• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

رماد العيد

مروة حسن الجبوري / الجمعة 19 آب 2016 / حقوق / 3969
شارك الموضوع :

منذ فجر الأمس وانا انوي الكتابة عنكم، سارعت كلماتي تحتضن الورق وتلتقط الحروف القلم، وتنصت الأرض لسيل حروفي الكامدة

منذ فجر الأمس وانا انوي الكتابة عنكم، سارعت كلماتي تحتضن الورق وتلتقط الحروف القلم، وتنصت الأرض لسيل حروفي الكامدة، يبقى قلبي  يضرب بنبضاته يريد أن يشارك في هذه الملحمة تمسكه النبضات، توقف  القلم عن الكتابة، صرخت الحروف: أكمل.. يسأل القلم تلك الحروف الغاضبة: عن ماذا اكتب؟  وبأي حبر أخط تلك  العبارات، اصطفت الحروف الثمانية والعشرين قائلة: نحن معك ما عليك فعله هو  ترتيبك لنا ونحن  نقول عنك كل شيء، اقتنع القلم وبدأ، لن أقول لكم كيف حالكم، ولن أسأل عن حال المدينة فالخبر معلوم، والحال مكتوم.

 لكن صدقا كل ليلة أضع راسي  على الوسادة وبين دهاليز الحزن أقضي ليلتي، أتأبط الأوراق المتساقطة من دون حروف، واتردد بين أروقة الدار أحمل معي يقظتي وبعض من ثرثرة أفكاري المتشددة، ينبهني  الفجر بانتهاء رحلتي لهذا اليوم، تتفادني الأصوات، وينتهي الليل وانا مازالت جالسة على كرسي ضخم، يشبه كرسي الرئاسة، كاللبوة  تدير المكان، عرفت ان هذا الكرسي هو من  يفعل كل هذا، تبتعد عني الحروف خائفة، لأنها لم تجد سوى لبوة متربعة، تحاصرني نظراتها تحرق اناملي، والتي كانت تمسك بها كما يمسك الطفل بأمه، تعتلي وجهي  أعراض الحزن، استجمع ما بي من قوة وارادة فأنا  صاحبة  تلك الحروف وانا من يرافقها في رحلتها. عانقتها أصابع يدي بعمق سحيق، وتأمرني ان أعود إلى احتضانها وترتيبها وتنسيقها، قائلة: شرط قبول عذرك أن نكتب اليوم عن رماد العيد!

_ماذا تقصدين يا حروف أي رماد؟؟

انتفضت قائلة: هل نسيتم رماد العيد.. اربعين يوم مضت على احتراقهم.

تشرق  الشمس  على روحي وتلقيها في هوَّة المدينة الأليمة التي لا ترى  من الرماد المتطاير، طال انتظاري في ليالي صمّاء عمياء ، دقت الحروف  سريعاً بدقات جديدة لم يعهدها من قبل قلمي، تشابكت الأوجاع على شرفة سنيني الخاوية، امضغ ما تبقى من أيامي، ويبقى الصمت مخيما على محياي، خوفا ان يضيع المنصب  ((الكرسي))  مني، عيناي تحدق بالسماء بينما جسدي يفترش الأرض، اتنفس الصعداء واغمض عيني قليلا، استرجع حادثة تمر عليها ذكرى الأربعين، حيث الناس بأمان يجهزون لعيد الفطر، عشاق يحتفلون بعيد ميلاد عشقهم، جميع الشباب  متواجدين، أضواء وأفراح، تشقّ كبد السماء وتخرج من بين اضلاعها أصوات ضحكاتهم، ألوان ملابسهم، وجوههم الناعمة خصلات شعرهم النائمة، السماء تعانق الجسد المرتعش، الأنامل البيضاء.

 في ذاتِ ليلةٍ ادلّهم الظلام وانضوى القمر،  مناجاة إلهية تسود المكان، فجأة تمتد يد الغدر  إلى ذاك التجمع الشبابي  أرادت أن تحرق المدينة بأهلها، زهور تحترق فتصبح رمادهم مسك يعطّر المدينة، أنين يملأ الأفق، هنا الشاب الذي كان يلفظ آخر أنفاسه، لم تمنحه الفرصة لوداع أشقاءه،  هنا تقف طفلة تلاعب بالونها الأحمر، عروسة تحتضن فستان زفافها الأبيض.

 أربعين يوما وموسم العزاء لم ينته بعد، لا زالت وريقات أعمارهم الصغيرة معلقة  فما بقي لِلشمعةِ بعد احتراق خيطها، ماذا علنا نفعل ايتها الحروف غير اننا نحزن ونعلن الحداد، صرخت: لا تملكون غير الحداد والحزن افعلوا شئيا، لا يشعر بالجرح إلاّ من ذاق الوجع ، ولا يشعر بالدموع الا من فقد، هنالك أب الى الان لم يعثر على جثة ولده، امه تنعاه من دون قبر، طفلة ضائعة، جرحى يرقدون، عيد شهيد وشاب فقيد ووجع شديد، اربعين يوم مضت على احتراق اجسادهم، اختناقهم، صرخاتهم، احلامهم.

 شاب كان حلمه ان يصبح محامي، والاخر امنيته ان يُزف عريسا، صينية زُينت بالشمع والياس والبخور والورد ترفع على جنائزهم، شهادات التخرج تملأ المكان، بعدما ارتدت الجدران لون الاسود وتخالطت مع بقايا رماد العيد سـقـط القلم، سقط مغشيـاًعليــه وتناثرت أشلائه في دفتر الأحزان، فقدعجز عن كتابة زفراتي وحسرتي، لتكون هي الاخرى رماد.

العراق
الارهاب
الكتابة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    التقيت بعمري

    النشر : السبت 18 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ضياع حق الطفل.. بين المجتمع والقانون

    النشر : الأثنين 17 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    أنت تصبح ماتفكر فيه

    النشر : الأربعاء 03 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    مشهد غديري مُختلف

    النشر : الخميس 29 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    إرتحل حتىٰ تَسترد قِواك..

    النشر : الخميس 13 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    عِزة في سلة تسوق

    النشر : الأربعاء 29 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 470 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 369 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 359 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 349 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3450 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1071 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 999 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 993 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 12 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 12 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 12 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة