرعي..

فكتبت:

(السلام عليك يا حجة الله في أرضه وسمائه)

أما بعد ....

وأنا الآن في الرابع عشر من شعبان في سنة١٤٤٢هـ، أرى عناية الحجة، "لا يعزب عنا شيء من أخباركم"، إنها عنايته لم ولن يمسني وأهلي الضر

فقد كانت يداهُ الحانية بلسماً من كل وباء.

الحياة
الامام المهدي
اهل البيت
العلم
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    الامام الصادق وزرع الأثر في عالم الدنيا

    النشر : الأحد 23 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    تحدي الأربعين يوما: مبادرة الكترونية تهدف للتغيير

    النشر : الأثنين 05 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    رمضان حياة.. مساواة الغني والفقير

    النشر : الأربعاء 29 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    تداعيات نفسية واجتماعية واقتصادية تسببها أزمة الكهرباء في العراق

    النشر : الأربعاء 13 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: الإمام الحسين تغيير في الوجود التشريعي والتكويني

    النشر : الخميس 07 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    مغالطة تاريخية صدّقها المحب قبل المناوئ

    النشر : الأحد 17 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 623 مشاهدات

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 560 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 527 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 388 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 381 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 351 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1213 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1175 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1119 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1098 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1079 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 692 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • الخميس 18 ايلول 2025
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • الخميس 18 ايلول 2025
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • الخميس 18 ايلول 2025
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • الخميس 18 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة