على بساطٍ من الوردِ مختلفِ الألوان، تترجمُ حروفي موسيقى الصمت، آياتٌ تُتلى في بيتٍ كان فيه كتابُ اللهِ متجسِّدًا في إمام. وأمام بحرٍ متموِّجٍ من الأسرار، يذوبُ قلبُ محبةٍ تنتظرُ الودادَ من سُحبِ القُدس، ليولد فجرٌ متألّقٌ بعبقِ الياقوتِ ورائحةِ المرجان.
هو الإمامُ الذي يأملُ في زيارته الإنسُ والجان، فهو الذي ينجو من قصده بالمسير على الصراط، ويوم تتطايرُ الكتب، وفي الميزان... يأتي إلينا لنمرَّ على وجدانِ المحبةِ آمنينَ في الجِنان.
هو بلسـمُ الغريب، ومعطي الجزائلِ من الحاجاتِ لمن يحتاج، وفورَ حضورنا في حضرته، لنا الحقُّ في الدلال بثلاثِ أمنيات. وفي كل زيارةٍ نرى في مرآةِ العقولِ والقلوب: إنها الأولى مما نشهده من السعادةِ والأمان.
في رحابِ الرضا، يمرُّ الخاطرُ متعلِّقًا بضريحه، وأمام قبره تعرُج الصلاةُ دونَ قيامٍ في معجزةِ الحب. يسألُ اللهَ، فيُعطي المسائلَ بكل كرمٍ وحنان.
على رِسلك أيها القلمُ المتبحِّرُ في الأعماق، المُخرجُ من زنازينِ الحاجةِ أضواءَ الدعاء، ليسمو في داخلِ كلٍّ منا بأريجه: صلواتُ اللهِ عليه وسلامُه، نفائسُ الزمان.
وانتظرِ المساء لأحدّث النجوم، وتراني والدتُه في سريرها الملكوتي، قاصدةً إياها برجاءِ الالتحاق بركبِ الطاهرات. أمام مشاهدِ الحياة، أتأملُ وجودَه المبارك في حياتي، وأحييه بصدقِ إيمانٍ يومَ بعثتني زائرةً إليه، لأجددَ لها الامتنان، ففي كل زائرةٍ جاذبيةٌ تجتذبُ البعيدات، ليكنّ ممَّن يأتين مقامَه يومًا ما.
وذلك اليوم يكون عيدًا ممزوجًا بما يحويه من عِظمٍ يفوقُ في عظمته السماوات. فما أنا سوى طيرٍ محلِّقٍ في أرجائها، يدعو الطيورَ للطيران. زغاريدُ الأفراحِ تعمُّ أرجاءَ المكان، هو ذا وقتُ عيدِ الميلاد.
يأتينا كلَّ عامٍ لنجددَ البيعة، والولاءَ بالطاعةِ والاستجابةِ لما دعاه. رغمَ كلِّ المغريات، وجمالِ الوجودِ في أماكنَ كثيرة، عبرَ هذه البسيطةِ المتألقةِ بجمالِ الله سبحانه وتعالى، لم أجدْ أجملَ من العافيةِ قربَ وتحتَ قُبَّتِه عليه السلام... فها أنا ذا أدعوه تعالى بزيارةٍ لكلِّ مَن يشتاق، وأنا في أشدِّ الشوقِ للِّقاء.
اضافةتعليق
التعليقات