• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ما لا ينبغي من العفو.. نُدبة

هدى المفرجي / الأحد 13 تشرين الاول 2024 / ثقافة / 755
شارك الموضوع :

هنا تدرك ان العفو والصفح لا يشمل الجميع، وان هناك استثناء لان في ذلك فساد المجتمع وقوة للظالم

لطالما كانت الايجابية لها دور كبير في شحذ الهمم وتعزيز الدافع الذاتي للرغبة في العطاء والإجادة، ولكنها في بعض اللحظات تكون هي النقطة التي تجعل أحدهم يشمئز من نفسه فيتصلب أمام التساؤل الخطأ في الجسد المتعطش لجلد الذات: هل أنا المخطئ؟

هو سؤال راود الكثير منا، الذين تعلموا العطاء بلا حدود حتى بهتت ملامحهم عند أول ناكر لجميلهم فكانت كل الحشرات التي تلته تنهش من أجساد الطيبين فتغير لونهم ليتجمع كل شيء في النهاية فينفجر الطيب ويتحول لهالة سوداء لا رادع لها، ورغم أن التسامح من الأخلاق الحميدة ولكن الحقيقة التي يتجاهلها الأغلب أنه ليس كل فعل يجب أن نتسامح معه فبعض المخطئين يترجمون اطار التسامح إلى عدة أوجه، فيراها قليل الأصل ضعفاً والمتمرد قبولاً والغالبية من الجهلة يرون أن تسامح المجتمع بأنه غير مستعد للمواجهة.

وهكذا انطلقت معاناة شريحة كبيرة من المجتمع تقف وراء الستار فتنظر إلى جوانب المنصة منتظرة من مصمم المسرحية أن يوقفها دون أي اعتراض منهم في ظل كتمان الشعور في بادئ الأمر ثم اعتادوا فتكررت المشاهد يومياً ولم يعد هناك حتى أضعف الإيمان يعتريهم وهو الرفض القلبي ، ليصبح العالم مليء بالغضب أينما نظرنا نرى القيم تتصادم وتتلاشى ولا نعلم من قام باغتيالها، فاصبح القاتل وزيراً والفاسقة مثالاً وعلى الجانب الآخر في زاوية الممر وقف الشرف والعفاف ينظرون، وتلك المشاهد تزيد من قساوة الانسان حتى يجد نفسه في النهاية لاشيء يذكر وما هو إلا نسخة مكررة عن أشخاص كسروا قيم داخله، وحطموا شعورا جميلا كان يحفظه.

ما لا ينبغي من العفو

من المؤكد أن صفة العفو، والصفح، وترك الإنتقام عند القدرة، من أبرز الصفات الأخلاقية السامية، وإن المجتمع الذي يتعامل أفراده بهذه الصفات يتميز باستمرار التفاهم والحب والعطاء ، أما الأفراد الذين يحملون الإنتقام والثأر ، والضغينة ، في قلوبهم لا يغفرون أي إساءة ، أو زلة وإنما يرتقبون الفرصة ، حتى يفرغون أحقادهم ، ويثأرون لأنفسهم يقتاتون على اضطراب نفسي فتجدهم كلما قدمت إليهم قطعة خبز أكلوها ثم بصقوا عليك وأمروك بإحضار أخرى فتجد أن عطاءك زادهم سوءاً.

وهنا تدرك أن العفو والصفح لا يشمل الجميع، وأن هناك استثناء لأن في ذلك فساد المجتمع وقوة للظالم، ودوما ما يلجأ الإنسان في لحظات الضياع إلى يد تنتشله وتارة إلى كلمات قالها خير عباد الله فتمسك به لتنقله لليقين كتلك الكلمات التي قالها الإمام علي (عليه السلام) : «العفو يفسد من اللئيم بقدر إصلاحه من الكريم»، وهنا يتبين لنا أن الإنسان حين يعفو عن شخص مذنب كريم ويصفح عنه يحظى بحبه لأن عفوه ممزوج بالكرم والتواضع، لكن العفو عن اللئيم والوضيع مدعاة للإفساد لأنه مقرون بالمنّ والأذى وهكذا كان توضيح أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله :«الكريم يلين إذا استعطف، واللئيم يقسو إذا لوطف».

والواقع هنا معيار للحقيقية ، فكم قاتل تم العفو عنه فأصبح طاغية وكم فاسدة تم العفو عنها أنشأت شبكة من الفساد وضمت إليها أعداداً من الجهلة، وكم مسيء إلينا تداركناه في العفو فقطع يدنا التي قدمت الرغيف مناصفة إياه ولكنه شعر أنه يستحق هذا الرغيف بالكامل لأن شعوره المستبد طغى ورفض صفات الكريم فهي لا تناسب لئيم مثله فترك نُدبة تنهش أجسادنا كلما ذهبنا إلى النوم هاجمتنا كجاثوم يقطع النفس، ويعصر القلب، ويؤذي الروح .

هكذا هي ببساطة صورة اللئيم إذا تم العفو عنه كان ندبة تلازمك طوال حياتك، ولكن لا تدع هذا الحديث يجعل منك شخصاً متصلبا فلا تفرق بين المستحق للعفو وعدمه واتبع قول أمير المؤمنين (عليه السلام): «أفضل رداء تردى به الحلم وإن لم تكن حليما فتحلم فإنه من تشبه بقوم أوشك أن يكون منهم»، وهكذا عليك الأخذ بالقولين فلا تكن صلباً فتكسر ولا ليناً فتعصر ولا تجعل في حياتك القرب لإناس أثقلت الأيام على قلبك فالحياة مد وجزر فاجعل من مدك سكونا وتسامحاً تزهر فيه أطراف جسدك ومن جزرك صفح وعفو لمن يستحق فيهدأ قلبك وتركن إلى الطمأنينة حواسك كلها .

الاخلاق
الدين
الشخصية
السلوك
المجتمع
الظلم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    إنّ لِجهنّم زفرات في المُصاب

    النشر : الأحد 14 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    تأملات في سورة التغابن(١) لَهُ الْمُلْكُ .. كيفَ تَستقرُ هذهِ الحقيقةِ في قلبِ المؤمنِ

    النشر : الثلاثاء 01 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

     وقفات تأملية في سورة محمد ٢

    النشر : الأثنين 18 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الغناء.. طبل على وتد الفجور

    النشر : الأحد 12 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ولِد الجواد وتحقق المراد

    النشر : الأثنين 22 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    تحصين سلامة القلب بالحسين

    النشر : السبت 21 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 464 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 368 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 359 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 349 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3450 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1071 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1067 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1014 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 995 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 993 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 10 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 10 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 10 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة