• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الفلسفة المهدوية وصناعة الأمل

رقية الاسدي / الأثنين 19 شباط 2024 / اسلاميات / 1249
شارك الموضوع :

من هنا فإنَّ المهدوية تعني حتمية انتصار العدالة والخير والإصلاح في مسيرة البشرية

لقد ذكرنا أنَّ المهدوية تعني أنَّ نهاية العالم هي نهاية إلهية، كما كانت بدايته إلهية. وأنها نهاية هادفة تخضع للتقدير الإلهي، وليست خارجة عنه.

فكما كانت بداية الحياة البشرية آدمية، فإن نهايتها لن تكون إلا مهدوية. ومن هنا فإنَّ المهدوية تعني حتمية انتصار العدالة والخير والإصلاح في مسيرة البشرية، وأنَّ مشروع الفساد والظلم لا بد له في حياة البشر من نهاية، في يوم كان قدراً مقدوراً.

إنها تعني أنه يجب أن يكون لدينا كلّ الأمل، بأن المستقبل لن يكون إلا لأهل العدل والخير، وأنَّ قادم الأيام لن يحمل إلا سيادة العدالة، في أرجاء المعمورة ما بين مشرقيها.

هي تعني أن يكون لدينا كل الثقة بالله تعالى، أنه لن يترك قافلة البشر تسير إلى الأبد في ظلام الظلم والفساد، وأنه لا مكان لليأس في مسيرة الكدح من أجل انتصار العدل والقسط، وزوال الظلم والجور.

إن الفشل الأكبر في مشروع العدل يبدأ من غلبة اليأس، وفقدان الأمل بإمكانية زوال الظلم والفساد. فالمهدوية تعني ديمومة الأمل، وديمومة الأمل تهدي الى بقاء العمل ودوام العمل بإيمان وعزيمة يوصل إلى انتصار العدالة وابقاء جذوتها إلى يوم الخروج.

أما غلبة اليأس، فإنها تدعو إلى الاستسلام للظلم والفساد، والانصياع الكامل للظالمين والمفسدين، والانكفاء عن طريق الكدح لإحلال القسط في الأرض. إن المحرك الأعظم المشروع العدل هي الثقة بانتصاره، وإنَّ الباعث الأكبر على إقامة القسط هو الأمل بغلبته، إن نداء المهدوية هو أن لا تهنوا، لأن المستقبل لكم ولا تستسلموا، لأنَّ النصر طوع إيمانكم، ولا تزولوا عن مقارعة الظلم لأنه زائل، ولا تتوانوا عن نصرة العدل، لأنه قريباً تظهر رايته.

إنَّ المهدوية هي النبع الفوّار للأمل المفعم والدائم بالمستقبل، إنه لن يكون إلا لعشاق العدل ومشروع القسط، وإنَّ الظلم ومشروعه لا بد زائل، وقريباً تكسر رايته.

من هنا، فإن المهدوية تعني الانتظار المفعم بالأمل والعمل، لأنَّ المستقبل هو للعدل وليس للظلم، وهي تعني حتمية قيام العدالة، تلك التي عجز عنها البشر، وأن العدالة بأوسع تجلياتها وأبعدها، لا تتحقق بمعزل عن الهداية الإلهية الحقَّة، وأنَّ اللاعدالة في المجتمع البشري، لن تترك تصول وتجول إلى ما لا نهاية، وأن الأمل بالعدالة على هذه البسيطة، ينبغي أن لا تنطفئ جذوته، وأن مستقبل الأيام ليس لمحتكري الثروات في العالم وللمترفين، بل هو للمستضعفين، والمظلومين، وضحايا اللاعدالة الكونية، وأنه ليس صحيحاً لهؤلاء أن يرضخوا لناهبي ثرواتهم، ومستغلي أقواتهم، وأن الإرادة الإلهية قد وعدتهم بتحقيق العدل، وأن عليهم أن يشكلوا قوة دفع لتغيير العالم من اللاعدالة إلى العدالة.

إن روح المهدوية تعني الأمل الدائم بالانتصار المحتم للعدالة على اللاعدالة، وأن مسار البشرية ليس أمراً خارجاً عن الرعاية الإلهية، وأن نهاية الحياة البشرية على هذه البسيطة، يجب أن تكون مسبوقة بإقامة العدل، وكنس الجور، وهدم بنية النظام العالمي الجديد، القائم على احتكار الثروات، ونهب الشعوب، والمزيد من الظلم، والاضطهاد، والعبودية المقنعة المشبعة بكثير من النفاق المعولم.

المهدوية تعني الاستعداد الدائم والدؤوب، لذاك اليوم الذي تشرق فيه الأرض بنور المهدي له، أما لماذا الكدح للعدل؟ فلأن الغد هو ثمرة اليوم ولأن عدالة المهدي له لا تنفصم عن التمهيد لها بالعدالة نفسها، فلا تمهيد للعدل إلا بالعدل نفسه، ولا يغيبنَّ عنّا جدل التمهيد والتصعيد، أي تصعيد الأمل بانتصار العدل، والعمل بقوة الأمل لغلبة القسط، وتكامل تصعيد الأمل وتنمية العمل، لأن فلسفة المهدوية تعني التمهيد للعدل، بالكدح لغلبة العدل، وإعداد مجتمع العدل، بالتربية على العدل، والصناعة الدائمة للأمل بمستقبل العدالة وانتصارها.

قد يحلو للبعض أن يُقدم فلسفة ما للمهدوية، توصل إلى التواكل، والتحلل من المسؤولية، من قبيل أن الإمام يخرج عند انتشار الظلم، فلندع الأمــور على غاربها، حتى تتهيأ الظروف لخروجه.

أو أنَّ الأمر يرتبط بشخص الإمام، أو بحضوره فقط، بحيث لا يمكن الحديث عن مسؤولية ما في السعي لإقامة العدل، أو التمهيد له، أو الإصلاح في غيبته.

وهذا الفهم هو فهم خاطئ، لأن فلسفة المهدوية، لا تؤدي إلا إلى تصعيد الشعور بالمسؤولية والوعي بها، لإقامة العدل، والتغيير للأفضل، ومواجهة الظلم.

وبيان ذلك:

1-إنَّ المشروع المهدوي هو مشروع جمعي أممي، وليس مشروعاً فردياً أو شخصياً.

2-يهدف هذا المشروع إلى التغيير في الأرض، أي هو مشروع عالمي ذو مضمون حضاري، وليس مشروعاً فئوياً.

3-صحيح أن مرحلة غيبة الإمام، تعني مرحلة الانحدار إلى الظلم، لكن هذا بما كسبت أيدي الناس. وهذا لا يعني الركون لهذا الظلم أو السكوت عنه.

4-يمارس البعض خلطاً بين منطق التوصيف ومنطق التكليف، بمعنى أن توصيف نهاية التاريخ بأنها غارقة في الظلم والجور قد يفهم منه أن عليه أن يتنصل من مسؤولياته وتكاليفه، ليدع الأمور تصل إلى ما ينطبق عليه ذلك التوصيف وهذا فهم ينطوي على تجاوز منطق التكليف بمنطق التوصيف لأن وصف تلك النهاية بما جاء في النصوص الدينية، لا يعني إغفال منطق التكليف بضرورة مواجهة الظلم والعمل على استئصال شأفته، وهدم سلطانه.

5-ضرورة الفهم الموضوعي للنصوص المهدوية، وعدم فصلها منهجياً عن مجمل منظومة النصوص الدينية الإسلامية وهذا يتطلب أن تُؤخذ بعين الاعتبار نصوص التمهيد لمشروع الظهور، ومجمل النصوص الدالة على تلك التكاليف ذات الصلة.

وعليه فإن الإعداد للظهور والتمهيد لإقامة العدل المهدوي لا يُؤديان إلا إلى المزيد من العمل، الذي يجب أن يرقى إلى مستوى ذلك المشروع، وأهدافه الإنسانية الكبيرة.

إذ إنَّ مشروعاً بذاك المستوى، يحتاج إلى عمل، وتمهيد بمستواه حتى تتهيأ الظروف لخروج الإمام. وهذا الفهم لا ينتج إلا المزيد من الوعي بالمسؤولية، وتخصيبها وتحملها.

من المجلة العلمية لدارسة التخصصية في الامام المهدي(الموعود)
الامام المهدي
الانتظار
الأمل
التاريخ
المجتمع
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    السفهاء على موائد الضياع

    النشر : الأحد 10 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    جمعية المودة والازدهار تقيم دورة تخصصية عن مهارات الإدارة الفعالة

    النشر : الأحد 09 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    دروس من أحاديث الإمام السجاد

    النشر : السبت 03 آب 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    تحفة فاطمة: دراسة تحليلية لأفضلية حجاب العباءة

    النشر : الخميس 05 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أدوية مغلفة بالحرير..هل تجد طريقها إلى الصيدليات قريبًا؟

    النشر : الخميس 05 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    التقليل من التوتر يخفض معدل السكر في الدم عند البدينات

    النشر : الأثنين 31 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 464 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 368 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 359 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 349 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3450 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1071 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 995 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 993 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 10 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 10 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 10 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة