• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

شوارع التيه!

حنين كريم / الخميس 29 تشرين الثاني 2018 / حقوق / 1919
شارك الموضوع :

طالما تراءى لنا ذلك المنظر وأصبح لا يفارقنا كروتين الذهاب للدوام أو العودة منه، شيء أصبحنا نعتاده أكثر مما نستغربهُ ومن اعتيادنا عليه أصبحن

طالما تراءى لنا ذلك المنظر وأصبح لا يفارقنا كروتين الذهاب للدوام أو العودة منه، شيء أصبحنا نعتاده أكثر مما نستغربهُ ومن اعتيادنا عليه أصبحنا لا نفرّقه عن عمود إشارة المرور أو الأشجار أو باقي التفاصيل الأخرى للشارع.

عندما نراهم، أول ما يتبادر إلينا هو شيء واحد فقط، هؤلاء ينبغي أن يتواجدوا في مكان آخر غير هنا؛ في المدرسة، في متنزه اللعب، في بيت دافىء، بحضن أم، ورعاية وحماية أب، أو دار رعاية خاص في حال تعذر توفر الأسرة أو عدم تمكنها من تقديم الرعاية، أو غياب أحد أفرادها.

هذا هو المفروض وما نأمل توفره وتطبيقه -بوقت غير قريب طبعا في بلد الـ لا_قانون نسبيا- عن طريق سن وتوفر قانون يُعنى بحماية الطفولة من الضياع في سكك الطرقات وتحت أقدام العوز والفاقة والعدم والعبث الذي هم فيه.

لكن ما نراه هو: طفلٌ يحمل رسالة الطفولة الضائعة في عينيه، يجوب بها الشوارع مع حاجياته ويرسلها لعيني كل ناظر..

في الشارع الواحد هناك الكثير، منهم من افترش بداية الشارع مع عبواته البلاستيكية الملأى بالبنزين المقرر بيعها لهذا اليوم، وآخر يستغل كل توقف سير، ليتولى مهمة تنظيف واجهات السيارات الزجاجية، أملا بتنظيف وجهة نظر صاحبها تجاهه فينقده الشيء القليل من المال تسديدا لا يوفي حق طفولته الضائعة..

وطفل آخر لا يُرى منه شيء من ضآلته،  كيس المناديل الذي يحمله يضاهيه حجما وآخر هنا وآخر هناك.. وآخر وآخر...

منظر غير طبيعي أصبح طبيعيا بمرور الوقت وكأنه لا تكتمل لوحة الشارع إلا به، ولا يمنع ظهوره لهيب الصيف أو قساوة برد الشتاء.

ماذا يحدث؟!

الطفولة.. المراهقة.. الشباب.. والشيخوخة: مراحل طبيعية يمر بها كل بنو البشر، تباعا الواحدة تلو الأخرى، ولا يمكن الوصول لإحداها دون المرور بالأخرى، إذاً فكل مرحلة لها حيثياتها ومكنوناتها ومن حق كل انسان -فرد- في مجتمع أن يعيشها بمقتضياتها وبمتطلباتها، ومن واجبات ذلك المجتمع -من أسرة، حكومات، تشريعات، ومنظمات- أن يوفر له البيئة والظروف الملائمة لمتطلبات المعيشة الخاصة بكل مرحلة.

الطفولة مهمة وهي من أهم مراحل صياغة وصناعة الإنسان، هذا لا يعني أن بقية المراحل الأخرى غير مهمة، لكن الطفولة هي اللبنة الأساس التي يُبنى بها وبالتالي هي بحاجة إلى الرعاية والاهتمام أكثر من بقية المراحل، في الطفولة يكون الانسان ضعيفا وبحاجة للحماية والمساعدة أكثر من أي وقت، إذ لكي يقوى وينضج وينشأ نشأة صحيحة ويشتد عوده ليشق طريقه في حياة كحياتنا، ينبغي أن يعيش طفولة صحيحة وصحية بدايةً من أسرة فيها مايؤهلها لإنجاب طفل وإنبات إنسان له ما يقوّمه ويؤهله ليكون إنسان حقاً.. لا مجرد تعداد رقم يُضاف لسكان هذا العالم..

أسرة تنجب طفل لأن الأب مستعد حقا لتحمل مسؤولية الأبوة، ولأن الأم مستعدة ومدركة كونها ستصبح أما، وهما مدركان ومقدران معا حجم المسؤولية التي تقع على الآخر، لا أسرة تنجب طفلا لأن الأم والأب ليسوا على وفاق، وأن الطفل من شأنه أن يوثق الترابط والعلاقة بينهما ويجعلها أقوى.

الطفل هو انسان يُضاف للعالم، ومهمة إنجابه وتنشئته هي من أهم وأصعب المهمات في الوجود، هذا الكائن الضعيف الذي هو بأمس الحاجة لتلقي العناية والمساعدة على تقديمها، ليس مسؤولا عن إصلاح شرخ لعلاقات خيراً لها -في أغلب الحالات- أن تنتهي!! لا أن تتخذ من مهمة إنجابه للدنيا ذريعة لأستمرارها، فتنجب بذلك ضحية ثالثة، وهو غير مطالب -مهما كان الظرف- على  تحمل مشقة تعييش عائلة وتقديم رعاية هو بأمس الحاجة لتلقيها!.

لذلك قبل أن نطالب بقانون -وهو من حقهم أصلا-  يُعنى برعاية أطفالنا وينتشلهم من شوارع التيه والطفولة الضائعة، ينبغي أن نطالب أنفسنا بذلك أولا قبل أن ننجب أطفالا ونرميهم في الشارع ثم نطالب بحمايتهم وتحقيق حقوقهم، ينبغي أن نفكر كيف نكون جديرين بهم، كيف تكون أب جدير بهذه الأبوة، وأم جديرة بهذة الأمومة، لأن الطفل إن لم يحصل على هذين الأمرين إبتداءاً، فلن يحميه أي قانون طفولة بالعالم..

الطفل
المجتمع
الظلم
التربية
الاب والام
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    نظريات الضبط الاجتماعي وتأثيرها على المجاميع البشرية

    النشر : الثلاثاء 21 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    جوهرة العرب: فاطمة الكلابية

    النشر : الأحد 09 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    أم وهب.. ثورة لا تنطفئ

    النشر : الأثنين 16 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    الحب في عالم متغير

    النشر : الخميس 24 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    أضف إلى بضاعتك حلاوة الأخلاق

    النشر : الأربعاء 22 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    كيف نعالج ضجر الأطفال من الحصص المدرسية؟

    النشر : الأحد 07 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 547 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 447 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 421 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 376 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 373 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 340 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1163 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 668 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 7 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 7 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 7 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة