• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

بمنظور قرآني.. كيف نتعامل مع الأذى؟

فاطمة الركابي / الخميس 14 كانون الأول 2023 / اسلاميات / 1477
شارك الموضوع :

عندما نبحث في آيات الذكر الحكيم نجد ما يبصرنا هذه الحقيقة كي لا نخدع، فنفقد أساس من أساسات غاية وجودنا

[اعتزل ما يؤذيك] العبارة الأكثر شهرة والتي ظاهرها أن العامل بها سيحمي نفسه ويحفظها، إلا أن باطنها فيها عدة مشكلات منها: ما هو حدود هذا الأذى، ما هو حجمه، درجته؟ ومن هم الذين علينا اعتزالهم؟ إذ أن العبارة مطلقة في فعل الاعتزال الصادر منا، وفي طبيعة الأذى المعرضين له - فكما يعبرون- إن هذا ما يجعل الإنسان يهدم بناءه النفسي وليس فقط يضعفه أو يجعله هشّاً ترفاً لا يتحمل أي شيء حتى وإن كان ذلك الشيء الذي يواجه أو يلاقيه هو شيء بسيط، بل ويصل إلى مرحلة لا يتوقع إلا المساندة بل وينتظر الدعم!!

قاعدة قرآنية في قبال هذه العبارة

وهنا عندما نبحث في آيات الذكر الحكيم نجد ما يبصرنا هذه الحقيقة كي لا نخدع، فنفقد أساس من أساسات غاية وجودنا في هذا العالم ألا وهو مجاهدة النفس وبنائها في تحمل مشاق هذه الرحلة، التي واحدة منها هي تحمل الأذى الصادر من الآخرين تجاهنا، فمن لا يتعرض للأذى ويواجهه كيف له أن يعرف نفسه وقابلياتها وقوتها؟

لذا تعالى يعلمنا على لسان رسله الذين هم أكثر الناس اختلاطًا في المجتمع وأكثر الناس عرضة للأذى، فهم مكلفون بالتعامل مع كل أصناف الناس وليس من هم ضمن دائرتهم الاجتماعية، بقوله: {… وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}(ابراهيم : ١٢)، فالصبر هو الحل الذي ينبغي أن نتحلى به لا الاعتزال إن أردنا أن نبني هذه النفس بناءً حقيقيًا.

فالاعتزال قد يجنبنا التعرض للأذى لكنه ليس إلا حجاب نختبئ خلفه كي لا نعترف بضعف نفوسنا وهشاشتها، فإن صعوبة تحمل الأذى هو كالجرح معالجته في مداواته لا بإهماله وإخفائه والتظاهر بأنه غير موجود، ففي المداواة وحدها ما تجعل النفس قوية ليس أمام موقف أذى واحد لا نتحمل التعرض له في أول الأمر، بل تكون لدينا قابلية ونماء في تقبل أي أذى محتمل يمكن أن نتعرض له، وهذه واحدة من نقاط قوة ديننا فهو يريد بناء الفرد المسلم بناءً حقيقياً متيناً وقوياً لا بناءً ظاهره أنيق وباطنه عتيق يتهدم في أول ضربة.

الدافع الذي يقوينا على مواجهة الأذى لا اعتزاله

من لطائف العبودية لله تعالى في هذا الشأن هو في قوله تعالى: {وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ …}(النحل: ١٢٧)، إذ إن الإنسان المؤمن الذي يعيش العبودية لله تعالى نعم هو يقول سأصبر وينوي ذلك لكن ليس بحوله ولا قوته بل بعون من معبوده، فما أن يرى تعالى صدق عبده في مجاهدة نفسه حتى يمده بالصبر.

فالذي يستند على قوته في تحمل الأذى لن يصبر وإن صبر لن يستمر، إلا أن من يوقن إن الصبر يناله بفضل من الله تعالى فإنه سوف يمتلك الحافز والشجاعة والثقة بأنه سيكون قادراً على مواجهة أي أذى من قريب أو بعيد، فكيف إذا كان هذا الأذى يصيبه لأجل ربه لا لأجل نفسه، كيف ستكون معونة الله تعالى وأي صبر هو سيتلقى ومن ثم أي قوة نفسية سيحمل؟!

ومع كل ذلك تعالى يقول: {إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ}(الزمر:١٠)، فمع أنه الذي يمدنا بالصبر هو يجزينا عليه، فمن يدرك هذه الحقيقة هل سيرضى لنفسه العيش وفق هذا المبدأ، ويلقى ربه وهو لم يجاهد نفسه وقد خسر أجر من سيجزى بغير حساب!.

____

* فكرة المقال مستوحات من بناء القوة النفسية للدكتور خالد بن حمد الجابر

القرآن
الايمان
الدين
صحة نفسية
المجتمع
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    معلمتي وفصولها اليومية الثلاثة

    النشر : الأحد 14 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    من نجوم الولاية: أسماء بنت عميس

    النشر : الخميس 13 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    يخفف من السعال وآلام الأسنان.. تعرّف على فوائد زيت القرنفل

    النشر : الأحد 21 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    ضرتك.. سر سعادتك!

    النشر : الخميس 08 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    السينما العراقية وأبواق الدعاية

    النشر : السبت 05 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    كيف تحول التوتر السلبي إلى قوة ايجابية؟

    النشر : السبت 30 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 547 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 451 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 421 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 376 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 374 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 340 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1164 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 668 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 8 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 8 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 8 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة