• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

طوارئ وخسارات لاتُعوَّض!

فرح تركي / الأثنين 23 نيسان 2018 / منوعات / 3623
شارك الموضوع :

هلع أصاب نجوى وهي تتفحص من حين لآخر جبين ابنتها \"يقين\".. ما الممكن أن تغدقه على جسمها الهزيل بسبب المضاعفات وبسبب طارئ قد سلب الحركة النشطة م

هلع أصاب نجوى وهي تتفحص من حين لآخر جبين ابنتها "يقين".. ما الممكن أن تغدقه على جسمها الهزيل بسبب المضاعفات وبسبب طارئ قد سلب الحركة النشطة منها بعد عدة ساعات.

لم تعد تلك الطفلة العبثة، ولم يُسمع في البيت صدى لعبها وصوت ضحكاتها ومناداتها لأمها، كل حين تطلب شيء أو تريها اياه، حاولت الأتصال بزوجها ولكنه لم يجب، لم تعد تستطع الانتظار أكثر، تخشى أن تخسر ابنتها هنا على هذه الحالة وليس بيديها إلا فوطة وماء فاتر لم تسعفها بخفض حرارتها تلك.

يا صغيرتي يا ليت الذي يؤلمك بي أنا، أنّى لترافة جسدك ان يتحمل أذىً كبير كهذا، كففكت نجوى دموعها، التقطت عباءتها ومحفظة نقودها وحملت يقين وخرجت مسرعة..

هناك مشفى عام على بعد كليومتر واحد قد تصل إليه لو سارت حاملة يقين بعد وقت قليل، ها هو أمامها كقلعة غامضة لا يعلم أي احد ما يقبع فيها قد يكون الشفاء هناك، نظرة خاطفة على الشارع؛ السيارات لا تتوقف إنه شارع عام وهي تحمل يقين بيدين مثقلتين، دون تفكير عبرت وسط اكتظاض السيارات كأنما ترمي روحها على معبر هلاك، ولم تصل للمشفى إلا فاقدة الوعي ولكن طفلتها سليمة.

بعد عدة ساعات عاد زوجها هيثم، نادى: "نجوى" بعد دخوله للبيت مباشرة قابله صمت عاجز عن الرد، تجول في البيت مكرراً النداء وباحثاً عنها أيضاً وعن ابنتهما "يقين"..

فكر في كل الاحتمالات، قد تكون ذهبت إلى بيت أهلها، ليتصل بها ويتأكد سيخبرها أنه سيأتي لأخذها بعد ساعتين فيكون قد استراح.

نجوى لم تخرج بهذه الطريقة يوماً دون أن تعطيه علم، أخرج هاتفه وجد إتصالا فائتا منها، أمعقول أنه لم يسمعه؟

الضوضاء ربما حجبت نغمة الهاتف، تضيع مشتتة في عمق ترددها، إتصل بها، وصوتان يغمران حاسة سمعه، أحدهما يصدر من سماعة الهاتف بأنه يرن والاخر يصدر من الطاولة في غرفة نومهما.

نجوى ليست بالبيت ولم تأخذ هاتفها معها. هل تراها غادرت ولم تعد لأنه رفض أن تعمل مشروعها الخاص، وا آسفاه هو لم يكن معارضا على الفكرة ولكنه معترض على التوقيت فلا تزال يقين طفلة صغيرة..

همّ بالخروج رغم تعبه الشديد وملاحقتها إلى بيت أهلها حيث ظن أنها ستكون هناك.

في داخل نفسه إمتعاض، إنه لا يتقبل حركات الصبا هذه الآن ولا قبلاً، ولولا قلقه عليها لكان الآن ينعم بقيلولة مريحة وقبلها غداء شهي..

غداء.. تذكر أن المطبخ يخلو من أي أشارة على أن نجوى طهت، وآه طويلة تنهد بها وتآكل مع صبره قدرته على تحمل القلق، يترقب وصوله إلى مسكن عائلتها ليطمئن قلبه..

الإطمنئنان.. كان براً بعيداً عنه فلم تكن نجوى هناك، فانطلق من فوره للبحث عنها هو وذووها

في كل مكان، بدأ بصديقاتها والاقارب، وبعد أيام ثلاث ملأ اليأس قلوبهم فقرروا البحث عنها وعن ابنتها في المشافي والمراكز..

ممرضة في الاستعلامات لمستشفى الاطفال ردت على والد نجوى عندما كان يسألها على يقين وهل أحضرتها أمها إلى هنا، ردت بعد بحث في كل الأسماء، إن كانت مفقودة فعليك البحث في مجهولي الهوية، أليس كذلك؟

وراحت تبحث له عن خيط ليجد أن هناك طفلة وامرأة جلبتا إلى المستشفى قبل عدة أيام، الأم متوفاة والإبنة لاتزال في المشفى..

كأن نجوى قدمت نفسها قربان لتضحي بروحها لتعش يقين سالمة، ولكن قلبها كأم أنساها كل شيء؛ اوراقها، هاتفها، أن تبلغ جارة لها أو أن تطلب منهم مساعدة..

الهلع او الجزع لا يكلفنا إلا خسارة كبيرة، ولكن الصبر والتماسك هما مفتاحا التصرف الصائب،

تركت في قلب زوجها واهلها جذوة حزن وألم كبير..

الأم
الطفل
قصة
الاسرة
الحياة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    جمعية المودة تكرم القاص علي عبيد بفوز قصته لغة الأرض

    النشر : الخميس 28 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    من خلق الله.. حيوان (الكوالا الكسول)

    النشر : الأثنين 17 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

     فروا إلى الحسين

    النشر : الأربعاء 14 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    ماهي آلية الفرق بين الرجال والنساء؟

    النشر : الأحد 24 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    قراءة في كتاب: بطلة التوحيد

    النشر : الثلاثاء 14 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    استطلاع رأي: كيف نتعامل مع أولادنا المراهقين؟

    النشر : الأثنين 21 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 357 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1159 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1064 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 12 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 12 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 12 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 13 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة