• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ابناء تحت الطربوش

مروة حسن الجبوري / الأحد 13 آب 2017 / حقوق / 2334
شارك الموضوع :

الساعة 1: 30 من ظهيرة يوم الجمعة اجتاحت البلد موجة من الحر الشديد حتى اعلنت الدوائر العطلة الرسمية، الجميع يجلس في البيت خوفا من ضربة الشمس ال

 

الساعة 1: 30 من ظهيرة يوم الجمعة اجتاحت البلد موجة من الحر الشديد حتى اعلنت الدوائر  العطلة الرسمية، الجميع يجلس في البيت خوفا من ضربة الشمس الحارقة، وان كانت البيوت هي الاخرى لم تسلم من الحر، لعدم وجود الهواء البارد بسبب انقطاع الكهرباء لكنها تبقى افضل بكثير من الشارع .

في هذا الوقت طُرق الباب.. سار ابي نحو الباب بخطوات متثاقلة ويتذمر من حرارة الارض التي تحرق قدمه فلا يكاد ان يقف طويلا عليها.

يحدق من الباب بعيون حمراء، فتح الباب، وقف طويلا ظننت ان جارنا جاء ليتحدث عن الخط الذهبي، بعد مرور الوقت دخل ابي ومعه طفل صغير لا يتجاوز السبع سنوات ملابسه مهترئة، قدماه متشققة، اجعد الشعر، وهو يرتجف، لا يتمكن من الجلوس، صرخ ابي:اجلبوا الماء البارد والطعام .

لم اشعر بشيء فسرعان ما قدمت الماء البارد والطعام.. امسك الاناء وبدأ يشرب ويشرب حتى طلب ابي منه ان يتوقف عن الماء ويبدأ بالطعام، قطّع الخبز قطعتين وجعل الرز مع لحم وكان طريقته غريبة جدا في الاكل، قد يكون جائعا ..

انتهى من الطعام، رمى بجسده الهزيل على تلك الاريكة الناعمة وتحت الهواء البارد نام الصبي ..

لا أحد يعلم من هو ومن اين اتى، ركع ابي وبدأ يمسح على قدميه ويضمد الحروق..اشعة الشمس حرقت قدميه حتى انتفخ الجلد .

ومسح ابي بقايا الطعام، مازال نائما الصبي وكأنه يرى النوم لاول مرة صوت خافت يصدر منه ((لا تضربني)) وضع يديه على رأسه وردد هذه الكلمات.. تغيرت ملامح وجه ابي واحمرت عيناه وقال: انه يتحدث في منامه، علمت ان هذا الصبي كان يتعرض للضرب،ساعة ونصف انقضت، افاق الصبي، نظر إلى ابي نظرة حزينة لو ترجمت لقالت شكرا بحجم الوجع الذي كان في جسدي .

لم يقدر ابي على التحمل اكثر من ذلك فطلب منه ان يقص عليه حياته، حاول ان يجلس جيدا ويتحدث: انا ابراهيم، عمري سبع سنوات، اطرق الابواب لجلب الاموال لابي، كل يوم اخرج من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ادور في الاسواق والشوارع من اجل ان احصل على مبلغ 75 الف دينار وادفعها لابي وان لم احصل عليها يضربني ويحرق جسدي، ابي ليس عاجزا لكنه اعتاد على خروجنا. 

لست انا فقط من يخرج، اختي الكبرى تجلس على قارعة الطريق، وامي تدور على عيادات الطبيب.. سقطت دموعه واكمل: كثيرا ما كان يضربنا انا واختي ان لم نحصل على الاموال..  يبكي بصمت وجسده يرتعش، من الصباح الباكر والى الساعة الواحدة لم احصل سوى على 25 الف دينار، احترت ماذا افعل، شعرت بالدوار والصداع وطرقت على بابكم .

غضب ابي وقال له: لا بد وأن اضع حدا لمأساتك، كيف لاب ان يفعل هكذا بعائلته، يجب أن يعاقب ابيك على افعاله هذه ..

رفع رأسه الصغير إلى ابي: ارجوك يا عم ان ابي لو علم انني قلت لكم سيقتلني، لا شيء يصعب على ابي، لا بأس انا اتحمل سأخرج الان واكمل طريقي.

قبل ان يخرج من البيت دفع ابي له باقي المال وطلب منه ان يعمل افضل من ان يتسول ويطرق الابواب، لان المهنة ستعين عائلته وتحافظ على كرامته.

كنت استمع لما جرى، كل كلمة قالها الصغير كانت اداة جارحة تقطع جسدي، ماذنب هذا الصغير ليتحمل هذا الاب المجرم، ماذا لو مات هذا الصغير من الحر، هل سيبكي عليه ام يبكي لانه خسر من كان يجلب له الاموال..

مؤلم جدا عندما يقتل الولد على يد ابيه، وتخرج الفتاة لتجلب المال فتقتل هي الاخرى.

اين حقوق ابنائكم.. ولماذا لا نرى من يحاسب الاب على هذه الافعال البشعة، ونحن اهل الحقوق والانسانية، هكذا اصبحنا وامامنا السجاد (ع) اعطى كل ذي حق حقه في رسالة الحقوق، ومنها في حق الولد: "وحق ولدك أن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا وشره، وأنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب والدلالة على ربه عز وجل، والمعونة له على طاعته، فاعمل في امره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه معاقبٌ على الإساءة إليه".

قال الإمام الصادق عليه السلام: "إعلموا الخير وذكّروا به أهليكم وأدّبوهم على طاعة الله".

الابناء
الظلم
العنف
الفقر
الطفل
الانسانية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    كيف نوقف عملية صناعة المرأة الخشبية؟

    النشر : الثلاثاء 21 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    من يُوقد عود الحروب ومن يُطفئ فتيلها.. المصالح أم المبادئ؟

    النشر : الثلاثاء 21 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    تزودوا له بخير زاد

    النشر : الأحد 03 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    النشر : الخميس 05 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    حماسة الحضور

    النشر : الأثنين 14 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    أصناف الناس قرآنياً.. بين سلم التكامل والتسافل ٥

    النشر : الأحد 06 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 358 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1160 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1064 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 14 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 14 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 14 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة