• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عشوائية الأدوار.. ومأزق بناء الإنسان

فاطمة منتظر / الثلاثاء 13 آيار 2025 / منوعات / 481
شارك الموضوع :

لنُعِد للأدوار معناها، وللتربية هيبتها، وللمعلم مكانته، علّنا نحمي إنسان المستقبل من هشاشة الحاضر

في زحمة التحولات الاجتماعية وتحديات التربية، يبرز أمامنا مشهدٌ مقلق: أمٌّ تحمل عبء التوجيه دون تأهيل، ومعلمٌ يدخل الميدان دون أدواته، وطفلٌ هشّ في عالمٍ يزداد قسوةً يوماً بعد يوم. ما نعيشه اليوم ليس سوى نتيجة طبيعية لفقرٍ واضح في التأهيل، وعشوائيةٍ فادحة في توزيع الأدوار.

كيف لنا أن نضع منهاجًا نطمح من خلاله إلى بناء أجيال واعية، بينما المعلم، حجر الزاوية في العملية التعليمية، يقف بلا دعم، بلا تدريب، بلا رؤية؟ المعلم ليس ناقلَ معرفةٍ فحسب، بل هو مهندسُ الوعي، وباني القيم، ومن دون تأهيله نخسر بوصلة التوجيه، ونترك أبناءنا في مهبّ الاجتهادات الفردية، التي كثيرًا ما تكون ضحلة، أو مشوشة.

ولا تقف المسألة عند حدود المدرسة فقط، بل تمتد إلى البيت، حيث تُركت الأم لتكون "معلمة المنزل" الأولى، بلا دليل ولا تدريب، تواجه ضغوطًا اجتماعية واقتصادية ونفسية، وتعوَّل عليها مسؤوليات جسيمة، بينما تفتقر إلى أبسط أدوات التأهيل التربوي.

وفي ظل هذا الضعف المؤسسي، وفي غياب البدائل الهادفة للطفل، نشأت فجوة اجتماعية عميقة، جعلت الطفل والمراهق أكثر هشاشة، أقل تفاعلاً، وأضعف انتماءً، لا يعرف كيف يتعامل مع محيطه، لا يملك لغة التعبير عن نفسه، ولا أدوات التواصل مع الآخر، هو كائن رقمي في عالم افتراضي، ينعزل عن الواقع أكثر مما ينخرط فيه.

ولهذا، فإن زج الأطفال بالمجتمع، وإعادتهم إلى فضاء العلاقات الإنسانية، لم يعد ترفًا تربويًا، بل ضرورة ملحّة، ففي الأحياء الشعبية والمجتمعات الريفية، حيث الحياة ما تزال تنبض بالبساطة والتواصل، نجد الطفل أكثر نضجًا اجتماعيًا، وأعمق فهمًا لمعنى التشارك والاحترام، من طفل المدينة الذي نشأ بين الجدران وأحاديث الأجهزة.

نحن اليوم أمام لحظة مراجعة، لحظة صدق لا بد أن نعترف فيها بأن بناء الإنسان لا يبدأ من المناهج، بل ممن يقدّمها، ممن يحتضنها، ممن يترجمها إلى واقع حيّ، لا بد من تأهيل الأم، وتأهيل المعلم، وتفعيل مبدأ الخصوصية في التربية، فكل طفل عالمٌ مستقل، لا تُجدي معه الحلول الجاهزة ولا النسخ المكررة.

فلنُعِد للأدوار معناها، وللتربية هيبتها، وللمعلم مكانته، علّنا نحمي إنسان المستقبل من هشاشة الحاضر.


الانسان
المجتمع
التربية
التعليم
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    لماذا تُعد الطاقة الشمسية مصدر الطاقة الأكثر استدامة؟

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    الإمام الصادق والحرية الفكرية

    آخر القراءات

    سياسة الإسلام في المجال الصحّي: بين الاختراع والعلاج

    النشر : الثلاثاء 29 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    كيف تقي نفسك من أخطار القلق؟

    النشر : الخميس 31 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    الحياة في الصحة لا في الوجود

    النشر : الخميس 06 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    العطاس اثناء النوم قد يسبب الوفاة!

    النشر : الأحد 08 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    الطريق إلى الحسين.. خطوات تروي الحكايا والمعجزات

    النشر : السبت 10 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    سحر الكلمات.. دواء بالمجان

    النشر : الأثنين 01 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 510 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 464 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 398 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 348 مشاهدات

    الفن الذي غيّر وجه العالم: كيف تؤثر اللوحة في السياسة؟

    • 344 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 341 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1188 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1147 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1072 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1060 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1046 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 886 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • منذ 19 ساعة
    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟
    • منذ 19 ساعة
    ظواهر علم الإمام الصادق
    • منذ 19 ساعة
    لماذا تُعد الطاقة الشمسية مصدر الطاقة الأكثر استدامة؟
    • منذ 19 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة