• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ابصروا النور فلم يبصروا

آلاء هاشم القطب / الأثنين 15 آب 2016 / حقوق / 2239
شارك الموضوع :

في لحظة من لحظات يخبئها القدر لا يعرف حينها الا من اهدى تلك الروح في احشاء ام تحمل طفلا لتسعة اشهر وما فوق ذلك بأيام...

في لحظة من لحظات يخبئها القدر لا يعرف حينها الا من اهدى تلك الروح في احشاء ام تحمل طفلا لتسعة اشهر وما فوق ذلك بأيام... تراقب فيه تقلباته التي يبدأها بنبضات يخبرها انه بدأ يلمسها فتبدأ مع تلك النبضات احاسيس الامومة بالنمو اكثر فاكثر وتزداد شوقا لساعة ولادته... تعد ايامها مع تقلباتها الليلية المزعجة والمصحوبة بآلام الثقل والتلكؤ فتعتصر احشاءها ألماً وينشرح قلبها شوقا.. 

تراقب التقويم لتشطب الأيام السابقة وتعد الأيام اللاحقة وكلها امل وبشرى، مستبدلة دعواتها وامانيها بدعاء واماني لطفل يدور بين احشاءها... نعم فالتغيير في فترة الحمل لا يقتصر على نوع الطعام والشراب والنوم والتعامل فالتغيير يشمل كل شيء حتى الدعاء..
انه فلذة الكبد وقطعة من الروح ومن سيغير الحال بأذن الله الى احسن حال.. فالاسم المجرد للأهل سيصبح مسبوقا ب (اب وام )، والأب والام سيصبحان جداً وجدة... امر يستحق الفرح.. ويستحق عناء البدء بالتحضير وشراء الملابس والمفروشات والهدايا.
الأماني معلقة على هذا الكائن الصغير.. فهو من سيزرع البسمة على شفاه هذه العائلة.. هو من سيملأ البيت بضحكاته العفوية.. وهو من سيركض بين هذا الجدار وتلك النافذة... وهو من سيجعل الجد الخمسيني او ما يفوق ذلك  يجري ويركض ويلعب معه وهو مبتسما وفخورا.
لكن للقدر نصيب من هذه الخطوات... فظلام الليل يخبئ تحت جناحه اسرارا تستبدل الفرح بالحزن والاماني باليأس...  فالصغير المولود هذه الليلة يحتاج لحضن غير حضن امه وسيترك فيه الى الصباح لتتحسن حالته..
يعز على الام فراقه ولكنها تتأمل بذلك خيرا... فهو محتاج لدفئ اكثر من دفئ احضانها هذه الليلة.. تركته مودعة وجهه الملائكي البريء في تلك الحاضنة يجاوره عدد من الأطفال يرافقونه ويسلون وحدته.
تخبرها مشاعر الامومة في داخلها بان خطب ما سيحدث، اوصت من يعمل على تلك الحاضنات بان يعتنوا بصغيرها، اخبرتهم بانه فرحتها الأولى وستتركه الليلة هنا مكرهة، فالتعليمات تقتضي بتركه وحيدا، تركته وعيناها تترقبان عيونه التي ما زالت مغلقة بعد، تحاول ان تخزن في ذاكرتها جميع تفاصيله الى حين عودتها في الصباح الباكر، لم تكن تعلم ان تلك النظرات ستكون الأخيرة
فبعد ساعات  قليلة شبت النيران واحرقت صغيرها بالكامل فاستبدلت ملامحه الجميلة بملامح مشوّهة، ولم يبقَ من بياضه الناصع شيئا، واستبدل فرحها بحزن سيبقى داخل اعماقها مدى العمر... فطفلها فارق الحياة بسبب الإهمال وتردي الخدمات في تلك المستشفى التي يذهب اليها كل من يحتاج الى عناية.
من اين تأخذ حق طفل ابصر النور ولم يبصر بعد، فساعاته القليلة التي عاشها لم تسمح له حتى بأن يلمس جسدها او يشم عطرها او يحس بدفئها، ولم تكن تلك الساعات كافية لتقدم له الحنان والأمان بعد كل تلك الأشهر الطويلة التي ترقبت بها مجيئه واستعدت بها لاستقباله، فكل شيء كان مستعاد لقدومه، قلبها مشاعرها جسدها منزلها أهلها.... الا وطنها احرقه في اول قطعة منه ولد فيها، ليحوله من ملاك ابيض يفوح منه اريج الطفولة وعبق الياسمين  الى قطعة سوداء تنبعث منها رائحة اللحم المحترق بنار أحرقت اجسادهم وقلوب اهاليهم.

الطفل
الأم
الموت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    تمكين المرأة من خلال سيرة السيدة زينب

    النشر : الخميس 16 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    حتمية الطفوف وإشهار السيوف

    النشر : الأربعاء 27 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    النشر : الخميس 12 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    الأبناء.. الضحايا الأكبر للخيانة الزوجية

    النشر : الثلاثاء 22 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    الغرق في متاهات الحياة

    النشر : الثلاثاء 02 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    الأكل على متن الطائرة.. هل هو صحي؟

    النشر : الخميس 13 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 367 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 345 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 5 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 5 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 5 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة