• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حين تكون الكتابة منفذك الوحيد والقراءة حياة لذاتك

هدى المفرجي / الخميس 04 آيار 2017 / ثقافة / 3770
شارك الموضوع :

عيناي تبصران خطوات ابي وزوجته وقلبي يتنشق ربيعه العطري، نهضت بعد ان احسست بالألم يعصر قلبي ويضغط علي، ضربت القدح بالأرض فتحطمت شظاياه .

عيناي تبصران خطوات ابي وزوجته وقلبي يتنشق ربيعه العطري، نهضت بعد ان احسست بالألم يعصر قلبي ويضغط علي، ضربت القدح بالأرض فتحطمت شظاياه .

صرخت بهم كالهدير ((اوليس هناك تقدير لأمي، لم يمضِ سوى اربعين يوما حتى هممتم بزفاف ابي، يالكم من سراب وعائلة دون قلوب)).

ثم هممت بحمل اختي الصغيرة والذهاب نحو الاعلى، على السلم المعتم ماتت خطواتي قرب ضالة الضوء المنسكب على الدرجات، اتجهت نحو غرفتي، اغلقت الباب واسترحت على السرير، احتضنت اختي الصغيرة فأنا منذ اليوم سأصبح اماً لها وفي داخلي السموم اللاهبة، كيف يطاوع قلب ابي ان يتزوج بهذه السرعة وما زال قبر امي قيد الرطوبة، نهضت بحزن شديد والقيت بجسدي المنهوك بين اكتاف الاريكة، مرت على خاطري لحظة حزن مشحونة بالكآبة حيث يتولد سؤال ملح: (لماذا.. لافرق لافرق ابدا، كما قالت جدتي ان لم يكن اليوم فغدا سيتزوج والدك فهو مازال في اول الشباب..).

كل شيء يتبدد الآن.. ذكرى امي، الراحة المنشودة، اي جلبة هذه التي تثير الاعصاب، وتخنق الانفاس ..

رنّ هاتفي مجددا، لا أود الرد، قرأت الاسم، انها صديقتي المقربة، منذ انتهاء العزاء لم اكلمها، اجبتها بصوتي المنهك، اخبرتني انها تريد القدوم غدا فهي مشتاقة لي، لم اطل الحديث فلا رغبة لي بالكلام، نظرت لهاتفي، تصفحت مواقع التواصل، رسائل تعزية كثيرة قد وصلتني من الاصحاب واشعارات كثيرة، تصفحت بملل قاتل وفراغ داخلي، قرأت بعض الخواطر عن الحزن، فعلا كانت عبارات جملية ومؤلمة، استوقفتني لتذرف من مقلتي الدموع، شعرت بأني اود الكلام لكن عيبي اني لااستطيع البوح لأحد عما في داخلي، فكتبت بعض السطور لأجد هناك منفذ لذاتي، كتبت كل مافي داخلي لأدمي السطور بألمي واقتل الحروف حزنا على امي .

مرت ايام وانا على هذه الحالة من الوحدة حتى زيارة صديقتي لم تخرجني من عزلتي والتي اصبحت عليها بعدما تأزم الوضع في المنزل وتركي للدراسة بسبب تلك التي دخلت كعروس للدار.. وكقطاع طرق لقلبي..

 يتبدد كل شيء الان في بؤرة الخوف، تتعثر كلماتي امامها، ابتلع كل حرف غضب انطقه داخلي، فأبي، لم يعد ابي، تغير كليا، اي نوع من السلطة التي تمارسها علينا، جريان سريع يطفو على سطح الفكر ويتضح بوضوح اكثر (انها تود ان تقيدنا بالعبودية، تنطلق الكلمات منها بضجة وقساوة).

سأتحمل فما زالت اختي صغيرة وبحاجة لقوتي بجانبها، لكن ترك الدراسة اثّر على وضعي النفسي كثيرا، كنت اشكو لأمي ليلا ظلم زوجة ابي والدموع  تبلل وسادتي، انا رهينة سجنها، انا معتقلة في قساوتها، كانت تراقبني على الدوام تتأمل اي زلة علي لتؤذيني دون سبب، تنهكني يوميا بالاعمال بلا رحمة لتتلاشى كل سعادة داخلي وينتشر الحزن في ارجاء خاطري ويطوق الجفاف ضفاف قلبي،  لامنفذ لي، وكانت الكتابة هي منفذي الوحيد الذي يعبر عن حزني.

وذات مرة قرأت هاشتاك اطلق بأسم كاتبات المستقبل ولفت انتباهي، دخلت بينهم بإسم مستعار وبشخصية حقيقية لأسرد خواطري التي طالما خبأتها في  داخلي، ويوما بعد يوم وجدت نفسي قبل اسمي، هناك حياة، وكلمة اطلقت علي بجدارة (الكاتبة المتألقة)، من بين جميع الكاتبات تم قبول اسمي المستعار لينتشر كل ما اكتب وليشاركني الجميع خاطراتي وحكاياتي التي احيانا اطرزها من واقعي.

ولدت لأكون كاتبة، الكتابة اخرجتني من عزلتي التي طالما عانيت منها، والقراءة فتحت لذاتي باب الحياة، انا كاتبة عنوانها القلم واسمها الكتاب، ولدت لأكون مختلفة .

وربما في ذات كل انسان قدرة كافية من ناصية الابداع والموهبة لكن هناك نقطة البداية، في داخل كل منا انتظار ولن يأتي الا من انفسنا.. عيبنا الوحيد هو الانتظار على امل التقدم دون السعي وراءه .

شاهدنا واختلطنا، كتبنا وتأثرنا بعوالم ثقافية واجواء تغني الموضوع فلا احد يكتب من فراغ، فالكتابة الجيدة تأتي من ثقافة متواصلة بالأجواء الثقافية سواء كانت من رواية او مجلة او كتاب ليتسع العقل وينهض الفكر لتتطور البلاد وتعود امجاد الحضارات فلا فنون ولاثقافة ولا كتابات ادبية تحمل مجدا للمستقبل الا تلك الكتابات التي تنضجها الحضارات في اجواء تحترم المستقبل وتحترم قبل كل شيء انسانية الانسان .

القراءة غذاء للعقل وحياة تبعدك عن الجهل وانس للروح وسلوة للنفس، قال الامام علي (عليه السلام): من تسلى بالكتب لم تفته سلوة ..

 فليست هناك معرفة دون قراءة والمعرفة كنز الإنسان ورمز تكريمه؛ حيث خلق الله تعالى الإنسان مكرّماً على سائر المخلوقات فأعطاه العقل، وإنّ الإنسان يولد بقدرات عقلية لكنّه مثل الوعاء الذي إذا لم يُملأ يكون فارغًا، وإذا امتلأ فاض به، لذلك لا خير في عقل إذا لم يتم تزويده بالمعلومات التي تُنمّي قدرته وتُنشّط عضلات مخه، فالذين يقرؤون كثيرًا يعرفون كثيرًا، يخوضون في تجارب أمم سابقة، ويزورون مدنًا وأماكنا لم يروها إلا بين دفتيّ الكتب.

القراءة هي حياة أخرى تمنح للإنسان آفاق المعرفة والثقافة، فتتوسّع مداركه في التعامل واتخاذ القرارات الصحيحة، فتجد المثقّف يُحب الناس سماع رأيه والاخذ به.

وقد حثّ الإسلام على القراءة، بل نَزَل الوحي كله على قاعدة اقرأ، فكانت: (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، وإنّ أول ما خلق الله هو القلم، وقد سُمّيت أمة الإسلام (بأمّة اقرأ) وستقرأ يومًا بإذن الله..

فالقراءة سبب لرفعة الإنسان في هذه الحياة وفي الآخرة لأنها من أسباب العلم والمعرفة، قال تعالى: (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ..).

القراءة
الكتابة
قصة
الحياة
الانسان
العلم
الابداع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    مصطفى الطالقاني
    العراق2017-05-06
    حــِـــــــــرَفيَتُكِ جَميلةٌ جداً استمري في هذا النمط من الكتابه العالم ينظر اليكِ يا مبدعة دمتي في الابداع


    ا.مصطفى الطالقاني عضو هيئة الكتاب العرب

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    عندما توقف مارك عن رسم القلوب

    النشر : الثلاثاء 27 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    سمو الروح: الحقيبة الرمضانية الأولى لجمعية المودة

    النشر : السبت 01 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    توازن الأدوار المتعددة ومسؤوليات الحياة

    النشر : الثلاثاء 19 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    العتب.. صابون القلوب لكن بتاريخ انتهاء

    النشر : الخميس 26 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    هل هناك ارتباط بين الدراسة والخصائص العقلية والمجتمعية؟

    النشر : الثلاثاء 12 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الساعة.. إكسسوار مهم يعكس الذوق والشخصية

    النشر : الأثنين 07 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1004 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 746 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 641 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 619 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 609 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 446 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1054 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1004 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 973 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 746 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 13 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 13 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 13 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 13 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة