• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عباءة من نور

هالة الجبوري / الأحد 11 شباط 2024 / اسلاميات / 1566
شارك الموضوع :

تحدثت مع صديقتي المقربة بما يجول في خاطري وقررنا أن نرتدي العباءة سوية ومن الغد

فاطمية في بلاد الغرب

كنت قد انتقلت للتو من السويد - والذي هو مسقط رأسي- الى بريطانيا حيث الجالية الاسلامية أكثر انتشارا هناك. قصتي مع العباءة تبدأ في سن الثانية عشر، كان والدي شديد الحرص عليّ وقد هاجر بنا الى لندن خصيصا لتسهيل تربيتنا، إذ إن الأهالي في السويد يعانون من الفساد الاجتماعي لذلك قرر والدي تسجيلي في مدرسة اسلامية أهلية. بدأت عامي الدراسي وكنت من المتفوقات على الرغم من صعوبة اللغة الانجليزية، معظم الأجواء العامة جيدة بالنسبة لي باستثناء الاختلاط في المدرسة الذي سلب الراحة مني على الرغم من ارتدائي الجبة.

تحدثت مع صديقتي المقربة بما يجول في خاطري وقررنا أن نرتدي العباءة سوية ومن الغد، عندما عدت للمنزل أخبرت عائلتي بالقرار فكانوا فخورين جدا وخصوصا أن القرار نابع من فطرة سليمة وقلب محب للحجاب وليس بالكره والاجبار. هيأت عباءتي للغد فوضعتها الى جانبي وغفوت.

حلّ الصباح جالبا معه كل البهجة والسرور ، ارتديت العباءة ونظرت الى مظهري في المرآة وكلّي عزّ وفخر، انتظرت بفارغ الصبر أن أصل للمدرسة وأرى صديقتي وعندما رأيتها امتلأت عيني بالدموع وأمسكت بيدها وطرقنا باب الصف.

فتح المعلّم الباب وهنا حدث ما لم يكن بالحسبان، حيث قال: ماهذا؟ ماهذا الذي ترتديه؟

أجبته: هذه عباءة ثم ان هذا الزي يعجبني كثيرا، يبدو أن جوابي لم يعجب الأستاذ فسحبت يدي صديقتي وجلسنا على مقعدينا. صار الاستاذ يتجاهلنا بالتدريس فقط لأننا نرتدي العباءة.

_ وماذا عن الطلاب؟

كان بعضهم يسخر من عباءتي فعندما أقوم وأكتب على السبورة أسمع أحد الطلاب يقول: انظروا الى باتمان (الرجل الخفاش). لم أبالي في الظاهر مطلقا ولكن بداخلي أتألم ومع ذلك تزداد عزيمتي واصراري حتى تحسنت معاملتهم لي بعض الشيء، وأصبحت أحظى بالاحترام منهم ولو ردت أن أمر من أمام أحدهم فانه يفسح لي الطريق بكل احترام وهذا الفعل كان خاص جدا لا يفعلوه مع غيري.

مرّت الأيام وأصبح عمري ستة عشر عاما فنقلت من المدرسة إلى الجامعة، وهناك تعرفت على صديقات جدد كنّ يستغربن حجابي ويصفنه ( بالأوفر) أي الزائد عن حده لصغر سني وباعتقادهن ليس ضروري لهذا المكان، كنت أقول لهن: نعم لست مضطرة ولكنني مقتنعة وفخورة بحجابي وما أن التمسن مني الاصرار حتى صار هذا الموضوع ملف مغلق لايتحدثن بشأنه، وأما الشباب فكانوا يكنون لي أشد الاحترام لعدم اختلاطي بهم.

الحمد لله أكملت دراستي الاكاديمية وتخرجت منها بامتياز، ثم أكملت دراسة الماجستير وكل ذلك بفضل الله تعالى ونظرة أهل البيت (عليهم السلام) لي ولولاهم لما توفقت في بعض ماذكرته أبدا.

الفتاة تعاني من المجتمع وخصوصا قد يؤثر سلبا عليها لكن المواجهة والاصرار هو المطلوب في هذه الحالات لتصبح غالية بعفتها وحياءها واقتداءها بفاطمة الزهراء (عليها السلام).

زينب- لندن، بريطانيا

عباءة جدتي

ارتديت العباءة في عمر الخامسة عشر، كانت ملابسي قبل هذا العمر عادية أي ليست بذلك الاحتشام فقد كنت ارتدي ( البنطال، التنورة، الفستان، ملابس قصيرة، أكمام مرفوعة ...) لم أكن أتحرز من نوع الملبس مطلقا وكنت أعتقد أن إعمار قلبي لا علاقة له بما أرتدي، ولكن بعمر الخامسة عشر بدأت أميل قليلا للملابس الفضفاضة. وخلال هذه الفترة من حياتي توفيت جدّتي رحمها الله، فكان موتها صدمة بالنسبة لي لأنني كنت متعلقة جدا بحبال مبسمها وصوتها الذي لم يغادر أذني إلى الآن. 

عندما أقيم المأتم لم يكن في بيت جدي مايكفي من مئزر الصلاة (الجادر) فلجأت الى عبائتها وسجادة صلاتها التي ذهب لونها لكثرة الصلاة. أنا ك (سجى) الصغيرة كنت دائما إذا ما أصابني خطب ما أو حزن أكثرت الصلاة وقراءة سورة يس فتزودت الصبر على فراقها بالصلاة وأحببت صلاتي أكثر بعباءتها. عندما تركنا منزل جدتي بعد انتهاء مراسيم العزاء وفي الطريق أثناء عودتنا للمنزل فكرت في ارتداء العباءة عوضا عن أي لباس آخر فلم أتعلق بشيء بقدر ما تعلقت بهذه القطعة السوداء. كنت خائفة من اخبار عائلتي بهذا القرار المفاجيء.

مع العام الدراسي الجديد أخبرت أمي بأني أريد ارتداء العباءة وحتى في المدرسة، فقوبل هذا القرار بالدهشة بالطبع لا.

لازلت صغيرة وهذا شغف مؤقت.. كلامي مع والدتي لم يجد نفعا فاتجهت الى أبي فأخبرته بقراري فما كان منه إلا أن يرحّب بالقرار مبتسما.

العباءة التي ارتديها أول مرة كانت طويلة .. طويلة جدا ولأن والدتي كانت من معارضي هذا القرار لم أشىْ أن أخبرها عن احتياجي لعباءة تناسب قياسي. بدأت عامي الدراسي بعباءة طويلة جدا لكنها جميلة جدا. مع مرور الأيام عرفت أمي أنني لن أملّ من العباءة فاشترت لي واحدة وأهدتني أختي الثانية.

في أحد المرات سمعت خطيبا يقول: ارتدي ما يجعلك لاتشعري بالخجل من صاحب الزمان

(عجل الله فرجه) عندما يمر بجانبك. فكنت كلما مشيت في طريقي الى المدرسة أتذكر قول الخطيب والسعادة تغمر قلبي، وعلى الرغم من سماعي لتعليقات كثيرة ولكن لم تتغير قناعتي أبدا.

من لا يعرفون اسمي ينادوني ب (أم العباءة) هل أنا أما لها أم هي أمي؟ بدأت مرحلتي الجامعية والجميع يسألني: هل سترتادين الجامعة هكذا؟  

وأتممت سنواتي الجامعية الأربع بالعباءة سمعت خلال هذه السنوات المديح والثناء والاستلطاف حتى من اللاتي لم يرتدين الحجاب.

تخرجت وأنا أضع قبعتي ووشاحي على عباءتي ولم ينقص مني شيئا بل زادني رفعة، أعطتني العباءة الكثير حتى أحسست أنّ كل توفيقات حياتي جاءت من خلالها ، سافرت وعبرت الحدود ودخلت مدن الألعاب ومارست هوايتي في التصوير من خلال حضوري للأعراس ولم أحظ إلا بالاحترام، فسبحان الذي زين مرتديها الوقار.

الحجاب
الغرب
الدين
المجتمع
قصة
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    ماهو رأي العلماء في تطعيم الأطفال ضد كورونا؟

    النشر : الأحد 06 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    ماهو اضطراب عُسر الكتابة وكيف تتم معالجته؟

    النشر : الخميس 10 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    مامعنى عبارة: شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا؟

    النشر : السبت 22 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    ضوابط الذكاء الاصطناعي.. تشدد أوروبي ومرونة آسيوية

    النشر : الخميس 15 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    إيربودز تحصل على الضوء الأخضر كأجهزة مساعدة للسمع

    النشر : الأحد 15 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    المال لا يكفي لشراء السعادة

    النشر : الجمعة 13 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 487 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 433 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 379 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 355 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 325 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1203 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1109 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1089 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 5 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 5 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 5 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة