• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

في جوار علي يحلو المنام

مروة حسن الجبوري / الأربعاء 09 تشرين الثاني 2016 / منوعات / 2448
شارك الموضوع :

يسدلُ الليلُ ستائرهِ بألوانها السوداءِ المخملية، ويُقبل القمر مع عباءتهُ الفضيةَ، وتأوي الطيورُ إلى أعشاشها تحتضنُ صغارها برفق وحنيةَ وي

(القصة الفائزة بالمرتبة الاولى في مهرجان أجنحة السلام)

 يسدلُ الليلُ ستائرهِ بألوانها السوداءِ المخملية، ويُقبل القمر مع عباءتهُ الفضيةَ، وتأوي الطيورُ إلى أعشاشها تحتضنُ صغارها برفق وحنيةَ ويزحفُ الصمتُ بخطاهِ الواثقةَ، يسودُ الهدوءَ الكرةَ الأرضيةَ، تنامُ أعَينُ البشرِ مطمئنةَ، الا عين واحدة ساهرة على النوم عاصية، تحاكي قدرها، ترتّل آيات حزنها وابيات عزائها، وحده الليل يسمع صرختها ويعلم وجعها، كل من حولها يذكرها بصوته بطيفه.

 الارض والسماء تشهد على ما جرى، تقف عند تلك المدينة الخاوية عند منتصف الليل لترى التراب مُبتل يحمل اثر تحركات أطفال، جُدران متشققة بالية، خُطىً غَابت القمر دونَ أن ينير دربها، تعثرت بالركام، لتعاوِدَ المسيرَ حين يودع الليل نجومه.

 كَانت هذه الوقفة لامرأة ثكلى، مليء بالصَّخب يومها، حِكاياتٌ تتلوها مدينة عَلى مَسامِع كل انسان  لعله يتصد لكنه صامِتْ بلا ضَجيج  هو الاخر.

لتَهبَ النار محملةً فتُصبح ارجاء المدينة مشتعلة، ذابت تحتَ وطأتها الشباب والاطفال، دموع السّماء  اطفأت جمرة قلبها فهي أم مفجوعة لا احد يجبر كسرها غير السماء، عامر قلبها بحنان ولدها لكلماته التي مازالت ترن في مسامعها لم يناديها أمي بل قلبي وحياتي وصديقتي، غادرتها  تلك الكلمات عندما غادرها طارق، كَان لها كل الحياة  وبهجةٍ وكل ايامها،  فأصبحت رثاءً  تنعى ما بقي من عمرها، صوتُ عويل لأمٍ أضناها الشوق واتعبها القدر، بالأمس زوجها العاجز فكأن اخر احلامها ان تحتضن ما بقي من الحياة  بحلوها و مُرها ببكائها بصداها.

فقد اكتفيت بزوجها العاجز وتكفلت بأمور الاسرة فكانت الام والاب، امتلأت بصفاء روحها راضية  بقضاء الله وقدره، لخطواتٍ تبَعثرت ذاتَ يوم سنين عجافها اخذت زهرة حياتها طارق لم يكن فقط الولد فكان الاب والاخ والحبيب والابن، عَبرةٌ ساخنة وصرخة تعلو صداها في السماء: اين انت يا ولدي.. لا تحيرني ان كنت حيا فارجع الى حضني  وان كنت ميتا فاعطني علامة تدلني عليك.؟

تشم ريح طارق ولا تملك قميصه، من بين الجثث المتفحمة ظهرت لها قدم ولدها وكأنه لبى نداء امه!!

ها هي رائحته عالقة في زوايا الأفئدة، عرفته ورب السماء والطارق، آه يا ولدي و يا قرة عيني، حرقوه قلبك حرقوه جسدك، كسرت ظهري، طارق مالي بعدك، هكذا ترحل من دون وداع واحتضان، يا رفيقي الحزين، يا عمري المسلوب قهرا وغصبا، أدمنت صوتك، وأدمنت وجودي معك، ثمّ فتحت عيني على غيابك ورحيلك...آه يا لقسوة القدر.

عندما استيقظ وجدت نفسي على زلزال رحيلك من حياتي، أصعب شيء أن أفارق روحاً ولا تفارقني، ويبقى صوتك في أذني، وتغيب وتبقى صورتكِ في عيني، وترحل وتبقى أنفاسكِ في قلبي، وتختفي ويبقى طيفك خلفي، يمزّقني يقطعني.

أن أغمض عيني فأراك، وأن أغفو، وأن أنظر على سطوركِ وتدمع عيني، وعندما أعود لواقعي لا ارى سوى برواز اسود خلف صورتك.

آه أن يأتي العيد وأنا وحيدة، وأن يطرق الحزن بابي وأنا وحيدة، وأن يمضي بي أغلب العمر وأنا وحيدة، ولا أحد يمسك بيدي، وأن أكتب فلا يصلك صوتي، ولا حتى صداي، وأن أصرخ فلا يصلك صوتي، وأن ألفظ أنفاسي فلا أراك،  يا هلال ما كان  اقصر عمره، انت الان في وادي السلام ترقد بأمان عند من قتلت من اجله ومن حرقوا جسدك من اجل حبه، لا خوف عليكم ولا تحزنون انتم في دار علي امنون.

الموت
الارهاب
الامام علي
الحزن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    الأمومة ليست في الإنجاب فقط

    النشر : الثلاثاء 16 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    في يوم الحب: حب بنكهة الحلال

    النشر : الأربعاء 15 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    نساء الريف العراقي ترزح بين نار االفقر ونار الجهل والظلم الاجتماعي

    النشر : الأحد 04 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    احذري قيود الكلام

    النشر : الخميس 18 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    المرأة وجدلية خوضها المضمار السياسي

    النشر : الأربعاء 23 آب 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    قراءة في كتاب: كيف تبني عائلة ناجحة برواية أهل البييت؟

    النشر : الثلاثاء 26 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1004 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 640 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 619 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 602 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 442 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1053 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1004 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 973 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 12 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 12 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 12 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة