• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

العنف اللفظي.. كارثة إنسانية تهدم المرأة

دلال العكيلي / الجمعة 23 كانون الأول 2016 / حقوق / 11594
شارك الموضوع :

مع مطلع القرن الواحد والعشرين ومع كل ما حققه الإنسان من التقدم الهائل في كافة الأصعدة والمجالات الحياتية، ومع ما يعيشه إنسان اليوم في عصر ال

مع مطلع القرن الواحد والعشرين ومع كل ما حققه الإنسان من التقدم الهائل في كافة الأصعدة والمجالات الحياتية، ومع ما يعيشه إنسان اليوم في عصر الحداثة والعولمة، ولكن لم يستطع هذا التقدم أن يهدي إلى البشرية جمعاء السلام والرفق والمحبة والألفة، إذ تبقى هناك الكثير من مظاهر الهمجية والجاهلية الحاكمة في العصور الغابرة عالقة ومترسخة في النفس البشرية وكأنها تأبى أن تنفض ذلك عنها، رغم تغير الرداء الذي ترتديه.

 وظاهرة العنف عامة هي من هذا النوع الذي يحمل هذا الطابع، إذ إنها تهدد المنجزات التي حققها الإنسان خلال السنوات الماضية، والأسوأ من ذلك كله عندما يتعدى ويمتد هذا العنف إلى الفئات الضعيفة في المجتمع كالمرأة مثلا، والعنف يعني الأخذ بالشدة والقوة، أو هو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف بهدف استغلال واخضاع طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة مما يتسبب في احداث اضرار مادية او معنوية او نفسية وحسب هذا التعريف فان العنف يشمل السب والشتم والضرب والقتل والاعتداء وغيره الذي يأتي من طرف رجل أو مؤسسة أو نظام أو حتى من طرف امرأة من أجل إخضاع المرأة والتسلط عليها.

وهناك من يعتقد أن العنف هو لغة التخاطب الأخيرة الممكنة استعمالها مع الآخرين حين يحس المرء بالعجز عن ايصال صوته بوسائل الحوار العادي، ولكنه يأتي مع المرأة اللغة الأولى للتخاطب معها كما يستخدمه البعض وكأن الآخر لا يملك لغة أخرى لاستعمالها، ليجعل من هذا العنف كابوس يخيم على وجودها، ليشل حركتها وطاقاتها، ويجعلها أطلال من الكآبة والحزن والخضوع.

الآثار النفسية

وعن الآثار النفسية التي يخلّفها العنف اللفظي في المرأة، تقول د. أشماخ: «لهذا النوع من العنف وجهان، فهو إما مباشر كشتمها بألفاظ نابية، أو نعتها بأوصاف الحيوانات، وإهانتها بشكل مستمر، أو غير مباشر من خلال إهمالها، أو تهميشها بعدم توجيه الكلام مباشرة إليها، لكنها تعرف أنها المقصودة وهذا الوجه لا يصنف بأنه عنف فقط، بل هو عدم احترام للمرأة، ولذاته أيضاً، إذ يتعمد التقليل من شأن المرأة وتحجيمها من طريق العنف اللفظي.

وكلا الوجهين واحد، فالأذية واحدة لأن الأثر يبقى في داخلها، ويدفعها إلى كراهية من يعنفها، خاصة إن كان زوجها، فتتفادى التواصل معه، خوفاً من إهانتها ووفق شخصية المرأة، تبدأ لأعراض بالتشكل لديها فإن كانت ذات شخصية قوية وتتمتع بالذكاء، فقد يمثل هذا العنف عامل تحدٍ لها، ويدفعها الى النجاح، لتثبت له أنها الأفضل وإذا كانت ضعيفة، فقد تفقد إحساسها بذاتها وأهميتها وتصبح غير قادرة على تحمل المسؤولية.

ومثل هذه العلاقات الزوجية غالباً ما تنتهي بالطلاق، لأن من غير السليم أن يعيش الشخص في أجواء سلبية، وحول آلية تعامل المرأة المعرضة للعنف اللفظي، تشير د. أشماخ الى "تقنية المرآة، أي أن تبادله المعاملة بالمثل، فإن كان يهينها بطريقة غير مباشرة، ترد له الأمر بطريقة غير مباشرة، ولكن قبل التعامل معه بالمثل، لا بد من وجود الحوار بينهما، وتوضيح النقاط التي تضايقها وتؤثر فيها، ولا بد أيضاً من منحه مجالاً للتفاهم معه، وبين النساء من تتقبل الأمر، وأخريات يرفضنه، وعلى المعرضة للعنف ألا تسكت وتضعف، بل أن تحاوره مراراً وتكراراً بشكل مباشر لينتبه الى سلوكه وتصرفاته معها.

العنف اللفظي والنفسي أشد إيلاماً من الجسدي

أكد باحثو مركز رؤية للدراسات الاجتماعية ان العنف اللفظي الذي يتمثل في التوبيخ الشديد، يليه الاستهزاء والتحقير، يليه السب والشتم، يليه سب الأهل كالوالدين وبعض الأقارب، وتهديد الزوجة بالطلاق والزواج عليها، أن ذلك الإيذاء اللفظي هو أحد أهم أسباب الانفصال الوجداني الذي قد يحدث بين الأزواج.

والأكيد أن هذا الانفصال النفسي سيعكس آثاره على تصرفات الطرف الأكثر تسلطاً، مما قد يؤدي في النهاية إلى العنف الجسدي لتفريغ شحنات غضبه، فالمرأة عندما تطالب بالإضافة لوظيفتها خارج المنزل التي أصبحت في كثير من البيوت تشكل عصب الحياة وخاصة مع غلاء المعيشة واحتياجات الأبناء هذه المرأة حيث تنتظرها بالإضافة لما سبق كومة من المهام داخل المنزل تجاه زوجها وأبنائها، قد تتلقى أنواعاً مختلفة من العنف اللفظي تتمثل في تقليل شأن ما تقوم به أو قهرها بالزواج بأخرى أو تحقيرها أمام أبنائها، أو تكليفها فوق طاقتها لبعض المجاملات الاجتماعية التي تخصّ الزوج في أوقات لا تتناسب ووقتها أو قدرتها وقد تكون أيضاً في شح الكلمات الداعمة وفقر التواصل الخاص بينهما في هدية أو غيرها حتى التلامس لإشعارها بقيمة ما تقدمه من عطاء.

هذا ويؤكد وحيد الدسوقي، مدير برنامج مناهضة العنف ضد المرأة بمركز قضايا المرأة المصرية، أن أهم عنصر في استمرار الحياة الزوجية لكلا الزوجين هو توفر مجموعة عناصر وأهمها الأمن النفسي للمرأة، والثقة والتقدير للرجل، ووجود طريقة آمنة للتحاور والتعبير عن الغضب ولعل أهم ما خلُصت له الدراسات هو أن عنف الرجل قد يعود إلى نشأته في أسرة يتعاطى أفرادها العنف، وقد يحول الأمر ذاته المرأة إلى شخصية استسلامية، مما يشجع الرجل على الاستمرار في ممارسة إيذائه النفسي لها والمنطقي هنا أن الأسرة لا يجب أن تربي أبناءها على التمايز الجنسي وتضخيم الثقافة الذكورية ودونية المرأة كما يفعل الكثير، وتكون ضحيته المرأة في غالب الأحيان.

العلاج

بما أن ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة قديمة وكبيرة الاتساع منذ أن كانت في العصر الجاهلي تباع المرأة وتشترى، وتوأد في التراب وهي حية، فلا نتوقع أن يكون حل هذه الظاهرة أو علاجها آنيا وبفترة قصيرة وإنما لابد من كونه جذريا وتدريجيا من أجل القضاء عليها أو الحيلولة إلى إنقاصها بأكبر قدر ممكن وذلك عبر:

- الرجوع إلى القانون الإلهي والشريعة الإسلامية التي تعطي للمرأة كامل حقوقها وعزتها وكرامتها، كما وتقدّم لها الحماية والحصانة الكاملة قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) (البقرة 228)، (وعاشروهن بالمعروف) (النساء 19)، وينظر إليها كإنسانة لها ما للرجل وعليها ما عليه، وأنها مساوية له في جميع الأحكام إلا ما خرج بالدليل، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساء) (النساء1)، وقد أثبتت التجربة أن القوانين الوضعية لم تتمكن من إعطاء المرأة حقوقها وحمايتها، وإن كانت ترفع الشعارات لصالحها.

- تطبيق هذه القوانين الإسلامية من قبل المسئولين كالحكومات والمؤسسات والمتصدين للأمور، ومعاقبة من يقوم بالعنف ضدها، كي تحس المرأة بالأمن والأمان وهي قابعة في قعر دارها، أو عاملة في محل عملها، أو ماشية في طرقات بلدتها.

- التوعية الاجتماعية سواء كان ذلك في المجتمع الأنثوي أو في المجتمع العام، إذ لابد من معرفة المرأة لحقوقها، وكيفية الدفاع عنها، وإيصال صوت مظلوميتها إلى العالم بواسطة كافة وسائل الإعلام، وعدم التسامح والتهاون والسكوت في سلب هذه الحقوق، وصناعة كيان واعي ومستقل لوجودها ومن طرف آخر نشر هذه التوعية في المجتمع الذكوري أيضا، عبر نشر ثقافة احترام وتقدير المرأة التي تشكل نصف المجتمع بل غالبيته.

- إن الدور التي تلعبه وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة في بث العديد من الثقافات إلى جميع المجتمعات سلبا أو إيجابا واضحة للجميع، لذا من الضروري تعميم هذه التوعية لتصل إلى هذه الوسائل لتقوم بالتغطية اللازمة لذلك ولابد من تضاعف هذه الجهود بالنسبة إلى وسائل التلفزة لحذف المشاهد والمقاطع التي توحي من قريب أو بعيد إلى تدعيم ظاهرة العنف ضد المرأة.

- إنشاء المؤسسات التي تقوم بتعليم الأزواج الجدد على كيفية التعامل الصحيح مع بعضهما البعض ومراعاة حقوقهما المتبادلة تجاه الآخر، وكيفية تعامل الزوج مع زوجته ليكون مصداقا لوصايا المعصومين (ع) في حق المرأة، فعن رسول الله (ص): (اتقوا الله عز وجل في النساء فإنهن عوان (أي أسيرات) بين أيديكم، أخذتموهن على أمانات الله)، وعنه (ص): (مازال جبرائيل يوصيني بالنساء حتى ظننت أنه سيحرّم طلاقهن).

وعن أمير المؤمنين (ع): (إن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة) و(الاستهتار بالنساء حمق)، وعن الإمام زين العابدين(ع): (وأما حق زوجتك فان تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكنا وأنسا، لأنها أسيرتك (فهي قد ربطت مصيرها بمصيرك إذن فهي مثل الأسيرة لديك) ولابد أن تطعمها وتكسوها، وإذا جهلت عفوت عنها).

وكذلك تعليمهم على عدم توقع الزوج من زوجته مراعاة حقوقه وتنفيذها بجميع وأدق تفاصيلها، ليقوم في المقابل بهضم حقوق زوجته قاطبة وأخيرا فان مشوار علاج العنف لازال في بداياته حتى تتغير العقلية والرؤية العامة تجاه المرأة، وتصبح المرأة إنسانا ذو كيان، وذو اعتبار ثابت لا يمكن في أي وقت التنازل عن حقوقه والتضحية عن مكتسباته.

وإن أهم التحديات التي تواجه وقاية المرأة من العنف وتهددها هو الفرق بين ما يقال وبين ما يمارس، فهناك كلام كثير يقال عن المرأة، لكن ما يمارس يختلف ويناقض ما يقال، فمن المهم إذن أن يتطابق القول والممارسة في معاملة المرأة.      

..................
Laha Magazine
صحيفة الشرق
مجلة بشرى...مجلة المرأة المعاصرة
موقع رووداونێت
موقع المرأة العربية اليوم
موقع ديار النقب

حقوق المرأة
العنف
الاخلاق
الاسلام
الرجل
المجتمع
المرأة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    ومنهم من ينتظر

    النشر : الخميس 03 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    اخاف من بغداد.. اخاف في العراق!

    النشر : الأربعاء 21 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    زوجات متميزات: عنوان الدورة التي اقامتها جمعية المودة والازدهار

    النشر : الأثنين 19 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأرامل الصغيرات.. بين قساوة الحياة وظلم المجتمع

    النشر : السبت 27 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    زوجات.. ما بعد الشهادة

    النشر : الأحد 15 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    مفاتيح الحياة الزوجية السعيدة: دورة قدمتها جمعية المودة

    النشر : السبت 28 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 996 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 636 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 581 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 441 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1071 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1049 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 996 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 972 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 8 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 8 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 8 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة