• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الفلسفة المهدوية وصناعة الأمل

رقية الاسدي / الأثنين 19 شباط 2024 / اسلاميات / 1452
شارك الموضوع :

من هنا فإنَّ المهدوية تعني حتمية انتصار العدالة والخير والإصلاح في مسيرة البشرية

لقد ذكرنا أنَّ المهدوية تعني أنَّ نهاية العالم هي نهاية إلهية، كما كانت بدايته إلهية. وأنها نهاية هادفة تخضع للتقدير الإلهي، وليست خارجة عنه.

فكما كانت بداية الحياة البشرية آدمية، فإن نهايتها لن تكون إلا مهدوية. ومن هنا فإنَّ المهدوية تعني حتمية انتصار العدالة والخير والإصلاح في مسيرة البشرية، وأنَّ مشروع الفساد والظلم لا بد له في حياة البشر من نهاية، في يوم كان قدراً مقدوراً.

إنها تعني أنه يجب أن يكون لدينا كلّ الأمل، بأن المستقبل لن يكون إلا لأهل العدل والخير، وأنَّ قادم الأيام لن يحمل إلا سيادة العدالة، في أرجاء المعمورة ما بين مشرقيها.

هي تعني أن يكون لدينا كل الثقة بالله تعالى، أنه لن يترك قافلة البشر تسير إلى الأبد في ظلام الظلم والفساد، وأنه لا مكان لليأس في مسيرة الكدح من أجل انتصار العدل والقسط، وزوال الظلم والجور.

إن الفشل الأكبر في مشروع العدل يبدأ من غلبة اليأس، وفقدان الأمل بإمكانية زوال الظلم والفساد. فالمهدوية تعني ديمومة الأمل، وديمومة الأمل تهدي الى بقاء العمل ودوام العمل بإيمان وعزيمة يوصل إلى انتصار العدالة وابقاء جذوتها إلى يوم الخروج.

أما غلبة اليأس، فإنها تدعو إلى الاستسلام للظلم والفساد، والانصياع الكامل للظالمين والمفسدين، والانكفاء عن طريق الكدح لإحلال القسط في الأرض. إن المحرك الأعظم المشروع العدل هي الثقة بانتصاره، وإنَّ الباعث الأكبر على إقامة القسط هو الأمل بغلبته، إن نداء المهدوية هو أن لا تهنوا، لأن المستقبل لكم ولا تستسلموا، لأنَّ النصر طوع إيمانكم، ولا تزولوا عن مقارعة الظلم لأنه زائل، ولا تتوانوا عن نصرة العدل، لأنه قريباً تظهر رايته.

إنَّ المهدوية هي النبع الفوّار للأمل المفعم والدائم بالمستقبل، إنه لن يكون إلا لعشاق العدل ومشروع القسط، وإنَّ الظلم ومشروعه لا بد زائل، وقريباً تكسر رايته.

من هنا، فإن المهدوية تعني الانتظار المفعم بالأمل والعمل، لأنَّ المستقبل هو للعدل وليس للظلم، وهي تعني حتمية قيام العدالة، تلك التي عجز عنها البشر، وأن العدالة بأوسع تجلياتها وأبعدها، لا تتحقق بمعزل عن الهداية الإلهية الحقَّة، وأنَّ اللاعدالة في المجتمع البشري، لن تترك تصول وتجول إلى ما لا نهاية، وأن الأمل بالعدالة على هذه البسيطة، ينبغي أن لا تنطفئ جذوته، وأن مستقبل الأيام ليس لمحتكري الثروات في العالم وللمترفين، بل هو للمستضعفين، والمظلومين، وضحايا اللاعدالة الكونية، وأنه ليس صحيحاً لهؤلاء أن يرضخوا لناهبي ثرواتهم، ومستغلي أقواتهم، وأن الإرادة الإلهية قد وعدتهم بتحقيق العدل، وأن عليهم أن يشكلوا قوة دفع لتغيير العالم من اللاعدالة إلى العدالة.

إن روح المهدوية تعني الأمل الدائم بالانتصار المحتم للعدالة على اللاعدالة، وأن مسار البشرية ليس أمراً خارجاً عن الرعاية الإلهية، وأن نهاية الحياة البشرية على هذه البسيطة، يجب أن تكون مسبوقة بإقامة العدل، وكنس الجور، وهدم بنية النظام العالمي الجديد، القائم على احتكار الثروات، ونهب الشعوب، والمزيد من الظلم، والاضطهاد، والعبودية المقنعة المشبعة بكثير من النفاق المعولم.

المهدوية تعني الاستعداد الدائم والدؤوب، لذاك اليوم الذي تشرق فيه الأرض بنور المهدي له، أما لماذا الكدح للعدل؟ فلأن الغد هو ثمرة اليوم ولأن عدالة المهدي له لا تنفصم عن التمهيد لها بالعدالة نفسها، فلا تمهيد للعدل إلا بالعدل نفسه، ولا يغيبنَّ عنّا جدل التمهيد والتصعيد، أي تصعيد الأمل بانتصار العدل، والعمل بقوة الأمل لغلبة القسط، وتكامل تصعيد الأمل وتنمية العمل، لأن فلسفة المهدوية تعني التمهيد للعدل، بالكدح لغلبة العدل، وإعداد مجتمع العدل، بالتربية على العدل، والصناعة الدائمة للأمل بمستقبل العدالة وانتصارها.

قد يحلو للبعض أن يُقدم فلسفة ما للمهدوية، توصل إلى التواكل، والتحلل من المسؤولية، من قبيل أن الإمام يخرج عند انتشار الظلم، فلندع الأمــور على غاربها، حتى تتهيأ الظروف لخروجه.

أو أنَّ الأمر يرتبط بشخص الإمام، أو بحضوره فقط، بحيث لا يمكن الحديث عن مسؤولية ما في السعي لإقامة العدل، أو التمهيد له، أو الإصلاح في غيبته.

وهذا الفهم هو فهم خاطئ، لأن فلسفة المهدوية، لا تؤدي إلا إلى تصعيد الشعور بالمسؤولية والوعي بها، لإقامة العدل، والتغيير للأفضل، ومواجهة الظلم.

وبيان ذلك:

1-إنَّ المشروع المهدوي هو مشروع جمعي أممي، وليس مشروعاً فردياً أو شخصياً.

2-يهدف هذا المشروع إلى التغيير في الأرض، أي هو مشروع عالمي ذو مضمون حضاري، وليس مشروعاً فئوياً.

3-صحيح أن مرحلة غيبة الإمام، تعني مرحلة الانحدار إلى الظلم، لكن هذا بما كسبت أيدي الناس. وهذا لا يعني الركون لهذا الظلم أو السكوت عنه.

4-يمارس البعض خلطاً بين منطق التوصيف ومنطق التكليف، بمعنى أن توصيف نهاية التاريخ بأنها غارقة في الظلم والجور قد يفهم منه أن عليه أن يتنصل من مسؤولياته وتكاليفه، ليدع الأمور تصل إلى ما ينطبق عليه ذلك التوصيف وهذا فهم ينطوي على تجاوز منطق التكليف بمنطق التوصيف لأن وصف تلك النهاية بما جاء في النصوص الدينية، لا يعني إغفال منطق التكليف بضرورة مواجهة الظلم والعمل على استئصال شأفته، وهدم سلطانه.

5-ضرورة الفهم الموضوعي للنصوص المهدوية، وعدم فصلها منهجياً عن مجمل منظومة النصوص الدينية الإسلامية وهذا يتطلب أن تُؤخذ بعين الاعتبار نصوص التمهيد لمشروع الظهور، ومجمل النصوص الدالة على تلك التكاليف ذات الصلة.

وعليه فإن الإعداد للظهور والتمهيد لإقامة العدل المهدوي لا يُؤديان إلا إلى المزيد من العمل، الذي يجب أن يرقى إلى مستوى ذلك المشروع، وأهدافه الإنسانية الكبيرة.

إذ إنَّ مشروعاً بذاك المستوى، يحتاج إلى عمل، وتمهيد بمستواه حتى تتهيأ الظروف لخروج الإمام. وهذا الفهم لا ينتج إلا المزيد من الوعي بالمسؤولية، وتخصيبها وتحملها.

من المجلة العلمية لدارسة التخصصية في الامام المهدي(الموعود)
الامام المهدي
الانتظار
الأمل
التاريخ
المجتمع
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    استطلاع رأي: كيف نتعامل مع أولادنا المراهقين؟

    النشر : الأثنين 21 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    لماذا تُعد الطاقة الشمسية مصدر الطاقة الأكثر استدامة؟

    النشر : الأحد 14 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    ظواهر علم الإمام الصادق

    النشر : الأحد 14 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    النشر : الأحد 14 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    النشر : الأحد 14 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    علماء يكتشفون سببا مفاجئا لتناول الناس كميات أكبر من السكر

    النشر : السبت 13 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 663 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 4 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 4 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 4 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة