• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كرائحة أبي!

آمنة زوين / الأثنين 27 شباط 2017 / حقوق / 2084
شارك الموضوع :

صدى صوت تلك الصفعة لا يزال يرن في أذني، أجل صفعتها لأنها سخرت مني عندما قالت بأن رائحتي كرائحة أبي.

صدى صوت تلك الصفعة لا يزال يرن في أذني، أجل صفعتها لأنها سخرت مني عندما قالت بأن رائحتي كرائحة أبي. 

أبي ذلك الرجل الطيب، الذي كان عاملا للنظافة، كنت أعود من مدرستي، فيستقبلني بابتسامته العريضة، وحضنه الدافئ، وكلماته التي كانت تزرع في نفسي الأمن والطمأنينة، كنت أعانقه وبقوة وأشم رائحته، وأقول في نفسي ما أطيب وأزكى هذه الرائحة؛ لماذا ينعتونني بأن رائحتي كرائحة أبي، فها هو رائحته كالمسك والعنبر، وكان يجلس معي طوال المساء، ويراجع لي دروسي، وواجباتي، ويزرع في عقلي كلماته المملوءة بالإيجابية، ويلقنني ويردد على مسامعي بأنني سأصبح طبيبة المستقبل .

طالما كنت أتأمل في وجهه، كم أحبه، حتى وإن كان عاملا للنظافة، فهو لم يكن نظيفا في ظاهره ولا بجوارحه فقط، وإنما كان نظيف القلب والروح بكل جوارحه .

في بعض الأحيان كنت أفرح عندما يقلن لي بأنني كأبي.. وخصوصا تلك الفتاة التي كانت طيلة فترة الدراسة تهزأ بي  .

مرت فترة وجيزة من حياتي، أنهيت خلالها دراستي الثانوية، ثم الجامعية، والآن أروي لكم حكايتي، وأنا جالسة على مكتبي، ينتظرني العديد من الناس، دخلت عليَّ امرأة، بعد ان أنهيت فحصها وإعطاء العلاج لها، قالت لي: حقا أنت كما وصفوك، تقعين على العلة بسرعة؛ لتعطين الدواء الشافي .

فقلت: هل شممتِ رائحتي؟

ضحكت مستغربة وما دخل الرائحة بالعلاج والدواء؟  

فقلت: لا بل ان رائحتي كرائحة أبي. 

حقا حينها لم أذكر إلا أبي الذي كان الفتيات يعيرني به، اغرورقت عيناي بالدموع، شوقا ودعوة له بالرحمة، وعلمت أنني ما وصلت له الآن كان بفضل دعائه لي، وفخري به. 

فإن ما نصل له من مقام علمي أو ديني رفيع لا يكون إلا ببركة الأبوين ورضاهم .

وأفضل مثال على ذلك السيد المرعشي النجفي الذي يقول: عندما كنت في النجف الأشرف أمرتني أمي ذات مرة أن أدعو أبي للغداء، فلما صعدت الطبقة العلوية من الدار رأيت والدي مشغوفا في مطالعة كتبه وقد أخذه النوم، بقيت متحيرا ماذا أعمل؟ هل أستجيب لأمر أمي وأوقظ والدي من نومه، لعل هذا يسبب ازعاجا وعدم ارتياح له، أم أتركه؟.

فانحنيت وقبلت قدمه عدة مرات وعلى أثر تقبيلي استيقظ والدي من نومه، ولما عرف علاقتي الشديدة به وأدبي واحترامي له قال: شهاب الدين هذا أنت؟ 

قلت: نعم يا أبتاه، فرفع يديه إلى السماء ودعا قائلا: رفع الله منزلتك وجعلك من خدام أهل البيت عليهم السلام.. ثم قال المرحوم السيد المرعشي: جميع ما أملك اليوم هو نتيجة دعاء أبي، وكان كثيرا ما يقول: ما نلت هذا المقام الرفيع إلا بدعاء أبي. 

اللهم اجعلنا ووفقنا لنكون من البارين بوالدينا إنك سميع مجيب .

الاب والام
الايجابية
التربية
الحياة
العمل
الانسان
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    وسائل لتحسين النوم

    النشر : الثلاثاء 11 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة

    النشر : الخميس 31 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    ماهو ديسك الظهر وكيف تعالجه؟

    النشر : السبت 11 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    لأجل حمايتها من التصحر.. التربة تستنجد بالإنسان

    النشر : الأربعاء 08 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    رحيقُ التسليم

    النشر : الخميس 21 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    دور المربي في تنمية التفكير الإبداعي عند الأطفال

    النشر : الأحد 25 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 487 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 433 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 379 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 355 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 325 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1203 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1108 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1088 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 4 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 4 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 4 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة