• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مابعد الرحيل

آلاء هاشم القطب / الثلاثاء 20 ايلول 2016 / منوعات / 3528
شارك الموضوع :

ها قد عاودت الرحيل كعادتها في كل ليلة... وستتركني وحيدة اسامر بقايا خيوط الظلام، الى ان يحين الفجر الجديد الذي اترقبه كل يوم بلهفة اكثر من قبل

ها قد عاودت الرحيل كعادتها في كل ليلة... وستتركني وحيدة اسامر بقايا خيوط الظلام، الى ان يحين الفجر الجديد الذي اترقبه كل يوم بلهفة اكثر من قبلها عله يخبئ لي شيئا من الامل...

ودعتني ورحلت من سماء نافذتي وكأن بريقها يخبرني بانها ستعاود الظهور في الليلة التالية.. لكن قلبي يخاف الوداع... فقد ذقت من قبل وداع فيه اللاعودة... برقت امام ناظري ورحلت وكأنها تخبرني بأنها تعرفني جيدا وتعرف انني صاحبة ذلك الفستان الأبيض بنجومه المتناثرة الذي حُرمت من ارتدائه منذ سنوات مضت... اشعر بألارتياح والفرح ليلا... اراقب النجوم ... اروي للخفافيش المتنقلة بين أوراق الأشجار البعيدة حكاياتي القديمة اكلمها عن امنياتي واحلامي السابقة... فينقضي الليل وانا أتامل الغد عله يخبأ لي نفحة من الامل.

وابتدأ يوم جديد بفطور صباحي يفتقر للعديد من الاصناف... اخذت الممرضة تتكلم معي كعادتها بنبرة حادة طالبة مني عدم الاعتراض على ما تقول او تأمر وان اتناول افطاري بسرعة ومن دون اعتراض او تذمر.. ثم اعطتني العلاج .. رتبت حاجياتي المبعثرة بسبب استيقاظي طوال الليل انصرفت موصدة الباب خلفها...

انها بداية يومي الجديد لا شيء من التغيير... سوى صرخات المرضى التي تعتلي يوما وتنخفض في يوم اخر.. من دون ادنى استفسار من أي شخص فهذه مستشفى الامراض العقلية.. وكل شيء فيها متوقع...

ابتدأت استعد لفترة ما بعد الظهيرة رتبت نفسي وكأني في لقاء مع خطيبي... اسدلت شعري كما يُحب.. ووضعت مساحيق التجميل ذات اللون الترابي التي كان يفضلها لأنها تبرز ملامحي.. ارتديت وشاحا كان قد احضره لي عندما سافر الى زيارة بيت الله الحرام... لكن في هذه الاثناء ابتدأت اشعر بالدوار واخذ نفسي يضيق شيئا فشيئا، وابتدأت الذكريات تتكالب علي من كل حدب وصوب... تذكرت انني لست خارجة الى لقاءه بل سأخرج لأجالس من فقدو عقلهم مثلي.. عادت لي حالة الهستيريا من جديد وابتدأت بالصراخ ومزقت ما كنت ارتديه، واخذت انهال ضربا على نفسي من دون ان اشعر باني بذلك افعل شيئا مخالفا او معيبا.. وما بعد ذلك لم اتذكر ماحدث او يدور في بالي بشكل مشوش لكن دائما بعد ان اعود الى رشدي واستعيد هدوئي يخبرني  الطبيب النفسي بما فعلت... ولا يسعني حينها سوى البكاء..

اعذروني بسبب ما افعل... فقلبي ممتلأ بالخوف والوحدة والالم والآهات.. فمن كان سيصبح زوجي قتل امام ناظري في يوم كانت شمسه دافئة كدفئ منزلنا الذي حلمنا ان نسكن به... قتل امام عيني،  برصاصة غدر تخللت قلبه الذي اعتصر الما عندما شاهد عيناي مغرورقتان بدموع الفراق، وهو مرمي بين احضاني كعود ياس جف من البرد.

لم يسعني حينها ان اقدم له أي شيء... فقد تيبس فيّ كل شيء حتى مشاعري  أصبحت متيبسة كخشبة صلدة... انتهت حياته  بعد ثواني من اطلاق تلك الرصاصة.. وانتهت حياتي معه.. وكأول مشروع نحو النهاية هو وجودي في مستشفى الامراض العقلية. 

انها السنة الخامسة من استشهاد خطيبي "علي" انقضت الأيام العصيبة... وابتدأت حالتي بالسير نحو الاستقرار النسبي لكن ليس تماما، تراودني دائما كوابيس عن تلك اللحظة.. اشعر بأني اعيشها كل يوم... أرى خطيبي في المنام اعاتبه لتركه لي وحيدة وبائسة... يخبرني بانه رحل شهيدا وسيلتقي بي يوما ما في مكان آمن خالي من الطائفية ومن القتل على الاسم والهوية.

الحياة
الموت
الارهاب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    تمكين المرأة من خلال سيرة السيدة زينب

    النشر : الخميس 16 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    حتمية الطفوف وإشهار السيوف

    النشر : الأربعاء 27 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    النشر : الخميس 12 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأبناء.. الضحايا الأكبر للخيانة الزوجية

    النشر : الثلاثاء 22 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الغرق في متاهات الحياة

    النشر : الثلاثاء 02 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأكل على متن الطائرة.. هل هو صحي؟

    النشر : الخميس 13 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 367 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 345 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 5 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 5 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 5 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة