• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

منار قاسم / السبت 14 حزيران 2025 / ثقافة / 1215
شارك الموضوع :

العِلم – كما أراده الإمام – ليس معلومات تُحفَظ، بل نورٌ يهدم ظلماتِ الجهل، ويبني حضارة

في زمنٍ تطغى فيه المادّيات على القِيَم، وتُقاسُ الحياةُ بمقاييس الثراء والجاه، تبرز كلمات الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في «نهج البلاغة» كنبرةِ حكمةٍ تُعيد التوازنَ إلى مفهوم السعادة والإنسانية. ففي الحكمة ١٤٧، يخاطب الإمامُ تلميذَه كُميل بن زياد بكلامٍ يُجسّد صراع الإنسان بين العلم والجهل، وبين الحقّ والضلال، وبين الخلود والفناء. هذه الحكمة ليست مجرد نصٍّ تاريخي، بل هي مرآةٌ تعكس أزمات الإنسان المعاصر، وتطرح حلولاً روحيةً وعقليةً لمعضلات الوجود.

تصنيف الناس... بين العقل والغريزة

يبدأ الإمام (عليه السلام) حديثه بتصنيفٍ دقيقٍ للناس إلى ثلاث فئات:

العالِم الربّاني: وهو مَن يمتلك معرفةً متجذّرةً في القلب، تجمع بين العلم النافع والعمل الصالح، فتصبح حياته تجسيداً للحكمة الإلهية.

المتعلّم الساعي للنجاة: وهو طالبُ العلم الذي يسير على طريق الحقّ، لكنه لم يبلغ بعدُ مرحلة النضج الروحي الكامل.

الهَمَج الرعاع: وهم الفئة التي تتبع كلَّ ناعقٍ بلا وعي، كالقطيع الذي ينساق وراء الصيحات والرياح، دون بصيرةٍ تُرشده أو مبدأٍ يُمسك به.

هذا التصنيف ليس إدانةً للجاهل، بل دعوةٌ للتفريق بين مَن يسعى لإصلاح نفسه ومَن يستسلم لغرائزه.

العلم والمال... صراع الخلود والفناء

يضع الإمام (عليه السلام) العلمَ والمالَ في كفّتَي ميزانٍ ليُبرز الفرقَ الجوهريَّ بينهما:

العِلم:

حارسٌ للإنسان: يحميه من الضلال، ويُبقيه في مأمنٍ من تقلبات الزمن.

يزداد بالعطاء: كلما أنفقتَه نمى، وكلما علّمتَه انتشر نورُه.

يخلّد صاحبَه: "العلماء باقون ما بقي الدهر".

المال:

عُرضةٌ للزوال: "تنقصه النفقة"، ويفنى بفناء صاحبه.

عبءٌ على صاحبه: يحتاج إلى حراسةٍ دائمةٍ من السرقة أو الضياع.

هذه المقارنة تُذكّر الإنسانَ بأن الاستثمارَ في العلم هو الطريق الوحيد لبناء إرثٍ لا يفنى.

العلماء الزائفون... خطرٌ يُهدّد الدين والدنيا

يحذّر الإمام (عليه السلام) من فئتين خطيرتين تُشوّهان مفهومَ العلم:

المنتفعون بالدين: مَن يستغلّون العلمَ لتحقيق مكاسب دنيوية، فيحوّلون الدينَ إلى سلعةٍ تُباع في سوق المصالح.

الضعفاء فكرياً: مَن يتبعون الحقَّ بلا فهمٍ راسخ، فيسهل إرباكهم بالشبهات، كـ"مَن ينقدح الشكُّ في قلبه لأول عارض".

هؤلاء يُشبّههم الإمام بالأنعام السائمة: يعيشون بلا عقلٍ يُدرك، ولا قلبٍ يشعر، ولا هدفٍ يسمو فوق الشهوات.

حملة المشعل... كيف يبقى الدين حيّاً؟

يؤكّد الإمام (ع) أن الأرض لا تخلو من حججِ الله، سواء أكانوا:

ظاهرين: كالأنبياء والأئمة (عليهم السلام).

مغمورين: كالعلماء العاملين في الخفاء، الذين ينقلون العلمَ إلى الأجيال.

هؤلاء هم "الأقلّون عدداً، والأعظمون قدراً"، يُحيون الدين ببصيرتهم النافذة، ويضحّون بالدنيا لتُعلَّق أرواحهم بالمحلّ الأعلى. هم مَن يُعيدون للإنسان معناه الحقيقي: خليفةُ الله في أرضه.

العِلم... طريقُ الخلود في عالمٍ يفنى

كلمات الإمام علي (عليه السلام) لكميل بن زياد ليست نصّاً من الماضي، بل هي صرخة تُنذرنا من غفلة العصر: إن السبيلَ الوحيدَ لمواجهة طغيان المادّة هو إحياء القلوبِ بالعلم النافع، والارتقاء بالإنسان من مرتبة "الهمج الرعاع" إلى مصافّ "العالِم الربّاني".

فالعِلم – كما أراده الإمام – ليس معلومات تُحفَظ، بل نورٌ يهدم ظلماتِ الجهل، ويبني حضارةً تقوم على العدلِ والحكمة.

أما نحن، فالسؤال يبقى: هل نختار أن نكون أوعيةً خيراً للعلم، أم نبقى أرقاماً في قطيعِ المادّيات؟!

الامام علي
عيد الغدير
العلم
الفكر
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    اشعارات الهاتف.. دُفعات من البهجة المتعبة للعقل

    النشر : الأثنين 07 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    طرق للتنفيس عن الغضب.. تعرف عليها

    النشر : الخميس 04 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    الكرونوفوبيا: الرهاب من المستقبل

    النشر : الثلاثاء 08 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    عشائر بني اسد.. تُجدد الولاء لشهداء واقعة الطف

    النشر : الأثنين 24 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    المدارس الاهلية.. بين الخدمات العالية ومستوى التعليم المتدني

    النشر : الثلاثاء 26 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    اخطبوط العصر الحديث

    النشر : الخميس 26 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 475 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 411 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 361 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 359 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 337 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1192 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1090 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1078 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 660 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 24 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 24 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 24 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة