• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

بواكير الصباح

مريم حسين العبودي / الأحد 21 تشرين الثاني 2021 / منوعات / 3107
شارك الموضوع :

إنَّ شغفي بالصباح ليس ناتجاً عن رغبةُ بشرية عادية نحو البدايات، وليس واجباً أستثقله أو مُنبهاً مُزعجاً يرِنُ في أُذنيّ

مثل لهيب شمعةٍ مُعطّرة، تتمايلُ شُعلتها ذات اليمين وذات الشمال، كانت الروح تتأرجح بين عوالم مُتخيّلة، لا أرضيّة، أقصُدُ دائماً وجهاتٍ لا أدري أين تأخذني. كانت بواكير الصباح تعني لي أكثر من مجرّد كونها بدايات متجددة، عُمقها يضُمُ شروقاً خاصاً، لا أشارك الشمس فيه، أغرُب وأبزغُ حسب طقسي الخاص. زقزقة البواكير تلك تُلحَنُ من قِبلِ أوركسترا، كلُ فردٍ فيها لهُ جناحيّن، مع كُلِ نغمة ينطلقُ نهرٌ عذبٌ منساب انسياب النهر في مجراه.

إنَّ شغفي بالصباح ليس ناتجاً عن رغبةُ بشرية عادية نحو البدايات، وليس واجباً أستثقله أو مُنبهاً مُزعجاً يرِنُ في أُذنيّ فأُصابُ بالاشمئزاز من موسيقاه اليومية المشؤومة، إن هيامي بالاستيقاظ الباكر يمنحني وقتاً معي، فلم أكن أجدُ نفسي في أي وقتٍ خلال اليوم كما أفعلُ صباحاً، كأن الكون انقسم لنا على جُزأين، وكأن كل البشر قد ضيّعوا جزءاً منهم، وقُدِّر لهم أن يجتمعوا بهِ كل يوم في وقتٍ محدد يستشعرونه في أرواحهم، فمنهم من لهُ الليل ومنهم من له الصباح.

تكون طاقتي الروحية خفيفةٌ كُلما أبكرتُ في الاستيقاظ وتأخرّ الآخرون في الصحو، وكلما بدأت أول التحركات البشرية، وتعالت الأصوات الكونية بشكلٍ تدريجي، كلما شارف وقتي الروحي على الانتهاء، بداياتهم المملة والرتيبة تُنهي بداياتي المُحببة واللذيذة، وكلما قارب النهار على الانتصاف ثقُل قلبي وبدأ مزاجي المنعش بالتضاؤل.

 منذ أمدٍ بعيد، مُذ طفولتي، كنتُ أُحبذ الأوقات التي يختفي فيها الآخرون، السويعات التي تجعل الوجود في حالةٍ من السُبات والصمت، الصباحات الباكرة، وقت الظهيرة، ألا أستمع لأصوات وأحاديث بشرية، لا همهمات ولا كلمات تنطلقُ في الفضاء الرحب، بل أنغمرُ في ذاتي، في أعماقي السحيقة فحسب.

أفكرُ أحياناً بأن الله خلق كلُ قسمٍ من الناس في وقتٍ مختلف من النهار، ويمكنني الجزم بأنهُ خلقني في صباحٍ باكر جداً، كانت الملائكة فقط هي اليقظة فيه. وللشتاء النصيب الأجمل من توقي لانبلاج النور في دقائق الفجر، كأنك تحظى بميزة فذة، لا يتشجع أحدٌ على ترك فراشه الدافئ في أيامٍ قارصة البرودة، بينما تستمتعُ أنت بأن تفتح عينيك، تجذبك طاقة الكون نحوها، تُغريك النسمات بطيبها، وتتمايل الأغصان لتأخذك معها، فيكون مع أعماقك في موعدٍ سماوي خاص، تحظى بمحادثةٍ زرقاء مع أول زقزقة الطيور، تؤدي تحيةٍ عذبة لتلك الغيوم المتعانقة في أسرابٍ قطنية بيضاء،  تتحرر، تستسلم، تتسامى، تتوهج، تتشربُ عبق الفجر، تصمت منتشياً بأنك معك فقط، منتظراً اليوم التالي، الفجر القادم، لتغرق مجدداً، فيك، فيك أنت وحسب.

الانسان
مشاعر
الايجابية
التفكير
الشخصية
الحب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    تمكين المرأة من خلال سيرة السيدة زينب

    النشر : الخميس 16 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    حتمية الطفوف وإشهار السيوف

    النشر : الأربعاء 27 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    النشر : الخميس 12 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأبناء.. الضحايا الأكبر للخيانة الزوجية

    النشر : الثلاثاء 22 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الغرق في متاهات الحياة

    النشر : الثلاثاء 02 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأكل على متن الطائرة.. هل هو صحي؟

    النشر : الخميس 13 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 367 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 345 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 5 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 5 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 5 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة