• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

في جوار علي يحلو المنام

مروة حسن الجبوري / الأربعاء 09 تشرين الثاني 2016 / منوعات / 2377
شارك الموضوع :

يسدلُ الليلُ ستائرهِ بألوانها السوداءِ المخملية، ويُقبل القمر مع عباءتهُ الفضيةَ، وتأوي الطيورُ إلى أعشاشها تحتضنُ صغارها برفق وحنيةَ وي

(القصة الفائزة بالمرتبة الاولى في مهرجان أجنحة السلام)

 يسدلُ الليلُ ستائرهِ بألوانها السوداءِ المخملية، ويُقبل القمر مع عباءتهُ الفضيةَ، وتأوي الطيورُ إلى أعشاشها تحتضنُ صغارها برفق وحنيةَ ويزحفُ الصمتُ بخطاهِ الواثقةَ، يسودُ الهدوءَ الكرةَ الأرضيةَ، تنامُ أعَينُ البشرِ مطمئنةَ، الا عين واحدة ساهرة على النوم عاصية، تحاكي قدرها، ترتّل آيات حزنها وابيات عزائها، وحده الليل يسمع صرختها ويعلم وجعها، كل من حولها يذكرها بصوته بطيفه.

 الارض والسماء تشهد على ما جرى، تقف عند تلك المدينة الخاوية عند منتصف الليل لترى التراب مُبتل يحمل اثر تحركات أطفال، جُدران متشققة بالية، خُطىً غَابت القمر دونَ أن ينير دربها، تعثرت بالركام، لتعاوِدَ المسيرَ حين يودع الليل نجومه.

 كَانت هذه الوقفة لامرأة ثكلى، مليء بالصَّخب يومها، حِكاياتٌ تتلوها مدينة عَلى مَسامِع كل انسان  لعله يتصد لكنه صامِتْ بلا ضَجيج  هو الاخر.

لتَهبَ النار محملةً فتُصبح ارجاء المدينة مشتعلة، ذابت تحتَ وطأتها الشباب والاطفال، دموع السّماء  اطفأت جمرة قلبها فهي أم مفجوعة لا احد يجبر كسرها غير السماء، عامر قلبها بحنان ولدها لكلماته التي مازالت ترن في مسامعها لم يناديها أمي بل قلبي وحياتي وصديقتي، غادرتها  تلك الكلمات عندما غادرها طارق، كَان لها كل الحياة  وبهجةٍ وكل ايامها،  فأصبحت رثاءً  تنعى ما بقي من عمرها، صوتُ عويل لأمٍ أضناها الشوق واتعبها القدر، بالأمس زوجها العاجز فكأن اخر احلامها ان تحتضن ما بقي من الحياة  بحلوها و مُرها ببكائها بصداها.

فقد اكتفيت بزوجها العاجز وتكفلت بأمور الاسرة فكانت الام والاب، امتلأت بصفاء روحها راضية  بقضاء الله وقدره، لخطواتٍ تبَعثرت ذاتَ يوم سنين عجافها اخذت زهرة حياتها طارق لم يكن فقط الولد فكان الاب والاخ والحبيب والابن، عَبرةٌ ساخنة وصرخة تعلو صداها في السماء: اين انت يا ولدي.. لا تحيرني ان كنت حيا فارجع الى حضني  وان كنت ميتا فاعطني علامة تدلني عليك.؟

تشم ريح طارق ولا تملك قميصه، من بين الجثث المتفحمة ظهرت لها قدم ولدها وكأنه لبى نداء امه!!

ها هي رائحته عالقة في زوايا الأفئدة، عرفته ورب السماء والطارق، آه يا ولدي و يا قرة عيني، حرقوه قلبك حرقوه جسدك، كسرت ظهري، طارق مالي بعدك، هكذا ترحل من دون وداع واحتضان، يا رفيقي الحزين، يا عمري المسلوب قهرا وغصبا، أدمنت صوتك، وأدمنت وجودي معك، ثمّ فتحت عيني على غيابك ورحيلك...آه يا لقسوة القدر.

عندما استيقظ وجدت نفسي على زلزال رحيلك من حياتي، أصعب شيء أن أفارق روحاً ولا تفارقني، ويبقى صوتك في أذني، وتغيب وتبقى صورتكِ في عيني، وترحل وتبقى أنفاسكِ في قلبي، وتختفي ويبقى طيفك خلفي، يمزّقني يقطعني.

أن أغمض عيني فأراك، وأن أغفو، وأن أنظر على سطوركِ وتدمع عيني، وعندما أعود لواقعي لا ارى سوى برواز اسود خلف صورتك.

آه أن يأتي العيد وأنا وحيدة، وأن يطرق الحزن بابي وأنا وحيدة، وأن يمضي بي أغلب العمر وأنا وحيدة، ولا أحد يمسك بيدي، وأن أكتب فلا يصلك صوتي، ولا حتى صداي، وأن أصرخ فلا يصلك صوتي، وأن ألفظ أنفاسي فلا أراك،  يا هلال ما كان  اقصر عمره، انت الان في وادي السلام ترقد بأمان عند من قتلت من اجله ومن حرقوا جسدك من اجل حبه، لا خوف عليكم ولا تحزنون انتم في دار علي امنون.

الموت
الارهاب
الامام علي
الحزن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    في يوم الحب: حب بنكهة الحلال

    النشر : الأربعاء 15 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    المرأة وجدلية خوضها المضمار السياسي

    النشر : الأربعاء 23 آب 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    حوزة كربلاء النسوية تستضيف جمعية المودة

    النشر : الخميس 09 آب 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    حرف من السَعَفَة: عبقات من التراث العراقي الأصيل

    النشر : الخميس 25 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    النشر : منذ 19 دقيقة
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    مبشّرات بين يدي خاتم الرسل

    النشر : الخميس 08 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 361 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 335 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1080 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1005 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 10 دقيقة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 14 دقيقة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 19 دقيقة
    بوصلة النور
    • منذ 21 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة