• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

‏كنز المعارف

‏زينب كاظم التميمي / السبت 26 تموز 2025 / تطوير / 349
شارك الموضوع :

في صفحاتها، لا يقتصر الدعاء على كلمات تُتلى، بل يتحول إلى مدرسة تهذيب وتربية

الصحيفة السجّادية ليست كتاب أدعية يُقرأ في أوقات الشدّة أو السكينة فحسب، بل هي كنز إلهي مُودَع في كلمات الإمام زين العابدين (عليه السلام)، تفيض بالحكمة، وتغمر القلب بخشوع يربط الأرض بالسماء. وقد سُميت بـ "الصحيفة الكاملة" لأنها اكتملت في دقتها وشمولها، فاحتوت على ما يحتاجه الإنسان في مختلف أحواله؛ في فرحه وحزنه، في ضعفه وقوّته، في سرّه وعلنه، حتى غدت خارطة شاملة تعلّم الروح كيف تخاطب خالقها وتسمو فوق أثقال الحياة.

‏في صفحاتها، لا يقتصر الدعاء على كلمات تُتلى، بل يتحول إلى مدرسة تهذيب وتربية، تُعلّمنا كيف نصوغ مشاعرنا بلغة العبودية الراقية، وكيف نُوازن بين مطالب الروح والجسد، وبين طموحات الدنيا والآخرة. ففيها دعاء للوالدين، وآخر للجيران، وآخر لطلب مكارم الأخلاق، بل وحتى أدعية تُعلّمنا كيف نواجه تقلبات الزمان وننهض بعد الكبوات. إن كل نص فيها ينبض بمعرفة عميقة تنقل الإنسان من ضيق الأنا إلى سعة القرب من الله.

‏ولذلك، لا يكفي أن تبقى الصحيفة السجّادية أثرًا تراثيًا يُتلى في المحافل، أو نصًا محفوظًا في المكتبات. إن مضامينها الرفيعة تجعلها جديرة بأن تُدرس كمناهج حية في المدارس والمعاهد والجامعات، لا كمجرد مادة دينية، بل كمنبع للأخلاق ومصدر لبناء الشخصية الواعية. فمن خلالها يتعلم الناشئ أن الدعاء ليس انكسارًا فحسب، بل قوة روحية تدفعه ليكون أرقى في أخلاقه، أصفى في روحه، وأقوى في مواجهة تحديات الحياة.

‏إن إعادة اكتشاف الصحيفة السجّادية هي إعادة لاكتشاف أنفسنا، لنتعلّم أن كل لحظة من حياتنا، من أصغر تفاصيلها إلى أعظم مواقفها، يمكن أن تتحول إلى نافذة نحو الله، ان الصحيفة الكاملة لم تُغفل جانبًا من جوانب الوجود الإنساني إلا وطرقته بدقة بالغة، فجاءت أدعيتها متفردة في مضامينها، لتُعلّم الإنسان كيف يناجي ربّه في أوقات الرخاء والبلاء، وكيف يتعامل مع ذاته، ومع الناس، ومع خالقه في أبهى صور العبودية.

‏إنها أداة لتربية النفس وصياغة للفكر. إن مضامينها أوسع من كونها تراتيل للعبادة؛ فهي دروس في الأخلاق، ومبادئ في بناء الذات، وخارطة لفهم العلاقة بين العبد وربّه وبين الإنسان والمجتمع. ولو أُدرجت نصوصها في المناهج الدراسية، لتعلّم الناشئة كيف يربطون الحياة اليومية بالبعد الروحي، وكيف يتذوقون جمال الكلمة وروحانية المناجاة، بعيدًا عن الجمود والسطحية.

‏فإن التركيز على محتوى الصحيفة السجادية لا يعد رفاهية فكرية، بل هو ضرورة ملحة في عصرنا الحالي. في زمن كثرت فيه التحديات النفسية والاجتماعية والأخلاقية، تكون بوصلة ترشد الإنسان نحو السعادة الحقيقية والاستقرار الداخلي.

‏إنها تحفة أدبية وروحية فريدة من نوعها، ورثناها عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام). إنها ليست مجرد مجموعة من الأدعية، بل هي موسوعة غنية بالمضامين العالية التي تتجاوز حدود الزمان والمكان، فهي ليست إرث تاريخي، بل هي كنز حي ينبض بالمعارف والعبر، تنتظر منا أن نكتشفها، نتدبرها، ونطبقها في حياتنا. تلك الرسالة التي تبني الانسان نفسيا وسلوكيا وعقائديا بشكل متكامل، ناهيك عن رسالة الحقوق فلكل شيء حقٌ علينا من أعضاء الجسد كاليد والعين واللسان إلى الجار والزوج والإبن والوالدين. 

وما سيرة الامام زين العابدين (عليه السلام) هو شموليتهُ وتناولهُ لكل تفاصيل الحياة الإنسانية في الصحيفة الكاملة ورسالة الحقوق التي تُغني الفرد بشكل تام.

الامام السجاد
الدعاء
التربية
الايمان
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    وعي العباءة الزينبية ٣

    التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة

    زينب العقيلة: سيّدة الصبر والعقل الواعي

    مجالس الرشد العاشورائية

    آخر القراءات

    دراسة تنصح الآباء باللعب مع أطفالهم لحمايتهم من السمنة

    النشر : الثلاثاء 27 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    رحمة الله

    النشر : السبت 25 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    شيخ الأنبياء وصناعة النقلة الحضارية

    النشر : الأربعاء 04 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    في زمن الأوبئة.. على ماذا يتغذى الخوف؟

    النشر : الأربعاء 25 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأسبرين مرتبط بزيادة خطر النزيف الحاد لدى كبار السن

    النشر : الثلاثاء 22 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    فتاة من اطراف المدينة..

    النشر : الأثنين 21 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 940 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 729 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 613 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 589 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 426 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 360 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1337 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1065 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1046 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 968 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 940 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 841 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان
    • منذ 24 ساعة
    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة
    • منذ 24 ساعة
    وعي العباءة الزينبية ٣
    • منذ 24 ساعة
    التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة