• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حرف من السَعَفَة: عبقات من التراث العراقي الأصيل

مروة حسن الجبوري / الخميس 25 نيسان 2019 / حقوق / 5059
شارك الموضوع :

على جدران سوق المدينة زينت السيدة أم كريم صناعتها اليدوية التي كانت مصنوعة من السعفة وبقايا عود القش، فرسمت لوحة فنية تراثية فقدت منذ زمن في

على جدران سوق المدينة زينت السيدة أم كريم صناعتها اليدوية التي كانت مصنوعة من السعفة وبقايا عود القش، فرسمت لوحة فنية تراثية فقدت منذ زمن في السوق العراقي، وبعد عودتها أصبحت تسر الناظرين الذين يفتقدون التراث العراقي بكل ما فيه من الصناعة والفن.

وتعد صناعة القش من أقدم الصناعات اليدوية التي كانت في العراق، وليست بهذه الصورة التي يراها البعض بمجرد تجديلها في الأصابع  فهناك دقة في العمل وتحتاج إلى ذهن صاف وتركيز شديد، فهذه خريطة ذهنية ترسم زخرفة الأعواد وغير قابلة للخطأ وتحتاج إلى ساعات طويلة من العمل الشاق.

السيدة ام كريم تسرد لنا حكايتها مع القش:

أنا وهذه الأعواد في قصة من الحب والانسجام لا تنتهي فهي تعرفني من لمسة يدي وأنا أعرفها من لونها، عشرون عاما وأنا أعمل بهذه المهنة، حتى تآكلت أصابعي وتمزق بعضها، فهي صلبة أول قطعها ولاتترك الأوراق تحت أشعة الشمس حتى لا تجف وتتكسر  وبعد غسلها وتركها حتى تصبح  مرنة  ونتمكن من تلوينها وصناعتها، نحتاج الى إبرة معدنية صغيرة حتى نخيط أطراف العمل، وتختلف الزخرفة من عمل إلى آخر، ففي الصيف نتجه إلى صناعة (المهفة) والحصير، متامسكة بين بعضها بدقة مع بعض الرسوم وصبغها باللون الأحمر مع الأخضر، على أشكال  مختلفة دائرة حلزونية، ومستطيلة، في نسيج من القش المزخف، وعرضه في الأسواق الشعبية.

وتقل الطلب على هذه الصناعة في فصل الشتاء حيث أصنع المكانس، توارثت هذه الحرفة عن والدتي وجدتي رحمهما الله،  فقد اعتدن في الماضي على فرش الحصير القش وتغطية السقف بها، ومازلت أتذكر عدم خلو البيت العراقي من (المهفة).

اليوم تراجع الإقبال عليها ودخلت البدائل في المجتمع العراقي فأصبحت الأجهزة الكهربائية وذات البطارية الاضافية، ومع اختلاف الأجيال، اصبحت لا قيمة لهذه الحرفة مع أنها تمثّل ماضي جميل جدا، وتحولت إلى مجرد تحف للزينة.

مع هذا لم أستطع أن أترك المهنة التي ورثتها عن عائلتي وأجلس ساعات طويلة لنسج السلال من القش المزخرف، وخطوات العمل هي البدء بعقدة صغيرة من سعف النخيل تحيطها بأعواد وترتفع مع كل مرة.

ورغم اندثار هذه الحرفة إلا أنها باتت مصدر رزق لعائلتي، ولزوجي السبعيني، وكل ما اجنيه هو خمسة وعشرون دينار مقابل 40 مهفة.

بتنهيدة وحسرة يكاد يسمعها البعيد قبل القريب أكملت حديثها السيدة أم كريم وهي تقول: تبقى تراث آبائي.

عزيزي القارئ قد تسأل ما هي المهفة؟

في المصطلح العراقي تجد هذه الكلمة أول ما تذكر في فصل الصيف وهي عبارة عن أعواد من  (الخوص الرقيقة) مركبة على شكل مربع ويدخل في حياكتها عصا (اليدة) حتى يتمكن المستخدم من تحريكها لجلب الهواء.

وانتشرت صناعة هذه السلال على اختلاف أنواعها في بغداد والمسيب وكربلاء المقدسة   والنجف الأشرف، البصرة، بعقوبة، وكردستان. وقد اشتهرت النساء الريفيات بهذه الصناعة.

بين ماضي عميق وحاضر أنيق فُقدت بعض الحرف وعلى أنين أصحابها تغفى الأجيال.  عزيزي القارئ هناك سلسلة من المهن والحرف التي ستناولها قريبا هنا في واحة بشرى حياة فكن بالقرب.

المرأة
العمل
العراق
القيم
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    لماذا غابت بهجة العيد؟

    النشر : الخميس 15 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    اليوم العالمي للأرامل: نساء خفيات.. ومشكلات خفية

    النشر : الثلاثاء 23 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    في أدراج الذاكرة.. لاشيء يموت!

    النشر : الخميس 07 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    رجوع المطلقين الى حياتهم.. بداية النهاية

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    ما هي الملكية الفكرية؟

    النشر : السبت 27 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    "تاكسي وردي" من اجل توفير المزيد من الراحة والخصوصية للنساء في الاردن

    النشر : الأربعاء 04 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 487 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 432 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 379 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 355 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 325 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1203 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1108 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1088 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 3 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 3 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 4 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة