• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

في اليوم العالمي للغة الأم.. تداخل الإنجليزية في اللغة العربية: دليل على الثقافة أم مؤشر على التبعية؟

زينب كاظم التميمي / الخميس 20 شباط 2025 / ثقافة / 891
شارك الموضوع :

اللغة هي مجرد أداة للتعبير عن هذه الثقافة، وليست تعريفًا شاملاً لها

من الظواهر اللغوية البارزة في مجتمعاتنا العربية المعاصرة، هي اللغة الانكليزية. وكثيرًا ما نسمع عبارات مثل "أنا كُلش هابي" أو "هذا شيء كُول" أو "أنا راح أسوي أبلود لهذا الفيديو" أو "سوري".

لا يستطيع إكمال جملة عربية دون أن يحشر بين كلماتها كلمة إنجليزية حتى لو لم تكن ضرورية للدقة العلمية أو ضمن السياق وهو في الأصل يتحدث مع شخص من نفس لغته؟ كأن يقول أنا رايح meeting ويُؤمن أنه دليل على الرقي! او محاولة لإثبات الثقافة! أو نوع من التفاخر!! ولكن، هل هذا التداخل دليل حقيقي على الثقافة والتحضر، أم أنه تقليد أعمى يؤدي إلى فقدان هويتنا اللغوية؟

يَدعي البعض على أن تداخل اللغات هو نتيجة حتمية للعولمة وتزايد التواصل بين الثقافات. وأن استخدام الكلمات الإنجليزية يسهل التواصل مع الآخرين، خاصة في المجالات العلمية والتكنولوجية.

 ويَرون أن استخدام الكلمات الأجنبية يضفي على اللغة طابعًا حديثًا وعصريًا، ويجعلها تتلاءم مع التطورات التكنولوجية السريعة.

لنُحلل هذه الظاهرة، هذه الظاهرة ليست بريئة ولا عشوائية. هذه حالة نفسية واجتماعية تسمى تقليد الوجاهة الثقافية Cultural Prestige Imitation). في المجتمعات مثل مجتمعنا يعاني الإنسان بها من (ضياع) يعيش أزمة هوية.. وهذه حالة تنكر، محاولة أشبه بعمليات التجميل. يحاول الإنسان الذي يشعر بالنقص أن يختبئ خلف مظهر منفتح متحضر! دون أن يمتلك وزن أو رصيد ثقافي.

لذلك الكلمات الإنجليزية هنا ليست أداة تواصل بل نوع من التماهي وزينة سطحية لإخفاء شعور داخلي بالانكسار أمام الثقافة الأجنبية!

يتحول الأمر إلى استعراض أكثر منه تعبير عن الثقافة. معتقدين أن هذا الفعل يمنحهم شعوراً بالرقي أو يرفعهم درجة أمام الآخرين.. تماماً مثل شخص يرتدي بدلة فاخرة في وسط سوق شعبي. معتقداً أنه يلفت الأنظار بينما الجميع يراه لا شيء!

هل سمعتم يوماً أجنبياً يزج كلمات لغة أخرى في حديثه؟ بالطبع لا. لماذا؟ لأن الهويات القوية والواثقة من نفسها لا تحتاج إلى واجهة لغوية.

أما عندنا فالكلمات الإنجليزية أصبحت مثل (الماكياج). تستخدم للتغطية على إحساس خفي بالتنكر الثقافي. كأن المواطن هنا يقول للعالم (انظروا، أنا متحضر... أنا مختلف).

كما يجب أن نَعي أن هذا التداخل يؤدي إلى تآكل اللغة العربية وفقدانها لهويتها، ويضعف قدرتها على التعبير عن خصوصيات الثقافة العربية.

وهذا يعكس حالة من التبعية الثقافية للغرب، وأننا نستورد لغاتهم وعاداتهم دون تفكير نقدي.

وقد يؤدي استخدام الكلمات الأجنبية دون فهم دقيق لمعانيها إلى خلط المفاهيم وتشويهها.

ومن أسباب تداخل اللغات هي وسائل الإعلام فوسائل الإعلام تلعب دورًا كبيرًا في نشر الكلمات الأجنبية، خاصة من خلال المسلسلات والأفلام الأجنبية المدبلجة أو المترجمة.

 كما في التعليم فقد يكون للمنهج التعليمي دور في تعزيز استخدام الكلمات الأجنبية، خاصة في بعض التخصصات العلمية.

وأيضا من يكون كثير السياحة والسفر يتزايد استخدام الكلمات الأجنبية عنده ففي المناطق السياحية وفي الأوساط هناك الكثير ممن يتحدث لغات أجنبية.

إن تداخل اللغات ظاهرة معقدة تتطلب تحليلًا متعمقًا. فمن ناحية، لا يمكن إنكار أن العولمة والتطور التكنولوجي يفرضان علينا التعامل مع لغات أخرى. ومن ناحية أخرى، يجب أن نحرص على الحفاظ على هويتنا اللغوية والثقافية.

لهذا يجب أن يركز التعليم على تعزيز اللغة العربية وتطوير مهارات التعبير بها، مع إيلاء اهتمام خاص بتعليم المعاني الدقيقة للكلمات.

 كما على وسائل الإعلام أن تلعب دورًا إيجابيًا في الحفاظ على اللغة العربية، وتجنب الإفراط في استخدام الكلمات الأجنبية، ونشر الوعي بأهمية اللغة العربية ودورها في الحفاظ على الهوية الوطنية، وتحقيق التوازن بين الانفتاح على الثقافات الأخرى والحفاظ على الهوية اللغوية والثقافية.

لأننا يجب أن ندرك أن التداخل اللغوي ليس ظاهرة إيجابية أو سلبية بحد ذاتها، وإنما يعتمد على كيفية استخدامنا للغة وكيفية التعامل مع الثقافات الأخرى.

فاللغة الإنجليزية ليست الدليل الوحيد أو الحاسم على ثقافة الفرد فالثقافة تشمل مجموعة واسعة من العادات والتقاليد والقيم والمعتقدات التي تشكل هوية الفرد والمجتمع. اللغة هي مجرد أداة للتعبير عن هذه الثقافة، وليست تعريفًا شاملاً لها.

ايام عالمية
العرب
الغرب
الثقافة
المجتمع
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    التسامح: كيف تحول الألم إلى قوة وتستعيد السلام الداخلي

    النشر : الأثنين 02 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    ركائز البناء القيمي والتقوائي للراعي في عهد الأشتر

    النشر : السبت 22 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: إغواء العقل الباطن

    النشر : الخميس 24 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    معارف التوحيد عند الامام موسى ابن جعفر

    النشر : الأحد 26 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    هل للصوم فوائد نفسية وجسدية مثبتة على الصعيد العلمي والطبي؟

    النشر : الثلاثاء 05 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    تأثير واقعة عاشوراء وتجلي الروح الثورية في عهد الامام الباقر

    النشر : الأربعاء 26 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 985 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 742 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 627 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 440 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 364 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1070 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1048 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 985 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 970 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 742 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 2 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 2 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 2 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة