• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

منار قاسم / السبت 14 حزيران 2025 / ثقافة / 881
شارك الموضوع :

العِلم – كما أراده الإمام – ليس معلومات تُحفَظ، بل نورٌ يهدم ظلماتِ الجهل، ويبني حضارة

في زمنٍ تطغى فيه المادّيات على القِيَم، وتُقاسُ الحياةُ بمقاييس الثراء والجاه، تبرز كلمات الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في «نهج البلاغة» كنبرةِ حكمةٍ تُعيد التوازنَ إلى مفهوم السعادة والإنسانية. ففي الحكمة ١٤٧، يخاطب الإمامُ تلميذَه كُميل بن زياد بكلامٍ يُجسّد صراع الإنسان بين العلم والجهل، وبين الحقّ والضلال، وبين الخلود والفناء. هذه الحكمة ليست مجرد نصٍّ تاريخي، بل هي مرآةٌ تعكس أزمات الإنسان المعاصر، وتطرح حلولاً روحيةً وعقليةً لمعضلات الوجود.

تصنيف الناس... بين العقل والغريزة

يبدأ الإمام (عليه السلام) حديثه بتصنيفٍ دقيقٍ للناس إلى ثلاث فئات:

العالِم الربّاني: وهو مَن يمتلك معرفةً متجذّرةً في القلب، تجمع بين العلم النافع والعمل الصالح، فتصبح حياته تجسيداً للحكمة الإلهية.

المتعلّم الساعي للنجاة: وهو طالبُ العلم الذي يسير على طريق الحقّ، لكنه لم يبلغ بعدُ مرحلة النضج الروحي الكامل.

الهَمَج الرعاع: وهم الفئة التي تتبع كلَّ ناعقٍ بلا وعي، كالقطيع الذي ينساق وراء الصيحات والرياح، دون بصيرةٍ تُرشده أو مبدأٍ يُمسك به.

هذا التصنيف ليس إدانةً للجاهل، بل دعوةٌ للتفريق بين مَن يسعى لإصلاح نفسه ومَن يستسلم لغرائزه.

العلم والمال... صراع الخلود والفناء

يضع الإمام (عليه السلام) العلمَ والمالَ في كفّتَي ميزانٍ ليُبرز الفرقَ الجوهريَّ بينهما:

العِلم:

حارسٌ للإنسان: يحميه من الضلال، ويُبقيه في مأمنٍ من تقلبات الزمن.

يزداد بالعطاء: كلما أنفقتَه نمى، وكلما علّمتَه انتشر نورُه.

يخلّد صاحبَه: "العلماء باقون ما بقي الدهر".

المال:

عُرضةٌ للزوال: "تنقصه النفقة"، ويفنى بفناء صاحبه.

عبءٌ على صاحبه: يحتاج إلى حراسةٍ دائمةٍ من السرقة أو الضياع.

هذه المقارنة تُذكّر الإنسانَ بأن الاستثمارَ في العلم هو الطريق الوحيد لبناء إرثٍ لا يفنى.

العلماء الزائفون... خطرٌ يُهدّد الدين والدنيا

يحذّر الإمام (عليه السلام) من فئتين خطيرتين تُشوّهان مفهومَ العلم:

المنتفعون بالدين: مَن يستغلّون العلمَ لتحقيق مكاسب دنيوية، فيحوّلون الدينَ إلى سلعةٍ تُباع في سوق المصالح.

الضعفاء فكرياً: مَن يتبعون الحقَّ بلا فهمٍ راسخ، فيسهل إرباكهم بالشبهات، كـ"مَن ينقدح الشكُّ في قلبه لأول عارض".

هؤلاء يُشبّههم الإمام بالأنعام السائمة: يعيشون بلا عقلٍ يُدرك، ولا قلبٍ يشعر، ولا هدفٍ يسمو فوق الشهوات.

حملة المشعل... كيف يبقى الدين حيّاً؟

يؤكّد الإمام (ع) أن الأرض لا تخلو من حججِ الله، سواء أكانوا:

ظاهرين: كالأنبياء والأئمة (عليهم السلام).

مغمورين: كالعلماء العاملين في الخفاء، الذين ينقلون العلمَ إلى الأجيال.

هؤلاء هم "الأقلّون عدداً، والأعظمون قدراً"، يُحيون الدين ببصيرتهم النافذة، ويضحّون بالدنيا لتُعلَّق أرواحهم بالمحلّ الأعلى. هم مَن يُعيدون للإنسان معناه الحقيقي: خليفةُ الله في أرضه.

العِلم... طريقُ الخلود في عالمٍ يفنى

كلمات الإمام علي (عليه السلام) لكميل بن زياد ليست نصّاً من الماضي، بل هي صرخة تُنذرنا من غفلة العصر: إن السبيلَ الوحيدَ لمواجهة طغيان المادّة هو إحياء القلوبِ بالعلم النافع، والارتقاء بالإنسان من مرتبة "الهمج الرعاع" إلى مصافّ "العالِم الربّاني".

فالعِلم – كما أراده الإمام – ليس معلومات تُحفَظ، بل نورٌ يهدم ظلماتِ الجهل، ويبني حضارةً تقوم على العدلِ والحكمة.

أما نحن، فالسؤال يبقى: هل نختار أن نكون أوعيةً خيراً للعلم، أم نبقى أرقاماً في قطيعِ المادّيات؟!

الامام علي
عيد الغدير
العلم
الفكر
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    عطش الغرقى ..

    فيض الغدير

    أطباء القلب يحذرون من عادة صباحية شائعة

    لو وجدت له حَملة...

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    آخر القراءات

    لاتكن نصف شخص

    النشر : الخميس 05 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماذا تعرف عن حرب الجيل الرابع؟

    النشر : الأثنين 12 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الفتيات.. بين الزواج والدراسة

    النشر : الثلاثاء 06 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    انتعاش الاقتصاد في عصر الامام علي: القروض والماء والزراعة

    النشر : الخميس 21 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    كيف تراقب طعامك ولياقتك البدنية دون أن تفشل أو تصاب بالهوس؟.. إليك الطريقة

    النشر : الثلاثاء 02 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    10 أمراض غريبة تنقلها الحيوانات إلى البشر

    النشر : الخميس 11 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1021 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1003 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 419 مشاهدات

    خوف من المستقبل: لماذا يطاردنا.. وكيف نواجهه؟

    • 374 مشاهدات

    ماذا لو أحببتَ علياً؟

    • 346 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 338 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3878 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3423 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1021 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1003 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 982 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 899 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان
    • منذ 4 ساعة
    عطش الغرقى ..
    • منذ 4 ساعة
    فيض الغدير
    • منذ 4 ساعة
    أطباء القلب يحذرون من عادة صباحية شائعة
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة