• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عباءة من راية زينب..

آلاء هاشم القطب / السبت 19 تشرين الثاني 2016 / حقوق / 2160
شارك الموضوع :

بكلماتها الغريبة نوعا ما والخارجة من فمها وكأنها ملتفّة بالحزن والاسى... تردد مع كل سؤال تُسأل: كلنا فداء للحسين... كلنا من اجل الحسين...

بكلماتها الغريبة نوعا ما والخارجة من فمها وكأنها ملتفّة بالحزن والاسى... تردد مع كل سؤال تُسأل: كلنا فداء للحسين... كلنا من اجل الحسين...

ملامح الحزن والعزاء كانت بادية عليها بشكل مريب... بحيث خطّت الدموع اوداجا من مقلتيها باتجاه اذنيها.. فتأكدت حينها انها لا تكف عن البكاء حتى وهي نائمة...

استمرت تروي لي كيف ذبح ابنها الصغير اولا ثم تلاه الثاني والثالث والرابع.. حتى وصل الدور لزوجها الذي لم يكن بيده فعل اي شيء سوى البكاء على اولاده خلال تلك الدقائق القليلة قبل قتله...

اسدلت عباءتها على وجهها واقفلتها بمسكة قوية من يدها المرتعشة... لكنها وان خبّأت دمعها لا يمكنها ان تخبّأ صوت قلبها الذي يخرج من فيها وكأنه الرعد بقوة ايقاعه وجلبته..

هدأت قليلا ففتحت عباءتها رويدا رويدا.. لينكشف لي وجهها وكأنه قد غسل بشلال من الماء..

بمنديلها المتهرئ مسحت دموعها المنسابة.. واكملت حديثها قائلة:

عندما وجدت اقماري تنطفئ وشمس بيتي غابت معهم...

تذكرت حينها واقعة الطف وما جرى على سيدتي ومولاتي زينب في ذلك الوقت.. وما جرى على ام البنين عندما سمعت بأن اولادها استشهدوا مع الحسين عليه السلام... عدت بذاكرتي الى موقف هاتين الامرأتين العظيمتين على اختلاف المكان والزمان.

جالت عيني حول اليتامى و النساء.. فقلت لهن لسنا اسوء حالا من سبايا الحسين ولسنا اعز واشرف نسبا واطهر سلالة من تلك السلالة الطاهرة..

وان يكن ما جرى عصيبا لكن لا يوم كيومك يا ابا عبد الله..

وبين ذلك العويل والبكاء... استطعت ان امدد بالدعم لأربع عوائل اصبحوا بين لحظة واخرى ارامل وايتام بعد ان كانوا يستظلون بظل ازواجهم..

وعدتهم حينها بأني سأخلصهم من أيدي داعش بإذن الله ولو كلف ذلك ان اُقتل.. وهل لحياتي معنى بعد ان فقدت زوجي واولادي قرة عيني.. وبتّ لا اقوى على فعل أي شيء.. فما ألم بي كسر ظهري.. واصبحت بعده لا حول لي و لا قوة..

ايام عصيبة بدأت بذلك اليوم ولم تنتهِ، ابتدأت من فقد الاحبة... ثم التهجير الى المجهول، يتغلغل ذلك جوع وعطش وقلة نوم وعدم راحة وخوف من كل شيء فما جرى امام اعيننا لم يكن بالأمر السهل... والندم اخذ مني مأخذه لأني لم استطع انقاذهم.. فاذرعي التي حملتهم وحمتهم منذ ان ولدوا لم تستطع ان تدافع عنهم وهي ترى ذلك المنظر، ولساني الذي لم يكف يوما عن سرد الروايات والقصص صغيرها وكبيرها عجز عن ان ينطق بكلمة واحدة وانا اراهم يذبحون من الوريد الى الوريد.

لم يكن لدينا خيار سوى ان نتوجه اما الى كربلاء او الى النجف حيث تشهد هاتين المدينتين استقرارا امني، لكننا بعد التوكل على الله اخترنا التوجه لكربلاء.... وصلنا الى ارض كربلاء المقدسة ولم نكن نملك لا مال ولا طعام ولا سقف يأوينا انا واربع عوائل اخرى جردتهم يد الظالمين من حاميهم.. لكن يد الخير امتدت نحونا من كل حدب وصوب فقدموا لنا المأكل والملبس والمأوى.. وأمدونا بما نحتاجه لكي نشعر بالأمان والراحة.

انظر الى عائلتي المتكونة من تسعة عشر فردا موزعين بين ارملة وطفل اصبحوا بين لحظة واخرى بلا اب وبلا معيل... سرق الفرح من بينهم.. وسرق مني عمري بالكامل، لكن  وان يكن ما اصبحنا فيه امرا ليس بهين لكن لا يوجد مصاب اعظم من مصيبة الحسين واهل بيته عليهم السلام.

السيدة زينب
الصبر
الارهاب
العراق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    تمكين المرأة من خلال سيرة السيدة زينب

    النشر : الخميس 16 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    حتمية الطفوف وإشهار السيوف

    النشر : الأربعاء 27 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    النشر : الخميس 12 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الأبناء.. الضحايا الأكبر للخيانة الزوجية

    النشر : الثلاثاء 22 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الغرق في متاهات الحياة

    النشر : الثلاثاء 02 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الأكل على متن الطائرة.. هل هو صحي؟

    النشر : الخميس 13 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 367 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 345 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 5 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 5 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 5 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة