• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ابصروا النور فلم يبصروا

آلاء هاشم القطب / الأثنين 15 آب 2016 / حقوق / 2187
شارك الموضوع :

في لحظة من لحظات يخبئها القدر لا يعرف حينها الا من اهدى تلك الروح في احشاء ام تحمل طفلا لتسعة اشهر وما فوق ذلك بأيام...

في لحظة من لحظات يخبئها القدر لا يعرف حينها الا من اهدى تلك الروح في احشاء ام تحمل طفلا لتسعة اشهر وما فوق ذلك بأيام... تراقب فيه تقلباته التي يبدأها بنبضات يخبرها انه بدأ يلمسها فتبدأ مع تلك النبضات احاسيس الامومة بالنمو اكثر فاكثر وتزداد شوقا لساعة ولادته... تعد ايامها مع تقلباتها الليلية المزعجة والمصحوبة بآلام الثقل والتلكؤ فتعتصر احشاءها ألماً وينشرح قلبها شوقا.. 

تراقب التقويم لتشطب الأيام السابقة وتعد الأيام اللاحقة وكلها امل وبشرى، مستبدلة دعواتها وامانيها بدعاء واماني لطفل يدور بين احشاءها... نعم فالتغيير في فترة الحمل لا يقتصر على نوع الطعام والشراب والنوم والتعامل فالتغيير يشمل كل شيء حتى الدعاء..
انه فلذة الكبد وقطعة من الروح ومن سيغير الحال بأذن الله الى احسن حال.. فالاسم المجرد للأهل سيصبح مسبوقا ب (اب وام )، والأب والام سيصبحان جداً وجدة... امر يستحق الفرح.. ويستحق عناء البدء بالتحضير وشراء الملابس والمفروشات والهدايا.
الأماني معلقة على هذا الكائن الصغير.. فهو من سيزرع البسمة على شفاه هذه العائلة.. هو من سيملأ البيت بضحكاته العفوية.. وهو من سيركض بين هذا الجدار وتلك النافذة... وهو من سيجعل الجد الخمسيني او ما يفوق ذلك  يجري ويركض ويلعب معه وهو مبتسما وفخورا.
لكن للقدر نصيب من هذه الخطوات... فظلام الليل يخبئ تحت جناحه اسرارا تستبدل الفرح بالحزن والاماني باليأس...  فالصغير المولود هذه الليلة يحتاج لحضن غير حضن امه وسيترك فيه الى الصباح لتتحسن حالته..
يعز على الام فراقه ولكنها تتأمل بذلك خيرا... فهو محتاج لدفئ اكثر من دفئ احضانها هذه الليلة.. تركته مودعة وجهه الملائكي البريء في تلك الحاضنة يجاوره عدد من الأطفال يرافقونه ويسلون وحدته.
تخبرها مشاعر الامومة في داخلها بان خطب ما سيحدث، اوصت من يعمل على تلك الحاضنات بان يعتنوا بصغيرها، اخبرتهم بانه فرحتها الأولى وستتركه الليلة هنا مكرهة، فالتعليمات تقتضي بتركه وحيدا، تركته وعيناها تترقبان عيونه التي ما زالت مغلقة بعد، تحاول ان تخزن في ذاكرتها جميع تفاصيله الى حين عودتها في الصباح الباكر، لم تكن تعلم ان تلك النظرات ستكون الأخيرة
فبعد ساعات  قليلة شبت النيران واحرقت صغيرها بالكامل فاستبدلت ملامحه الجميلة بملامح مشوّهة، ولم يبقَ من بياضه الناصع شيئا، واستبدل فرحها بحزن سيبقى داخل اعماقها مدى العمر... فطفلها فارق الحياة بسبب الإهمال وتردي الخدمات في تلك المستشفى التي يذهب اليها كل من يحتاج الى عناية.
من اين تأخذ حق طفل ابصر النور ولم يبصر بعد، فساعاته القليلة التي عاشها لم تسمح له حتى بأن يلمس جسدها او يشم عطرها او يحس بدفئها، ولم تكن تلك الساعات كافية لتقدم له الحنان والأمان بعد كل تلك الأشهر الطويلة التي ترقبت بها مجيئه واستعدت بها لاستقباله، فكل شيء كان مستعاد لقدومه، قلبها مشاعرها جسدها منزلها أهلها.... الا وطنها احرقه في اول قطعة منه ولد فيها، ليحوله من ملاك ابيض يفوح منه اريج الطفولة وعبق الياسمين  الى قطعة سوداء تنبعث منها رائحة اللحم المحترق بنار أحرقت اجسادهم وقلوب اهاليهم.

الطفل
الأم
الموت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    أَمَةُ الله وأمينته..

    النشر : الخميس 04 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماهي أبرز المشاكل الزوجية التي يعاني منها الزوجان في السنوات الخمس الأولى؟

    النشر : الأربعاء 17 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كرة الحب

    النشر : الثلاثاء 09 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    غائبًا أنتظرهُ

    النشر : الخميس 16 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أخي النائم

    النشر : الأحد 27 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    مزاعم تعرض سودانيات لجرائم اغتصاب في ولاية الجزيرة.. ماهي حقيقتها؟

    النشر : السبت 06 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 985 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 741 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 627 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 440 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 364 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1070 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1048 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 985 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 970 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 741 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 17 دقيقة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 20 دقيقة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 25 دقيقة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 31 دقيقة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة