• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فداءً للعراق الذي لن يشارك في كأس العالم

سمانا السامرائي / الخميس 24 تشرين الثاني 2022 / حقوق / 1545
شارك الموضوع :

إن المهام المناطة بمن يأمل خدمة العراق هي مهام ليست بالمهام التي يمكننا أن نصفها بسهلة

نشرت سيدة قطرية "في خدمة الوطن لإنجاح أكبر حدث عالمي" وهي تتحدث عن جهودها المتفانية في تنظيم جانب من جوانب كأس العالم الذي سيقام في قطر.

هنا استوقفتني المفاجأة وداهمني الذهول، لم أفهم الجملة أول الأمر، عدت لها عدة مرات حتى استقرت في داخلي بما يكفي لفهمها، تركيب هذه الجملة غريب على إدراكي تماماً وكذا معناها، فما عهدته عن الجمل التي تسبق أو تلي عبارة "في خدمة الوطن" هي جمل تحمل روح الشقاء ومرارة التضحيات الجسام، ورائحة الموت.

إن المهام المناطة بمن يأمل خدمة العراق هي مهام ليست بالمهام التي يمكننا أن نصفها بسهلة، لم تكن كذلك بالتأكيد على مدى مئة عام المنصرمة على الأقل، فكلها "بالروح، بالدم"، فحياة من يعمل بالسياسة والسلك العسكري والصحافة حياة محفوفة بالمخاطر في كل الأوطان وهو أمر معروفة أسبابه، أما في العراق فكل الشعب بكل أطيافه وأصنافه ومهنه يعيشون حياة أقل ما يقال عنها خطرة، في ظل دولة لا يعلو صوت القانون فيها، وينخر الفساد بأشكاله كافة طبقات المجتمع، تصبح مهنة الطبيب كل يوم خطر من أجل الوطن، فقد تقتله رصاصة غادرة ممن لا يعترف بالقضاء والقدر، ويصبح المهندس الأمين الذي لا يتنازل عن الجودة في خطر، والمدير الذي لا يمرر الصفقات الفاسدة في خطر، والأستاذ الذي يؤدي عمله بإخلاص ولا يرتضي منح الشهادات لغير مستحقها في خطر، وكل فرد في ظل هذه الأوضاع السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية يعيش على أرض رخوة زلقة، كل خطوة هي خطر، بل يمكننا القول إن اختيار العراق للعيش هو فعل فدائي من أجل الوطن.

إن هذه الحالة بالغة التعقيد تشكل فكر الفرد العراقي وتحسر خياراته القيمية بين أمرين:

أبيض شائن: لا موت ولا وطن.

وأسود نبيل: موت ووطن.

هذه العقلية ستدفع الشعب وإن استقرت الأوضاع إلى خلق مزيدٍ من الفوضى، فلم يعتد على غير هذين الخيارين، لا يعرف كيف يتصرف إن عم الهدوء، ولا يدرك كيف يعيش ويبني الوطن، لا يعرف ماهية التقدم، وما هي آلياته، ولا يؤمن بأنه قادر على أن يسمو باسم الوطن عالياً في مصاف الدول الكبرى وإن كان يردد أنه يأمل أن يرى غداً مشرقاً.

أن يعيش المرء من أجل ازدهار الوطن لهو فعل شاق حقاً، فيتوجب عليه أن ينير عقله ويهذب طبعه أولاً، ويتزود بالعلوم والمعارف والمهارات ثانياً، ثم يعمل عملاً مجهداً دون انتظار اعتراف من الجماهير أو مراتب مرموقة أو مبالغ طائلة، ثم يتحلى بإيمان راسخ بحتمية الغد المشرق حتى في أكثر الليالي حلكة، وأخيراً ينفق أوقاته في نقل إيمانه هذا للآخرين وإن واجهوه بالسخرية فهو بحاجة إلى قبائل تخدم الهدف ذاته، تدعمه أولاً ثم يتوارثون المسير بعده في طريق المجد، أي إن حياة كاملة مهما امتدت منذورة للوطن على أن يكون النذر مثمراً يقيناً، وذلك الثمر حلو لا ريب فيه.

أما الموت فهين على بؤسه الذي يتركه على الأحياء، فكلنا في أي لحظة قد نموت من أجل الوطن دون متطلبات خاصة، وذلك يخلصنا بشرف رفيع من عناء العيش المضجر.

العراق
الوطن
مفاهيم
العاطفة
الفساد
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    هل حرية المرأة مكفولة في المجتمع الغربي؟!

    النشر : الخميس 15 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    آمال المُحبين في مناجاة إمامنا زين العابدين

    النشر : الأحد 13 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    الزي الجامعي الموحد.. آراء مختلفة حول مدى فعاليته للطالب الجامعي

    النشر : السبت 21 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    قضم الأظافر بالفم: عادة مرضية أو سلوك مكتسب

    النشر : الأحد 13 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    ماهو الفرق بين الصداقة والتقبل الاجتماعي؟

    النشر : الخميس 23 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    كيف تساعد المراهق في الاقلاع عن التدخين؟

    النشر : السبت 16 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 547 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 416 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 375 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 372 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 338 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 337 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1066 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 667 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 23 دقيقة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 27 دقيقة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 33 دقيقة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 52 دقيقة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة