• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عُروَةُ اللّه الوُثقى الساقي بلا مِنّة

هدى المفرجي / الثلاثاء 25 حزيران 2024 / حقوق / 1019
شارك الموضوع :

ليضيع الهدف وتكسر الكلمة وتقوم الحياة على تزلف وتملق يصاحبها تصنع دائهم لاجل حبة زائدة

على باب الرئاسة وقف الديك يصيح سيدي ذو الكرم شكرا على اقل النعم، خيرك طال اعناقنا ووشاح القش قد حمانا من البرد امس وضلل لنا شق الجدار اليوم، فصفق الجميع واعتدل الوزير ثم القى نظرة على الديك فرمى له حبتان من الحنطة كافية ليومك هذا خذهما واذهب، ومن بعيد نظر الفقير وابتسم ناطقا في داخله "اشرب ياغافل ولترتوي من السم الذي صنعته يداك ولتشبع بطنك اليوم من نداء يزيد صاحب الواجب جبروت فتجوع غداً"، واغلقت كل شاشات التلفاز فلم يعد حديث الرئاسة مهم، فهو مجرد حديث نسخ ويقرأ على الملأ لايقي من برد ولايشبع وبات المنافقون من اجل حبة قمح هم الاغلب .

ليضيع الهدف وتكسر الكلمة وتقوم الحياة على تزلف وتملق يصاحبها تصنع دائهم لاجل حبة زائدة، واصبح الحاكم ينظر لنفسه انه متفضل بحبة القمح التي هي من الاساس حق الجميع فهو مجرد وسيلة تسير امورهم ومنصبه تكليف وواجب عليه وهذا مايجعلنا نستذكر اعظم خلافة وجدت على مر التأريخ ونستلهم منها العِبر قائدها اسد الله وقرآنه الناطق .

المرتضى انموذج الحاكم الرباني

بحبال مدها الله من سماء جنانه الى دنيا عباده على هيئة اناس ربانيين يعرفون كيف يصيغون الحرف ويداوون جرح الروح ويضيفون لمسة الصلاح في انفس اللاجئين لهم برزت اعظم خلافة رفع فيها الفقير وصار سيدا وتنازل الغني عن ماله قربة من حاكمه الذي لو قيل فيه كل ماقيل ماوفت حقه لكنه يوم سمع المديح وقف قائلا (عليه السلام) :(فَلا تُكَلِّمُونِي بِمَا تُكَلَّمُ بِهِ الْجَبَابِرَةُ، ولا تَتَحَفَّظُوا مِنِّي بِمَا يُتَحَفَّظُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِرَةِ، ولا تُخَالِطُونِي بِالْمُصَانَعَةِ، ولا تَظُنُّوا بِي اسْتِثْقَالاً فِي حَقٍّ قِيلَ لِي ولا الْتِمَاسَ إِعْظَامٍ لِنَفْسِي فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَثْقَلَ الْحَقَّ أَنْ يُقَالَ لَهُ أَوِ الْعَدْلَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ كَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَيْهِ فَلا تَكُفُّوا عَنْ مَقَالَةٍ بِحَقٍّ أَوْ مَشُورَةٍ بِعَدْلٍ فَإِنِّي لَسْتُ فِي نَفْسِي بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِئَ ولا آمَنُ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِي).

ولايخرج هذا المنطق الا من حاكم قد اصطفاه الله خيراً لعباده وطريقاً مستقيما يهدي به كل ضال فلايبقى في عهده يداً تمد فتكسر ولا لسانا ينطق فينحر كما نراه اليوم فقد كان الامام علي (عليه السلام) يشجع الناس على الجهر بآرائهم السياسية، وأن لا يترددوا في الاعتراض على الخطأ أمام الحاكم، وأن لا يتعاملوا مع الحاكم بمنطق التملق والتزلف فتضيع حقوقهم ويزيد جبروته ويطغى، فينسى موقعه وتكليفه وواجبه.

فعهد مولانا امير المؤمنين كان مثالاً للتاريخ في كيفية ادارة شؤون الحكم ويمكننا أن نلحظ أن توجهات الإمام في تحقيق التنمية الإنسانية في أبعادها المختلفة، كانت تعتمد على استنهاض الإنسان ليمارس دوره الفاعل في الحياة، وليفجر طاقاته الكامنة، ولم يكتفي فقط بالمعالم الظاهرة وانما كان يبحث عن تحرير النفس الانسانية والبحث عن مكنوناتها والعمل على زرع الفضائل التي تزيد من قرب الحاكم من رعيته وقد وضح ذلك في وصيته لمالك الأشتر حين ولاه مصر، حيث يؤكد الإمام في فقرات هذا العهد على تطبيق العدل والمساواة بين المواطنين، وحفظ حقوقهم المادية والمعنوية، وإن اختلفت أديانهم وتوجهاتهم، يقول: (وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ، والْمَحَبَّةَ لَهُمْ، واللُّطْفَ بِهِمْ، ولا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ).

وقد قدم الرحمة لتغلب كل شيء، فحبة القمح ان اطعمتنا اليوم سيزول اثرها غدا ولكن حين يتجه الحاكم الى قلوب الرعية فينظر حاجتهم بانها حاجة عامة وجب عليه تلبيتها حينها ستتحقق دولة عادلة.

ولكن ان وقف منتظرا مديحا زائفا سيكون وقتها شخصا بلا قيمة يقضي مدة حكمه لفائدة ذاتية لا اكثر، وقد بين هذا الامام علي (عليه السلام)، ففي الاولى علم الناس ان تعطي كل ذي مكان مكانته فلا ترفعه ليطغى ولاتبخس حقه فينكر، وفي الثانية هذب الحاكم باسس تجعل منه شخصا خالدا يقول الجميع عهده لاعهد بعده فيه الناس قد استوت والبطون شبعت والعيون نامت هانئة.

وفي النهاية ان لم يكن الحاكم ذو دم يعرف واجبه ولايقرأ وكل مايصله نقلٌ عن منافقيه ليطغوا فعلى الاقل على القارئ ان يعرف حدوده فلا يدخل في اطار المواصفات السلبية التي فصلها امير المؤمنين واولها التملق الذي يجعل شيطان الغرور يصافح ناطقه، فسلام على مولاي الذي جعل عهد حكمه لا عهد بعده فيقف الجميع اجلالا له فلا امير للسماء بعده وان ابى الكارهون فعلي عُروةُ اللّه الوُثقى وقائد الغُرِ المُحَجلين فماذا يكون الكارهين الا الشيطان ان ادركوا كيف كان عدله وعلموا تقواه ولم يكونوا في ولاءه وهو من قال فيه رسول الله «علي مني وانا من علي».

الامام علي
عيد الغدير
السياسة
المجتمع
الانسانية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    لماذا غابت بهجة العيد؟

    النشر : الخميس 15 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    اليوم العالمي للأرامل: نساء خفيات.. ومشكلات خفية

    النشر : الثلاثاء 23 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    في أدراج الذاكرة.. لاشيء يموت!

    النشر : الخميس 07 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 34 ثانية

    رجوع المطلقين الى حياتهم.. بداية النهاية

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 43 ثانية

    ما هي الملكية الفكرية؟

    النشر : السبت 27 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 43 ثانية

    "تاكسي وردي" من اجل توفير المزيد من الراحة والخصوصية للنساء في الاردن

    النشر : الأربعاء 04 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 43 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 487 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 432 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 379 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 355 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 325 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1203 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1108 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1088 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 3 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 3 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 3 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة