• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عباءة من راية زينب..

آلاء هاشم القطب / السبت 19 تشرين الثاني 2016 / حقوق / 1990
شارك الموضوع :

بكلماتها الغريبة نوعا ما والخارجة من فمها وكأنها ملتفّة بالحزن والاسى... تردد مع كل سؤال تُسأل: كلنا فداء للحسين... كلنا من اجل الحسين...

بكلماتها الغريبة نوعا ما والخارجة من فمها وكأنها ملتفّة بالحزن والاسى... تردد مع كل سؤال تُسأل: كلنا فداء للحسين... كلنا من اجل الحسين...

ملامح الحزن والعزاء كانت بادية عليها بشكل مريب... بحيث خطّت الدموع اوداجا من مقلتيها باتجاه اذنيها.. فتأكدت حينها انها لا تكف عن البكاء حتى وهي نائمة...

استمرت تروي لي كيف ذبح ابنها الصغير اولا ثم تلاه الثاني والثالث والرابع.. حتى وصل الدور لزوجها الذي لم يكن بيده فعل اي شيء سوى البكاء على اولاده خلال تلك الدقائق القليلة قبل قتله...

اسدلت عباءتها على وجهها واقفلتها بمسكة قوية من يدها المرتعشة... لكنها وان خبّأت دمعها لا يمكنها ان تخبّأ صوت قلبها الذي يخرج من فيها وكأنه الرعد بقوة ايقاعه وجلبته..

هدأت قليلا ففتحت عباءتها رويدا رويدا.. لينكشف لي وجهها وكأنه قد غسل بشلال من الماء..

بمنديلها المتهرئ مسحت دموعها المنسابة.. واكملت حديثها قائلة:

عندما وجدت اقماري تنطفئ وشمس بيتي غابت معهم...

تذكرت حينها واقعة الطف وما جرى على سيدتي ومولاتي زينب في ذلك الوقت.. وما جرى على ام البنين عندما سمعت بأن اولادها استشهدوا مع الحسين عليه السلام... عدت بذاكرتي الى موقف هاتين الامرأتين العظيمتين على اختلاف المكان والزمان.

جالت عيني حول اليتامى و النساء.. فقلت لهن لسنا اسوء حالا من سبايا الحسين ولسنا اعز واشرف نسبا واطهر سلالة من تلك السلالة الطاهرة..

وان يكن ما جرى عصيبا لكن لا يوم كيومك يا ابا عبد الله..

وبين ذلك العويل والبكاء... استطعت ان امدد بالدعم لأربع عوائل اصبحوا بين لحظة واخرى ارامل وايتام بعد ان كانوا يستظلون بظل ازواجهم..

وعدتهم حينها بأني سأخلصهم من أيدي داعش بإذن الله ولو كلف ذلك ان اُقتل.. وهل لحياتي معنى بعد ان فقدت زوجي واولادي قرة عيني.. وبتّ لا اقوى على فعل أي شيء.. فما ألم بي كسر ظهري.. واصبحت بعده لا حول لي و لا قوة..

ايام عصيبة بدأت بذلك اليوم ولم تنتهِ، ابتدأت من فقد الاحبة... ثم التهجير الى المجهول، يتغلغل ذلك جوع وعطش وقلة نوم وعدم راحة وخوف من كل شيء فما جرى امام اعيننا لم يكن بالأمر السهل... والندم اخذ مني مأخذه لأني لم استطع انقاذهم.. فاذرعي التي حملتهم وحمتهم منذ ان ولدوا لم تستطع ان تدافع عنهم وهي ترى ذلك المنظر، ولساني الذي لم يكف يوما عن سرد الروايات والقصص صغيرها وكبيرها عجز عن ان ينطق بكلمة واحدة وانا اراهم يذبحون من الوريد الى الوريد.

لم يكن لدينا خيار سوى ان نتوجه اما الى كربلاء او الى النجف حيث تشهد هاتين المدينتين استقرارا امني، لكننا بعد التوكل على الله اخترنا التوجه لكربلاء.... وصلنا الى ارض كربلاء المقدسة ولم نكن نملك لا مال ولا طعام ولا سقف يأوينا انا واربع عوائل اخرى جردتهم يد الظالمين من حاميهم.. لكن يد الخير امتدت نحونا من كل حدب وصوب فقدموا لنا المأكل والملبس والمأوى.. وأمدونا بما نحتاجه لكي نشعر بالأمان والراحة.

انظر الى عائلتي المتكونة من تسعة عشر فردا موزعين بين ارملة وطفل اصبحوا بين لحظة واخرى بلا اب وبلا معيل... سرق الفرح من بينهم.. وسرق مني عمري بالكامل، لكن  وان يكن ما اصبحنا فيه امرا ليس بهين لكن لا يوجد مصاب اعظم من مصيبة الحسين واهل بيته عليهم السلام.

السيدة زينب
الصبر
الارهاب
العراق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    جمعية المودة والازدهار تقيم: المخيم المهدوي الالكتروني

    النشر : الخميس 23 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ما القوة؟

    النشر : السبت 27 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    كيف تتصدى لمشكلة الفراغ العاطفي؟

    النشر : الأربعاء 23 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

     أنّى ســـــــــــاووك بــمـن نــاووك؟

    النشر : الخميس 25 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    جزء من النص.. مفقود أم مُخبئ!

    النشر : الثلاثاء 05 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    ما سر اشتهاء المرأة للحامض أو الحلو أثناء الحمل؟

    النشر : الخميس 25 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 464 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 368 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 359 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 349 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3450 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1071 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 993 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 993 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 10 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 10 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 10 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة