• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ابصروا النور فلم يبصروا

آلاء هاشم القطب / الأثنين 15 آب 2016 / حقوق / 2126
شارك الموضوع :

في لحظة من لحظات يخبئها القدر لا يعرف حينها الا من اهدى تلك الروح في احشاء ام تحمل طفلا لتسعة اشهر وما فوق ذلك بأيام...

في لحظة من لحظات يخبئها القدر لا يعرف حينها الا من اهدى تلك الروح في احشاء ام تحمل طفلا لتسعة اشهر وما فوق ذلك بأيام... تراقب فيه تقلباته التي يبدأها بنبضات يخبرها انه بدأ يلمسها فتبدأ مع تلك النبضات احاسيس الامومة بالنمو اكثر فاكثر وتزداد شوقا لساعة ولادته... تعد ايامها مع تقلباتها الليلية المزعجة والمصحوبة بآلام الثقل والتلكؤ فتعتصر احشاءها ألماً وينشرح قلبها شوقا.. 

تراقب التقويم لتشطب الأيام السابقة وتعد الأيام اللاحقة وكلها امل وبشرى، مستبدلة دعواتها وامانيها بدعاء واماني لطفل يدور بين احشاءها... نعم فالتغيير في فترة الحمل لا يقتصر على نوع الطعام والشراب والنوم والتعامل فالتغيير يشمل كل شيء حتى الدعاء..
انه فلذة الكبد وقطعة من الروح ومن سيغير الحال بأذن الله الى احسن حال.. فالاسم المجرد للأهل سيصبح مسبوقا ب (اب وام )، والأب والام سيصبحان جداً وجدة... امر يستحق الفرح.. ويستحق عناء البدء بالتحضير وشراء الملابس والمفروشات والهدايا.
الأماني معلقة على هذا الكائن الصغير.. فهو من سيزرع البسمة على شفاه هذه العائلة.. هو من سيملأ البيت بضحكاته العفوية.. وهو من سيركض بين هذا الجدار وتلك النافذة... وهو من سيجعل الجد الخمسيني او ما يفوق ذلك  يجري ويركض ويلعب معه وهو مبتسما وفخورا.
لكن للقدر نصيب من هذه الخطوات... فظلام الليل يخبئ تحت جناحه اسرارا تستبدل الفرح بالحزن والاماني باليأس...  فالصغير المولود هذه الليلة يحتاج لحضن غير حضن امه وسيترك فيه الى الصباح لتتحسن حالته..
يعز على الام فراقه ولكنها تتأمل بذلك خيرا... فهو محتاج لدفئ اكثر من دفئ احضانها هذه الليلة.. تركته مودعة وجهه الملائكي البريء في تلك الحاضنة يجاوره عدد من الأطفال يرافقونه ويسلون وحدته.
تخبرها مشاعر الامومة في داخلها بان خطب ما سيحدث، اوصت من يعمل على تلك الحاضنات بان يعتنوا بصغيرها، اخبرتهم بانه فرحتها الأولى وستتركه الليلة هنا مكرهة، فالتعليمات تقتضي بتركه وحيدا، تركته وعيناها تترقبان عيونه التي ما زالت مغلقة بعد، تحاول ان تخزن في ذاكرتها جميع تفاصيله الى حين عودتها في الصباح الباكر، لم تكن تعلم ان تلك النظرات ستكون الأخيرة
فبعد ساعات  قليلة شبت النيران واحرقت صغيرها بالكامل فاستبدلت ملامحه الجميلة بملامح مشوّهة، ولم يبقَ من بياضه الناصع شيئا، واستبدل فرحها بحزن سيبقى داخل اعماقها مدى العمر... فطفلها فارق الحياة بسبب الإهمال وتردي الخدمات في تلك المستشفى التي يذهب اليها كل من يحتاج الى عناية.
من اين تأخذ حق طفل ابصر النور ولم يبصر بعد، فساعاته القليلة التي عاشها لم تسمح له حتى بأن يلمس جسدها او يشم عطرها او يحس بدفئها، ولم تكن تلك الساعات كافية لتقدم له الحنان والأمان بعد كل تلك الأشهر الطويلة التي ترقبت بها مجيئه واستعدت بها لاستقباله، فكل شيء كان مستعاد لقدومه، قلبها مشاعرها جسدها منزلها أهلها.... الا وطنها احرقه في اول قطعة منه ولد فيها، ليحوله من ملاك ابيض يفوح منه اريج الطفولة وعبق الياسمين  الى قطعة سوداء تنبعث منها رائحة اللحم المحترق بنار أحرقت اجسادهم وقلوب اهاليهم.

الطفل
الأم
الموت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    المرأة والرجل في العمل الوظيفي.. أيهما أفضل؟

    النشر : الأثنين 24 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ماهي الأغذية المفيدة لشعر صحي؟

    النشر : الثلاثاء 28 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    زواج الويك اند!

    النشر : الأربعاء 05 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    رحيل ناعم

    النشر : الثلاثاء 06 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    ماهي أسباب حبوب الظهر والكتفين وطرق علاجها؟

    النشر : الأربعاء 27 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    كيف يساعد تغريد العصافير في التخفيف من القلق؟

    النشر : الأثنين 24 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 464 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 368 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 359 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 349 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3450 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1071 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 993 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 993 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 10 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 10 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 10 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة