• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

"أرض زيكولا" والواقع المعاصر: حين يصبح العقل عملةً نادرة

هدى المفرجي / الأحد 23 شباط 2025 / ثقافة / 622
شارك الموضوع :

حين يكون المال في خدمة الإبداع وحين يكون الذكاء هو معيار النجاح الحقيقي حينها فقط يمكن للعالم أن يتقدم

في عالم يتضاءل فيه دور العقل أمام هيمنة المال، وتُقاس فيه القيمة بالأرقام في الحسابات البنكية تأخذنا رواية أرض زيكولا إلى واقع مغاير لكنه يحمل في طياته إسقاطا عميقا على حياتنا فهناك لا مكان للعملات الورقية أو الذهبية بل الذكاء هو العملة الوحيدة والفقر الفكري جريمة لا تُغتفر، هناك في أعماق الرواية حيث في نهاية كل عام يصمت الجميع، وتصمت الموسيقى، بعدها يصعد رجل ضخم إلى منصة عالية وبيده سيف يتبعانه رجلان أقوياء ويجران رجل يبدو عليه المرض رغم شبابه وهو الأفقر فكرياً، والصمت يخيم على الجميع حتى تدق الطبول فينزل أهل المدينة كلهم على ركبهم وحيث ذلك المشهد يسقط الفقير هو الآخر على ركبيته ويداه مقيدتان بالخلف.

وبعد لحظات يوخزه السياف في ظهره حتى يشهق برأسه فيطيح برقبته وتتناثر دماؤه على المنصة، فيصيح أهل المدينة فرحا وتدق الموسيقى مرة أخرى ويبدأون يرقصون ويمرحون وتبدأ الألعاب البهلوانية مجددا، أما خالد بطل الرواية فقد سرت فى جسده رعشة مما رآه وانتفض قلبه بقوة وتسارعت أنفاسه وهو ينظر إلى ذلك الجسد المنزوع رأسه وجسده يرتعد إنه لم ير مثل ذلك من قبل، يتحسس وجهه ويسأل نفسه هل يحلم أم أنها حقيقة، لماذا ذبحوا ذلك الفقير إنهم قوم بلا قلب .

رغم أن أحداث الرواية تدور في عالم خيالي لكنها تعكس واقعا ملموسا حيث أصبح الفكر والإبداع يُعانيان التهميش، بينما تفتح الأبواب على مصراعيها لأولئك الذين يتقنون بيع الوهم فيكون السؤال المطروح: لماذا أصبح الإبداع عبئا في بعض المجتمعات، بينما يُكافأ التكرار والسطحية؟

زيكولا وعالمنا: من الذي يملك الثروة الحقيقية

يأخذنا التساؤل إلى زيكولا حيث يُصبح العقل هو رأس المال والمعرفة هي مفتاح البقاء هناك لا يمكن للجاهل أن ينجو فالإفلاس الفكري يؤدي بصاحبه إلى الإعدام أما في عالمنا فقد تحول الذكاء إلى عبء وكأن السعي وراء المعرفة ترف لا يليق إلا بالقلة ففي حين يكدح المبدعون في صمت نجد أن الشهرة والثروة تذهب لأولئك الذين يتقنون استهلاك عقول الجماهير لا تنميتها لذلك يمكن رؤية أن المعادلة في زيكولا صارمة وعادلة في آن واحد: فكر أكثر امتلك أكثر، أما في واقعنا فالثراء ليس بالضرورة دليلًا على الكفاءة، بل قد يكون نتاج الحظ، أو النفوذ، أو حتى قدرة على التلاعب بالعقول.

بين التضليل والواقع: حين يصبح المال سيد العقول

في زيكولا الذكاء هو الحكم والمظاهر لا قيمة لها أما في عالمنا فقد أصبحت الصورة أهم من الحقيقة والتلاعب بالعواطف أقوى من قوة المنطق فيمكن للمال أن يصنع "ناجحين" بلا فكر ويُسكت أصحاب العقول الحقيقية ويحجب الحقائق خلف ستار من الإعلانات اللامعة والمحتوى السطحي سواء كان ذلك على صعيد السياسة، الاقتصاد، وحتى الثقافة، كلها أصبحت رهينة لمن يملك النفوذ المالي لا لمن يملك الفكر حيث يتم التلاعب بالوعي العام وتصنع النماذج الزائفة للنجاح حتى بات البعض يعتقد أن النجاح لا يأتي إلا لمن يتقن "اللعبة"، لا لمن يسعى حقا لتغيير العالم مما يأخذنا نحو السؤال الأساسي: هل يمكن للعقل والمال أن يتعايشا؟

في الحقيقة لسنا بحاجة إلى استبدال المال بالذكاء كما في زيكولا لكننا بحاجة إلى إعادة التوازن فالثروة وحدها لا تصنع حضارة والفكر وحده لا يُطعم الجائع لكن حين يكون المال في خدمة الإبداع وحين يكون الذكاء هو معيار النجاح الحقيقي حينها فقط يمكن للعالم أن يتقدم، وبين أرض زيكولا وعالمنا تتجلى المفارقة الكبرى، فهناك الذكاء هو الثروة الحقيقية وهنا يُستبدل الفكر بالبريق الزائف فإما أن نعيد للعقل مكانته وإما أن نبقى في عالم تُقاس فيه القيمة بما نملك لا بما نفكر، لكن هل نحن محكومون بهذا المصير أم أننا قادرون على إحداث التغيير، فإعادة الاعتبار للعقل والمعرفة ليست مجرد ترف فكري بل ضرورة لضمان مستقبل أكثر إنصافا وتقدما فكما لا يمكن للعالم أن يستمر بلا اقتصاد فإنه لا يمكن أن يزدهر دون فكر وإبداع ولعل "أرض زيكولا" مجرد خيال لكنها في جوهرها انعكاس لحقيقة نعيشها فهل سنظل أسرى عالم يقيم الإنسان بما يملك لا بما يفكر أم أننا سنعيد للعقل مكانته قبل أن يصبح التفكير رفاهية لا يقدر عليها إلا القليل.


الابداع
التفكير
الشخصية
النجاح
العمل
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    شهر رمضان: بوفيه مفتوح.. انتقِ ما يقوّي عودك

    النشر : الخميس 06 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كيف ندخل لتفكير أطفالنا؟.. دورة تقيمها جمعية المودة والازدهار

    النشر : الأربعاء 24 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    عدالة الإمام علي.. بين الشريعة الإسلامية والحق الإنساني

    النشر : الخميس 25 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الحب في ميزان القيم: تأملات في حب الامام الحسين

    النشر : الأحد 02 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    نادي اصدقاء الكتاب يناقش كتاب أسرار القيادة عند أمير المؤمنين (عليه السلام)

    النشر : الخميس 04 آب 2016
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    النشر : السبت 19 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 985 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 742 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 627 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 440 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 364 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1070 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1048 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 985 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 970 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 742 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 2 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 2 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 2 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة