• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حرف من السَعَفَة: عبقات من التراث العراقي الأصيل

مروة حسن الجبوري / الخميس 25 نيسان 2019 / حقوق / 4782
شارك الموضوع :

على جدران سوق المدينة زينت السيدة أم كريم صناعتها اليدوية التي كانت مصنوعة من السعفة وبقايا عود القش، فرسمت لوحة فنية تراثية فقدت منذ زمن في

على جدران سوق المدينة زينت السيدة أم كريم صناعتها اليدوية التي كانت مصنوعة من السعفة وبقايا عود القش، فرسمت لوحة فنية تراثية فقدت منذ زمن في السوق العراقي، وبعد عودتها أصبحت تسر الناظرين الذين يفتقدون التراث العراقي بكل ما فيه من الصناعة والفن.

وتعد صناعة القش من أقدم الصناعات اليدوية التي كانت في العراق، وليست بهذه الصورة التي يراها البعض بمجرد تجديلها في الأصابع  فهناك دقة في العمل وتحتاج إلى ذهن صاف وتركيز شديد، فهذه خريطة ذهنية ترسم زخرفة الأعواد وغير قابلة للخطأ وتحتاج إلى ساعات طويلة من العمل الشاق.

السيدة ام كريم تسرد لنا حكايتها مع القش:

أنا وهذه الأعواد في قصة من الحب والانسجام لا تنتهي فهي تعرفني من لمسة يدي وأنا أعرفها من لونها، عشرون عاما وأنا أعمل بهذه المهنة، حتى تآكلت أصابعي وتمزق بعضها، فهي صلبة أول قطعها ولاتترك الأوراق تحت أشعة الشمس حتى لا تجف وتتكسر  وبعد غسلها وتركها حتى تصبح  مرنة  ونتمكن من تلوينها وصناعتها، نحتاج الى إبرة معدنية صغيرة حتى نخيط أطراف العمل، وتختلف الزخرفة من عمل إلى آخر، ففي الصيف نتجه إلى صناعة (المهفة) والحصير، متامسكة بين بعضها بدقة مع بعض الرسوم وصبغها باللون الأحمر مع الأخضر، على أشكال  مختلفة دائرة حلزونية، ومستطيلة، في نسيج من القش المزخف، وعرضه في الأسواق الشعبية.

وتقل الطلب على هذه الصناعة في فصل الشتاء حيث أصنع المكانس، توارثت هذه الحرفة عن والدتي وجدتي رحمهما الله،  فقد اعتدن في الماضي على فرش الحصير القش وتغطية السقف بها، ومازلت أتذكر عدم خلو البيت العراقي من (المهفة).

اليوم تراجع الإقبال عليها ودخلت البدائل في المجتمع العراقي فأصبحت الأجهزة الكهربائية وذات البطارية الاضافية، ومع اختلاف الأجيال، اصبحت لا قيمة لهذه الحرفة مع أنها تمثّل ماضي جميل جدا، وتحولت إلى مجرد تحف للزينة.

مع هذا لم أستطع أن أترك المهنة التي ورثتها عن عائلتي وأجلس ساعات طويلة لنسج السلال من القش المزخرف، وخطوات العمل هي البدء بعقدة صغيرة من سعف النخيل تحيطها بأعواد وترتفع مع كل مرة.

ورغم اندثار هذه الحرفة إلا أنها باتت مصدر رزق لعائلتي، ولزوجي السبعيني، وكل ما اجنيه هو خمسة وعشرون دينار مقابل 40 مهفة.

بتنهيدة وحسرة يكاد يسمعها البعيد قبل القريب أكملت حديثها السيدة أم كريم وهي تقول: تبقى تراث آبائي.

عزيزي القارئ قد تسأل ما هي المهفة؟

في المصطلح العراقي تجد هذه الكلمة أول ما تذكر في فصل الصيف وهي عبارة عن أعواد من  (الخوص الرقيقة) مركبة على شكل مربع ويدخل في حياكتها عصا (اليدة) حتى يتمكن المستخدم من تحريكها لجلب الهواء.

وانتشرت صناعة هذه السلال على اختلاف أنواعها في بغداد والمسيب وكربلاء المقدسة   والنجف الأشرف، البصرة، بعقوبة، وكردستان. وقد اشتهرت النساء الريفيات بهذه الصناعة.

بين ماضي عميق وحاضر أنيق فُقدت بعض الحرف وعلى أنين أصحابها تغفى الأجيال.  عزيزي القارئ هناك سلسلة من المهن والحرف التي ستناولها قريبا هنا في واحة بشرى حياة فكن بالقرب.

المرأة
العمل
العراق
القيم
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    النشر : منذ 19 دقيقة
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    مبشّرات بين يدي خاتم الرسل

    النشر : الخميس 08 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    النشر : منذ 14 دقيقة
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    النشر : منذ 10 دقيقة
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    بين الفن والإيمان: حوار مع الفنانة رهاف السعيدي

    النشر : الأحد 01 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    لنهدمنّ عليهم مسجدا

    النشر : السبت 23 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 361 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 335 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1080 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1005 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 10 دقيقة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 14 دقيقة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 19 دقيقة
    بوصلة النور
    • منذ 21 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة