• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فتاة من اطراف المدينة..

آلاء هاشم القطب / الأثنين 21 تشرين الثاني 2016 / منوعات / 2356
شارك الموضوع :

الساعة الخامسة من صباح احد ايام الشتاء القارصة... النجوم غائرة... الظلام دامس... ضباب متكثف خارج حجرة المنزل... النوافذ تتصبب عرقا وكأنها منهكة

الساعة الخامسة من صباح احد ايام الشتاء القارصة... النجوم غائرة... الظلام دامس... ضباب متكثف خارج حجرة المنزل... النوافذ تتصبب عرقا وكأنها منهكة من عمل مجهد...

تمسح عيناها قليلا محاولة التأكد من الوقت عله يخبئ لها خمس دقائق اخرى اضافية تكمل فيها ما تبقى من نومها في فراشها الذي وان كان اقل برودة كثيرا من خارج المنزل... لكنه ليس دافئا بما يكفي لكي يمنحها ما تبتغي من راحة..

لكن الوقت هو الوقت والساعة مسرعة وكأنها مجنونة..

ابتدأت الاصوات بالمنزل تعلو شيئا فشيئا... صرخات ابيها المنبعثة لإفاقتهم...

واصوات اواني الشاي والاطباق التي تصدر من حجرة المطبخ.

استندت على حافة النافذة ونهضت مسرعة... صلّت الفريضة.. ثم تناولت فطورها وهي واقفة واخذت عدّتها وخرجت من المنزل...

نادتها والدتها: انتظري اختك...

لكنها رفضت الانتظار مجيبة: فلتلحق بي عند "الترعة"..

ترى الى اين ذهبت فاطمة؟ وعن اي ترعة تتحدث؟ هل ذهبت الى مدرستها منذ الصباح الباكر؟ ام الى اين تذهب في هذا الوقت المبكر؟

 امي اين فاطمة؟ تسال اختها عنها لتجيبها امها: سبقتك بالخروج وستنتظرك قرب الترعة.

تنادي الام خلف ابنتها: لا تتأخرا في جز الحشيش واحضاره للحيوانات.. ها قد علمنا اين تذهب فاطمة التي ستروي لنا قصتها باختصار...

اسمي فاطمة....

عمري ثلاثة عشر عاما، اعيش في كنف والديّ.. وانا ابنتهم الكبرى.

اسكن في مزرعة على اطراف المدينة...

انا في الصف الثاني المتوسط..

استيقظ مبكرا.. اجز الحشيش وأتي به طعاما لحيواناتنا ..

واحصد المحصول اليومي من الخضار والفواكه مع اختي التي تصغرني بعامين، ونضعه في صناديق واكياس لتأخذه امي وتبيعه مع ما ينتج من بيض وحليب وما اعددته من مشتقاته... اسقي الزرع بعد الشروق بقليل.. ثم اعود للمنزل لأعد الطعام قبل ان تأتي امي من السوق، بينما تقوم اختي بترتيب المنزل.

قبل ان تحين الظهيرة نذهب انا واختي الى المدرسة التي تبعد اكثر من ساعة ونصف عن منزلنا سيرا على الاقدام.

المدرسة دوامها مسائي لأننا لا نستطيع ان نذهب صباحا بسبب انشغالنا في مساعدة امي...

ابي كباقي رجال القرية يعمل شيئا واحدا، فقط يلقي الاوامر علينا...

يذهب صباحا ليتناول الافطار خارج المنزل مع اصدقائه بينما تعود امي ليأخذ ما جنته من ارباح في السوق.. يشارك اصدقائه في رحلات الصيد، مصارعة الديوك، الولائم..

لا يهتم لأي شيء سوى انه يريد ان يعيش حياته وهو في اقصى درجات الراحة، بينما تقوم امي بجميع الاعمال.

عندما اعود من المدرسة يكون الليل قد جنّ، واكون متعبة ومحتاجة للراحة لكن والدتي بالرغم من يومها المتعب، كانت تسهر بجانبي الى ان اكمل اغلب التحضيرات المدرسية التي في الغالب لا يكفي الوقت لإتمامها بالكامل ورفضت دوما ان نترك المدرسة على الرغم من ان اغلب سكان القرية محدودي التعليم.

استمرت حالتي على ما انا عليه لفترة طويلة لكن لا يضيع الله تعب احد ابدا..

 تخرجت من الجامعة  وانا الان اعمل مدّرسة في المدرسة التي كنت ارتادها، انا سعيدة لأني اعتبر نفسي مكافحة للظروف العصيبة التي كنت امر بها.

على الرغم من ان والدتي كانت انسانة بسيطة الا انها قالت لي يوما: دعواتي لكِ سترافقك طيلة عمرك وستوفقين يوما ما وترين السعادة وهذا ما جنيته فعلا، شكرا لكِ يا امي  فآخر الصبر كان حلو المذاق.

المرأة
الأمل
العمل
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    تمكين المرأة من خلال سيرة السيدة زينب

    النشر : الخميس 16 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    حتمية الطفوف وإشهار السيوف

    النشر : الأربعاء 27 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    النشر : الخميس 12 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الأبناء.. الضحايا الأكبر للخيانة الزوجية

    النشر : الثلاثاء 22 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الغرق في متاهات الحياة

    النشر : الثلاثاء 02 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الأكل على متن الطائرة.. هل هو صحي؟

    النشر : الخميس 13 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 367 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 345 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 5 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 5 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 5 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة