• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عشوائية الأدوار.. ومأزق بناء الإنسان

فاطمة منتظر / الثلاثاء 13 آيار 2025 / منوعات / 426
شارك الموضوع :

لنُعِد للأدوار معناها، وللتربية هيبتها، وللمعلم مكانته، علّنا نحمي إنسان المستقبل من هشاشة الحاضر

في زحمة التحولات الاجتماعية وتحديات التربية، يبرز أمامنا مشهدٌ مقلق: أمٌّ تحمل عبء التوجيه دون تأهيل، ومعلمٌ يدخل الميدان دون أدواته، وطفلٌ هشّ في عالمٍ يزداد قسوةً يوماً بعد يوم. ما نعيشه اليوم ليس سوى نتيجة طبيعية لفقرٍ واضح في التأهيل، وعشوائيةٍ فادحة في توزيع الأدوار.

كيف لنا أن نضع منهاجًا نطمح من خلاله إلى بناء أجيال واعية، بينما المعلم، حجر الزاوية في العملية التعليمية، يقف بلا دعم، بلا تدريب، بلا رؤية؟ المعلم ليس ناقلَ معرفةٍ فحسب، بل هو مهندسُ الوعي، وباني القيم، ومن دون تأهيله نخسر بوصلة التوجيه، ونترك أبناءنا في مهبّ الاجتهادات الفردية، التي كثيرًا ما تكون ضحلة، أو مشوشة.

ولا تقف المسألة عند حدود المدرسة فقط، بل تمتد إلى البيت، حيث تُركت الأم لتكون "معلمة المنزل" الأولى، بلا دليل ولا تدريب، تواجه ضغوطًا اجتماعية واقتصادية ونفسية، وتعوَّل عليها مسؤوليات جسيمة، بينما تفتقر إلى أبسط أدوات التأهيل التربوي.

وفي ظل هذا الضعف المؤسسي، وفي غياب البدائل الهادفة للطفل، نشأت فجوة اجتماعية عميقة، جعلت الطفل والمراهق أكثر هشاشة، أقل تفاعلاً، وأضعف انتماءً، لا يعرف كيف يتعامل مع محيطه، لا يملك لغة التعبير عن نفسه، ولا أدوات التواصل مع الآخر، هو كائن رقمي في عالم افتراضي، ينعزل عن الواقع أكثر مما ينخرط فيه.

ولهذا، فإن زج الأطفال بالمجتمع، وإعادتهم إلى فضاء العلاقات الإنسانية، لم يعد ترفًا تربويًا، بل ضرورة ملحّة، ففي الأحياء الشعبية والمجتمعات الريفية، حيث الحياة ما تزال تنبض بالبساطة والتواصل، نجد الطفل أكثر نضجًا اجتماعيًا، وأعمق فهمًا لمعنى التشارك والاحترام، من طفل المدينة الذي نشأ بين الجدران وأحاديث الأجهزة.

نحن اليوم أمام لحظة مراجعة، لحظة صدق لا بد أن نعترف فيها بأن بناء الإنسان لا يبدأ من المناهج، بل ممن يقدّمها، ممن يحتضنها، ممن يترجمها إلى واقع حيّ، لا بد من تأهيل الأم، وتأهيل المعلم، وتفعيل مبدأ الخصوصية في التربية، فكل طفل عالمٌ مستقل، لا تُجدي معه الحلول الجاهزة ولا النسخ المكررة.

فلنُعِد للأدوار معناها، وللتربية هيبتها، وللمعلم مكانته، علّنا نحمي إنسان المستقبل من هشاشة الحاضر.


الانسان
المجتمع
التربية
التعليم
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    وعي العباءة الزينبية ٣

    التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة

    زينب العقيلة: سيّدة الصبر والعقل الواعي

    مجالس الرشد العاشورائية

    آخر القراءات

    عقل المستقبل

    النشر : الأحد 01 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    رماد العيد

    النشر : الجمعة 19 آب 2016
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    العمل في رمضان.. أيادٍ تطهرت بقدسية الشهر واغتسل جبينها بعرق الصيام

    النشر : الأثنين 03 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    حديث الناقوس.. يترجمه الرسول

    النشر : الجمعة 16 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الخريجون.. أحلام في غياهب الجب وأمل التعين بات مستحيلا

    النشر : الأحد 08 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    العنف ضد المرأة.. الأسباب والعلاج

    النشر : الجمعة 25 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    التواصل المقطوع

    • 719 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 602 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 419 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 355 مشاهدات

    لماذا يجب أن نحمي آباءنا من مواقع التواصل الاجتماعي؟

    • 341 مشاهدات

    ‏كنز المعارف

    • 340 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1335 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1061 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1038 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 958 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 838 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 719 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان
    • منذ 3 ساعة
    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة
    • منذ 3 ساعة
    وعي العباءة الزينبية ٣
    • منذ 3 ساعة
    التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة