• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

على أعتاب الرحيل

زينب شاكر السماك / الأثنين 26 آب 2024 / ثقافة / 1236
شارك الموضوع :

تأتي تلك اللحظة التي يخشاها الجميع؛ يوم الوداع. إنه اليوم الذي يتسلل فيه الحزن إلى القلوب

ها هي الأيام تمر سريعًا، كسحابة صيف في سماء كربلاء، زوار الإمام الحسين (عليه السلام) كانوا كأسراب الحمام، يحلقون في سماء المدينة، ينشرون الفرح والبهجة في كل زاوية، ويمدون جسرًا من المحبة والولاء بين قلوبهم وقلوب أهل البيت (عليهم السلام). كربلاء احتضنتهم بحب، وهم أضفوا عليها سحرًا خاصًا، فمنذ بداية شهر محرم وحتى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، تتحول هذه المدينة المقدسة إلى مرقد ينبض بالحياة، حيث يعيش الزائرون أجمل أيامهم بين أحضانها.

وتحديداً أيام زيارة الأربعين يمر الزوار بتجارب مليئة بالفرح والتحدي، حلوها ومرها، ويتشاركون في كل شيء، من الطعام والشراب إلى قصص الحياة لا تكاد تمر ساعة إلا وتجد قلبًا جديدًا يتصل بقلب آخر، فيتعرف الزائرون على بعضهم البعض، يجمعهم حب الإمام الحسين (عليه السلام) والرغبة في القرب منه. وفي كل لحظة يتعمق الشعور بالروحانية، ويتسرب إلى النفوس ذلك الشعور الفريد الذي لا يمكن وصفه بكلمات.

لكن، كما لكل بداية نهاية، تأتي تلك اللحظة التي يخشاها الجميع؛ يوم الوداع. إنه اليوم الذي يتسلل فيه الحزن إلى القلوب، ويملأ العيون بالدموع، فبعد أيام وليالٍ قضوها بالقرب من ضريح الإمام الحسين (عليه السلام)، يأتي الوقت الذي يجب فيه على الزائرين العودة إلى ديارهم، تاركين وراءهم تلك اللحظات التي لن تُنسى.

في كل عام، نشهد مشهدًا يتكرر، لكنه لا يفقد أثره على القلب؛ مشهد الوداع. في آخر يوم من الأربعينية، تتصاعد آهات الفراق بين جموع الموالين، الذين كانوا يبنون المواكب بكل حب وهمّة، والآن يجدون أنفسهم يضطرون لحمل أمتعتهم والعودة إلى منازلهم. هذا المشهد يجسد عمق العلاقة التي تربط الزائرين بكربلاء، فهم لم يأتوا فقط لأداء طقوس دينية، بل جاءوا ليعيشوا قصة عشق أبدية مع الإمام الحسين (عليه السلام).

ورغم انتهاء الطريق إلى كربلاء مؤقتًا، يترك الزائرون جزءًا من أرواحهم في هذه الأرض المقدسة. لا يبقى منهم سوى صدى أصواتهم التي كانت تردد: "لبيك يا حسين"، وأثر خطواتهم التي نقشوها على دروب الولاء. تمهل أيها الزائر، فلا تعجل بالرحيل؛ "قلوبنا ما زالت تتوهج بشوقك، وألم فراق العام الماضي لم يلتئم بعد."

إن الفراق ليس نهاية الحكاية، بل هو بداية لانتظار لقاء جديد. كل عام، يعود الزائرون، محملين بأثقال من الشوق، ليجددوا عهدهم مع الإمام الحسين (عليه السلام) وليعيشوا تلك اللحظات الروحانية مرة أخرى. ومع ذلك، يظل الوداع دائمًا مؤلمًا، لأنهم يتركون خلفهم جزءًا من قلوبهم في كربلاء.

إن زيارة الأربعين ليست مجرد رحلة، بل هي تجربة تعيد تشكيل الروح وتملؤها بالطاقة والإيمان. هذه التجربة تجعل الزائر يشعر بأنه أقرب إلى الله، وأنه جزء من قصة أكبر، قصة لا تنتهي عند حدود الزمن والمكان. هي رحلة إلى الذات، حيث يكتشف الإنسان قوته وضعفه، ويجد في حضرة الإمام الحسين (عليه السلام) ما يملأ قلبه بالسكينة والسلام.

تمهل أيها الزائر، فما زالت أرواحنا تحترق شوقًا لك. توقف لحظة، وانظر إلى كربلاء نظرة أخيرة، لعلها تخفف من ألم الفراق، ولعلها تمنحك القوة لتحمل شوق الانتظار حتى تعود مجددًا في العام المقبل. نحن هنا، ننتظرك، بقلوب مليئة بالأمل، وبأرواح مستعدة للقاء جديد، نجدد فيه حبنا وولاءنا للإمام الحسين (عليه السلام).

زيارة الاربعين
الامام الحسين
الشيعة
كربلاء
الحب
عاشوراء
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    تعرف على قصة المرأة التي قادت شركتها للعالمية بعد أن أوشكت على الانهيار

    النشر : السبت 03 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    رسالة الى امرأة تبحث عن السعادة

    النشر : الأحد 25 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    نصائح تساعدك على الاستمرار في ممارسة الرياضة في الشتاء

    النشر : الأربعاء 23 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    استطلاع رأي: ماهي العوائق التي تمنعنا من التمتع بالحياة؟!

    النشر : الأثنين 27 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    لماذا أصبح الشتم بين الاصدقاء أمراً مقبولا؟

    النشر : الأثنين 26 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    تراجع الحياة المهنية.. يبدأ في هذا العمر فكيف نستثمره إيجابيا؟

    النشر : الثلاثاء 15 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 460 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 368 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 359 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 349 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3449 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1071 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 993 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 989 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 7 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 7 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 7 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة