• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حَسَكِ السَّعْدَان

مروة حسن الجبوري / الخميس 31 كانون الثاني 2019 / حقوق / 3089
شارك الموضوع :

في قاعة المحكمة دخلت السيدة رباب على عجلة حاملة معها مجموعة من الأوراق، ترتدي بدلة سوداء عرفت أنها المحامية التي تترافع في القضية، جلس الحض

في قاعة المحكمة دخلت السيدة رباب على عجلة حاملة معها مجموعة من الأوراق، ترتدي بدلة سوداء عرفت أنها المحامية التي تترافع في القضية، جلس الحضور في انتظار الحكم الذي يصدر، بعدما طلب القاضي في حضور المتهمين، الثواني تمرُ مُتثاقلة جدا، همسات بين أهل المتهمين، بينما يتنهد الطرف الآخر من القضية متألما وينتظر عدالة المحكمة، فتخرج الدعوات متراصفة نحو السماء، وجوه المتهمين باهتة شاحبة، تكاد أن تنطق بسوء أفعالهم ملامحهم لا تسر أبدا.

صمت القاضي بعدما قرأ الحادثة، ورفعت الجلسة لمدة ساعة ونصف، هذه المدة ستجعل من المظلوم ظالم ومن الظالم مظلوم ولو انعكست القضية ودخلت فيها الأموال والأسماء الكبيرة، لكنها ما تغيرت لكن لن تكون أقوى من عدالة الله في الأرض.

والكثير من الدعوات والصرخات تعلو من القاعة، بعضها مكسورة بجناح الظلم وإن رفعت لأنها ستعود باللعنة على صاحبها، وأخرى تكتفي بقولها حسبي الله نعم المولى ونعم النصير.

مع أصوات الضجيج صوت قطع كل هذا وهو يقول محكمة..

دخل القاضي وأمر بأن يستمع إلى محامي الدفاع والشهود، تغرب الحقيقة للحظات، بعدما تحدث محامي الدفاع وجعل من المتهم المجرم نبيلا وأنه تعرض لحالة نفسية مما جعله يفعل هذا..

لم يقتنع القاضي بما سمع وطلب من الشهود القسم على كتاب الله والافصاح بما جرى، تقدم الشاهد الأول وقال ما كان يعرف، الثاني أيضا..أين الشاهد الثالث لم يحضر.. ما السبب؟ صمت عجيب في قاعة المحكمة، اصفرت ملامح المتهمين، لماذا لم يحضر؟ لا أحد يعرف السبب؟ طلب القاضي أن يرسل لهم بلاغ في حضورهم..

رفعت الجلسة مع انتظار حضور الشاهد الثالث.

شعرت رباب أن هناك شيء حصل مع الشاهد الثالث، توسلت أصوات المجنيين في أخذ حقهم وأنهم تعرضوا إلى فاجعة كبيرة..

أجابت المحامية: لن أتخلى عن القضية حتى تشرق الشمس من الجنوب.

هذه الليلة هي أشد الليالي على قلب رباب فهي بين اظهار الحقيقة وبين ترك الأمر بعدما تعرضت لتهديد من قبل أهل الجاني وهناك خطورة لو تابعت القضية، دقّات قلبها سريعة جدا لم تعهدها من قبل، تركت أوراق القضية على الأريكة، ودخلت في حجرتها، رحل النوم بعيدا عن جفون رباب، جلست تبحث عن شيء يجلب لها الراحة والاطمئنان، لا شيء هنا، على جانبها رف عتيق عليه بعض الكتب جالت عيناها في الكتب، نهج البلاغة، قصص أمير المؤمنين، قفز قلبها وشعرت أنها تجد ما ينقذها في هذه الكتب، على شرفة الحجرة جلست تقلب صفحات الكتاب، تحدق في الكلمات بينما فكرها كان يحتضر، أمضت الليل تقلّب الكتاب وتدوّن القصص في ذاكرتها، حتى بزوغ الفجر، موعد المحكمة يقترب ساعات فقط وتنتهي القضية، تنفس الصبح، تنتفس الصعداء ترتدي الروب الأسود، وتردد في داخلها كلمة (حَسَكِ السَّعْدَان).

وصلت المحكمة، انتظار قاتل بين الحق والباطل، اجتمع الحضور وفتحت القاعة بحضور القاضي ومحامي الدفاع والشهود، بدأ القاضي ومحامي الدفاع في القضية عندما وصل عند محامي المجني عليه، وقفت وطلبت من القاضي أن يستمع إلى الشاهد الثالث بكل دقة، دخل الشاهد الثالث خائفا يرتجف، رفض أن يقسم وعندما أعادوا الطلب عليه مرة ثانية، غير شاهدته، وقال أنه كان تحت التهديد والضغط، وإن المتهم كان يعلم أن الشاب الذي قتله فقيرا ولا يملك غير تلك العجلة التي تعيل عائلة لكنه رفض وطلب أن يقتله ويسرق عجلته.

صرخت والدته آه يا ولدي..

القاضي: الصمت رجاءً.. أكمل ماذا بعد؟!

 الشاهد: بعدما قتله كان هناك حفرة عميقة ترك جثته وغادر.

وتحدثت رباب: أنا ايضا سيدي القاضي تعرضت للتهديد والقتل في حال ترافعت في القضية وهناك أدلة ومحادثات تثبت صحة كلامي مع دفع مبلغ من المال كبير جدا في حال رفضت الدعوة، فكرت في داخلي وبحثت حتى وجدت ما يريح عقلي وقلبي ويجعلني في راحة تامة هو كلام أمير المؤمنين عليه السلام وهو ومن كلام له عليه السلام يتبرأ من الظلم:

(وَاللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ مُصَفَّداً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ وَغَاصِباً لِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْحُطَامِ وَكَيْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْسٍ يُسْرِعُ إِلَى الْبِلَى قُفُولُهَا وَيَطُولُ فِي الثَّرَى حُلُولُهَا).

فكيف بقتل نفس من دون جرم أو حساب وحتى يبقى يعرف الجميع فعلته الشنعاء هذه، وافقت على القضية وأنا أتحمل ما يقع على نفسي مادمت لم اساعد ظالم أو مجرم، وأقف مع المظلوم وإن كان ميتا، وقرار الحكم والتنفيذ لكم سيدي.

القاضي: سيعلن عن الحكم قريبا ويبقى المجرم خلف القبضان لينال فعلته، "انا وَاللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ وَإِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا).

قصة
الامام علي
الحق
الحياة
الظلم
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    هل نحن حقاً منتظرون؟

    النشر : السبت 20 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    لا يمكنك التخلص من الغبار.. ولكن يمكنك التحكم فيه!

    النشر : الخميس 30 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    العزلة الاجتماعية وارتباطها بتغير تركيبة الدماغ والإدراك

    النشر : الخميس 14 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    دور الأسرة في تعزيز مفهوم الوطن عند الأطفال

    النشر : الأحد 12 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    تكتك الغيرة.. ودورها الفعال في إسناد المتظاهرين

    النشر : السبت 02 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    من أفواه المجانين

    النشر : السبت 13 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1026 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 375 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 369 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 363 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 343 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3462 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1092 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1030 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1026 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1001 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 22 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 22 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 22 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة