• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

طوارئ وخسارات لاتُعوَّض!

فرح تركي / الأثنين 23 نيسان 2018 / منوعات / 3496
شارك الموضوع :

هلع أصاب نجوى وهي تتفحص من حين لآخر جبين ابنتها \"يقين\".. ما الممكن أن تغدقه على جسمها الهزيل بسبب المضاعفات وبسبب طارئ قد سلب الحركة النشطة م

هلع أصاب نجوى وهي تتفحص من حين لآخر جبين ابنتها "يقين".. ما الممكن أن تغدقه على جسمها الهزيل بسبب المضاعفات وبسبب طارئ قد سلب الحركة النشطة منها بعد عدة ساعات.

لم تعد تلك الطفلة العبثة، ولم يُسمع في البيت صدى لعبها وصوت ضحكاتها ومناداتها لأمها، كل حين تطلب شيء أو تريها اياه، حاولت الأتصال بزوجها ولكنه لم يجب، لم تعد تستطع الانتظار أكثر، تخشى أن تخسر ابنتها هنا على هذه الحالة وليس بيديها إلا فوطة وماء فاتر لم تسعفها بخفض حرارتها تلك.

يا صغيرتي يا ليت الذي يؤلمك بي أنا، أنّى لترافة جسدك ان يتحمل أذىً كبير كهذا، كففكت نجوى دموعها، التقطت عباءتها ومحفظة نقودها وحملت يقين وخرجت مسرعة..

هناك مشفى عام على بعد كليومتر واحد قد تصل إليه لو سارت حاملة يقين بعد وقت قليل، ها هو أمامها كقلعة غامضة لا يعلم أي احد ما يقبع فيها قد يكون الشفاء هناك، نظرة خاطفة على الشارع؛ السيارات لا تتوقف إنه شارع عام وهي تحمل يقين بيدين مثقلتين، دون تفكير عبرت وسط اكتظاض السيارات كأنما ترمي روحها على معبر هلاك، ولم تصل للمشفى إلا فاقدة الوعي ولكن طفلتها سليمة.

بعد عدة ساعات عاد زوجها هيثم، نادى: "نجوى" بعد دخوله للبيت مباشرة قابله صمت عاجز عن الرد، تجول في البيت مكرراً النداء وباحثاً عنها أيضاً وعن ابنتهما "يقين"..

فكر في كل الاحتمالات، قد تكون ذهبت إلى بيت أهلها، ليتصل بها ويتأكد سيخبرها أنه سيأتي لأخذها بعد ساعتين فيكون قد استراح.

نجوى لم تخرج بهذه الطريقة يوماً دون أن تعطيه علم، أخرج هاتفه وجد إتصالا فائتا منها، أمعقول أنه لم يسمعه؟

الضوضاء ربما حجبت نغمة الهاتف، تضيع مشتتة في عمق ترددها، إتصل بها، وصوتان يغمران حاسة سمعه، أحدهما يصدر من سماعة الهاتف بأنه يرن والاخر يصدر من الطاولة في غرفة نومهما.

نجوى ليست بالبيت ولم تأخذ هاتفها معها. هل تراها غادرت ولم تعد لأنه رفض أن تعمل مشروعها الخاص، وا آسفاه هو لم يكن معارضا على الفكرة ولكنه معترض على التوقيت فلا تزال يقين طفلة صغيرة..

همّ بالخروج رغم تعبه الشديد وملاحقتها إلى بيت أهلها حيث ظن أنها ستكون هناك.

في داخل نفسه إمتعاض، إنه لا يتقبل حركات الصبا هذه الآن ولا قبلاً، ولولا قلقه عليها لكان الآن ينعم بقيلولة مريحة وقبلها غداء شهي..

غداء.. تذكر أن المطبخ يخلو من أي أشارة على أن نجوى طهت، وآه طويلة تنهد بها وتآكل مع صبره قدرته على تحمل القلق، يترقب وصوله إلى مسكن عائلتها ليطمئن قلبه..

الإطمنئنان.. كان براً بعيداً عنه فلم تكن نجوى هناك، فانطلق من فوره للبحث عنها هو وذووها

في كل مكان، بدأ بصديقاتها والاقارب، وبعد أيام ثلاث ملأ اليأس قلوبهم فقرروا البحث عنها وعن ابنتها في المشافي والمراكز..

ممرضة في الاستعلامات لمستشفى الاطفال ردت على والد نجوى عندما كان يسألها على يقين وهل أحضرتها أمها إلى هنا، ردت بعد بحث في كل الأسماء، إن كانت مفقودة فعليك البحث في مجهولي الهوية، أليس كذلك؟

وراحت تبحث له عن خيط ليجد أن هناك طفلة وامرأة جلبتا إلى المستشفى قبل عدة أيام، الأم متوفاة والإبنة لاتزال في المشفى..

كأن نجوى قدمت نفسها قربان لتضحي بروحها لتعش يقين سالمة، ولكن قلبها كأم أنساها كل شيء؛ اوراقها، هاتفها، أن تبلغ جارة لها أو أن تطلب منهم مساعدة..

الهلع او الجزع لا يكلفنا إلا خسارة كبيرة، ولكن الصبر والتماسك هما مفتاحا التصرف الصائب،

تركت في قلب زوجها واهلها جذوة حزن وألم كبير..

الأم
الطفل
قصة
الاسرة
الحياة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    اختراعات متطورة لتحلية المياه

    النشر : الأربعاء 24 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    سماء الامنيات: تجربتي مع بشرى حياة

    النشر : الأحد 10 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ماذا يحتاج الرجل؟!

    النشر : الأربعاء 23 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    دراسة تمنح الأمل لمن يعاني متلازمة تململ الساقين

    النشر : الثلاثاء 11 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الهشاشة تربية وليست طبيعة

    النشر : السبت 12 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الخريجون.. أحلام في غياهب الجب وأمل التعين بات مستحيلا

    النشر : الأحد 08 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1084 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1006 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 3 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 3 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 3 ساعة
    بوصلة النور
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة