• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

منار قاسم / السبت 14 حزيران 2025 / ثقافة / 1156
شارك الموضوع :

العِلم – كما أراده الإمام – ليس معلومات تُحفَظ، بل نورٌ يهدم ظلماتِ الجهل، ويبني حضارة

في زمنٍ تطغى فيه المادّيات على القِيَم، وتُقاسُ الحياةُ بمقاييس الثراء والجاه، تبرز كلمات الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في «نهج البلاغة» كنبرةِ حكمةٍ تُعيد التوازنَ إلى مفهوم السعادة والإنسانية. ففي الحكمة ١٤٧، يخاطب الإمامُ تلميذَه كُميل بن زياد بكلامٍ يُجسّد صراع الإنسان بين العلم والجهل، وبين الحقّ والضلال، وبين الخلود والفناء. هذه الحكمة ليست مجرد نصٍّ تاريخي، بل هي مرآةٌ تعكس أزمات الإنسان المعاصر، وتطرح حلولاً روحيةً وعقليةً لمعضلات الوجود.

تصنيف الناس... بين العقل والغريزة

يبدأ الإمام (عليه السلام) حديثه بتصنيفٍ دقيقٍ للناس إلى ثلاث فئات:

العالِم الربّاني: وهو مَن يمتلك معرفةً متجذّرةً في القلب، تجمع بين العلم النافع والعمل الصالح، فتصبح حياته تجسيداً للحكمة الإلهية.

المتعلّم الساعي للنجاة: وهو طالبُ العلم الذي يسير على طريق الحقّ، لكنه لم يبلغ بعدُ مرحلة النضج الروحي الكامل.

الهَمَج الرعاع: وهم الفئة التي تتبع كلَّ ناعقٍ بلا وعي، كالقطيع الذي ينساق وراء الصيحات والرياح، دون بصيرةٍ تُرشده أو مبدأٍ يُمسك به.

هذا التصنيف ليس إدانةً للجاهل، بل دعوةٌ للتفريق بين مَن يسعى لإصلاح نفسه ومَن يستسلم لغرائزه.

العلم والمال... صراع الخلود والفناء

يضع الإمام (عليه السلام) العلمَ والمالَ في كفّتَي ميزانٍ ليُبرز الفرقَ الجوهريَّ بينهما:

العِلم:

حارسٌ للإنسان: يحميه من الضلال، ويُبقيه في مأمنٍ من تقلبات الزمن.

يزداد بالعطاء: كلما أنفقتَه نمى، وكلما علّمتَه انتشر نورُه.

يخلّد صاحبَه: "العلماء باقون ما بقي الدهر".

المال:

عُرضةٌ للزوال: "تنقصه النفقة"، ويفنى بفناء صاحبه.

عبءٌ على صاحبه: يحتاج إلى حراسةٍ دائمةٍ من السرقة أو الضياع.

هذه المقارنة تُذكّر الإنسانَ بأن الاستثمارَ في العلم هو الطريق الوحيد لبناء إرثٍ لا يفنى.

العلماء الزائفون... خطرٌ يُهدّد الدين والدنيا

يحذّر الإمام (عليه السلام) من فئتين خطيرتين تُشوّهان مفهومَ العلم:

المنتفعون بالدين: مَن يستغلّون العلمَ لتحقيق مكاسب دنيوية، فيحوّلون الدينَ إلى سلعةٍ تُباع في سوق المصالح.

الضعفاء فكرياً: مَن يتبعون الحقَّ بلا فهمٍ راسخ، فيسهل إرباكهم بالشبهات، كـ"مَن ينقدح الشكُّ في قلبه لأول عارض".

هؤلاء يُشبّههم الإمام بالأنعام السائمة: يعيشون بلا عقلٍ يُدرك، ولا قلبٍ يشعر، ولا هدفٍ يسمو فوق الشهوات.

حملة المشعل... كيف يبقى الدين حيّاً؟

يؤكّد الإمام (ع) أن الأرض لا تخلو من حججِ الله، سواء أكانوا:

ظاهرين: كالأنبياء والأئمة (عليهم السلام).

مغمورين: كالعلماء العاملين في الخفاء، الذين ينقلون العلمَ إلى الأجيال.

هؤلاء هم "الأقلّون عدداً، والأعظمون قدراً"، يُحيون الدين ببصيرتهم النافذة، ويضحّون بالدنيا لتُعلَّق أرواحهم بالمحلّ الأعلى. هم مَن يُعيدون للإنسان معناه الحقيقي: خليفةُ الله في أرضه.

العِلم... طريقُ الخلود في عالمٍ يفنى

كلمات الإمام علي (عليه السلام) لكميل بن زياد ليست نصّاً من الماضي، بل هي صرخة تُنذرنا من غفلة العصر: إن السبيلَ الوحيدَ لمواجهة طغيان المادّة هو إحياء القلوبِ بالعلم النافع، والارتقاء بالإنسان من مرتبة "الهمج الرعاع" إلى مصافّ "العالِم الربّاني".

فالعِلم – كما أراده الإمام – ليس معلومات تُحفَظ، بل نورٌ يهدم ظلماتِ الجهل، ويبني حضارةً تقوم على العدلِ والحكمة.

أما نحن، فالسؤال يبقى: هل نختار أن نكون أوعيةً خيراً للعلم، أم نبقى أرقاماً في قطيعِ المادّيات؟!

الامام علي
عيد الغدير
العلم
الفكر
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    وعي العباءة الزينبية ٣

    التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة

    زينب العقيلة: سيّدة الصبر والعقل الواعي

    مجالس الرشد العاشورائية

    آخر القراءات

    الفراسة ...اكتشفي الماكر الخبيث والجاهل...!؟

    النشر : الثلاثاء 09 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    تعرفي على خربشات طفلك

    النشر : الأثنين 25 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    رموز خفاقة في محمل الشهادة

    النشر : الأثنين 13 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    علي.. سيد الانسانية

    النشر : الثلاثاء 20 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ 46 ثانية

    زيارة الأربعين وآفاق تحقيق النهضة الشاملة

    النشر : الأربعاء 21 آب 2024
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    هل يصوم مريض ارتفاع ضغط الدم؟

    النشر : الأربعاء 29 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 965 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 733 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 614 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 612 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 432 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 361 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1066 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1046 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 970 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 965 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 842 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 733 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان
    • الخميس 31 تموز 2025
    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة
    • الخميس 31 تموز 2025
    وعي العباءة الزينبية ٣
    • الخميس 31 تموز 2025
    التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة
    • الخميس 31 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة