• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

رجب طبيبك فاستمع لطبيبك

فاطمة الركابي / الأربعاء 01 شباط 2023 / اسلاميات / 2022
شارك الموضوع :

من يؤمن بالمعطي فيسأله افتقار وتوحيد أي لأنه صَدق أن لا معطي إلا هو -سبحانه وتعالى

بمقدار ما يُعرف شهر رجب على إنه شهر العبادة والتوجه إلى الله تعالى وشهر الاقبال على الطاعات وعمل المستحبات، بمقدار ما هو شهر مربي ومهذب وكاشف عن علل الروح وأمراض النفس، هو كالطبيب يُعطينا الدواء لتلك العلل التي تجعلنا لا نُحسن الوقوف بين يدي الله تعالى، ولا نتذوق حلاوة التوجه إليه في كل الأحوال.

وإحدى هذه العلل هي انشغالنا بفكرة ما الذي لم ننله قبل، ما الذي نلناه في حياتنا من عطاءات، فكرة إننا دائما ينقصنا شيء من العطاء، فكرة أن الآخرين يملكون ما ينقصنا، فكرة أن يكون منطلق السعي من أجل نقصٍ ما نُريد اكماله أو فراغًا نريد مَلئه؟ ومن أدوية رجب المركزة والشافية لمن فكر بها بلبه وتذوقها بقلبه هو دعاء "يا من أرجوه لكل خير..."*.

الناس في رجب أصناف؟

نقرأ في أولى فقرات هذا الدعاء هذا المعنى: [يَا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ، يَا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تُحَنُّناً مِنْهُ وَ رَحْمَةً..]*، فعند التأمل بها نجد إن الدعاء يُقسم الناس إلى ثلاثة:

من يؤمن بالمعطي فيسأله افتقار وتوحيد أي لأنه صَدق أن لا معطي إلا هو -سبحانه وتعالى- ولأنه أدرك أنه مصدر العطاء الأوحد، لذا هو لا يسأل غيره.

 وصنف -كما يعبرون- مؤمن بالمُعطي لكن لا يسأله، ربما لأنه منشغل إما بما عند الخلق من عطاء عن الخالق! أو لأنه لا يرى نفسه أهلا لعطاء الكريم! فهو مؤمن ولكن قد وقع في سوء الظن بقديم الإحسان.!

وهناك من لا يؤمن بالله تعالى ولذا هو لا يسأله لأنه لا يعرفه -كما عبرت الفقرة- على إنه مصدر نزول العطاء.

أما الجامع لهذه الأصناف فهو فعل الله تعالى القائم على حنانه ورحمته، إذ إنهم جميعًا ممن ينال عطاء الرحمن، وفي كتاب الله تعالى ما يشير إلى هذه الحقيقة في قوله تعالى: {كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}.

ففي الصنف الأخير مائز مهم لنا إن أردنا أن نكون من أهل السؤال من الله تعالى وحده، هو أن نتعرف عليه بحقيقة الإيمان أنه المعطي وحده، كما ورد في الفقرات التي بعدها، إذ تقول: [أَعْطِنِي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيَا، وَجَمِيعَ خَيْرِ الْآخِرَةِ، وَ اصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيَا وَ شَرِّ الْآخِرَةِ]*، فكلها بيده وهو من يعطينا اياها.

حقيقة عطاءك كامل لا نقص فيه

ثم في ختام الدعاء نصل إلى جواب تصحيح فكرة الشعور بإن شيئًا ما ينقصنا، وذلك بقولنا: [فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ مَا أَعْطَيْتَ]*، هنا كل حجب الشك وسوء الظن بالمعطي تُمزق؛ لتستقر النفس المؤمنة بأن عطاءها كامل لا نقص فيه، بل وكل ما تسأله هو زيادة وفضل من المعطي -عز جل- وذلك بقولنا: [وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ يَا كَرِيمُ]*.

سلامة القلب موجب للإقبال على الرب

فهذه الحقيقة توصلنا لفكرة عميقة لابد وأن تصنع فينا الاتزان حيث استقرار القلب وسلامته واطمئنان النفس وسكونها ألا وهي إن عطاء الله تعالى غير منقطع عنا، وليس مقيد بشرط الطلب، وليس مخصوص بطَلِبةٍ ما، بل العطاء ينزل على الجميع دون استثناء فيما فيه خير ومصلحة لهم، فتعالى بحنانه وبرحمته يعطي من يؤمن به ومن لا يؤمن به، إذ إن رحمته وسعت كل شيء.

بالنتيجة هذه الفقرات تجعلنا نتفحص ما لدينا من عطايا لنجد إن يد الرحيم ولطفه قد رسمت آثارها في كل شيء فينا ولدينا، لنعيش بنفوس ملئها الاطمئنان والخضوع له سبحانه، وليستقر فينا هذا المعنى "إننا نُعطى ما نحتاج وليس ما نريد" فإن كل ما زوي عنا من عطاء لهو بحنان منه ورحمه، فليس فقط عطائه حنان ورحمة بل منعه أيضًا.

______

*بحار الأنوار:  ج٩٥، ص٣٩٠.

شهر رجب
الدين
الايمان
الاخلاق
السلوك
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    كورونا.. بلاء حجبنا عن أولياء الله

    النشر : الأثنين 13 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    في كل الشهور.. أنتَ في رحلة إلى الله

    النشر : الأربعاء 14 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    النص الديني.. بحاجة إلى تجديد أم إلى إعادة قراءة؟

    النشر : الثلاثاء 03 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    زينب.. حكايةُ صبرٍ لم تسعها الحروف

    النشر : الثلاثاء 07 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    بيدك وقود الشعلة !

    النشر : الثلاثاء 19 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    الإسلام.. بين عمق حكمة الخالق وسطحية تفكير المجتمع

    النشر : الأثنين 16 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1022 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 748 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 655 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 643 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 621 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 528 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1057 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1022 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 975 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 748 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 23 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 23 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 24 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة