• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لو لم ينهدم السور

فاطمة اسد / الأحد 15 ايلول 2019 / حقوق / 1608
شارك الموضوع :

كانت قدمه غير مستقرة بمكانها منكمشة من الألم وفمه مُطبق لا يفتحه سوى للأنين من سوء حاله، انغمّت لحالته البائسة فاطراً قلبها البسيط، غسلته ب

لقد سرقتْ أردى أنواع الطيور من خلف السور، أو ربما هو من وقع على رأسها بذات يوم فارغ بلا هدف وحياة وبصدفة قدرية إعتقدتها صدفة سعيدة.

كانت قدمه غير مستقرة بمكانها منكمشة من الألم وفمه مُطبق لا يفتحه سوى للأنين من سوء حاله، انغمّت لحالته البائسة فاطراً قلبها البسيط، غسلته بالمياه ثم جففت خصل ريشه الملونة، داوت جرح قدمه وقد بات حاله أفضل، أفضل بكثير.. وضعته من حيث أتى ليطير ويرحل ولكن المكان بات آسراً له ولراحته إذ لم يعتني به أحداً من قبل كهذه المرأة. بَرَك بمكانه غير مفارقه برغم تشافي جروحه..

رقّ قلبها تارة أخرى، أحضرتْ له قفصاً جديدا ليطرب سمعها بتغريده ورحلت تُكمل فريضتها اليومية لرفع أحجار سورها القديم. سورٌ تناقضت أحجاره فأحدها من الطين وقطعة من الفحم وأخرى من الآجر لا تأبه لشكله المهم أن ترفعه محصناً لها من الأذى ولكن أي أذى.. لا تعلم. سور وحسب!.

توالت أيامها وساعاتها داخل حصنها اللامنيع، تحاول أن تبث الحياة بزواياه بكل ذبول يطرى عليه.. فكل زاوية لهذا الحصن له أهمية قصوى لديها؛ الحديقة بحجم الشبر، السماء المصطنعة من القطن والألوان، والشمس الساطعة التي لا تشرق أبدا وتغريد الطير الأعرج الذي لايفتح فمه إلا حين جوعه وعطشه.. تجلس بين هذه الجدران المرقعة مستأمنة الوجود منحبسة الأنفاس من فرط سعادتها لايشغلها شيء سوى تفاصيل هذا الحصن اللامنيع..

وبأحد أيام عملها لإستكمال هذا الخراب تفتح القفص لبلبلها الأعرج عله يحاول الطيران والرحيل، عله يخفف مؤونته التي تستقطعها من أكلها وشرابها.. ولحسن الحظ إستطاع التحليق ولكنه قبل أن يرحل فتحت شهيته بعض القطع المرقعة لسورها، إذ حاول تذوق طعمها غير مستأذنا لهذه المرأة التي أقامت قدمه وأعادت بريق ألوانه. بينما هي تبني الجهة الأخيرة منه ذهب هو لينقر الجهة الأولية طبقة تلو الأخرى ولسوء بنيانه وهشاشته تهاوت جميع الطبقات المكرسة بتعبها وعرق جبينها طيلة هذه السنين، تهاوى سورها المنيع أمام الأذى ولكن أي أذى لا يهم، سور وحسب!.

رفعت رأسها ورمقته يطير، انفرجت أساريرها ولكن حين أدرات رأسها رأت ما لم تضعه بحسبانها لحظة.. لقد سقط السور، سقط بجميع ما به من أحجار ومواد وتعب شيدته بيديها.. تهاوت على الأرض منهدمة الحيلة قد تغوّشت أمامها الرؤية إذ إكتظت ذرات التراب والآجر والهم والحزن أمامها وباتت الرؤية ضبابية تخنق قلبها قبل عيناها..

لا تعلم ما الذي حدث، كانت الأمور مستقرة والهواء قابل للتنفس والمكان متكاملا طيلة هذه السنين، كيف تقف من جديد الآن، كيف تقيم هذا الخراب الآن، من ماذا تصنع حصنا آخراً الآن، وللحظات تجلّى ما لم تره طيلة هذه الأعوام المنصرمة، لا توجد الأسوار ولكن بيوت شامخة تأوي أصحابها ولا توجد طيور عرجاء تقطم مؤونتها من روحها بل بلابل تغرد وفراشات تدور على الورود المشعة، الشمس تشرق من المشرق بخصلها الدافئة والسماء صافية والغيوم حقيقية والعالم كما كان منذ الأزل يحمل الخير والشر وآدم وحواء وهابيل وقابيل والجمال والقبح والعمل والجزاء والراحة والشقاء، عالمٌ حقيقي..

لقد رأت العالم الذي لطالما رسمته بعالمها السعيد ولكن، حصنته بسورها التعيس. ولكن لو لم ينهدم السور، لكانت عالقة بهذا الوهم حتى الممات..

كم منّا يعيش بسوره اللامنيع، وكم منا يصنع هذا السور التعيس حول نفسه دون أن يعلم؟!.

الانسان
الحياة
الحرية
القيم
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    تجارة الفلذات على مواقع التواصل الاجتماعي!

    النشر : الأثنين 10 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ما هي البقعة المنغولية.. وهل هي خطرة على الأطفال؟

    النشر : الخميس 11 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    لا تحكم على الكتاب من غلافه

    النشر : السبت 21 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    عَرِف نَفسك.. مَن أنت؟

    النشر : الأحد 12 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    الأفكار كالعناكب.. تبني شباكها ولاتقع بها

    النشر : الأثنين 08 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    زوج الام.. جنة له ونار لأولادها

    النشر : الخميس 09 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1018 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 747 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 647 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 619 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 618 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 518 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1056 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1018 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 974 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 747 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 17 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 17 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 17 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 17 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة