• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كمامة وطن

فرح تركي / الخميس 05 كانون الأول 2019 / منوعات / 3116
شارك الموضوع :

نريد وطن.. كتب هذه العبارة وكأنه يكتبها بدمه، وهو يتطلع إلى حروفها، وكأنها تنطق من أعماق روحه، تقترب الصورة محددة إلى ملامح وجهه وتتركز على ع

نريد وطن.. كتب هذه العبارة وكأنه يكتبها بدمه، وهو يتطلع إلى حروفها، وكأنها تنطق من أعماق روحه، تقترب الصورة محددة إلى ملامح وجهه وتتركز على عينيه لحظات، يبدو وحيدا يحتضن تلك اللافتة، عجز عاطفي صدر منه وأبعدها عنه بمجرد شعوره بأن من الممكن أن يراه أحد يحتضن لافتة.

نهض وتأكد من أن مستلزماته معه، خرج دون أن يراه أحد، ربما ستمنعه أمه أو والده لو عرفوا إلى أين ذاهب، يظهر في الطريق يمتعض وهو يرى أعداداً كبيرة من الناس بطوابير أمام الأماكن الترفيهية وكان عقله يوجه له سؤال؟ هل هؤلاء الناس لهم وطن وأنت لا؟.

ينتفض، يتمنى لو يصرخ بهم، يتخيل نفسه يهبط من الباص، ويقف أمام طابورهم الطويل ويرشدهم إلى اتباعه والتوجه للتحرير، بشعور لا ارادي يتوهم أنه اختنق بسبب تلك الصرخة.  يتعافى من ذاك المشهد، لا تزال اللافتة بيده، يرن هاتفه يظهر على شاشته: أمي الحبيبة. يتصارع في داخلة هل يجيبها ويكذب أم يتجاهل اتصالها ودون شك ستخاصمه لعدة أيام، كانت النتيجة تجاهله لاتصالها، وضع هاتفه بوضع صامت ووضعه في جيبه.

يصل إلى ساحة التحرير تظهر الجموع المتظاهرة والدخان الصادر عن القنابل المسيلة للدموع،

تظهر مشاهد التحرير، مجاميع طبية، لقطة تتركز على داخل خيمة وكأنه ينظر إليها بعينه يظهر فيها تهافت المسعفين على الجرحى، لحظات ويتحول ببصره نحو متبرعين يوزعون الكمامات، يتجاوزهم، تتطلع عينيه نحو الجسر، تعترض طريقه مجموعة من الشباب الهاتفين، يفقد تلك اللافتة، يسير معهم ويردد عباراتهم المطالبة بالوطن.

عندما يصل الجسر يبحث عن أصدقائه، تدور عيناه في المكان لا يجدهم، في تلك اللحظة تسقط دخانية على بعد أمتار يلتقطها بعض الشباب المتجمعون هناك يظهرون وهم يحاولون انتشالها بكل تفاصيل بأيديهم الملفوفة بقطع قماش أحدهم يحمل دلوا والبطانيات، وآخر الذي مسكها يرميها بهد أن أدى رقصة بسيطة.

نحو الجهة التي صدر منها حيث القوات متركزة، يصرخ أحدهم فيه لكي يضع كمامة، يبتسم يختار مكان بينهم وهو يرن على أصدقائه، يرى اتصالات كثيرة  كانت قد وردته لكنه بالكاد ميزها من الدخان الذي يحيط به جعلت من الرؤيا صعبة، يرن على أحد أصدقائه لا يصدر جواب.

يرن والده بتلك اللحظة، يتوتر قليلاً يرد وهو يستمع إلى صوت والده الذي يسأله عن مكان وجوده، يخبره بأنه خرج للتظاهر، يأتيه أمر والده بالعودة، يحاججه بأن يذهب ولا يصحبه، يسمع كلمات متقطعة من والده وهو يتحرك يمينا ويساراً أثر هجوم بالقنابل متتالية، إحداها كانت: المكان خطر، أنت لا تزال شابا.

يشعر بحرارة بإحدى ساقيه يسقط منه هاتفه لا يعرف لما خارت قوى يده، يرى كثيرين يتجمعون نحوه، تركن تكتك قربه وأيدٍ كثيرة تحاول حمله دفعة واحدة، يفقد الرؤيا لبعض الوقت، يسمع الأصوات، تتشوش لديه الرؤيا قليلاً، يحس بالأيادي ترفعه يضعونه في تكتك يسمع الكلام ولكنه لا يقوى على النطق، الألم يداهمه ويشعر وكأن الحرارة تزداد في قدمه.

يقف التكتك، يحاولون انزاله منه، وتحكم الصدفة بنفس المفرزة الطبية التي وقف عندها يفتح عينيه يلمح طفلاً يرفع لافتة مكتوب عليها: نريد وطن، إنها ذاتها اللافتة التي جاء بها اليوم لم تفقد حماسها.

العراق
قصة
الشباب
الوطن
الحب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    جمعية المودة تكرم القاص علي عبيد بفوز قصته لغة الأرض

    النشر : الخميس 28 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    من خلق الله.. حيوان (الكوالا الكسول)

    النشر : الأثنين 17 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

     فروا إلى الحسين

    النشر : الأربعاء 14 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    ماهي آلية الفرق بين الرجال والنساء؟

    النشر : الأحد 24 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    قراءة في كتاب: بطلة التوحيد

    النشر : الثلاثاء 14 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    استطلاع رأي: كيف نتعامل مع أولادنا المراهقين؟

    النشر : الأثنين 21 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 357 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1194 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1159 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1064 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 12 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 12 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 12 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 13 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة