• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

بصيرة الامام الباقر بتلازم العلم والعمل

هاجر حسين العلو / الأحد 18 تموز 2021 / اسلاميات / 2372
شارك الموضوع :

وفي هذا المنظور يحتم عليه نفض غبار الاتكال والإستباق نحو التخطيط الأفضل

كان الإنسان ولا يزال يخوض غمار الحياة، يهنأ بنعمائها حيناً، ويأسى بضرائها حينا آخر، ويتمحض لأحداثها وإدارتها بقواه كافة، يكتوي بنارها، وينبهر بنورها، فهو بين عاملين متقابلين في إعمارها واستثمارها، يكد ويكدح، يجد ويتطاول، يبني ويشيد، فهو في شغل شاغل من استعمارها، وفي عمل دائب من أجل استمرارها، بيد أن هذا السعي الحثيث قد لا يحضى بطائل إن قَصُر عليه الإنسان في منأى عن الوعي البشري أو في معزل عن التحضر الإنساني الذي يربط حاضره بماضيه المشرق..

وفي هذا المنظور يحتم عليه نفض غبار الاتكال والإستباق نحو التخطيط الأفضل، وهذا كله عن طريق: العلم والعمل بشكل متلازم، العلم بشتی تخصصاته المثمرة، والعمل بكل وسائله المشروعة وهذان من أساسيات مواكبة الحياة الحديثة، لأنهما رمزان من رموز التطور الزماني والمكاني الذي فُرض على الإنسان حديثاً، وبهما تتكامل عملية الوعي البشري التي دأب الإمام على برمجتها للإنسان المتحفز والراغب في التطور.

فقد أكد (عليه السلام) على ضرورة وجود التلازم بين العلم والعمل فلا قيمة لأحدهما إلا بوجود الآخر وأن يكون طلب العلم خالصاً لله تعالى وليس للأغراض الدنيوية الزائلة والاعتبارات الوهمية ومماراة أهل الجهل.

ويوجه الإمام رواد العلم بالإلحاح بالسؤال والاستفهام عن كل ما قد يكون مُبهماً، فعنه (عليه السلام): (العلم خزائن والمفاتيح السؤال، فاسألوا يرحمكم الله، فإنه يؤجر في العلم أربعة: السائل والمتكلم والمستمع والمحب لهم).1

فما هي الروحيّة التي ينبغي للمتعلّم أن يعيشها لغاية العلم في نفسه؟ لأنّ هناك من يطلب العلم من أجل أن يخدم العلم شخصه في معنى الجاه وفي معنى الكسب المادّي، وهناك من يطلب العلم ليستعرض عضلاته العلميّة في مواجهة الناس لتأكيد ذاته، وهناك من يطلب العلم من أجل أن ينير ذاته في معرفة الحقيقة، وأن ينير في العلم مجتمعه في إضاءة قضاياه كلّها بالحقيقة.

ويضع الإمام عمل الإنسان في حياته في المرتبة السامية من الملكات الفعلية، فهو طاعة والعمل قد يكون في العلم، ولا علم لمن لا عمل له، والعمل قد يكون بالجد والاجتهاد ولاستقطاب ضروريات الحياة، وهو الشهامة والمروءة الفذة للخلاص من العبودية واستجداء الآخرين، وكلاهما الطريق إلى الله، فعن الإمام (عليه السلام):

(لا يُقبل عمل إلا بمعرفة، ولا معرفة إلا بعمل، ومن عرف، دلته معرفته على العمل، ومن لا يعرف فلا عمل له) 2.

والإمام يؤكد الشق الأول في المعرفة الإنسانية، ويدعو إلى الشق الثاني من أجل الحياة الحرة الكريمة، فقد كان هو نفسه عاملاً مثابراً، وهو القائل لمن اعترض على عمله في أرض له، وحذره الموت، فأجاب الإمام بصلابته المعهودة: "لو جاءني الموت، وأنا في طاعة من طاعات الله عز وجل أعمل وأكف نفسي وعيالي عنك وعن الناس، وإنما أخاف لو جاءني الموت وأنا على معصية من معاصي الله" 3.

لقد دعا الإمام الباقر إلى العمل الجاد، وكره البطالة، وحمل على التواكل والخذلان، حتى صرح بمقته للعاطلين عن العمل، وضرب لهم مثلا رائعا في ذلك، ودعاهم إلى الانتشار في الأرض، والالتماس من فضل الله، ودعا إلى الحيوية والنشاط، وحارب الضجر والكسل واعتبر الإمام الكسل والتواكل على العمل مضراً بشؤون الدين والدنيا معاً.

لذا يمكن أن نلخص دعوة الإمام للعمل على نحوين:

الأول: العمل بالعلم الذي استوعبه الانسان وتخصص فيه، فهو يطبقهُ على نفسه ليعّد عالماً عاملاً كما هو المفترض.

الثاني: العمل في ميادين الحياة طلباً للعيش الكريم، وهذا لا يكون إلا من حلّه.

إن في الدعوة المزدوجة للعلم والعمل من قبل الإمام، تتجلی النظرة الحضارية، فهما كلٌ لا يتجزأ، وهما كيان لا يتبعض، يتمم أحدهما الآخر، ويسعى أولهما في سبيل من الثاني، إكمالاً لمسيرة الحياة، ففي العلم درء الجهل والأميّة، وتكامل الهيئة الاجتماعية، وفي العمل القضاء على التواكل والانحراف والملل. والبنية الإنسانية في علمها وعملها تخطو نحو الوعي البشري نضجاً وتحرراً واستقامة، وكفى بهذا منهجاً. 

1 - الصدوق /  الخصال  223
2 - ابن شعبة الحلبي / تحف العقول: 294 .
3 - باقر شريف القرشي / حياة الإمام محمد الباقر: ۱ / 234.

شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    من نساءُ الطف: أم خلف

    النشر : الأربعاء 26 آب 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ليزى فلاسكويز.. من شخصية محطمة الى ذات ملهمة

    النشر : الخميس 21 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    قراءة في كتاب: ادرس بذكاء وليس بجهد

    النشر : الأحد 06 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الفكرة المحورية ودورها في تأمين المجتمع فكريا

    النشر : الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الجندر وضياع الهوية الانسانية

    النشر : الخميس 10 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    كيف تبني عاشوراء ثقافة المسؤولية تجاه المجتمع؟

    النشر : الأحد 29 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 38 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 374 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 369 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 343 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 341 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3457 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1089 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1022 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 998 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 11 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 11 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 11 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة