• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أن تكون المرأة حرة

سمانا السامرائي / الأثنين 15 كانون الثاني 2024 / حقوق / 1669
شارك الموضوع :

الحرية الكاملة هي التحرك ضمن القوانين الطبيعية وإمكانية إتخاذ القرارات الشخصية

صديقتي الغالية على هذا العالم، سبحان من سواك وأبدع صورتك، سبحان من جعل عينيك تفيضان بهاءً وتقطران حلاوة، سبحان من جعل صوتك كأجمل أغنية صدح بها طائر.

قد نكون مختلفين في تجارب الحياة، في الأفكار وزوايا النظر، وفي كل شيء آخر، إلا أننا نتفق في محور جوهري وهو "إن من حق كل امرأة أن تعيش حرة"، ولا أظنني مخطئة في ذلك.

دعينا نتحدث عن الحرية قليلاً، ماذا تعني الحرية؟ سأستعين بـ (جون لوك) أحد الفلاسفة البارزين الذين نادوا بعالم جديد حر إذ يقول "الحرية الكاملة هي التحرك ضمن القوانين الطبيعية وإمكانية إتخاذ القرارات الشخصية والقرارات بشأن الملكية الخاصة دون قيود، كما يريد الإنسان ودون أن يطلب هذا الإنسان الحق من أحد، ودون التبعية لإرادات الغير أيضاً"

أي القدرة على اتخاذ قرار خاص في ما يوافق الحس السليم دون تأثير أو ضغط من أي طرف.

وقد طالبت النساء العربيات في بدايات القرن العشرين بحرية المرأة كما وردت في التعريف أعلاه، إذ خضن نضالاً صعباً وصمن فيه بأبشع الصفات لكي نعيش اليوم في عالمنا الذي يرى تعلم وعمل وتجارة المرأة حق أساسي ومشروع، وهي كيان بذاتها، وليست أحد الواقفين خلف رجل عظيم فحسب، هي أحد مؤسسي النجاح.

وفي نضالهن كانت النساء المسلمات لهن قدوة، كالسيدة خديجة (ع)، وفاطمة الفهري مؤسسة أول جامعة عربية، وغيرهن ممن استطعن امتلاك المهن والعلوم والاضطلاع بمسؤوليات عظيمة، وكذلك نساء عديدات من حول العالم استطعن تغيير مصائر شعوبهن.

وظهر إثر نضال الأجيال السابقة نساء قديرات في مجال الحُكم، والطب، والهندسة، القانون، وغيرها من المجالات، ممن ينافسن ويبرعن حد التميز، ويرتقين السلم نحو العالمية، وما زالت تبزغ شموس جديدة بعد أفول إحدى تلك الشموس الوهاجة.

وهذا كله ثمرة الحرية التي ندافع عنها كلتانا، بقوة، وشراسة، لأن الحقوق لا تُعطى بل تؤخذ.

أفهم أنك صديقتي في خضم النضال قد تتعبين، وقد تشعرين بغضب عارم ووحدة غير مسبوقة، فيختلط عليك الأمر، فتبدأين برفض القيم والمبادئ السامية، أو تحطيم العادات، أو مخالفة المنطق السليم، وبالتالي إيذاء ذاتك، مثلما يحدث أن يغضب السائق بسبب موقف ما، فيتجاهل إرشادات السلامة، ويقود بتهور، فتنقلب السيارة، قاتلاً بذلك نفسه، وأنفس عديدة لا علاقة له بها، لأنه غضب في لحظة ما.

يقول ستيفن كوفي "نحن أحرار باختيار أعمالنا... لكننا لسنا كذلك بما يتعلق بتداعيات أفعالنا"

عندما يبدأ الغضب بالتصاعد قد تتخذين بعض القرارات المتطرفة، ثم يصبح التطرف عادة ونظام حياة، وعندما يصبح كذلك لا يعود التخلص منه سهلاً، لأن العادة مخيفة، يمكن أن تسيطر علينا دون وعي منا، ويمكن للتطرف تدريجياً أن يصبح تعريفك لذاتك، وعندها يكون الرجوع دون لطف الله امراً مستحيلاً لأنه صار كبرياءك، ويتمسك الإنسان بأخطائه تلك لأن لا أحد دون توفيق إلهي قادر على امتلاك شجاعة كافية لكي يقول أن معظم قرارته كانت خاطئة، ويبدأ المسير في مسلك جديد كلياً خوفاً من العار الذي قد يلاحقه لو تراجع عن كلامه وضياع عالمه كما يعرفه ويألفه.

فليست المواعدة أو خلع الحجاب أو الإلحاد مثلاً ما ناضلت وتناضل من أجله النساء الواعيات في أوطاننا بل ليكون لنا جميعاً صوت مسموع. وعندما تستعملين الامتيازات التي وجدتها موجودة حال ما فتحت عينيك على هذه الدنيا استعمالاً خاطئاً، فأنت تحرمين نفسك فرصاً عديدة لتكوني شخصاً يعتد به ويعول عليه، وتحرمين نساء أخريات من هذه الامتيازات، لأن عوائلهن المُحِبة ستخشى عليهن أن يكن مثلك إن نلن الامتيازات التي حصلتِ عليها أنتِ وجعلت منك شخصاً خارج كل الأطر السليمة والحدود الحسنة، لذا سيكون هناك أعداد نساء متزايدة تحرم من امتيازاتك بسبب تطرفك، ولا أعتقد إنك تحسبين تداعيات أفعالك تلك.

ثم ستنتهي الحياة وأنت لم تحصلي على ما أردته في أول الأمر عندما بدأت محاولات النضال الأولى، محاولاتك لنيل الحرية، أردتِ أن تحلمي وتحققي أحلامك الكبيرة، أردتِ أن تكوني شخصاً معروفاً بنجاحاته، ولكنك ابتعدتِ جداً عن هدفك الصافي هذا، ولم تحققي سوى قدرتك على التخلي عن العادات والتقاليد والقيم الرفيعة.

لا بأس أن نثور، أن نغضب، أن نخطأ ونحيد أحياناً عن الطريق، المرء يتعلم من أخطائه لكن علينا أن نعود، على الثورة أن تستقر يوماً، وعلى العقل والقلب أن يعودا لحجر الحكمة، فالقيم السامية لا تحتاجنا، نحن من يحتاجها لكي لا نشعر يا صديقتي بأن الروح مظلمة وأن الحياة بلا قيمة، تهزنا شعرة بيضاء وترعبنا خطوط التجاعيد.

أنت ستكونين سعيدة حالما تتمسكين بتلك القيم، مطمئنة، في حال من السكينة، ولا يمكن إلا احترامك وتقديرك.

إن من يحب نفسه سيختار لها أن يُنظر لها بمهابة، وأن تُعامل برقي، وألا يكون لها سوى الرفعة والشرف رداء، فهل ما تقومين به يأتي بهذه النتائج؟

هذه رسالة صديقة تحبك أشد الحب، وتشاركك ذات النضال، وتحيط قضايا المرأة بكثير من الاهتمام، فلا هناء لمرأة إن لم تكن جميع النساء حرات وبخير.

المرأة
الحرية
المجتمع
السلوك
النجاح
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    مدينة العميان

    النشر : الأربعاء 15 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    الامام المهدي... هل هو بحاجة إلى إحياء ذكرى ولادته؟!

    النشر : الأثنين 26 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    السيدة زينب.. ثورة مبدأ واستنهاض ضمير

    النشر : الأحد 28 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    خطا النصر الزينبي

    النشر : الثلاثاء 13 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    قنديل كربلاء.. عبد الله بن بشر الخثعمي

    النشر : الأثنين 22 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    الواله المجنون

    النشر : الخميس 24 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 545 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 416 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 369 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 368 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 336 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 332 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1103 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1066 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 666 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 22 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 22 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 22 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة