• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لو لم ينهدم السور

فاطمة اسد / الأحد 15 ايلول 2019 / حقوق / 1549
شارك الموضوع :

كانت قدمه غير مستقرة بمكانها منكمشة من الألم وفمه مُطبق لا يفتحه سوى للأنين من سوء حاله، انغمّت لحالته البائسة فاطراً قلبها البسيط، غسلته ب

لقد سرقتْ أردى أنواع الطيور من خلف السور، أو ربما هو من وقع على رأسها بذات يوم فارغ بلا هدف وحياة وبصدفة قدرية إعتقدتها صدفة سعيدة.

كانت قدمه غير مستقرة بمكانها منكمشة من الألم وفمه مُطبق لا يفتحه سوى للأنين من سوء حاله، انغمّت لحالته البائسة فاطراً قلبها البسيط، غسلته بالمياه ثم جففت خصل ريشه الملونة، داوت جرح قدمه وقد بات حاله أفضل، أفضل بكثير.. وضعته من حيث أتى ليطير ويرحل ولكن المكان بات آسراً له ولراحته إذ لم يعتني به أحداً من قبل كهذه المرأة. بَرَك بمكانه غير مفارقه برغم تشافي جروحه..

رقّ قلبها تارة أخرى، أحضرتْ له قفصاً جديدا ليطرب سمعها بتغريده ورحلت تُكمل فريضتها اليومية لرفع أحجار سورها القديم. سورٌ تناقضت أحجاره فأحدها من الطين وقطعة من الفحم وأخرى من الآجر لا تأبه لشكله المهم أن ترفعه محصناً لها من الأذى ولكن أي أذى.. لا تعلم. سور وحسب!.

توالت أيامها وساعاتها داخل حصنها اللامنيع، تحاول أن تبث الحياة بزواياه بكل ذبول يطرى عليه.. فكل زاوية لهذا الحصن له أهمية قصوى لديها؛ الحديقة بحجم الشبر، السماء المصطنعة من القطن والألوان، والشمس الساطعة التي لا تشرق أبدا وتغريد الطير الأعرج الذي لايفتح فمه إلا حين جوعه وعطشه.. تجلس بين هذه الجدران المرقعة مستأمنة الوجود منحبسة الأنفاس من فرط سعادتها لايشغلها شيء سوى تفاصيل هذا الحصن اللامنيع..

وبأحد أيام عملها لإستكمال هذا الخراب تفتح القفص لبلبلها الأعرج عله يحاول الطيران والرحيل، عله يخفف مؤونته التي تستقطعها من أكلها وشرابها.. ولحسن الحظ إستطاع التحليق ولكنه قبل أن يرحل فتحت شهيته بعض القطع المرقعة لسورها، إذ حاول تذوق طعمها غير مستأذنا لهذه المرأة التي أقامت قدمه وأعادت بريق ألوانه. بينما هي تبني الجهة الأخيرة منه ذهب هو لينقر الجهة الأولية طبقة تلو الأخرى ولسوء بنيانه وهشاشته تهاوت جميع الطبقات المكرسة بتعبها وعرق جبينها طيلة هذه السنين، تهاوى سورها المنيع أمام الأذى ولكن أي أذى لا يهم، سور وحسب!.

رفعت رأسها ورمقته يطير، انفرجت أساريرها ولكن حين أدرات رأسها رأت ما لم تضعه بحسبانها لحظة.. لقد سقط السور، سقط بجميع ما به من أحجار ومواد وتعب شيدته بيديها.. تهاوت على الأرض منهدمة الحيلة قد تغوّشت أمامها الرؤية إذ إكتظت ذرات التراب والآجر والهم والحزن أمامها وباتت الرؤية ضبابية تخنق قلبها قبل عيناها..

لا تعلم ما الذي حدث، كانت الأمور مستقرة والهواء قابل للتنفس والمكان متكاملا طيلة هذه السنين، كيف تقف من جديد الآن، كيف تقيم هذا الخراب الآن، من ماذا تصنع حصنا آخراً الآن، وللحظات تجلّى ما لم تره طيلة هذه الأعوام المنصرمة، لا توجد الأسوار ولكن بيوت شامخة تأوي أصحابها ولا توجد طيور عرجاء تقطم مؤونتها من روحها بل بلابل تغرد وفراشات تدور على الورود المشعة، الشمس تشرق من المشرق بخصلها الدافئة والسماء صافية والغيوم حقيقية والعالم كما كان منذ الأزل يحمل الخير والشر وآدم وحواء وهابيل وقابيل والجمال والقبح والعمل والجزاء والراحة والشقاء، عالمٌ حقيقي..

لقد رأت العالم الذي لطالما رسمته بعالمها السعيد ولكن، حصنته بسورها التعيس. ولكن لو لم ينهدم السور، لكانت عالقة بهذا الوهم حتى الممات..

كم منّا يعيش بسوره اللامنيع، وكم منا يصنع هذا السور التعيس حول نفسه دون أن يعلم؟!.

الانسان
الحياة
الحرية
القيم
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    الأربعينية.. حشد مهيب وسفينة تنتظر الإبحار

    النشر : الأثنين 19 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    طفلة في عالم الكبار

    النشر : الخميس 02 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أرواح معذبة

    النشر : الأحد 30 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    تأثير الورود على نفسية حواء

    النشر : الأثنين 02 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    خيمة تساعد على التنفس في البحار

    النشر : الأربعاء 17 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    فـتـرة الامـتـحـانـات.. بـيـن الامـال فـي تـحـقـيـق الـطـمـوح وضـغـوط الاهـل

    النشر : الثلاثاء 08 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 330 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1085 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1009 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 6 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 6 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 6 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة