• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قراءة في كتاب: العمى

زينب كاظم التميمي / الأثنين 21 نيسان 2025 / ثقافة / 476
شارك الموضوع :

رواية العمى ليست ترفًا أدبيًا، بل صرخة إنسانية تدعونا للتأمل في هشاشة الحضارة

اسم الكتاب: العمى

الصنف: روايــة

اسم الكاتب: جوزيه ساراماغو

عدد صفحات الكتاب: 288

يقول الكاتب في بداية الرواية: "المعجزة الوحيدة التي نستطيع تحقيقها هي أن نستمر في العيش، نحافظ على هشاشة الحياة من يوم إلى آخر."

تخيّل أنك تعيش في مدينة يضربها وباء غريب، مجتمع يغشاه "العمى الأبيض"، يفقد الناس فجأة قدرتهم على الرؤية، لكنهم لا يغرقون في الظلام، بل في بياض مشوِّش يبتلع كل شيء. هذه هي الفكرة المحورية لرواية العمى للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو. رواية تغوص في زوايا النفس البشرية، وتُعرّي هشاشتها أمام الأزمات!

"العمى" هنا ليس وباءً جسديًا، بل استعارة مجازية لصورة العمى الأخلاقي الذي يعتري المجتمعات في أوقات الانهيار.

كيف نتصرف عندما تُسحب منا قوانين النظام، وتتركنا غرائزنا وحدها لتُسيّر حياتنا؟ من خلال شخصياتها، تسلط الرواية الضوء على انفعالات وصراعات الطبيعة البشرية بين الخير والشر، التضامن والأنانية، النظام والفوضى.

وفي خضم هذا كله، تظل زوجة الطبيب، المرأة الوحيدة التي ترى، شاهدةً على انحلال المجتمع وسقوط أقنعته!

بسرده العبقري وجمله الطويلة المتشابكة، يجعلنا ساراماغو نتساءل: هل نحن بالفعل مبصرون، أم أننا عُميان أمام واقعنا؟

تبدأ الحكاية عند إحدى إشارات المرور في أحد شوارع المدينة، عندما أضاءت الشارة منبّهة السيارات للعبور، حدثت جلبة شديدة بسبب عدم تحرك سيارة في الأمام. ظن الناس في البداية أن هناك عطلًا ما في السيارة، لكن كان السبب أغرب من ذلك بكثير، فقد أُصيب صاحب السيارة بالعمى فجأة. ولكن لم يكن هذا العمى معتادًا، بل كان عمىً أبيض، وكأنه سقط في بحر حليبي لا يرى فيه شيئًا سوى البياض.

عرض أحد المارة مساعدته وأوصله إلى بيته، ثم سرق سيارته وهرب.

ذهب الرجل مع زوجته إلى طبيب العيون ليرى ما المشكلة، وهناك وجدوا مرضى آخرين بانتظار دورهم، من بينهم كهل ذو عين معصوبة، وفتاة ترتدي نظارة سوداء، وطفل صغير مع أمه.

فحص الطبيب الرجل الأعمى ولم يجد في عينيه أي خلل ظاهر، فأمره بإجراء بعض التحاليل لمعرفة سبب هذه الحالة الغريبة.

عاد الطبيب إلى بيته في حيرة، فلم تمر عليه حالة كهذه من قبل، ويكاد يجزم أنها لم تمر على أحد من زملائه أيضًا. أخبر زوجته بما حدث، وبينما هو يراجع بعض المراجع، وجد نفسه فجأة يسبح في نفس البحر الحليبي، فقد أُصيب بالعمى هو الآخر.

أدرك الطبيب حينها أن الأمر خطير، وربما يكون هذا العمى معديًا، فحاول التواصل مع الجهات المسؤولة لتحذيرهم من كارثة وشيكة، لكن لم يستمع إليه أحد.

وبعد اكتشاف المزيد من الحالات، أُبلغ الطبيب بأنه سيتم نقله مع الآخرين إلى مكانٍ مخصص.

ادعت زوجته أنها أصيبت بالعمى أيضًا، لتتمكن من مرافقة زوجها.

تم نقلهم إلى مبنى قديم ومتهالك كان يُستخدم كمستشفى للأمراض العقلية، وقادهم الجنود عبر مكبرات الصوت إلى غرفهم، مع وعود بتوفير الطعام، وتحذيرات صارمة بعدم الاقتراب من البوابات أو محاولة الخروج.

في الجناح الأول وُضِع الطبيب، والأعمى الأول، وسارق السيارة، والفتاة ذات النظارة السوداء، والطفل الصغير، وموظف استقبال عيادة الطبيب.

حاولت زوجة الطبيب تنظيم الأمور في الغرفة، مع إبقاء قدرتها على الإبصار سرًا لا يعرفه سوى زوجها.

توالى وصول المصابين، وازداد الاكتظاظ، وأصبحت حصص الطعام لا تكفي الجميع. تفاقمت قذارة المكان، وملأت الروائح الكريهة المبنى. كانت زوجة الطبيب تحثّ الجميع على الحفاظ على إنسانيتهم في هذا الجحيم.

مع الوقت، أصبح من الصعب على الجنود السيطرة على الوضع، فصدرت أوامر بإطلاق النار على من يقترب من البوابات، وبالفعل قُتل عدد من العميان.

وصل كهل كان في عيادة الطبيب ومعه راديو صغير، ومن خلاله سمعوا أخبارًا عن العالم الخارجي، كلها سيئة. روى لهم كيف سقطت الطائرات وتحطمت الحافلات بعد إصابة سائقيها بالعمى.

وفي أحد الأيام، أثناء ذهاب مجموعة لجلب الطعام، اعترض طريقهم مجموعة من العميان المسلحين، واستولوا على الطعام، وفرضوا شروطًا مهينة مقابل الحصص: أولًا المال، ثم النساء!

اضطر الجميع للامتثال، في مشهد مهين وموجع للكرامة، وحدث ما حدث من اعتداءات جسيمة. بعد ذلك، قامت زوجة الطبيب بقتل زعيمهم باستخدام مقص، انتقامًا لما فعله.

في الأيام التالية، نشب حريق هائل بفعل إحدى الضحايا، وانتشر في أرجاء المبنى، فهرب من استطاع، ومات آخرون في النيران.

قادَت زوجة الطبيب المجموعة (زوجها، الأعمى الأول وزوجته، الفتاة ذات النظارة السوداء، الطفل، والكهل) للخارج، واكتشفوا أن المدينة خالية من الجنود. لم يتعرف أحد على بيته، فقد نزل الجميع في أي مكان صادفوه، وعمت الفوضى في كل شيء.

تنقلوا بين البيوت، ثم استقروا في بيت الطبيب، الذي صمد أمام التخريب، وبدأت زوجته تعتني بالمجموعة، بينما حاولوا النجاة وسط عالم ينهار من كل جانب.

وفي يومٍ ما، صاح الأعمى الأول: "أنا أرى، أنا أرى!"

عادت له الرؤية فجأة، كما ذهب منه البصر فجأة. تبعه آخرون، ومنهم الفتاة ذات النظارة السوداء، ثم الطبيب نفسه.

تعالت صيحات الفرح في الشوارع، فعاد البصر للناس تدريجيًا، كما غاب عنهم فجأة.

رواية العمى ليست ترفًا أدبيًا، بل صرخة إنسانية تدعونا للتأمل في هشاشة الحضارة، وأهمية "البصر الأخلاقي" في زمن يغشاه "البياض الكثيف".

برأيكم، هل يعاني مجتمعنا الآن من "العمى" كما يصوره الكاتب؟

الكتاب
القراءة
قصة
الاخلاق
الانسانية
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    الوجبات السريعة تهددك وتصيبك بالاكتئاب.. مخاطر لا تعرفها للـ Fast Food

    النشر : الأحد 09 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    دور الشباب في تثبيت المبادىء والقيم

    النشر : الأثنين 02 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    مدرجات التفاضل

    النشر : السبت 20 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    بين زوجة الاب والابناء.. جسور البر أم حواجز الضغائن؟!

    النشر : الأربعاء 12 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    بوصلة النور

    النشر : منذ 3 دقيقة
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    جمعية المودة والازدهار تقيم: المخيم الرمضاني الالكتروني

    النشر : الخميس 04 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1066 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1012 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 457 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 367 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 358 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 349 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3448 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1066 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1064 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1012 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 993 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 970 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025
    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة
    • الأثنين 16 حزيران 2025
    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟
    • الأثنين 16 حزيران 2025
    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان
    • الأحد 15 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة