• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

العنف اللفظي.. كارثة إنسانية تهدم المرأة

دلال العكيلي / الجمعة 23 كانون الأول 2016 / حقوق / 11736
شارك الموضوع :

مع مطلع القرن الواحد والعشرين ومع كل ما حققه الإنسان من التقدم الهائل في كافة الأصعدة والمجالات الحياتية، ومع ما يعيشه إنسان اليوم في عصر ال

مع مطلع القرن الواحد والعشرين ومع كل ما حققه الإنسان من التقدم الهائل في كافة الأصعدة والمجالات الحياتية، ومع ما يعيشه إنسان اليوم في عصر الحداثة والعولمة، ولكن لم يستطع هذا التقدم أن يهدي إلى البشرية جمعاء السلام والرفق والمحبة والألفة، إذ تبقى هناك الكثير من مظاهر الهمجية والجاهلية الحاكمة في العصور الغابرة عالقة ومترسخة في النفس البشرية وكأنها تأبى أن تنفض ذلك عنها، رغم تغير الرداء الذي ترتديه.

 وظاهرة العنف عامة هي من هذا النوع الذي يحمل هذا الطابع، إذ إنها تهدد المنجزات التي حققها الإنسان خلال السنوات الماضية، والأسوأ من ذلك كله عندما يتعدى ويمتد هذا العنف إلى الفئات الضعيفة في المجتمع كالمرأة مثلا، والعنف يعني الأخذ بالشدة والقوة، أو هو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف بهدف استغلال واخضاع طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة مما يتسبب في احداث اضرار مادية او معنوية او نفسية وحسب هذا التعريف فان العنف يشمل السب والشتم والضرب والقتل والاعتداء وغيره الذي يأتي من طرف رجل أو مؤسسة أو نظام أو حتى من طرف امرأة من أجل إخضاع المرأة والتسلط عليها.

وهناك من يعتقد أن العنف هو لغة التخاطب الأخيرة الممكنة استعمالها مع الآخرين حين يحس المرء بالعجز عن ايصال صوته بوسائل الحوار العادي، ولكنه يأتي مع المرأة اللغة الأولى للتخاطب معها كما يستخدمه البعض وكأن الآخر لا يملك لغة أخرى لاستعمالها، ليجعل من هذا العنف كابوس يخيم على وجودها، ليشل حركتها وطاقاتها، ويجعلها أطلال من الكآبة والحزن والخضوع.

الآثار النفسية

وعن الآثار النفسية التي يخلّفها العنف اللفظي في المرأة، تقول د. أشماخ: «لهذا النوع من العنف وجهان، فهو إما مباشر كشتمها بألفاظ نابية، أو نعتها بأوصاف الحيوانات، وإهانتها بشكل مستمر، أو غير مباشر من خلال إهمالها، أو تهميشها بعدم توجيه الكلام مباشرة إليها، لكنها تعرف أنها المقصودة وهذا الوجه لا يصنف بأنه عنف فقط، بل هو عدم احترام للمرأة، ولذاته أيضاً، إذ يتعمد التقليل من شأن المرأة وتحجيمها من طريق العنف اللفظي.

وكلا الوجهين واحد، فالأذية واحدة لأن الأثر يبقى في داخلها، ويدفعها إلى كراهية من يعنفها، خاصة إن كان زوجها، فتتفادى التواصل معه، خوفاً من إهانتها ووفق شخصية المرأة، تبدأ لأعراض بالتشكل لديها فإن كانت ذات شخصية قوية وتتمتع بالذكاء، فقد يمثل هذا العنف عامل تحدٍ لها، ويدفعها الى النجاح، لتثبت له أنها الأفضل وإذا كانت ضعيفة، فقد تفقد إحساسها بذاتها وأهميتها وتصبح غير قادرة على تحمل المسؤولية.

ومثل هذه العلاقات الزوجية غالباً ما تنتهي بالطلاق، لأن من غير السليم أن يعيش الشخص في أجواء سلبية، وحول آلية تعامل المرأة المعرضة للعنف اللفظي، تشير د. أشماخ الى "تقنية المرآة، أي أن تبادله المعاملة بالمثل، فإن كان يهينها بطريقة غير مباشرة، ترد له الأمر بطريقة غير مباشرة، ولكن قبل التعامل معه بالمثل، لا بد من وجود الحوار بينهما، وتوضيح النقاط التي تضايقها وتؤثر فيها، ولا بد أيضاً من منحه مجالاً للتفاهم معه، وبين النساء من تتقبل الأمر، وأخريات يرفضنه، وعلى المعرضة للعنف ألا تسكت وتضعف، بل أن تحاوره مراراً وتكراراً بشكل مباشر لينتبه الى سلوكه وتصرفاته معها.

العنف اللفظي والنفسي أشد إيلاماً من الجسدي

أكد باحثو مركز رؤية للدراسات الاجتماعية ان العنف اللفظي الذي يتمثل في التوبيخ الشديد، يليه الاستهزاء والتحقير، يليه السب والشتم، يليه سب الأهل كالوالدين وبعض الأقارب، وتهديد الزوجة بالطلاق والزواج عليها، أن ذلك الإيذاء اللفظي هو أحد أهم أسباب الانفصال الوجداني الذي قد يحدث بين الأزواج.

والأكيد أن هذا الانفصال النفسي سيعكس آثاره على تصرفات الطرف الأكثر تسلطاً، مما قد يؤدي في النهاية إلى العنف الجسدي لتفريغ شحنات غضبه، فالمرأة عندما تطالب بالإضافة لوظيفتها خارج المنزل التي أصبحت في كثير من البيوت تشكل عصب الحياة وخاصة مع غلاء المعيشة واحتياجات الأبناء هذه المرأة حيث تنتظرها بالإضافة لما سبق كومة من المهام داخل المنزل تجاه زوجها وأبنائها، قد تتلقى أنواعاً مختلفة من العنف اللفظي تتمثل في تقليل شأن ما تقوم به أو قهرها بالزواج بأخرى أو تحقيرها أمام أبنائها، أو تكليفها فوق طاقتها لبعض المجاملات الاجتماعية التي تخصّ الزوج في أوقات لا تتناسب ووقتها أو قدرتها وقد تكون أيضاً في شح الكلمات الداعمة وفقر التواصل الخاص بينهما في هدية أو غيرها حتى التلامس لإشعارها بقيمة ما تقدمه من عطاء.

هذا ويؤكد وحيد الدسوقي، مدير برنامج مناهضة العنف ضد المرأة بمركز قضايا المرأة المصرية، أن أهم عنصر في استمرار الحياة الزوجية لكلا الزوجين هو توفر مجموعة عناصر وأهمها الأمن النفسي للمرأة، والثقة والتقدير للرجل، ووجود طريقة آمنة للتحاور والتعبير عن الغضب ولعل أهم ما خلُصت له الدراسات هو أن عنف الرجل قد يعود إلى نشأته في أسرة يتعاطى أفرادها العنف، وقد يحول الأمر ذاته المرأة إلى شخصية استسلامية، مما يشجع الرجل على الاستمرار في ممارسة إيذائه النفسي لها والمنطقي هنا أن الأسرة لا يجب أن تربي أبناءها على التمايز الجنسي وتضخيم الثقافة الذكورية ودونية المرأة كما يفعل الكثير، وتكون ضحيته المرأة في غالب الأحيان.

العلاج

بما أن ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة قديمة وكبيرة الاتساع منذ أن كانت في العصر الجاهلي تباع المرأة وتشترى، وتوأد في التراب وهي حية، فلا نتوقع أن يكون حل هذه الظاهرة أو علاجها آنيا وبفترة قصيرة وإنما لابد من كونه جذريا وتدريجيا من أجل القضاء عليها أو الحيلولة إلى إنقاصها بأكبر قدر ممكن وذلك عبر:

- الرجوع إلى القانون الإلهي والشريعة الإسلامية التي تعطي للمرأة كامل حقوقها وعزتها وكرامتها، كما وتقدّم لها الحماية والحصانة الكاملة قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) (البقرة 228)، (وعاشروهن بالمعروف) (النساء 19)، وينظر إليها كإنسانة لها ما للرجل وعليها ما عليه، وأنها مساوية له في جميع الأحكام إلا ما خرج بالدليل، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساء) (النساء1)، وقد أثبتت التجربة أن القوانين الوضعية لم تتمكن من إعطاء المرأة حقوقها وحمايتها، وإن كانت ترفع الشعارات لصالحها.

- تطبيق هذه القوانين الإسلامية من قبل المسئولين كالحكومات والمؤسسات والمتصدين للأمور، ومعاقبة من يقوم بالعنف ضدها، كي تحس المرأة بالأمن والأمان وهي قابعة في قعر دارها، أو عاملة في محل عملها، أو ماشية في طرقات بلدتها.

- التوعية الاجتماعية سواء كان ذلك في المجتمع الأنثوي أو في المجتمع العام، إذ لابد من معرفة المرأة لحقوقها، وكيفية الدفاع عنها، وإيصال صوت مظلوميتها إلى العالم بواسطة كافة وسائل الإعلام، وعدم التسامح والتهاون والسكوت في سلب هذه الحقوق، وصناعة كيان واعي ومستقل لوجودها ومن طرف آخر نشر هذه التوعية في المجتمع الذكوري أيضا، عبر نشر ثقافة احترام وتقدير المرأة التي تشكل نصف المجتمع بل غالبيته.

- إن الدور التي تلعبه وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة في بث العديد من الثقافات إلى جميع المجتمعات سلبا أو إيجابا واضحة للجميع، لذا من الضروري تعميم هذه التوعية لتصل إلى هذه الوسائل لتقوم بالتغطية اللازمة لذلك ولابد من تضاعف هذه الجهود بالنسبة إلى وسائل التلفزة لحذف المشاهد والمقاطع التي توحي من قريب أو بعيد إلى تدعيم ظاهرة العنف ضد المرأة.

- إنشاء المؤسسات التي تقوم بتعليم الأزواج الجدد على كيفية التعامل الصحيح مع بعضهما البعض ومراعاة حقوقهما المتبادلة تجاه الآخر، وكيفية تعامل الزوج مع زوجته ليكون مصداقا لوصايا المعصومين (ع) في حق المرأة، فعن رسول الله (ص): (اتقوا الله عز وجل في النساء فإنهن عوان (أي أسيرات) بين أيديكم، أخذتموهن على أمانات الله)، وعنه (ص): (مازال جبرائيل يوصيني بالنساء حتى ظننت أنه سيحرّم طلاقهن).

وعن أمير المؤمنين (ع): (إن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة) و(الاستهتار بالنساء حمق)، وعن الإمام زين العابدين(ع): (وأما حق زوجتك فان تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكنا وأنسا، لأنها أسيرتك (فهي قد ربطت مصيرها بمصيرك إذن فهي مثل الأسيرة لديك) ولابد أن تطعمها وتكسوها، وإذا جهلت عفوت عنها).

وكذلك تعليمهم على عدم توقع الزوج من زوجته مراعاة حقوقه وتنفيذها بجميع وأدق تفاصيلها، ليقوم في المقابل بهضم حقوق زوجته قاطبة وأخيرا فان مشوار علاج العنف لازال في بداياته حتى تتغير العقلية والرؤية العامة تجاه المرأة، وتصبح المرأة إنسانا ذو كيان، وذو اعتبار ثابت لا يمكن في أي وقت التنازل عن حقوقه والتضحية عن مكتسباته.

وإن أهم التحديات التي تواجه وقاية المرأة من العنف وتهددها هو الفرق بين ما يقال وبين ما يمارس، فهناك كلام كثير يقال عن المرأة، لكن ما يمارس يختلف ويناقض ما يقال، فمن المهم إذن أن يتطابق القول والممارسة في معاملة المرأة.      

..................
Laha Magazine
صحيفة الشرق
مجلة بشرى...مجلة المرأة المعاصرة
موقع رووداونێت
موقع المرأة العربية اليوم
موقع ديار النقب

حقوق المرأة
العنف
الاخلاق
الاسلام
الرجل
المجتمع
المرأة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    دور الشباب في تثبيت المبادىء والقيم

    النشر : الأثنين 02 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    كيف يعمل الوقت وهل الزمن هو البعد الرابع للكون؟

    النشر : السبت 24 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    اجعل رحلة حياتك مميزة

    النشر : الأثنين 22 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    الحرف الشعبية الفنية الروسية القديمة

    النشر : الأربعاء 17 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    قراءة في كتاب: رسائل من القرآن

    النشر : السبت 16 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    ظاهرة رمي الأطفال الرضّع.. أسبابها وتداعياتها

    النشر : الأربعاء 05 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 367 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 346 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 7 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 7 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 7 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة