• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ماذا بعد النفط؟

مروة حسن الجبوري / الأربعاء 23 شباط 2022 / حقوق / 2330
شارك الموضوع :

إذا استقرءنا أوضاعنا الاقتصادية يتضح لنا أنّ المديونية والمرض والجهل والفساد ترجع فيما ترجع إليه إلى عامل الفقر

قد حثّ الدين  الإسلامي المُسلم على أن يتّبع السُبل ويستكشف الأسباب والطرق لكل شيء فعليه أن يبحث عن أسباب القدرة وطرق الثروة "وأعِدّوا لَهُمْ مَا اسْتَطعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ".

إذا استقرءنا أوضاعنا الاقتصادية يتضح لنا أنّ المديونية والمرض والجهل والفساد ترجع فيما ترجع إليه إلى عامل الفقر، فقد (كاد الفقرُ أن يكون كُفراً)، والفقير يستدين بالربا، والربا يَزيدُ الفقير فقراً. وإذا افتقر الإنسان فإنّه لا يتمكن من توفير الرعاية الصحية والتغذية السليمة اللازمة للبدَن وينشأ من ذلك المرض، وإذا مرض فهو عاجز، عن العلاج والتداوي بسبب الفقر.

والفقير عاجزٌ عن الدراسة ومواصلة التعليم والتثقيف، فمن لا مال له لا قدرة لهُ على شراء الكتب وارتياد الجامعات.

والفقر مقدمة الفساد، فكم من عوائل انغمست في الفساد بسبب الحاجة إلى المال هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنّ الفقرَ هو الحاجز الأكبر بوجه الزواج، فالبعض ارتكبوا الفجور بسبب العزوبية، ونتيجة الفساد هو انتشار الأمراض والأوبئة إثر السقوط في مستنقع الرذيلة وينتج الفوضى أيضاً لأنّ المادة القليلة توجب التحارب والتضارب، حيث أن كل واحد منهما يريد أن يحصل على تلك المادة القليلة، وحينذاك يفقد الكثيرون الدين والأخلاق والفضيلة أيضاً

وتنطبق هذه الحقيقة على الدول، كانطباقها على الأفراد، وقد ورد: (من لا معاشَ لهُ لا مَعادَ لَهُ) إلى غير ذلك.

وإذا أردنا دراسة أسباب الفقر نجد أنّ من أهم عوامله الاستبداد، فالمستبد يكبح جماح الطاقات والكفاءات ويعطّل العقل المبدع الذي يخطط ويخترع ويبتكر، ويشل حركة المجتمع والفرد.

إضافة إلى كل ذلك، فإنّ ثروة الأمّة تذهب هدراً نتيجة المنهج غير الصحيح الذي يتلخص في عدم الشورى وعدم الأحزاب الحرة المستندة إلى المؤسسات الدستورية.

وهذه هي إشارة سريعة لبعض العوامل المؤدية لإفقار البلاد والعباد:

أولاً: سرقة الحكام وأصحاب النفوذ

يستحوذ أصحاب النفوذ أو الحاكم المستبد ـ العراق مثلاً ـ على أموال الشعب، ويغتصبها بمختلف الذرائع والحجج، وليس بمقدور أحد أن يحاسب الحاكم على تصرفاته، لأن من يريد المحاسبة يلزم أن يستعد للسجن والتعذيب والاتهام وأخيراً الإعدام.

فالحاكم المستبد يدخل إلى الحكم وهو لا يملك شيئاً وعندما يخرج يحمل الكنوز والمجوهرات لا هو فحسب بل كل ذويه ونسبائه وأصدقائه.

أحد الحكام حينما جلس على العرش كان لا يملك حتى ما يسدّ به رمقه لكنه عندما خرج من البلاد، خرج بـ (1000) حقيبة مملوءة بالمجوهرات والذهب والتحف الثمينة وهذه الثروة الطائلة انتقلت إلى لندن! وكانت نهاية هذا الحاكم القتل في إحدى المدن على أيدي أرباب نعمته الذين شعروا بثقل وجوده عليهم، فتخلصوا منه بحقنة في الوريد.

وهناك حاكم آخر بلغت ثروته ـ حسب بعض الإحصاءات ـ ثلاثمائة مليار دولار، بينما لم يكن يتقاضى قبل أن يستولي على السلطة سوى (18 ديناراً) في الشهر، وأصبحت زوجته تحمل الرقم القياسي في الثراء وعُدّت أثرى امرأةٍ في العالم. 

نظام الضرائب

من عوامل إفقار الشعوب فرض الضرائب الباهظة بغير حساب لصالح الحكام، حيث يستلزم ازدياد الشعب فقراً ويزداد عدد معدود من أفراد العائلة الحاكمة ثراءً، وغالباً تذهب الثروة المتجمعة إلى البنوك الغربية.

فعندما تجد التاجر أو صاحب المحل أو صاحب المعمل أنّ نسبةً باهضةً من أرباحه تذهب لخزينة (ميزانية) الدولة على شكل ضرائب، فإنّه لا يجد ما يدعوه إلى مواصلة عمله الإنتاجي بهمّة ونشاط بل إن كثيراً منهم يعجزون عن مواصلة الكسب أو التجارة ويلتحقون بركب الفقراء.

كما أن الضرائب تثقل الطبقة الفقيرة بشكل رهيب وتزيدهم فقراً على فقر.

البطالة ..

عندما تضع الدولة القيود والأغلال على حرية الزراعة والتجارة والصناعة والثقافة والسفر وإبداء الرأي وحيازة المباحات و.. وعندما تتكدس الأموال بأيدي الطبقة الحاكمة.

وعندما يقفل صاحب الدكان دكانه وصاحب المعمل معمله خوفاً من الضرائب أو نتيجة لعدم قدرته على المواصلة وعندما يتوقف الإنتاج في المجتمع.

فإن النتيجة تكون الفقر والفاقة، فيصبح البلد الذي لا يزيد عدد سكانه عن العشرين مليون نسمة ـ مثلا ـ يعاني من ثلاثة ملايين أو أكثر عاطل عن العمل، وهم يركضون وراء المال في أي مكان كان، حتى لو كان من منبع حرام.

 كثرة الموظفين

إن الزيادة في عدد الموظفين العاملين في الدوائر الحكومية، تزيد البلاد فقراً على فقر ومنشأ هذه الظاهرة هو جهل الحكام بإدارة البلاد ورغبتهم في الأبهة وزيادة المصفقين لهم.

ففي العراق حوّل الحكام المزارعين إلى مصفقين ومهللين بعد أن أدخلوهم في سلك الوظيفة.

وفي مصر في الستينات انتهى عدد من الخبراء الاقتصاديين ـ في تحليلهم لظاهرة الفقر ـ إلى أن أغلب السبب يعود إلى التضخم الكبير في الدوائر والموظفين، وتوصلوا إلى أنّ السلطة بحاجة إلى (200) ألف موظف لكل الدوائر والأقسام فقط، لكنها ولحاجتها إلى المصفقين والمهللين أوصلت عدد الموظفين في هذا البلد إلى (مليون ومائة ألف) أي بزيادة قدرها (تسعمائة ألف) عن الحدّ الطبيعي.

ويلعب هذا العنصر دوراً سلبياً في إفقار المجتمع، فمن الناحية الاقتصادية: ينقل هؤلاء الموظفون خدماتهم في القطاعات البنائية والإنتاجية ـ من زراعية وصناعية وتجارة ـ إلى دائرة التوظيف والاستهلاك، فيصبحون وبالاً على الشعب وعلى ثرواته.

ومن الطبيعي أن كثيراً منهم يصرف ضعف استحقاقهم الوظيفي ـ على أقل التقادير ـ.

ومن الناحية الإنسانية: تُعطّل طاقات كبيرة كان بالإمكان الاستفادة منها في تقديم الأمّة إلى الأمام.

ومن الناحية السياسية: تعمل طبقة الموظفين على إرساء دعائم الاستبداد أكثر فأكثر فهي تجنّد بشكل وآخر في خدمة سياسة الحكومة، وتعمل على كبت تطلع الأمّة، وخنق حريتها السياسية ومنع تحركها نحو الأمام.

قلة الكفاءات وإبعادها

بسبب السياسة التي تمارسها الحكومات الاستبدادية بجعل المعيار المنسوبية والمحسوبية، فقد هبطت نسبة ذوي الكفاءة والخبرة في البلاد، وتحولت الأمور إلى أشخاص لا يعرفون إدارة أمور البلاد من زراعة وصناعة وتجارة داخلية وخارجية وما إلى ذلك، ونتيجة لذلك يأخذ الاقتصاد في الانهيار إلى أن تقوم الثورة وتبدأ المشكلة بحكام جدد من جديد وهكذا دواليك.

إن تجارب التاريخ أثبتت لنا أن الاستبداد يسبب هروب الكفاءات العلمية إلى الدول الأجنبية، ففي بريطانيا وحدها يوجد أكثر من (10.000) آلاف طبيب عراقي، وإذا أردنا أن نضيف إلى هؤلاء عدد الأطباء العراقيين في البلدان الأخرى لارتفع الرقم إلى أضعاف مضاعفة، وإذا أردنا أن نضيف إلى معدلات الأطباء، ما هو موجود من كفاءات علمية أخرى لازداد الرقم إلى عشرات المرات.

ويعود سبب انحسار العقليات الكفوءة، إلى نهج الحكومات في تقريب المصفقين من الامعات، وإبعاد كل صاحب رأي وصاحب كفاءة عن دائرة الخدمة والمسؤولية.

فالمحصلة النهائية لهذه السياسة: ضررٌ يخيم على الأمّة والدولة، حيث يؤدي انحسار الكفاءات إلى انهيار اقتصادي وإداري في البلاد، لقاعدة: (فاقد الشيء لا يعطيه).

وكذا يؤدي إلى انهيار المستوى العلمي في المدارس والجامعات، ويؤدي إلى فقدان الثقافة المنتجة في البلاد، وبالتالي فإنّ البلاد ستعيش دوامة من الجهل والفوضى.  من تحصيل المواد من الأسواق العالمية والتسويق وغير ذلك.

فلا بد من رصد نسبة معينة من أموال النفط في إنجاز منشآت صناعية قرب البحار والأنهار وشبهها، فهناك دول في العالم تقدمت صناعياً كاليابان ـ في الحال الحاضر ـ وهي لا تملك النفط، وكان تقدمها مرهوناً بالخطة الحكيمة الموضوعة بسبب خبرائها.

واللازم أن يلاحظ التخطيط لذلك عدة أمور:

 ـ إقامة السياسة الصناعية على قاعدة حاجة الأمة في الحاضر والمستقبل، وليس حسب المخطط المرسوم من قبل الدول الكبرى والذي تسير على طبقه الدول المتخلفة، فلقد حوّل الاستعمار البلاد الإسلامية إلى مستعمرة تدرّ عليه بالأموال الطائلة لسدّ حاجاتها لا سدّ حاجات الدول المتخلّفة.

المصدر كراس سماحة المرجع الراحل السيد محمد الشيرازي  قدس سره
العمل
العراق
السياسة
الفقر
الاقتصاد
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    تمكين المرأة من خلال سيرة السيدة زينب

    النشر : الخميس 16 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    حتمية الطفوف وإشهار السيوف

    النشر : الأربعاء 27 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    النشر : الخميس 12 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    الأبناء.. الضحايا الأكبر للخيانة الزوجية

    النشر : الثلاثاء 22 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    الغرق في متاهات الحياة

    النشر : الثلاثاء 02 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    الأكل على متن الطائرة.. هل هو صحي؟

    النشر : الخميس 13 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 367 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 345 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 5 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 6 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 6 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة