• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين

انتظار جعفر عمران / الثلاثاء 08 تموز 2025 / ثقافة / 483
شارك الموضوع :

إن هذا الصبر لا يعني الخضوع، بل يعني التحمل والثبات دون تنازل عن المبادئ

في العاشر من شهر الله المحرّم، يقف المسلم وقفة تأمل عميقة أمام يوم عاشوراء. ليس يومًا عاديًّا في التاريخ، بل هو رمز لمعاني عظيمة؛ يومٌ اختلطت فيه الدمعة بالأمل، والألم بالصبر، والتضحية بالكرامة. وفي القلب من هذه الذكرى، تبرز سيرة الحسين بن علي، حفيد النبي ﷺ، الذي وقف في وجه الظلم، وصبر حتى لقي ربه شهيدًا، فصار رمزًا خالدًا لكل من ينشد الحق والعدل في وجه الباطل.

كربلاء.. لوحة الصبر الخالد

واقعة كربلاء لم تكن مجرد معركة، بل كانت امتحانًا لقيمة الصبر في أعلى درجاتها. لم تكن الغاية الانتصار العسكري، بل الانتصار القيمي. الحسين خرج مع أهله وأصحابه وهو يعلم يقينًا ما ينتظره من بلاء، ومع ذلك مضى بثبات. لم يضعف، ولم يتراجع، ولم يساوم، لأنه آمن بأن الصبر في سبيل الحق أعظم من الحياة في ظل الباطل.

لقد واجه الحسين وجيشه القليل الحصار، العطش، الجراح، ثم القتل، لكنه لم يتزحزح. صبره لم يكن سكوتًا، بل كان موقفًا، وكان استعلاءً إيمانيًا على آلام الجسد من أجل إرضاء الله ورفع راية الكرامة.

عاشوراء.. الصبر الذي يصنع الأمل

حين نتأمل عاشوراء، فإننا لا نكتفي بالحزن، بل نستلهم الأمل. فصبر الحسين لم يُذهب سدى، بل أيقظ ضمير الأمة، وأعاد تعريف الشجاعة والحق. من وسط الألم، وُلِد الوعي، وبقيت كربلاء تنير طريق كل من يريد أن يقف صامدًا أمام الفتن والظلم.

إن هذا الصبر لا يعني الخضوع، بل يعني التحمل والثبات دون تنازل عن المبادئ. ولهذا كان الحسين مدرسة في الصبر الواعي، الذي يفتح أبواب الأمل أمام الأجيال المتعاقبة.

دروس الصبر من عاشوراء

1- الصبر موقف إيماني: الصبر لا يعني الاستسلام للواقع المؤلم، بل مواجهته بعزة نفس وإيمان قوي أن الله لا يضيع أجر الصابرين.

2- الصبر لا يُضعف الإنسان بل يقوّيه: من يتأمل شخصية الحسين يجد أن صبره منحه قوة روحية هائلة، جعلته يواجه جيشًا عظيمًا بثبات لا يُصدّق.

3- الصبر لا يلغي الأمل بل يصنعه: مع كل ألم عاشه الحسين وأهله، كان هناك أمل بأن الدماء التي سُفكت لن تضيع، وأن الرسالة ستبقى.

4- الصبر طريق النصر المعنوي: عاشوراء علمتنا أن النصر الحقيقي ليس دائمًا انتصارًا عسكريًا، بل هو نصر المبادئ والقيم التي تبقى أبدًا.

الصبر في حياتنا: حاجتنا إلى كربلاء

كربلاء لم تكن حدثًا تاريخيًا فقط، بل هي مرآة لحياتنا اليوم. نحن نمرّ بظروف قاسية، بظلم أو همّ أو ابتلاء، ويأتي يوم عاشوراء ليقول لنا: اصبروا، فالصبر ليس ضعفًا، بل قوة. اصبر كما صبر الحسين، وثق أن الله يرى ويسمع ويعلم، وأن العاقبة للمتقين.

في العمل، في الأسرة، في المجتمع، في الدعوة، في الصراع مع النفس، نحتاج إلى صبر الحسين، إلى ثباته، إلى يقينه، لنواصل السير نحو الحق دون تراجع.

عاشوراء دعوة إلى الصبر والرجاء

عاشوراء هو يوم يعيد للأمة ذاكرتها الأخلاقية. يعلمنا أن الصبر ليس فقط على البلاء، بل على المبادئ، وأن الألم لا يعني الفشل، بل قد يكون بداية لنهضة. هو يوم يُنبت الأمل في قلوب الصابرين، ويُذَكّرنا أن الحق يبقى، وأن الكرامة تُصان بالصبر والثبات لا بالخنوع.

فليكن عاشوراء فرصة لنا لنتأمل في أنفسنا: كيف نصبر؟ وعلى ماذا نصبر؟ وهل نُشبه الحسين في صدقه وثباته؟ وهل جعلنا من صبرنا أداة لرفع الظلم عن أنفسنا وعن من حولنا؟

إنها مدرسة… مدرسة الصابرين.

الصبر
المبادئ
عاشوراء
كربلاء
الامام الحسين
محرم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    تعرفي على خربشات طفلك

    النشر : الأثنين 25 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    أمير المؤمنين ونواة الطمأنينة الإجتماعية

    النشر : الأثنين 24 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    هجوم الدار.. من فضاضة أهل المدار

    النشر : الأربعاء 13 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    شخصيات تسمم حياتك: الغدارون

    النشر : الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    نسج دمعة واعليا

    النشر : الأثنين 18 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    غياب الأب ومدى تأثيره في بناء نفسية الطفل

    النشر : الأحد 19 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 529 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 474 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 409 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 356 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 356 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1190 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1155 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1080 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1077 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1060 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 889 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 14 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 14 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 14 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة