• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

في ذم مثالية هذا العالم

سمانا السامرائي / السبت 21 حزيران 2025 / ثقافة / 466
شارك الموضوع :

يمكن أن أخطئ، لن أكون كاملاً، ولكني إنسان ذو روح حية، وهكذا أستطيع أن أواصل في عالم لشدة مثاليته قبيح جداً

العالم الذي نعيش اليوم فيه، عالم مثالي، وجوه مثالية، مظاهر بلا عيب، مبانٍ مبهرة، شوارع وهاجة، أجهزةٌ خارقة، منشورات لا شيء فيها سوى المثالية، أناس سعداء يشاركون كل شيء بمقدار مثالي ووفق تنظيم لا خطأ فيه لإحداث التأثير المثالي.

وبعد أن غمرنا الذكاء الاصطناعي بكل تقنياته، بدأنا نعيش في عالم أمثل وأكمل، حملات دعائية مثالية، منتجات مثالية، نصوص مثالية، فن مثالي، تفاعل مع العملاء مثالي، كل شيء يقف على الحافة، بدأ الأمر يصبح مرهقاً بمجرد رؤيته، لا تفرد، أنماط متكررة ناجحة وفق المقاييس المتفق عليها للتأثير، وكأننا كلنا جميعاً ألقينا في تجربة نفسية أو اجتماعية دون إذن مسبق.

الناس يُدفعون ليكونوا مثاليين على جميع الأصعدة مظهراً وشكلاً، كما الصور المحررة، ومقاطع الفيديو الآلية، والشخصيات الأيقونية الناجحة.

أعتقد أن كل ذلك بدأ من الكتب التي تعلمنا أن نفعل كل شيء بمثالية ونحقق الجنة على الأرض، ثراء، سعادة، ترف، رفاهية، جمال، جاذبية، تأثير، صحة، نجاح، ذكاء، وعلوم.

هناك هوس كبير بالتحسن والتطور والنمو، وعلى الرغم من كونها أمور إنسانية طبيعية ومرغوبة، لكن السبب خلفها هو ما يجعل منها حسنة أو سيئة، هذا السعي نحو المثالية اليوم نابع من رغبة طارئة على الإنسان للإبهار وتحقق أرباح من استخدام صورته بسبب طغيان الثقافة المادية والفكر الإستهلاكي عالمياً، أي إن الإنسان أصبح يعامل نفسه كسلعة، لم يعد إنساناً بل شيئاً لتحقيق مزيد من المال، المال الذي يشتري السعادة يحقق الجنة على الأرض كهدف نهائي.

لكن ذلك كئيب جداً، ومريض وممرض أيضاً، فمثلاً أدخل إلى مؤسسات وجهات من الصف الأول، فأجد العاملين يقدمون خدمة مثالية، يرتدون ثياباً حسنة، يتحلون بمظهر فتان، يبتسمون أحياناً، لكنهم بؤساء جداً، ليس هنالك روح في تلك الخدمة التي أحصل عليها ولا تزيدني إلا امتعاضاً وإحباطاً لسبب أجهله، حتى ابتسامتي التي تتولد بسببهم، زائفة سرعان ما تطير وتسقط كطيارة ورق سهلة التمزق.

أذهب لمبنى جميل، ربما أكون قد رأيته في إعلان مثالي ما، يسحرني في اللحظات الأولى، لكن البريق يذهب بعد الثواني الأولى ويبقى الجمود الخالي من المعنى، أجد نفسي مُرهقة، أشعر وكأني أحمل المبنى على كتفي.

لم تعد الفنون ذات روح أيضاً، كل شيء يفتقر إلى الإنسانية، كل شيء وكأنه جزء من سرك كبير، فجوهر الفن هو اكتشاف النفس الإنسانية والعالم، لكن إن قام بصنعه إنسان يجهل نفسه ويسعى إلى الأضواء من أجل تحويل الفن إلى مال، ثم إن كان يستعين بالذكاء الاصطناعي، فأي فن سيبقى؟

أصبحت أحب السير في الشوارع القديمة لأحتفظ بشعورها قبل أن تصلها موجة التطوير والحداثة، أحب رائحة المنازل الطبيعية غير المبهرجة التي تبدو آمنة وحنونة، الأماكن التي تقدم خدمات بطريقة لا تؤذي العاملين فيها وحتى وإن لم تكن مثالية، المحتوى الرقمي الذي قد لا يكون جميلاً بمثالية لكنه يعكس حياة إنسان مثلي، ما زال يريد أن يكون إنساناً لا سلعة، أتأمل الوجوه الطبيعية باستحسان كبير، وأعقد مع هذه الأشياء صداقات خفية، صداقات تذكرني بأني إنسان، يمكن أن أخطئ، لن أكون كاملاً، ولكني إنسان ذو روح حية، وهكذا أستطيع أن أواصل في عالم لشدة مثاليته قبيح جداً.

الانسان
المجتمع
التكنولوجيا الذكية
الجمال
القبح
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    اشعارات الهاتف.. دُفعات من البهجة المتعبة للعقل

    النشر : الأثنين 07 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    طرق للتنفيس عن الغضب.. تعرف عليها

    النشر : الخميس 04 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    الكرونوفوبيا: الرهاب من المستقبل

    النشر : الثلاثاء 08 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    عشائر بني اسد.. تُجدد الولاء لشهداء واقعة الطف

    النشر : الأثنين 24 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    المدارس الاهلية.. بين الخدمات العالية ومستوى التعليم المتدني

    النشر : الثلاثاء 26 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    اخطبوط العصر الحديث

    النشر : الخميس 26 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 475 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 411 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 361 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 359 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 337 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1192 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1090 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1078 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 660 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 24 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 24 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 24 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة